منظمة اليونسكو تعتزم حماية المواقع التراثية العالمية في غرب القفقاس

منظمة اليونسكو  تعتزم حماية المواقع التراثية العالمية في غرب القفقاس

 

لجنة التراث العالمي في منظمة اليونسكو وخلال دورتها ال (33) التي عقدت في مدينة اشبيلية الاسبانية في الفترة من 22 إلى 30 حزيران الماضي، قامت بدراسة 178 حالة من مواقع التراث العالمي، كما قامت بالنظر في طلبات ادراج مواقع جديدة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وتناول اجتماع اللجنة ضرورة الحفاظ على مواقع التراث العالمي في القفقاس الغربية وخاصة منطقة سوتشي التي ستقام على ارضها دورة الالعاب الاولمبية الشتوية في عام 2014، وكذلك المناطق المحيطة بها.

وقد دعا قرار اللجنة الختامي مدعوماً بتوصيات منظمة السلام الأخضر للدولة الروسية الى اتخاذقرارات بشأن النظام القانوني لحماية التراث، وتحديد حدود المنطقة المحمية، وقواعد إدارة المحميات الطبيعية في اقرب وقت ممكن، وبالإضافة إلى ذلك، طلب من الحكومة الروسية مراجعة الخطط والبرامج المتعلقة بالبرنامج الاتحادي المعروف باسم ” جنوب روسيا (2008-2012) ” التي ينوى تنفيذها في  اقليم كراسنودار  وجمهوريةالأديغية وقرشاي/شركس، وضمان توافقها مع حماية المواقع القيمة التي تعتبر من التراث العالمي، كما أنها طلبت خرائط ومعلومات مفصلة عن وضع الألعاب الأولمبية الشتوية في عام 2014 وغيرها من البنى التحتية في المواقع والمناطق المجاورة التي تتعلق بما يسمى تراث حديقة سوتشي الوطنية، ووثائق لتقييم أثر هذه المشاريع على القيمة العالمية لهذه المواقع، وضرورة نشر هذه الوثائق للجمهور، وبالإضافة إلى ذلك نص قرار لجنة التراث العالمي على ان تقوم روسيا بتقديم تقرير في الأول من  شباط 2010 حول حالة المواقع التراثية  ومركز التراث العالمي والتدابير المتخذة لتنفيذ توصيات لجنة التراث العالمي والاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، المنعقد في عام 2008، لكي يتسنى للجنة التأكد والاطلاع عليه في دورتها ال 34، المزمع عقدها  في عام 2010.

من غير المستغرب أن تعمد الفيدرالية الروسية في وقتنا الحالي لترشيح سوتشي لاستضافة دورة الأولمبياد الشتوية وذلك ضمن خطتها الرامية إلى التصدي للمد القومي الشركسي، فهي على ما يبدو تحاول إظهار صورة معينة عن المنطقة للعالم الخارجي حيث تعمل على تأكيد الهوية الروسيةللمنطقة وليس هناك طريقة أفضل من إظهار هذه الصورة إلّا من خلال منطقة سوتشي التي تعتبررمزاً للمقاومة القومية الشركسية، فرغم افتقار سوتشي للبنية التحتية اللازمة والحاجة الى انفاق مليارات الدولارات من الخزينة الروسية التي اصبحت تشعر بالضعف حالياً نتيجة للازمة المالية العالمية، إلّا أن موسكو أصرّت على موضوع الترشيح بشكل يظهر صحة الإعتقاد بأنّها تحاول إعطائها الهوية الروسية الخالصة والتي ستكون بمثابة الضربة الموجعة للقوميين الشراكسة، بحيث تعمل الفيدرالية الروسية على إيصالهم لحافة اليأس خاصة وأن المد القومي الشركسي ما زال في بدايته، ولهذا فإنه من الضروري في نظرها إخماده قبل أن يتصاعد  من خلال التشكيك بمصداقيته وقدرته على الصمود.

اخبار شركيسيا

Share Button

اترك تعليقاً