تصريحات ودراسات روسية مثيرة للجدل

تصريحات ودراسات روسية مثيرة للجدل

بقلم: علي كشت

صدرت في الاونة الاخيرة مجموعة من التصريحات والدراسات الروسية الرسمية،  التي اقل ما يمكن وصفها بالعنصرية ، هذه التصريحات والدراسات تدل على وجود مشكلة مؤرقة لصانع القرار الروسي وان هناك نوع من التخبط بشكل واضح من اجل حلها او التكتم عنها، الا انه على ما يبدو ان  هذه المشاكل امست غير قابلة للعلاج بالطرق الروسية المعتادة، وهو ما يفسر ظهورها على السطح بصورة تثير عدة تساؤلات حول ما هيتها وحقيقتها، فقد نشر موقع وكالة انباء القفقاس بتاريخ 1/8/2009 خبراً حول اعداد مجموعة من الخبراء الروس لائحة شملت 84 منطقة وجمهورية في الفدرالية الروسية تشير الى ان منطقة شمال القفقاس ليست من الأماكن المفضلة للروس،اعتمد الخبراء لدى إعدادهم القائمة على معايير عدة كمستوى الرواتب والدخل الأدنى وأسعار العقارات ونسبة البطالة حسب ادعاءهم، وقد احتلت المناطق الغنية بالبترول المراتب العشرين الأولى على اللائحة في حين احتلت الجمهوريات القفقاسية درجات متدنية حيث جاءت الأديغي في المرتبة 42 والقبردي ـ بلقار في المرتبة 67 ، أوسيتيا الشمالية في المرتبة 52، داغستان في المرتبة 69، القرشاي ـ شركس في المرتبة 74، الشيشان في المرتبة 83 أما المرتبة الأخيرة فكانت من نصيب أنغوشيا، وجاءت منطقة كراسنودار في المرتبة 34 وآستراخان 36 وستافربول كراي 45 وروستوف 53، وبالرجوع الى بيانات اقتصادية سابقة يلاحظ وجود نوع من التضليل حول نتائج هذه الدراسات حيث أن جمهورية الاديغية مثلاً كانت قد احتلت عام 1997(عندما كانت الاوضاع الاقتصادية مخيفة في روسيا الفدرالية) المرتبة السابعة عشرة في الفدرالية الروسية والمرتبة الأولى لمنطقة شمال القفقاس من حيث الشروط والاتفاقيات الاستثمارية والنمو الاقتصادي، اي انه من المفترض ان اقتصاد الاديغية كان يسير على طريق الصحيح وكان يتمتع بالقوة، ولكن وبقدرة قادر تتراجع الاديغية وتصبح جمهورية فقيرة ومعدمة وضعيفة اقتصادياً هذا التحول السريع جاء متزامناً مع الخطط التي ظهرت بعد العام 1997 الهادفة الى دمج الجمهورية بمقاطعة كرسنودار المجاورة، ومنذ ذلك الوقت تصدر الدراسات الاقتصادية الروسية المركزية التي تظهر وجود تباين كبير بين الاديغية ومقاطعة كرسنودار وبين جمهوريتي قباردينو/بلقاريا والقرشاي/شركس ومقاطعةستافربول،رغم ان احدى الدراسات التي اجريت في بداية الالفية الحالية افادت بان النفط المتواجد في شمال القفقاس والممتد على اراضي الجمهوريات الشركسية وجمهورية الشيشان يكفي لسد احتياجات المنطقة لمدة 150 عاما، ناهيك عن الموارد الطبيعية والسياحية الاخرى للمنطقة الشركسية، الدراسات الدولية كانت دوماً في تناقض مع الدراسات الروسية ففي 29 تشرين الاول /2008 – المنتدى الاقتصادي العالمي دافوس قام بتصنيف البلدان من حيث قدرتها التنافسية وقام الباحثون الرّوس بتطبيق المقياس على 38 من مناطق روسيا ووجدوا انّه العديد منها ستكون افضل حالاً اقتصادياً  لو انها كانت دول  مستقلّة بدلاً من وجودها في الفدرالية الروسية، وعند تناول جمهوريات  قباردينو-بلقاريا والقرشاي/شركس والاديغية، وجدت الدراسة ان هذه الجمهوريات تتمتع بقدرة تنافسية اقتصادية تتساوى فيها مع مصر وكازاخستان على سبيل المثال وان قدرتها الاقتصادية قادرة على التفوق على اقتصاديات دول مستقلة مثل أذربيجان وباكستان وبلغاريا، هذه التناقضات وغيرها لعبت دوراً في اثارت شكوك حول الحقيقة التي تسعى الدولة الروسية من وراء نشر فكرة التدهور الاقتصادي في شمال القفقاس، اضف الى ذلك عدم وجود مساواة بين المناطق الشركسية والروسية في الدعم المالي للمركز.

