برنامج أبحاث: الترحيل والتطهير العرقي والإبادة الجماعية: أدوات السياسات العرقية الروسية والسوفياتية في شمال القوقاز في القرنين التاسع عشر والعشرين

برنامج أبحاث: الترحيل والتطهير العرقي والإبادة الجماعية: أدوات السياسات العرقية الروسية والسوفياتية في شمال القوقاز (في القرنين التاسع عشر والعشرين)

يسر المعهد الدولي للدراسات القوقازيّة (ISCS)  في جامعة إيليا الرّسميّة أن يعلن عن إنشاء برنامجٍ عصريٍ للأبحاث الّذي يقيّم عمليات الترحيل والتطهير العرقي والإبادة الجماعية كأدوات للسياسة القيصريّة الروسيّة والسياسات العرقيّة برعاية الدولة السوفياتيّة التي اُتّبِعَتْ في شمال القوقاز خلال القرنين التّاسع عشر والعشرين.

وكانت مسألة الترحيل والذي ترعاه الدولة والتطهير العرقي والإبادة الجماعية في شمال القوقاز تحدث بشكل متكرر (وعلى نحو متزايد) وأصبحت موضوع جدلٍ سياسي، ولكن لم يجري بحث بشكل كاف على أساس أكاديمي مهني. ونحو تحقيق ذلك الهدف أنشأت جامعة إليا الرّسميّة برنامجا بحثيّا عصريّا يهدف إلى سد هذه الفجوة التاريخية في مفهوم عالمي.  محفوظات الدولة في تبليسي تحوي مواد هامة والتي يمكن من خلالها أن تزيد معرفتنا حول هذه القضايا مدار الأهتمام الكبير من قبل العلماء والعامّة مع أن العديد من هذه المصادر بالغة الأهمّيّة لا تزال تنتظر بحثا علميا ملائما وتحليلا من قبل المؤرخين المحترفين.

إنّ الإطار الزمني لبرنامج الأبحاث الّذي تقدمه جامعة إيليا الرّسميّة يشمل كلا من الفترتين الرّوسيّة والسّوفياتيّة من تاريخ شمال القوقاز. فكلا الفترتين قدّمتا تغييرات بالغة الأهمّيّة في المشهد العرقي-الديموغرافي لمنطقة القوقاز، وكثيرا من هذه التغيرات كانت نتيجة للسّياسات المتعمّدة التي جرى رعايتها من قبل القيادتين الروسية والسوفياتية.

وسيشمل برنامج الأبحاث الجديد إنشاء زمالة بحوث للمقيمين، ومؤتمرات وحلقات دراسية، فضلا عن إصدار نشرة دراسيّة حديثة من قبل الجامعة تلخّص النتائج التاريخية للبحث ضمن البرنامج.

زمالة الأبحاث

كخطوة أولى في إنشاء هذا البرنامج، يعلن المعهد الدولي للدراسات القوقازيّة (ISCS) عن واستحداث ثلاثة زمالات أبحاث دراسية ضمن إطار برنامج الدّارسين المقيمن لاستضافة آكاديميّين عالميّين عاملين في مواضيع محددة ذات صلة بهذا البرنامج. وسوف يزوّد المعهد الدولي للدراسات القوقازيّة (ISCS) الزملاء بمساحة مكتبية ومعدات لازمة وبدل أبحاث.

على مقدمي الطلبات إرسال السّيرة الذاتية والمقترحات البحثية إلى  iscs@iliauni.edu.ge

http://iscs.iliauni.edu.ge/index.php?lang_id=ENG&sec_id=8&info_id=26

Share Button

الحياة: «ذكريات من منزل الأموات» لدوستويفسكي: العيش في أسفل السافلين

«ذكريات من منزل الأموات» لدوستويفسكي: العيش في أسفل السافلين
السبت, 25 ديسيمبر 2010
إبراهيم العريس

