!استعادة مقعد الشركس والشيشان حق وليس صدقة

وصلت المساهمة التالية إلى موقع أخبار شركيسيا، حيث تنشر كما وردت:


استعادة مقعد الشركس والشيشان حق وليس صدقة!

جريده الغد- ١٩/١/٢٠٠٩- اقدر جدا حرص الزميل باسل رفايعة على رفض ثقافة المناطقية والجهوية في السياسة الأردنية وأتفق معه تماما فيما جاء بزاويته “مراقب”  بتاريخ 15/كانون الثاني 2008 إذ إن الخيار الأفضل والذي يعزز حداثة ووحدة الدولة الأردنية هو المساواة التامة في الحقوق والواجبات بين جميع الأردنيين، كما كفلها الدستور الأردني. ولكن أريد أن ألفت انتباه الاستاذ رفايعة بأن مطالبة النائبين منير صوبر وسميح بينو والتي تمثل الغالبية العظمى مجتمع الأردنيين من أصل شركسي وشيشاني لاستعادة المقعد الخاص بالدائرة الثالثة، ليست تجاوزا على حق الآخرين، ولا صدقة نريد أن نكتسبها عنوة، بل استعادة لحق مسلوب بطريقة غير ديمقراطية من قبل حكومة سابقة.

المقعد الشركسي/ الشيشاني في الدائرة الثالثة في عمان، كان دائما موجودا في نظام كوتا يعود إلى الانتخابات النيابية بعد الانفتاح الديمقراطي في العام1989، فهذا المقعد يضمن تمثيل الأردنيين من أصل شركسي وشيشاني الذين قدم أجدادهم إلى مدينة عمان بدءا من العام 1869 وساهموا مع أخوانهم من الأردنيين والعرب في بناء المدينة والدولة. هذا المقعد تم إلغاؤه بقرار من الحكومة في العام2003 وبدون اي مبر سوى خلاف سياسي بين رئيس الحكومة آنذاك ونائب سابق من أصل شركسي وبهدف منعها من الترشيح. هذا القرار الفردي الذي قامت به الحكومة حرم كل المواطنين الأردنيين من أصل شركسي وشيشاني والمقيمين في عمان من فرصة الترشح للانتخابات في الدائرة الثالثة، وما يجاورها لأن نظام الكوتا يمنع الأردني من اصل شركسي وشيشاني من الترشح في أية دائرة في الأردن باستثناء الدوائر الثلاث المخصصة له. علما بأنه عند زيادة مقاعد مجلس النواب من80 إلى110 لم يتم زيادة أي مقعد شركسي/شيشاني وتم الحفاظ على عدد ثلاثة مقاعد هي في الدائرة الخامسة والسادسة والزرقاء.

في ظل نظام الكوتا الحالي، فإن مطالبة النائبين تقع ضمن سياق استعادة حق مفقود، وليس انتزاعا لمكتسبات لم تكن موجودة. ولكننا نتفق على أن النظام الأمثل في مجتمع أردني وطني ديمقراطي خال من العصبية القبلية والجهوية والعرقية، هو نظام انتخابات مفتوح يمكن الشركسي من الترشح في العقبة والشيشاني في الرمثا إذا أراد، ويكون للناخب الحق الوحيد في اختيار أكفأ المرشحين، وإلى أن نصل إلى هذا الوضع الذي يحتاج إلى تجذير ثقافة وطنية جامعة يقدرها الاستاذ رفايعة وأنا سنعرف أنه يتم العمل على محاربتها حاليا فإن الأفضل الوقوف في صف جهود إعادة الحق في المقعد الخاص بالدائرة الثالثة، وتصحيح الظلم الذي وقع.
باتر محمد علي وردم
Share Button

اترك تعليقاً