اضافة الى هذه الدراسات تظهر العديد من التصريحات ذات المضمون العنصري من قبل مسؤولين روس رفيعي المستوى فمثلاً طلب الممثل الخاص للرئاسة الروسية في المناطق الفدرالية الجنوبية فلاديمير أوستينوف من الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف مد يد العون لوقف هجرة الروس المتزايدة من شمال القفقاس،وتحدث أوستينوف عبر لقاء جرى بالأقمار الصناعية مع ميدفيديف في العاشر من شهر تموز الماضي عن المشاكل التي تعاني منها منطقة شمال القفقاس وعلى الأخص البطالة التي قال إنها تدفع الروس لمغادرة المنطقة، وقد ذكرت الجملة التالية وبشكل حرفي:” نحن الآن بصدد إعداد رسالة موسعة لفخامتكم حول هذا الأمر راجين منكم الدعم لجعل الصناعة بأيدينا في هذه الجمهوريات القومية وعدم ترك الروس (يغادرون القفقاس)”، لقد اثار هذا التصريح ردود فعل غاضبة من قبل القفقاسيين ومنهم الشراكسة، وذلك للعنصرية الواضحة فيه، فالسيد أوستينوف غير قلق بالحالة الاقتصادية لشمال القفقاس سوى لان الروس يرحلون بسببها حسب قوله، ولو ان الروس لا يرحلون فانه لا يبالي بالحالة الاقتصادية اطلاقاً، ومن جهة اخرى كان استخدام لفظ الروس اي المنحدرين من اصل سلافي اثر واضح على عنصرية فكر القيادة الروسية، فاذا كانت روسيا هي ام الجميع كما تدعي وان مواطنيها كلهم متساوون في الحقوق والواجبات وان منطقة شمال القفقاس جزء لا يتجزأ من روسيا وان شعوبها هم مواطنين في الفدرالية الروسية التي تقوم على اسس الديمقراطية والتسامح والمساواة فلماذا هذا الخوف من مغادرة الروس للقفقاس اليس القفقاسيين روساً ايضاً؟!! ان هذا التناقض الرهيب يكشف حقيقة السياسة الروسية التي ومن خلال هذه التصريحات تعترف ضمنياً بان شمال القفقاس منطقة محتلة ولا بد من تدعيم الوجود الروسي فيها، فهناك فرق بين الشركسي وروسي في المواطنة، وهناك خوف من استعادت هذه المناطق لشعورها وفكرها القومي.

ان حقيقة هذه التصريحات والدراسات الاستفزازية تكمن في رغبة روسيا في تحقيق مجموعة من الاهداف، بداية فان موسكو تسعى منذ تولي السيد بوتين مقاليد الحكم الى اتباع سياسة دمج المناطق الفدرالية وذلك بغية تذويبها وصهرها في البوتقة الروسية وروسنة كل القوميات الاخرى الموجودة فيها، ولهذا عمدت السلطات الفدرالية على اتباع سياسة خلق المشاكل العرقية والاجتماعية في الجمهوريات القفقاسية وخاصة الشركسية منها بغية جعلها تنشغل بهذه المشاكل وابعادها عن متابعة تطورها الاقتصادي، فاججت المشاكل بين الشراكسة والقوميات العرقية الوافدة على ارضهم لجعلهم في حالة صراع مع هذه العرقيات التي تعتبر الاداة المثلى في يد روسيا تاريخياً، اضف الى ذلك المحاولات الروسية لخلق المشاكل الاقتصادية لوضع اعباء على كاهل الجمهوريات الشركسية ودعم المناطق المجاورة  بالشكل الذي يظهر ضعف هذه الجمهوريات وضرورة دمجها مع المناطق الاخرى التي هي افضل حالاً اقتصادياً، وحتى عملية الدمج هذه فيلاحظ بان المركز الفدرالي قام بتقوية المناطق التي يشكل الروس فيها اغلبية مثل كراسنودار (على الرغم من انها ارض شركسية تاريخياً) وذلك من اجل جعل الشراكسة اقلية في حالة دمج الاديغية مع كراسنودار ونفس الامر ينطبق على مقاطعة ستافربول وجمهوريتي قباردينو/بلقاريا والقرشاي/شركس ، اي ان الخطة الروسية كانت تقوم على افقار مناطق شمال القفقاس وبث الدعاية الاعلامية اللازمة وذلك بغية دمجها وفق مخططات روسية تحت ستار الحالة الاقتصادية المتدهورة لكن ما حصل ان الروس المقيمين في القفقاس هم  من الحق بهم الاذى نتيجة هذه السياسية ، حيث ان الشركسي مضطر الى البقاء في القفقاس فلذهاب الى موسكو مثلاً قد يعنى قتله على ايدي حلقي الرؤوس الروس او العصابات، وفي اغلب الاحيان ونظراً لاتباع سياسة الفصل العنصري ( وهنا نعني الفصل العنصري(Apartheid) وليس التمييز العنصري(Discrimination) لان الفصل العنصري هي سياسة تطبقها الدول مثلما كان متبع بجنوب افريقيا اما التمييز العنصري فيتم تطبيقها من قبل الافراد) من قبل الدولة الروسية بحق الشراكسة فانه يجبر على البقاء في القفقاس والتكييف مع جميع الصعاب رغماً عنه، بعكس المواطن الروسي الذي له الحرية في التنقل اينما اراد وبهذا انقلب السحر على الساحر وبدأ الروس بمغادرة القفقاس وبقاء الشراكسة الامر الذي اثار حفيظة موسكو، وقد جاء تصريح رؤساء القازاق ليكشف حقيقة السياسة الروسية والذي جاء فيه” أن إعادة هيكلة منطقة شمال القفقاس عبر إحياء منطقة تيريك كما كان في العهد القيصري من شأنه توطيد ركائز الاستقرار في المنطقة والمساهمة في حل الخلافات بين شعوبها”،وكان رئيس اتحاد قازاق تيريك ميخائيل إنكافستوف في اجتماع عقده رؤساء القازاق مطلع الشهر الحالي في مبنى إدارتهم في عاصمة أوسيتيا الجنوبية فلادي قفقاس قد اكد بإنهم بصدد إعداد طلب حول هذا الخصوص سيتقدمون به لمجلس الدوما، وتحدث قائلا: “يجب أن تحتل القبردي ـ بلقار والشيشان وأنغوشيا وأوسيتيا الشمالية وداغستان وستافربول كراي مكانها في منطقة تيريك وأن تلحق الأديغي والقرشاي ـ شركس بكوبان”، وزعم إنكافستوف أن منطقة تيريك كانت غنية جدا في عهد القياصرة مردفا: “لقد كانت تكتفي بنفسها وتقدم 2 مليون قطعة ذهبية للخزينة لكن بعد ذلك استلم البولشيفيون الحكم وهدموا المنطقة مما تسبب بظهور مشاكل إقليمية في القفقاس… إن جميع جمهوريات شمال القفقاس تحصل على مساعدات الآن وجميعها تعاني من مشاكل اقتصادية واجتماعية حادة ونظام الإدارة فيها نظام قبلي، يجب اعتبار أن جمهوريات شمال القفقاس قد أفلست ويجب جلب نظام إدارة خارجي. إن الوضع في جمهوريات شمال القفقاس تسبب بمغادرة الروس لها عقب انحلال الاتحاد السوفيتي ففي البداية ظهرت النزعة القومية وبعد ذلك الأزمة الاقتصادية وانهيار الصناعة مما تسبب ببطالة آلاف الأشخاص ومغادرتهم المنطقة وفي حال استمر الوضع على ما هو عليه سيستمر الروس بمغادرة المنطقة لأن إمكانية عثورهم على عمل ضئيلة جدا، إن إعادة تشكيل منطقة تيريك سيحل أولا المشاكل السياسية وسيزيل الانتقادات الإقليمية التي توجهها بعض الشعوب لبعضها الآخر ولن يبقى هناك مفهوم “شعب بوصف وشعب بلا وصف”.

