منابر ثقافيّة: الشراكسة ** نشأتهم و أصولهم

** الشراكسة ** نشأتهم و أصولهم

يعرب الشامي

——————————————————————————-
قد يسمع الكثير منا عن الشركس أو الشراكسة , و لكن القليل من يعرف أصولهم و ربما أن بعض الشراكسة

لا يعرفون هذه الحقيقة أو تفاصيلها . فمن هم الشراكسة إذا :

أرض القوقاز : و هي البقعة الواقعة بين البحر الأسود غربا و بحر قزوين شرقا , و شمالا من نهر القوما وصولا

إلى هضبة أرمينيا جنوبا , مساحة هذه الأرض تقدر { 400 } ألف كيلو متر مربع و تنقسم المنطقة لقسمين

الأول يعرف بشمال القوقاز و الثاني جنوبها { ما وراء القوقاز } و تنتشر فيها سلسلة جبال هائلة تختلف

ارتفاعاتها من قمة للأخرى أعلى قممها جبل { البروز } يكسوه الثلج دائما و يدعونه شيخ الجبال أو الجبل

المبارك و ترتفع قمته بعلو 5600 م و منها ينحدر نهر قوبان , و السلسلة الجبلية تبدأ مرتفعة بالشمال و تنخفض

كلما اتجهنا جنوبا , و تكسو هذه الجبال غابات كثيفة جدا و مخيفة أحياناً .

تلك هي طبيعة الأرض التي عاش بها شعب القوقاز و هو الاسم الجامع لكل سكانها أما اسم شركسي فهو

وصف أطلقه الأجانب على شعوب و قبائل شمال القوقاز .

إذ لا توجد أي قبيلة تحمل اسم القبيلة الشركسية { وربما أن أصل هذه التسمية إيراني أو تتري } فهو

يعني سكان القوقاز جميعا و التي تجمعهم حضارة واحدة و إن اختلفت لغاتهم .

وتضم شعوب شمال القوقاز { الأديغة – البجدوغ -الأبازاخ – الشاب سوغ – القرشاي -التشمقواي –

النختواي – الوي ناح – الداغستان .. الخ}.

والقوقاز كلمة استعملها الإغريق { قاو قازوس } و حرفها الروس إلى قفقاس , و في الكتب و المصادر العربية

تسمى ” القبق ” و بلاد اللان و لقبها باب الأبواب ,و يشار إليها ببلاد ما بعد جبال أرمينيا .

و قد أكد العالم الألماني باخ أن أرض القوقاز هي المصدر الأساسي للجنس الأبيض .

و قد سماها السلالة القوقازية و إليها ينسب سكان آسيا الصغرى و أوروبا و شعوب المنطقة العربية و إيران .

كان لموقع القوقاز أهمية كبيرة فهي صلة الوصل بين وسط آسيا و أوروبا ومنها عبرت الهجرات البشرية

باتجاه الغرب كما انتقلت عبرها الحضارات بين الشمال و الجنوب و الشرق و الغرب , و قد كانت الطريق

التجاري الأمن بين الهند و الصين إلى أوروبا و ذلك قبل أن يبحر الأوروبيون بطريق رأس الرجاء

الصالح و قبل شق قناة السويس و القوقاز تكثر فيه الغابات و السهول و نظرا ً لكثرة أمطاره تنتشر فيه

المحاصيل بشتى أنواعها و لعل البترول أهم ثرواته الباطنية .

أم القبائل :

يجمع المؤرخون أن القبيلة الأم لشعوب شمال القوقاز هي قبيلة ” آنت -ANT “التي كانت تقطن شمال

لبحر الأسود و قد سمي نهر القوبان آنذاك ” نهر آنتي ” نسبة لتلك القبيلة , و قد بقي هذا الاسم يتردد

في الأغاني و الملاحم الوطنية الشركسية كما هو محفوظ إلى الآن , و يضيف المؤرخون أن أبناء هذه

القبيلة هم أحفاد ” الحثيين ” .