…هو الذي إذ وجد بين الجلادين وحوشاً كاسرة، وجد في الوقت نفسه بين السجناء، المفروض أصلاً أنهم أشر ما في المجتمع، أناساً طيبين، بل ان جرائمهم نفسها يمكن أن تبرر أو تعذر حتى من وجهة نظر أخلاقية مطلقة. ودوستويفسكي لا يصادق مسبقاً على هذا الرأي، بل انه يعرضه لنا من خلال رسمه بورتريهات بعض الشخصيات، مثل اكيم اكيمتش، الضابط الذي أمر بقتل أمير قوقازي من دون محاكمة…

immm

في يوم 17 نيسان (ابريل) 1863، صدر في روسيا القيصرية قانون يلغي أنواعاً عدة من العقوبات الجسدية التي كانت تمارس في السجون الروسية، وبخاصة في معسكرات الاعتقال في سيبيريا. وهذا القانون لم يصدر، في حينه، إلا إثر سجالات حادة وصلت أحياناً الى حد الصراع السياسي العلني بين تيار محافظ قوي يرفض المساس بالعقوبات، وتيار آخر ينادي بإلغائها. وإذا كان هذا التيار الأخير قد انتصر في ذلك الحين، فإنه لم ينتصر إلا لأن جنرالاً أميراً ذا نفوذ يدعى نيقولاي اورلوف، كان هو من يتزعمه. صحيح أن ذلك الأمير لم يكن معروفاً بتقدميته، لكنه كان – في مقابل ذلك – شغوفاً بالأدب. وشغفه هذا أوقع بين يديه كتاباً عنوانه «ذكريات من منزل الأموات» لكاتب شاب يدعى فيودور دوستويفسكي، فأذهله ما جاء فيه من وصف لضروب العقاب الجسدي المروّع الذي كان يمارس على كائنات بشرية. وكان أمرّ ما في الأمر أن الكتاب لم يكن رواية من نسج الخيال – على رغم ان دوستويفسكي كان بدأ يعرف برواياته وقصصه الأولى – بل كان تدويناً حقيقياً وحيّاً لواقع عاشه الكاتب يوم كان معتقلاً منفياً في أقاصي سيبيريا. في حينه تحرك الأمير بسرعة وكتب رسالة الى القيصر يطالب فيها بإلغاء العقوبات الجسدية التي يصفها دوستويفسكي في كتابه. فكان له ما أراد وإن بعد سجال وصراعات طويلة.

> في ذلك الحين لم تكن ظهرت، بعد، أعمال دوستويفسكي الكبيرة مثل «الجريمة والعقاب» و «الإخوة كارامازوف» و «الممسوسون». والحقيقة أن في امكاننا أن نقول اليوم ان هذه الأعمال كان من شأنها أن تظهر أقل قوة بكثير لولا التجربة التي تحدّث عنها الكاتب في «ذكريات من منزل الأموات». ومن هنا فإن هذا الكتاب الذي صدر للمرة الأولى في عامي 1860 – 1861، منشوراً على شكل فصول – كعادة دوستويفسكي في ذلك الحين – في مجلتي «العالم الروسي» و «الزمان» تباعاً، يحمل البذور التحليلية والأخلاقية الفكرية التي ستطبع تعاطي دوستويفسكي مع شخصيات كتبه بدءاً من ذلك التاريخ المفصلي. ومن هنا يعتبر هذا الكتاب انعطافاً في تاريخ ذلك الكاتب الشاب. ونعرف بالطبع ان دوستويفسكي كتب «ذكريات من منزل الأموات» استناداً الى تجربته التي عاشها منفياً، بعدما خفف حكم بالإعدام كان صدر في حقه إذ قبض عليه كعضو في حلقة ارهابية يترأسها المدعو بتراشفسكي. لكن اللافت هو أن دوستويفسكي لم يكتب هذا النص بعد عودته هوالذي لم ينشره إلا بعد 5 سنوات من تلك العودة. بل كتبه بدءاً من أيام سجنه ولكن على شكل انطباعات أولية راح يخبئها لدى واحد من موظفي مستشفى المعتقل. ثم، حين وصل الى مدينة سيميبالاتنسك، راح يجمع الانطباعات ويدوّنها، مواصلاً عمله فترة طويلة حتى وصل الى العاصمة سان بطرسبورغ، حيث أنجز الكتاب، لينشره في وقت واحد مع روايته «مذلون مهانون»… فتمكن هذان الكتابان معاً، من القفز بشهرته ومكانته الى الصف الأول.