اذاً الهدف هو اعادة ترتيب منطقة شمال القفقاس وتغير بنيته بصورة تقضي على الهوية القومية الشركسية، وهذا الامر ليس جديداً بل ان المتتبعين والمختصين بالشؤون الشركسية يلاحظون تكرار الحقبة القيصرية والسوفيتية مرة اخرى ولكن هذه المرة تحت رعاية الفدرالية الروسية، ففي العهد القيصري وبعد سقوط شركيسيا جرى تقسيم البلاد الى مناطق عسكرية على مستويات مختلفة من حيث الحجم و الصلاحيات، وكان تجرى عليها تعديلات بين الحين والأخر، وقسمت منطقة الترك العسكرية الى عدة مناطق، فالمنطقة الغربية شملت نواحي القبرداي و اوسيتيا و الانخوش ، و المنطقة الوسطى شملت نواحي اتشكيريا و اراغون وفي العهد السوفيتي تم بث التفرقة بين شعوب المنطقة وروُعي في تقسيمات جمهورية القبرطاي /بلقر ومقاطعتي الكرتشاي /شركس و اديغة تشتيت شعب من خلفية عرقية واحدة ومزج شعوب من خلفيات عرقية مختلفة،  فالمنطق العملي كان جمع القبرداي والشركس والاديغة وهم جميعا من شعب الأديغة (سكان القفقاس الاصليين) وتجمعهم لغة واحدة في تقسيم أداري واحد، إلا أن سياسة (فرق تسد) جعلتهم يتم توزيعهم على وحدات مجزأة صغيرة و يصبحوا أقلية سكانية في بعضها وأمكانية أحداث خلافات ونزاعات في مناطق الأدارية بما يساعد على دوام السيطرة المركزية من موسكو ، وهذا ما يريد تطبيقه مرة اخرى في روسيا الديمقراطية.

الا انه ومن خلال تتبع التطورات السياسية في شركيسيا فانه يلاحظ ان الهروب المتزايد للروس سببه اشتداد رياح الحرية في المنطقة الشركسية فالمؤتمرات الشركسية منذ مؤتمر تشركيسك العام الماضي اعادة المشروع القومي الشركسي الى الوجود وهو اعادة بعث شركيسيا من جديد، والجدير بالذكر بان هذا الاقتراح الداعي لاعادة تشيركسيا العظمى  تمت مناقشته بصورة واضحة وصريحة من قبل المجتمع الشركسي في الفدرالية الروسية بعد ان كان خلال الحقبة السوفيتية يعتبر دعوة الى الانفصال والتطرف ويصتف تحت بند الخيانة العظمى،جوهر المشروع يقوم على اعادة توحيد ودمج ثلاث جمهوريات ومنطقة من  شمالا القفقاس حيث الشركس يشكلون الأغلبية المهيمنة عرقياً،وتتجه شرقا ، وتشمل منطقة الشابسوغ في سوتشي وجمهورية الاديغية وقرشاي/شركس وقباردينو/بلقاريا، ويعتقد البعض ان الفضل في الجرأة الشركسية يعود الى ديمقراطية روسيا اليوم، ولكن في الواقع فان الشراكسة حتى ابان الفترة السوفيتية لم يكونوا خاضعين وخائفين بل انهم تواجهوا مع السوفيت كثيراً وتكفي الاشارة الى احدى الحوادث في  عام 1937 حيث القي القبض على حوالى خمسين من العلماء الأديغه وقتلوا رميا بالرصاص بسبب مواقفهم القومية.

