“ردّا على خبر “القوزاق والأمن في القوقاز

ردّا على خبر “القوزاق والأمن في القوقاز”

تطل علينا بين الفينة والأخرى أبواق الدعاية الإستعمارية الروسية وعبر الوسائل المتاحة بشتى الّلغات لبثّ سمومها وتلويث المعلومات التي يحصل عليها الناس من مصادر مختلفة وذلك من أجل التسويف ونشر الأكاذيب التي هي السياسة الرسميّة المتبعة لتأجيج المشاعر القوميّة بين الشعوب المستعمرة ولقلب وتزوير الحقائق والتضليل وتقديم اصطلاحات إعلامية وفق نماذج برّاقة لا تساهم إلّا في مزيد من الحقد والكراهية التي أوجدها مؤسّسوا الإمبراطوريّة القيصرية الروسية ومن ورث سلطتها من الحكومات المتعاقبة.

أحد تلك الأمثلة هو الخبر المنشور كتابة وصوتا وفيديو على موقع “روسيا اليوم” باللغة العربية الّذي ترعاه الحكومة الروسيّة بعنوان “القوزاق والأمن في القوقاز” ويحوي المغالطات والأكاذيب والأفكار الإستعمارية الروسيّة دون ذكر الحقيقة ألا وهي الإحتلال الروسي والآثار التي ترتّبت ولا تزال على الوجود الإمبريالي وتأثير ذلك على الشّعوب المقهورة، وكذلك احتوى الخبر على نقاش دار بالّلغة الرّوسيّة ومترجما بالصّوت إلى الّلغة العربيّة بين مقدّم البرنامج واثنان آخران أحدهما أكاديمي قوزاقي والآخر يبدو من اسمه بأنّه من أحد شعوب شمال القوقاز، إلّا أن مجرى الحديث دار وفقا للثّوابت الإستعماريّة الرّوسيّة؛ ولا يفوتني أن أذكر هنا بأن النسخة المكتوبة بالّلغة العربيّة شملت وضع رابط على كلمة “قوزاق” والواردة في الفقرة الأولى وهو ما ينقل القارئ إلى رابط بالّلغة العربيّة يشرح عن القوزاق وأصولهم، بينما وضع رابط آخر على كلمة “القوقاز” في بداية الفقرة الثّانية ولكن للدّهشة فإنّ الرّابط المقرون بكلمة “قوزاق” هو نفسه الرّابط المقرون بكلمة “القوقاز” وهو بعنوان “نبذة عن القوزاق الرّوس”!

http://rtarabic.com/news_all_info/26756

فيما يلي النّص الكامل للخبر المكتوب ليكون القارئ الكريم هو من يحكم في الأمر:

 

القوزاق والأمن في القوقاز 

هل تحتاج روسيا لانشاء وحدات عسكرية من القوزاق؟ وهل سيساهم القوزاق في استتباب الامن بشمال القوقاز؟ كيف يمكن ارساء علاقات الصداقة وحسن الجوار مع شعوب جمهوريات شمال القوقاز؟ عن هذا الموضوع سيتحدث ضيفا برنامج بانوراما.

معلومات حول الموضوع:

يعتبر شمال القوقاز من الناحية التاريخية موطنا مشتركا لشعوب كثيرة، بينها اقوام جبلية متنوعة ، وبينها ايضا القازاق الذين يمثلون جماعة اثنية ثقافية وحضارية مميزة من مكونات  الشعب الروسي. ان  قازاق القوقاز من أحفاد المستوطنين الروس الطلقاء الذين اقاموا  في حينه على امتداد انهار جنوب روسيا وفي سفوح الجبال ، ويتميزون بأصالتهم وخصوصيتهم المعيشية القائمة على النخوة القبلية والجرأة والإعتزاز بالكرامة الشخصية وروح الفروسية واتقان استخدام السلاح. وكانت هذه التقاليد ونمط الحياة المميزة قد قربت القازاق تاريخيا من جيرانهم الجبليين في شمال القوقاز ، على الرغم من ان العلاقات بين الطرفين لم تكن  تتسم بالوئام دوما للأسف الشديد. في بداية القرن التاسع عشر تحول القازاق الى فئة عسكرية ذات امتيازات. وقد شاركت العساكر القازاقية في عهد النظام القيصري الروسي في العديد من الحروب، وكلفت بحماية وحراسة حدود روسيا الجنوبية، بما فيها منطقة القوقاز. وبالمقابل كان القازاق يتمتعون بإستقلالية اجتماعية وامتيازات كبيرة تمثلت في الإعفاء من الضرائب وفي الإنتفاع بمساحات شاسعة من الأراضي لغرض الإسكان والإستيطان.

 وفي العهد السوفيتي لم يعد القازاق  يمثلون قوة عسكرية منظمة، لكنهم احتفظوا بكيانهم  الإثني الثقافي المميز. وفي التسعينات ، اثناء تأزم الموقف في الشيشان وحواليها، تعرض الكثيرون من القازاق، الى جانب باقي السكان الروس، للتنكيل والاعتداءات المتكررة من قبل الإنفصاليين ، بل اضطر بعضهم الى ترك ديارهم واراضيهم. اما الآن فالقيادة الروسية تبدي اهتماما كبيرا بالقازاق في اطار سياسة عودة السكان الناطقين بالروسية الى اراضيهم في القوقاز. فقد بوشر، على سبيل المثال، في تفعيل العمل في تشكيل وحدات عسكرية مؤهلة من القازاق. الا ان لهذه المخططات مؤيديها ومناوئيها. فالبعض يقولون ان تقوية مواقع القازاق في شمال القوقاز بدعم من الدولة يقود الى تعزيز الأمن والنظام هناك. فيما يشير آخرون الى احتمال حصول مشاكل معينة، وفي مقدمها إمكان نشوب نزاعات في عدد من جمهوريات القوقاز الشمالي بين القازاق والسكان المحليين من ابناء الشعوب الجبلية المسلمة في حال استعادة  الأراضي التي كان يقيم فيها القازاق سابقا، وفي حال تشكيل وحدات عسكرية قازاقية هناك. وغني عن البيان، من الجهة الأخرى، ان مهمات حفظ النظام وتأمين السلام في القوقاز الشمالي مسؤولية مشتركة لجميع سكان المنطقة. وان حلها وفقا للقوانين الروسية ينبغي ان يعزز ويوفر مستلزمات وقدرات التطور السلمي وعلاقات حسن الجوار بين جميع شعوب الجنوب الروسي. 

http://rtarabic.com/prg_panorama/49138/video

Share Button

اترك تعليقاً