حيث يؤكد أن الخط ” الميخي ” الذي استعمله الحثييون لا يزال مستعملا عند الشر اكس على شكل

شعارات للقبائل , و أن ما تبقى من لغة الحثيين على قلتها إنما هي لغة الشراكسة و تنطبق عليها تماما ,

إضافة إلى أن التاريخ الفرعوني المصري قد حفظ بمخطوطاته الكثير عن معتقدات الحثيين و عن نمط

ملابسهم . و قد ذكر العلماء أيضا أن الحثيين وصلوا للشرق من هضبة الأناضول بعد هجرات طويلة

و متتالية بدأت من أواسط الآلف الثالث قبل الميلاد و قد توسع ملكهم و نفوذهم حتى شمل في أوج

قوتهم آسيا الصغرى و بلاد ما بين النهرين و سوريا حتى الحدود المصرية و ذلك في القرن الخامس

عشر قبل الميلاد , و قد انتهى الوجود السياسي لهم بحلول عام سبعمائة قبل الميلاد , لكن وجودهم

البشري استمر إلى أن انصهرت عشائرهم بالمجتمعات المحلية .

وقد ورد ذكر الحثيين في العهد القديم { أن إبراهيم الخليل عليه السلام عندما هاجر من بلاد ما بين

النهرين و وصل إلى حبرون ” الخليل ” اشترى كهفاً من الحثيين }.

و بعد .. فقد أجمعت البحوث و الدراسات أن الشراكسة ” القوقازيون ” هم فعلا أحفاد

الحثيين , و أنهم من الأمم العريقة الضاربة في التاريخ .
http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1982

 

 

Share Button

مجموعة العدالة لشمال القوقاز: عندما يكون الجدل بيزنطيّا وخال من الموضوع

عندما يكون الجدل بيزنطيّا وخال من الموضوعيّة

 

نشر موقع شبكة الأخبار الشّركسيّة مؤخّرا مقالا مترجما للّغة العربيّة قامت باعداده ونشره باللّغة الانجليزيّة الصّحفيّة الشّركسيّة وناشطة حقوق الانسان فاطمة تليسوفا بعنوان “الكونغرس الشّركسي يدعو الى توحيد الجمهوريّات الشّركسيّة في شمال القوقاز” على عدّة مواقع الكترونيّة تهتم بالوضع القوقازي عامّة والشّركسي خاصّة، ما أثار غريزة الاعجاب بنوعيّة وصدق المشاعر عند أغلبيّة شركسيّة متعطّشة لمثل تلك المبادرات المباركة نحو احقاق الحق واستعادة الحقوق الشّركسيّة المنهوبة ومنها حق الأمّة الشّركسيّة بان يكون لها وطن معلوم الحدود ومتجانس سكّانيا وجغرافيّا، بينما جاءت هذة المبادرة كوقع الصًاعقة على تلك الحفنة  من الشّراكسة وأشباههم والمدعومين من قبل المستعمرين الّذين بذلوا المستحيل في مسح شركيسيا الوطن والأمة من الواقع والخارطة وحتّى من ذاكرة الشّراكسة أنفسهم، الّذين حلّ بهم وبديارهم الهلاك والدّمار والخراب والقتل والابادة الجماعيّة والتّشريد والتهجير منذ السّنوات الأخيرة للحرب الرّوسيّة-الشّركسيّة والّتي وضعت أوزارها في 21 مايو/أيّار 1864.

 

انّ من يعتقد بانّ الذّاكرة الشّركسيّة قد أكل عليها الدّهر وشرب مخطئ تماما، لأنّ ما حصل في شركيسك مؤخّرا أتى على كل المخطّطات الاستعماريّة والاستيطانيّة الرّوسيّة الخبيثة بالفشل الذّريع وذلك عند تبيّن كل من يهمّه الأمر بأنّ شركيسيا وأبناءها الغر الميامين والمخلصين أثبتوا ثباتهم على الحق الّذي لا يتجاهله سوى جاهل ومغرض وعميل، وأنّ شركيسيا تعرف بحدودها التّاريخيّة والّتي يمكن تبيّنها من خلال الرّجوع الى الخرائط والمصادر الموثوقة والّتي تعتبر الوثائق اللاّزمة لتثبيت الحقوق حسب الوقا ئع والقوانين والأعراف الدّوليّة.

 