ان شركيسيا ليست منطقة فقيرة كما يروج اليه الروس ولو كانت كذلك لكانت موسكو قد تخلت عنها منذ زمن، فهي غنية بمصادرها الطبيعية التي تنتظر ان تستثمر بالشكل المناسب وهذا الامر لن يتحقق سوى باحلال الاستقرار في المنطقة وتوقف موسكو عن سياسة فرق تسد واشعال الصراعات العرقية وقمع الحريات ومصادرة الحقوق الشركسية والتعتيم عليها، ان الشراكسة يعيدون ترتيب انفسهم وفكرهم السياسي اصبح يتبلور من جديد وقوميتهم تيعث من بين الرماد، ولهذا يجب على موسكو ان تتخذ النموذج العقلاني في اتخاذ القرار وان تعترف ان السبب في هروب الروس هو عدم قدرة الفكر الروسي على تقبل الحقيقة القائمة على ان الشراكسة هم الحقيقة الخالدة اما الاخرون فهم السراب الذي يلزمه الوقت فقط للاختفاء.

 

Share Button

منتديات داغستان سوريا: سمكوغ أمين

سمكوغ أمين

1903 – 1952 م

ولد سمكوغ أمين بن أيوب في سنة 1903 م في قرية المنصورة الشركسية بالجولان في سوريا، بدأ دراسته الأولية في قريته وفي القنيطرة المجاورة، ثم أكمل دراسته الثانوية في دمشق وبيروت، وبعد ذلك التحق بجامعة السوربون في باريس حيث حصل على الشهادة الجامعية، كان الأستاذ سمكوغ قلباً وقالباً شركسياً بكل معاني الكلمة، إهتم بنشر الثقافة والأدب الشركسي بين بني قومه، في سنة 1927 م وعمره 24 سنة أصدر جريدة شركسية سماها (مارج) بـ 3 لغات : الشركسية، العربية والتركية.

 

في سنة 1932 وبمبادرة الأستاذ الكبير وجهوده الشخصية فتحت في الشرق العربي وفي القنيطرة بالذات أول مدرسة شركسية أهلية وطنية مختلفة (ذكور وإناث) تدرس فيها جميع المواد المطلوبة كأية مدرسة إبتدائية سورية أخرى؛ بالإضافة إلى تدريس اللغة القومية، لغة آبائهم وتربيتهم تربية وطنية صحيحة وتشجيعهم على اتباع العادات الحسنة والآداب الشركسية ليكونوا رجال غدآ مواطنين صالحين لأنفسهم وللدولة السورية الحبيبة التي يعيشون فيها.

 

لم يكن أستاذنا الكبير سمكوغ معلم مدرسة فحسب بل كان كاتباً، شاعراً مفكراً ومؤرخاً كبيراً حيث ترك لنا مواد شعرية مختلفة و4 كتب يخص التاريخ الشركسي. رحل أستاذنا الكبير في بداية عطائه وعزحياته وعمره لم يتجاوز الـ 49 عاماً، لقد خسر شعبنا بفقدانه ورحيله المبكر رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه.

http://dagestansyria.com/vb/t2790/



تعليقات – تـتـمـّة

[ Posted by وسام الدين, October 22, 2009 3:11 AM ]
رحم الله الشاعر والمؤرخ الكبير سمكوغ امين

 

Share Button

القضيّة الشّركسيّة

القضيّة الشّركسيّة
 
هناك العديد من المسائل التي يتوجّب معالجتها عند القيام بالوصف الدّقيق لتشكيل مشهد متكامل عن أي موضوع من شأنه أن يشرح الموقف والظروف من كافّة الأبعاد والاحجام، وذلك من أجل ان يتفهم الفرد العادي وان يعرف الوضع الكامل والذي سوف يقدم رؤية جليّة ومفهومة والّذي من شأنه أن لا يترك أي إستفسار غير مجاب عليه من أجل أن يعكس ذلك وضعا غير مشكوك فيه ويعرض المسألة لتشكيل المشهد بطريقة منطقية.

ومع ذلك فإن القضيّة الشركسية، لا تملك أي من المذكور أعلاه فيما يتعلّق بالمعيار أو المبادئ الإيجابيّة بشأن الطريقة المنطقيّة البنّائة والّتي من شأنها أن تحل جميع وقائع الصعوبات المزمنة التي نشأت عبر نتائج 
عشرات السنين من الحروب الوحشية مع القوّات القيصرية المحتلّة الطّامعة عندما استولت الدّولة الرّوسيّة ولغاية يومنا الحاضر على كامل شمال القوقاز وبوجه خاص شركيسيا. قامت روسيا بممارسة سياساتها الامبرياليّة والاستعماريّة القائمة على التّوسّع الإقليمي ولزيادة التلاعب السياسي والاقتصادي الحاسم في شمال القوقاز وما وراءها. وكمظهر للتوسّع الغربي، فقد أنشأت الدّول الأوروبيّة امبراطوريّات سياسيّة شاسعة، ولا سيما في افريقيا وآسيا. هذه “الامبريالية الجديدة” وقعت بشكل رئيسي في المدّة بين العامين 1880 و 1900، عندما سارعت الحكومات الأوروبية بشكل محموم للاستيلاء على أراض جديدة. الرّوس ومرتزقتهم تقدّموا أيضا، لحكم ملايين السّكّان من أمم شمال القوقاز والأمّة الشّركسيّة من أجل إثبات المنافسة والوصول الى المياه الدافئة للبحر الأسود من أجل التجارة وللوصول إلى الموانئ الاستراتيجية الأخرى من العالم، ولتمدّد وتوسّع قوة عسكريّة متفوّقة، ولمنافسة سياسات دول أوروبّيّة أخرى، وللعقيدة العنصرية في التفوق السلافي كانت جميعها بين تلك الحوافز. ان العالم المتحضر انتقد الامبريالية بحدّة ووصفها بأنّها خيانة للحضارة ولمثل الإنسان العليا بالحرّيّة والمساواة.

الامبريالية الروسية خلقت ردود فعل متباينة ضمن أمم شمال القوقاز والأمم الأخرى في مناطق أخرى لا تزال مستعمرة من قبل روسيا. واحد من ردود الأفعال هو مجرد السعي لإجبار قوات الاحتلال والوكالات الأخرى المرافقة له بالرّحيل بعيدا، ولكن شركيسيا دمّرت من قبل الغزاة ككيان متكامل. الفشل العام لذلك الرّد التّمهيدي الأوّلي دفع بعض الذين بقوا في الوطن لخيار ثاني ألا وهو قبول التعامل مع الحكم الروسي، مما جعلهم يقبلون أيّ شيء تفرضه السّلطات الاستعماريّة. وكان الرد الثّالث هو رد الشّتات وهو البقاء على استعداد للعودة الى الوطن الام في أقرب وقت تسمح بها الظروف؛ ولكن مع مرور الزّمن، وتطوّرات الظّروف الدّاخليّة والخارجيّة والوضع الدولي والأزمات، بالإضافة إلى الاقتصاد والعنصرية والحالة الاجتماعية في بلدان الشتات، جعل من الضروري لشراكسة الشّتات التّحرّك لاتّخاذ الخطوات اللازمة لمنح أمّتهم القوة والوسائل اللازمة لاستعادة الحقوق المصادرة ولكن المشروعة في حق تقرير المصير.
ويبدو رغم ذلك؛ ان هنالك منافسة أو بعبارة أخرى صراعا يمكن توضيحه بأنّه عمليّة “شد حبل” بين فرقاء مختلفين، ولا سيما فريقين رئيسيّين (باستثناء الأغلبية الصامتة) ممّا يؤدّي الى اتّجاهات متعارضة مع توجّهات من شأنها بالضّرورة أن تؤدي لهدفين وغايتين مختلفتين.

المجموعة الأولى، ولنكون أكثر واقعية، فقد يكون من المعقول ذكر أن
 الفريق المنظّم والموجّه وهو الأكثر قدرة على الشر، هو الّذي سيّر الأنشطة الاجتماعية والمجتمعية الشّركسيّة لعشرات من السنوات لغاية الآن، وهم الّذين يعتبرون متعالين وهم أفراد بتفكير تجاري، في حين يقبلون بالأمر الواقع للأمة الشركسية كما هو عليه الآن، برغم ما قال فولتير: “التقدم المحرز للأنهار نحو المحيطات ليس في سرعة الرجل نحو الخطأ”، التي تشمل المسائل والترتيبات المتّخذة من جانب أطراف ثالثة وفي غياب الشّعب الشّركسي لغرض صنع القرارات المصيرية مع أفراد أنانيّين وانتهازيّين ومغرورين، وهم الّذين نصّبوا أنفسهم رؤساء للاستحواذ واتّخاذ القرارات المصيريّة والّتي تتعلق باهتمامات وطنية حاسمة مع عدم وجود المنطق والحس السليم والوعي الوطني، وفي غياب وجود الارادة الشّعبيّة. عملية صنع القرار في قضايا حاسمة ومسائل خطيرة هي للأسف ومن المحزن أنّه يقوم بها وكالات المخابرات والأفراد الذين حصلوا على تغطية أنشطتها بكل ما هو متاح من وسائل اعلام دولة الاحتلال، وغيرها من الموارد في الشتات، من قبل أولئك الذين يتنعّمون في جميع مناحي الحياة للمجتمعات الشركسية، وأنهم في معظم الوقت يوصفون بأنّهم من أصول شركسيّة؛ ولكن في حقيقة الأمر، فهم على علاقة بالأجهزة الأمنيّة لنفس سلطات الاحتلال ومن يخلفها، وهي الّتي افرغت الأرض الشّركسيّة من 90% من ساكنيها، كنتيجة للتنسيق والتّعاون مع قوى شرّيرة أخرى والّتي استفادت من النّكبة الشّركسيّة، ممّا شجّع السّلطات المحتلّة لاقتراف جرائم الابادة الجماعيّة و التطهير العرقي وكافّة أنواع جرائم الحرب، والّتي أدّت للتهجير القسري الى المنفى. مع كل الأسف لحقيقة أن هذه الأنشطة والواضح بانّها غير مسؤولة تبدو كما لو أن تلك السياسات العنيدة توضح أن التّرابط الشّركسي يبدو وكأنّه مثل التّرابط القائم بين مشجعي الفرق الرياضية أو المشاهير وهم الّذين تكون المصالح والالتزامات لا ترقى لمستوى الصّلة القويّة بين أعضاء النّقابات وأصحاب المهن. والنتيجة لمثل هكذا استراتيجيّة خطيرة وطّائشة وارتجاليّة ستكون التّعرّض الّذي لا مفر منه والوشيك لحافة الانقراض (لا سمح الله).