انّ الأمّة الشّركسية تعبت وسئمت بل واشمأزّت من هؤلاء الّذين عيّنوا أنفسهم أوصياء على حاضرها ومستقبلها وبموجب و/أو بالتّوازي مع المشاريع الامبرياليّة الرّوسيّة الّتي شرعت في حروبها وأساليبها المختلفة الّتي امتدّت بين التّرهيب والتّرغيب للسّيطرة على شركيسيا وأمم شمال القوقاز الأخرى منذ أكثر من أربعمائة وخمسون عاما من خلال حروب متعاقبة ومدمّرة شنّها المسكوفيّون منذ ما قبل عهد ايفان الرّهيب وحتّى عصرنا الحاضر وتم من خلالها القضاء على الملايين من بني البشر من أفرادا وجماعات وقبائل وشعوب  وأمم، لا بل تقوم دائرة الاستخبارات الرّوسيّة  (اف اس بي) وأجهزتها الاستخباريّة الأخرى مثل ال (جي آر يو) في الوقت الحاضر باللّحاق بالشّراكسة المهجّرين من قبل روسيا الامبرياليّة الى ديار الاغتراب لتؤثّر على مجرى حياتهم وانتخاباتهم ولدس العملاء والجواسيس بين ظهرانيهم وكذلك لبث الفرقة والدّعاية الاستعماريّة-الاستيطانيّة بينهم لحملهم على عدم التّفكير بالعودة الى أرض الوطن، ومن يعتقد بان كل تلك الجرائم ستمر من دون عقاب و/أو حساب فهو مخطئ تماما لأنّ الحقيقة دائما تكون أبسط ممّا تبدو لأوّل وهلة.

 

عودة على بدء لتلك المشاهد لهؤلاء العملاء والجواسيس المتطفّلين والمتواجدين بين ظهرانينا وشهود العيان الّذين شاهدوهم بأم الأعين وهم يتنقّلون من  والى السّفارات والقنصليّات الرّوسيّة لايصال المعلومات الّتي طلبت منهم لتزويد أسيادهم رجال المخابرات الّذين يعملون من أجل  تنفيذ السّياسات الاستعماريّة الرّوسية بين الجاليات الشّركسيّة في المهجر وديار الاغتراب من جهة و لاستلام الأوامر والتّعليمات المستجدّة وكذلك لجمع المعلومات المطلوب الحصول عليها من أجل متابعة النّشاطات المختلفة للأفراد والجماعات والجمعيّات والنّوادي من جهة أخرى.

 

ليس هنالك من نصف انتماء الى قوميّة ما لأنّ المطلوب من كل من يدّعي الانتساب بالكلام فقط عليه أن يؤكّد ذلك بالعمل لأنّ عنوان التّقدير والاحترام للأمّة هو مقدار المسؤوليّة تجاهها حاضرا ومستقبلا، ولأنّ التّطور هو سنّة الحياة وان القعود وعدم التّفكير بمصير الأمّة لهو الجهل بعينه بل هو أيضا التّقهقر والخذلان الى مهاوي الشّرذمة والضّياع والانصهار في بوتقة عالمية الاتّساع ومجهولة المصير من حيث قال أحد الحكماء: “ان من يرفض التّغيير فانّه معماري أكل عليه الدّهر وشرب. والمؤسّسة الانسانيّة الوحيدة الّتي ترفض التّغيير هي المقبرة”. انّ القعود وعدم التّحرك باتّجاه الوطن سواء كان وجدانيّا أوعاطفيّا على أقل تقدير لهو جريمة تقترف بحق الوطن والأجداد الشّجعان الّذين بذلوا الغالي والنّفيس في سبيل الدّفاع عن الوطن الأم وعن هويّة الأمّة الشّركسيّة.

 

والانسان يرتجي في أن يكون في حياته مثلا وقدوة يقتدى بها في عيشه وملهما للتّاريخ الانساني عند رحيله الى الدّار الآخرة، والّذي يرى العالم بمنظار محدود الرؤيا من حيث المدى والزّاوية فانّ أفقه يبقى ضيّقا ولا يستطيع تحديد اتّجاهه وخط سيره، ومن بديهيّات الحياة فانّ البقاء للأقوي ليس بدنيّا وجسمانيّا فقط، بل أخلاقيّا وذهنيّا وثقافيّا وعلميّا وقوميّا أيضا.

 

ان ما يزعج المرء هو أن يرى بعضا من هؤلاء الشّراذم المتشبّهين بالشّراكسة والّذين أجزم جزما قاطعا بأنّهم امّا أن يكونوا غير شراكسة أو هم من المتشبّهين بهم من الدّخلاء أو العملاء أو الموتورين أو المأجورين أو ضعفاء الأنفس ممّن ارتضوا أن تنتهك الحرمات والأعراض وحرمة تراب الوطن الأم بدون تأثّرهم بأدنى قدر من الحس الانساني أو بقدر ولو بسيط من الغيرة والحميّة واللّتان لا تتواجدا الّا عند أولي الهمّة والعزم والايثار؛ ومن خلال القاء نظرة سريعة على أيّ شعب مضطّهد أو محتلّ أو مطرود من وطنه أومحروم من حقوقه الأساسيّة المكفولة حسب القوانين الدّوليّة ذات الصّلة، فتجد من يطالب بالحقوق المسلوبة والمهضومة وبشتّى الأساليب والسّبل لا من يهبّط العزائم و/أو يدافع عن المعتدي المحتل الّذي أوغل في جرائمه منذ اليوم الأوّل الّذي وطأت أقدام جيوشه وقوّاته تراب الوطن واقترفت جرائم الابادة الجماعيّة والتّطهير العرقي والتّهجير القسري!