المجموعة الثّانية، وقد وضعت في عين الاعتبار أنّ: “الإيمان بدون أعمال يعتبرميّتا، والرغبة بدون عمل تكون خيالا”، وهي الّتي تمسك باحكام وتثير وتطالب بجدول أعمال وخطّة الهويّة الوطنيّة الشّركسيّة، في حين يجب التّعلّق بمبادئ الأخلاق والقيم الأخلاقيّة في مجال معالجة كافّة القضايا والتحديات التي تواجه الأمّة الشّركسيّة. هذه المجموعة من الأفراد المخلصين والمؤسسات المنضبطة تؤمن في أنّ: “الرياح والأمواج هي دائما الى جانب الملّاحين الأقدر”، والتي تمتد بين الوطن الأم وأجزاء أخرى من الشتات الشركسي، بحيث يمكن وصفهم بأنّهم المدافعون الحقيقيّون عن الحلم الشّركسي، وهم الحريصون دائما على استخراج المعلومات من المصادر الموثوقة لغرض تقديم الدّليل على الفظائع التي ابتليت بها الأمّة الشّركسيّة من قبل الطّغاة المحتلين. وهم يقومون على إبلاغ شعبهم عن التفاصيل التي لا تزال تحت الجمع والتّنسيق، والتي تقدّم باحتراف من خلال مختلف السبل والوسائل التي تتراوح بين وسائل الإعلام المتاحة والإنترنت والوثائق والاجتماعات و
المؤتمرات. هذا الفريق يمكن أن يوصف بأنّه ضمير الأمة الحي وقلبها النّابض، بالإضافة إلى أن ألأعضاء هم الّذين عقدت عليهم الآمال لتمكين أمّتهم من الوصول إلى شاطئ السلامة والأمان، وإلى إنجاز الحقوق المشروعة للحرية وحرية الاختيار وحق تقرير المصير.

وهناك كتّاب ومراسلون بحيث انّه ليس عندهم اهتمام بان يكونوا موضوعيّين وإنسانيّين عند الكتابة في بعض المواضيع التي تمس الأفراد والشعوب والأمم، والتي تحتاج إلى نزاهة تعكس دقّة الوصف مثل الكاتب 
اندي ماك سميث كاتب المقال بوريس الشّركسي، والّذي نشر في “الاندبندنت أون لاين”، قسم البيت المفتوح، والمؤرخ بتاريخ 10 آذار / مارس من هذا العام 2008. وبدى المقال (مع كل الاحترام) وكأنّه من الجهل و/أو اللا مبالاة لكتابة تقرير وبتحيز، وبغض النظر عما إذا كانوا يستعدون أو يخيفون أويقوموا بإذلال الآخرين في حين يخاطبون ويوزّعون بياناتهم ومعلوماتهم المسمومة والمعلومات مع هامش ممكن من الجهل عن الموضوع المتناول كاملا أو جزئيا. وأنا واثق من أن بوريس سيشعر بالفخر لوجود الدّم الشّركسي في عروقه، عندما يتأكّد من أن هذه الأمّة الفخورة والمخلصة وذات ماض لأكثر من 6000 عاما، الّذي جعله المقال المذكور ذات صلة بها، وعندما يعرف الوضع الحقيقي والظروف والاحوال الحقيقية والّتي تعرّض لها أجداده المفترضين، مما عرّضهم الى معاملة غير حضارية ولإهانة واحتقار من قبل أفراد مغرورين وجماعات ودول، الّذي كشف عن فساد الأطراف المعنية في التعامل مع المأساة الشركسية التي تطوّرت نتيجة للحرب الروسية – القوقازيّة ممّا أدّى الى نصر روسي غير مؤهّل وغير كفؤ ضد الشّراكسة وغيرهم من أمم شمال القوقاز الّذين دافعوا عن الوطن ببسالة، والّذي لم يمنع أن يكون مجموع السكان من التعرض للابادة والتهجير القسري حيث بدى أنها مؤامرة مروّعة بين الدّولة القيصريّة الروسية المعتدية وغيرها من شركائها في المؤامرة في ذلك الوقت. إن أطروحة الشّراكسة في الأردن من قبل بروس دوغلاس ماكي المؤرّخة بتاريخ يونيو/حزيران من العام 1979 ذكرت: “تاريخ كفاح الشّراكسة ضد الروس يثير حتى اليوم العواطف المتأججة عند أبناء الشّركس. ان اخضاع الأراضي الشركسية من قبل الروس والهجرة المتأتّية عن ذلك للنصف على الأقل من الشّعوب الشّركسيّة من هذه الأراضي الّتي لا تزال حيّة في ذاكرة معظمهم إن لم يكن كل شراكسة اليوم. في المقابلات التي أجريت بشأن أي جانب من جوانب التاريخ الشركسي السّياسي، يشار إلى أنها مختلطة بالفخر والأسف. “

كما أنّ جميع النّاس الواعين والمفكّرين يدركون أن الكمال أمر غير وارد، وفي ذلك المجال قال أحد الكتّاب، “الكمال لا وجود له في الواقع، ولكن فقط في أحلامنا”، انّ الظروف تتطلّب وتفرض ضرورة التّكيّف مع الواقع وحقائق الحياة التي يعيشون، ولكن لا ينبغي النظر للموضوع “كأمر واقع”، لأن ذلك سيكون بمثابة استسلام وقبول بالهزيمة عند مواجهة الصعوبات والتعقيدات. انّ قدر الشراكسة أملى عليهم دائما واجب الدفاع عن وطنهم ضد الغزاة الطامعين، وكان آخر نضال للدّفاع المشرّف ضد 
العدوان القيصري الرّوسي الوحشي والّذي انتهى في العام 1864، ممّا أدّى إلى عواقب وخيمة من الخسائر في الأرواح والممتلكات وبالتالي الوطن، والّذي يقتضي على الشراكسة مخاطبة العالم المتحضّر ومؤازرة بعضهم بعضا في الوحدة والتضامن الّذي لم يسبق له مثيل من خلال محاولة “التّكاتف والتّضامن”، للمضي قدما للمطالبة بالحقوق وتقديم القضايا ولاستعادة الامتيازات المصادرة من أجل إستعادة حقوق الإنسان المشروعة والحقوق المدنية والحقوق الدستورية والحرّيّات المدنية وفقا ل “الإعلان العالمي لحقوق الإنسان“.

“الأفكار العظيمة الّتي تمارس تصبح أعمالا عظيمة”.

إيجل
29 تشرين الأول / أكتوبر عام 2008
 
Share Button

مؤسسة ثروة: الشركس يصرّون على ادعاءات الإبادة الجماعية

الشركس يصرّون على ادعاءات الإبادة الجماعية

شعب شمال القوقاز يقول أن جريمة تاريخية اُرتكبت ضده ومضت بدون تذّكر.

مارينا مارشينكولوفا ـ نالتشيك

exile

في الحادي والعشرين من أيار، أحيت جمهورية كاباردينو ـ بالكاريا الذكرى الثالثة والأربعين بعد المئة لنهاية الحرب القوقازية الدامية عام 1864، حيث يقول بعض المؤرخين أنها أسفرت عن مقتل أكثر من مليوني شركسي وإبعاد مليون آخرين على الأقل إلى تركيا والشرق الأوسط.

 

لقد اعتاد الشركس ـ أو الأديغيين ِAdygs كما يدعون أنفسهم ـ من ثلاث جمهوريات ذات حكم ذاتي في شمال القوقاز هي كاباردينو ـ بالكاريا وكرشاي ـ شركيسيا وأديغيا، على إحياء الذكرى السنوية للتأكيد على مطالبهم الداعية إلى الاعتراف بأن  قتل الشركس على يد قوات الجيش الروسي القيصري في القرن التاسع عشر هو إبادة جماعية.

 

نشطاء من حركة المؤتمر الشركسية القومية مع زعيم الحركة روسلان كيشتوف، وجميعهم يضعون شارات الحداد السوداء، ويحمل الكثيرون رايات شركسية،  تجمّعوا في حشد غير مرخّص ـ وهو أمر غير مسبوق بالنسبة لناتشيك عاصمة كاباردينو ـ بالكاريا ـ أمام النصب التذكاري للضحايا الشركس في حديقة الحرية في المدينة.

 

قال كيشتوف: “تسمع أحياناً الناس يقولون أنه من السابق لأوانه إثارة الإبادة الجماعية للشعب الشركسي كقضية، وعلينا أن نؤجّل الأمر لمدة عشر سنين أو إلى حين توفّر ظروف مؤاتية”.

 

وأضاف: “لكننا لا نلمس من الجانب الروسي أيّ استعداد لحلّ القضية الشركسية. كما لو أننا لم نكن شعباً من روسيا، بخلاف أي من جيراننا في القوقاز الذين تحققت لهم عدالة تاريخية”.

 

عمّ الغضب الكونغرس الشركسي، وذلك بعد أن أرسل طلباً للبرلمان الروسي، دوما الدولة، يسأله فيه الاعتراف “بالإبادة الجماعية للشركس”، لكن البرلمانيين الروس ردّوا بالقول أن الشركس لم يخضعوا لإبادة جماعية أثناء الحرب العالمية الثانية ـ بعد حوالي مئة سنة على الحدث الفعلي.

 

في الوقت الحاضر، ما زال الكثير من الشركس يعيشون خارج وطنهم الذي ليس فيه إلا أقل من مليون منهم. وذلك هو أحد الأسباب في أن مسألة الحصول على اعتراف بالمعاناة التي لاقوها في القرن التاسع عشر هي قضية سياسية حيّة، كما يمكن أن يُنظر إلها كتشجيع للشتات الشركسي للعودة إل روسيا.

 

زامير شوخوف، الذي يترأس منظمة شعبية تُدعى الأخوية الأديغية العالمية، أبلغ IWPR أن قضية الإبادة الجماعية تصدّرت جدول الأعمال لأن مختلف البلدان التي يعيش فيها الشركس تصبح أكثر ديمقراطية، ولذا هم يستطيعون الآن طلب حماية ثقافتهم بطريقة لم تكن متوفرة من قبل.

 

قال شوخوف: “لقد بدأ الشركس يتحدثون بانفتاح أكثر عن تاريخهم، عن ماضيهم، حاضرهم ومستقبلهم. وأعتقد أن الشعب الشركسي يمرّ الآن بفترة صحو للوعي الوطني والشعور بالهوية الوطنية. إننا أقلية في كل الدول التي نعيش فيها، بما في ذلك حتى وطننا التاريخي ـ القوقاز”.