 

ومن الحكمة أن يقال بأنّ ليس هناك أشدّ صمما أو أشدّ عمى من أولئك الّذين يريدون ألّا يسمعوا أو يبصروا.

 

ايجل

15-شباط/فبراير-2009

 

مجموعة العدالة لشمال القوقاز

 

http://www.justicefornorthcaucasus.com/jfnc_message_boards/arabic_boards.php?entry_id=1234765200

 

 

Share Button

كفكاز سنتر: كازبك “أسد شركيسيا”

كازبك “أسد شركيسيا”

فترة الاصدار: 1 يونيو 2007, 20:44
cir
كان هناك رجل شركسي (وربما لايزال حيا)  يدعى “كوزبك” وقد حصل لنفسه على لقب “أسد شركيسيا”.

وكان دائما يقود عصبة قليلة من الرّجال لمهاجمة الرّوس.

وفي يوم وجد بعض الجنود الرّوس يحصدون في الحقول، وعندما اقترب منهم فرّوا من شدة الرّعب، تاركين

ورائهم مائتا منجل، قام بالاستيلاء عليها.

ولكن فاجعة كبيرة حلّت بالبطل. فقد كان عنده ولد واحد. وعندما قاده الى الحروب حثّه بعدم التّراجع أمام العدو

نهائيّا، ولكن بشق طريقه من الوسط.

وفي يوم من الأيّام قام كازبك باجتياح مجموعة كثيفة من الجنود الروس، عندما اخترقت حصانه فجأة، رصاصة

مما ادى الى اندفاعه للامام على الارض. وهناك وقع الاسد بين الصيادين.

وفي خلال لحظة اخرى كان من الممكن ان يقتل فيها، هبّ فجاة محارب صغير لنجدته، وكان ابنه.

ولكن ماذا يمكن ان يفعل شخص واحد مقابل هذا العدد!

مجموعة من الخيّالة الشراكسة هرعوا الى المكان وحملوا كازبك بعيدا، لكنهم كانوا متأخّرين جدا لانقاذ ابنه.

وحملوا بعيدا جثة الولد الشجاع. حزن كازبك حزنا عميقا؛ لكنه واصل القتال من أجل وطنه.

انظر الى هذه الأكوام السّوداء من الرماد. في هذه البقعة في قديم الزمان عاش أمير يدعى “صفر بى” مع

أربعمائة من خدمه؛ ولكن المساكن الخاصّة به أحرقت وسوّيت بالارض من قبل الرّوس.

وفرّ ذلك الأمير الى تركيّا طالبا المساعدة، ماذا كان يمكن ان يحدث لزوجته وبناته الصغيرات، لو لم يتعهّدهم صديق لطيف برعايته؟

وهذاالصّديق كان أحدبا، ولكن شجاعا جدّا.

ذهب لزيارته بعض الرّحّالة الانجليز، واستقبلوا في بيت الضيافة واستمتعوا بمائدة العشاء الممدودة على طاولات عديدة.

وفي اليوم التالي أتت الفتيات الى بيت الضيافة وقبّلوا اياديهم، برفقة ابنة الأحدب.

وفرح الاطفال ببعض الألعاب التي اعطاهم اياها الرّحّالة، والسيدة اللطيفة الصغيرة تقبّلت بعض الابر والمقصّات.

ولكن أين كانت زوجة “صفربى”؟ ارسلوا خادمة للاستفسار عنها، ووجدوها في خرق بالية  و متمدّدة على حصيرة

وحتّى بدون لحاف، وكانت تبكي بمرارة.

الم يعطها احد ملابس وأغطيه؟ نعم، ولكنها وهبت كل شيء، لانها استعملتها كأميرة، لتقديم الهدايا، والآن هي لاتهتم لأيّ شيء.

هذه هي بعض المآسي التي تجلبها روسيا الى شركيسيا.

  

المصدر: شيركيسيان وورلد

كفكاز سنتر

29 مايو/أيّار 2007

ترجمة: مجموعة العدالة لشمال القوقاز


Share Button