 

وأضاف: “لقد وصلنا إلى فهم أن حفظ الأمة الأديغية يجب أن يكون الأولوية الأولى لكل وطني شركسي”.

 

وفي روسيا، تُواجَه الحملة من أجل الاعتراف بالإبادة الجماعية معارضة على العديد من المستويات. ففي وقت سابق من هذا العام، أرسل الكونغرس الشركسي رسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وفي أواخر نيسان تلقّى الكونغرس الشركسي رداً من ممثّل الرئيس في إدارة السياسة الداخلية في المنطقة الفيدرالية الجنوبية: “التشريع الروسي لا يتضمن قوانين معيارية يمكن أن تحدد طريقة لمعالجة المشاكل التي عرضتموها في رسالتكم للرئيس”.

 

وأضاف علماء في المركز العلمي الجنوبي، الذي هو جزء من الأكاديمية الروسية للعلوم، آراءهم الخبيرة بأن الأحداث التي وقعت خلال الحرب القوقازية في القرن التاسع عشر لم تشكّل إبادة جماعية كما هي مفهومة من قبل الأمم المتحدة.

 

وكان نشطاء ومؤرخون شركس غاضبين جداً بسبب الخطط التي وُضعت لوقت لاحق من هذا العام لإحياء الذكرى الأربع مئة وخمسين لـ “الانضمام الطوعي للدولة الروسية” للجمهوريات الثلاثة مع سكانها الشركس، مناسبة دعوها “اختلاق التاريخ” بأجندة قومية روسية.

 

وتشكّى محمد خافيتسي، رئيس مجموعة Adyge Khase في كاباردينو بالكاريا: “منذ مئة سنة وسنة، قاتلت روسيا بأقصى ما تمتلك من قوة بهدف قهر الشركس. وقد غادر تسعة من أصل عشرة من الأديغيين وطنهم أو قُتلوا في ساحة المعركة.

 

وأضاف: “بل كان هناك أمر بإبادة الشركس عن بكرة أبيهم إن هم رفضوا النزول إلى السهول والعيش هناك كما أُبلِغوا. فإذا لم تكن هذه إبادة جماعية فماذا يجب أن تُدعى إذن؟”.

 

وقال خافتسي أن الاعتراف بالإبادة الجماعية سيعطي الشركس تعويضاً أخلاقياً، إذا لم يكن أمر آخر.

 

لكن هناك بعض الأصوات المتشكًكة. فسفيتلانا آكييفا، الباحثة في نالتشيك، أطلقت تحذيراً حول تعريف الإبادة الجماعية لحدث قالت أنه كان “كارثة كبرى” نتجت عن حرب تدميرية.

 

قالت آكييفا: ” يبدو لي أننا مؤخراً نسيء استخدام هذه العبارة. ينبغي أن يكون هناك معايير معينة للاختيار. وأنا أوافق على أن ما حدث كان خسارة كبيرة جداً للسلالة الجينية للشعب، لكن من الصعب القول أنها كانت إبادة جماعية فعلاً.

 

فالإبادة الجماعية هي تدمير على أساس عرقي محض، ومهما كانت درجة سوء النظام القيصري، لا أعتقد أنه وضع لنفسه هدف إبادة الشركس وغيرهم من القبائل القوقازية بأي ثمن. لكن الدولة هي تجسيد للعنف. ومن المؤسف أن هذا العنف لا حدود له. ويُظهر لنا التاريخ الكثير من الأمثلة المتطرفة لأنواع العنف التي تسبّبت في مقتل الآلاف والآلاف من الناس الأبرياء”.

 

وقدّم عثمان مازوكابزوف، مدير بوابة كافكازويب Kavkazweb الإلكترونية، حججاً على أن الاعتراف بالإبادة الجماعية يجب أن يكون متركّزاً على تحقيق نتائج عملية بالنسبة للشركس.

 

قال: “لم يعد سراً أن التحديات الرئيسية التي تواجه المجتمع الشركسي هي إنعاش الاقتصاد والحد من الفساد. فبدون قاعدة اقتصادية لن يكون بمقدور الشعب استعادة ثقافته ولغته. وفي رأيي، ذلك هو ما يعنيه الاعتراف بالإبادة الجماعية”.

 

أما فاليري خاتازوكوف، وهو ناشط معروف في مجال حقوق الإنسان في كاباردينو ـ بالكاريا، فلا يعتقد أن قضية الإبادة الجماعية ستجد لها حلاً قريباً. وهو يتوقع أنها ستصبح باطراد قضية سياسية أكثر حساسية بينما تسعى الدولة الروسية إلى تقليص سلطات جمهوريات شمال القوقاز.

 

مع إحساسهم بأن هويتهم مهددة، شنًت المنظمات الشركسة حملة ناجحة ضد المقترحات الداعية لدمج جمهورية أديغيا ذات الحكم الذاتي بمنطقة كراسنودار المجاورة.

 

وتوقع خاتازوكوف أن: “قضية الإبادة الجماعية ستلقى دعماً أقوى فأقوى في أوساط المثقفين والشباب”.

 

مارينا مارشينكولوفا: مراسلة لصحيفة Sovetskaya Molodezh في كاباردينو ـ بالكاريا.

IWPRS الخدمة الإخبارية للقوقاز

http://tharwacommunity.typepad.com/tharwareview_arabic/2007/06/post_29.html

 

 

Share Button