> طبعاً وكما أشرنا، ليس «ذكريات من منزل الأموات» رواية، بل هو نصّ مكتوب بصيغة الراوي المتكلم. وهذا الراوي هو هنا ألكسندر بتروفيتش غوريانتشيكيف، الذي ليس في حقيقته سوى الأنا – الآخر لدوستويفسكي. والراوي يحكي لنا هنا عن الحياة اليومية في المعتقل، كما يراها ويحسّها بنفسه. وإذا كان الراوي يمضي الوقت وهو يصف تفاصيل حياته، فإنه في الوقت نفسه يتوقف ملياً عند حياة رفاقه في المعتقل، واصفاً لنا حياتهم الخارجية وعلاقاتهم، ولكن أيضاً سيكولوجيتهم، وما هو انساني حقيقي في داخلهم، بصرف النظر عن أي أحكام قيمة. ان الكاتب هنا يرصد جوّانية رفاقه. وهكذا بالتوازي مع الوصف الدقيق والمسهب للحياة الجماعية في المعتقل، وهو وصف يتسم أساساً بطابع «انساني» عميق، نجد الراوي، في أسلوب كتابته الذي يجعل من نصوص الكتاب فقرات قصيرة، كل منها أشبه بلوحة مرسومة، نجده يرسم صوراً للمحكومين، تمهد – بقوتها التعبيرية وطابعها العميق – لرسم دوستويفسكي لاحقاً لشخصيات رواياته الكبرى، بحيث إن الكتاب يبدو في نهاية الأمر وكأنه – إنسانياً – «بروفات» عامة لملامح القوم الذين سيسكنون روايات دوستويفسكي الكبرى.

> وإذا كان وصف حياة المعتقل والفظاعات التي تحدث فيه، قد أدى الى ذلك الأثر السياسي الذي تحدثنا عنه أعلاه، فإن هذا يبقى الجانب الأقل أهمية، مقارنة مع تلك البورتريهات، التي تملأ صفحات الكتاب، وتضعنا أمام شخصيات من لحم ودم رصدها الكاتب رصداً معمّقاً. والحال ان دوستويفسكي نفسه سيقول لاحقاً انه، على رغم المعاناة الجسدية والنفسية التي عاناها داخل سجنه، كان يجد عزاءه في «التسلل» الى داخل الشخصيات المحيطة به، وعبرها «الى داخل السيكولوجيا الروسية في شكل عام». كما انه سيقول انه «إذ عاش وسط أولئك الأشخاص المعتبرين حثالة الحثالة في المجتمع الروسي» انما تمكن من الوصول الى هذا الاستنتاج: «ان خير الناس يمكن أن يقسو قلبه بتأثير العادة فإذا هو يصبح حيواناً كاسراً. وان الدم والتسلط يسكران فيولدان التوحش والشذوذ والفساد». والحال ان بين هذا التأكيد وبين الوصول الى استنتاج آخر يقول ان «بذور الغرائز البهيمية موجودة لدى جميع معاصريه من الناس تقريباً» خطوة قطعها دوستويفسكي في بعض فصول هذا الكتاب الغريب. غير أن هذا الاستنتاج لم يمنع كاتبنا من أن يعرف – بالتدريج – كيف يميز بين الأشرار والأخيار، هو الذي إذ وجد بين الجلادين وحوشاً كاسرة، وجد في الوقت نفسه بين السجناء، المفروض أصلاً أنهم أشر ما في المجتمع، أناساً طيبين، بل ان جرائمهم نفسها يمكن أن تبرر أو تعذر حتى من وجهة نظر أخلاقية مطلقة. ودوستويفسكي لا يصادق مسبقاً على هذا الرأي، بل انه يعرضه لنا من خلال رسمه بورتريهات بعض الشخصيات، مثل اكيم اكيمتش، الضابط الذي أمر بقتل أمير قوقازي من دون محاكمة، وعلي الذي يعلمه الكاتب القراءة والكتابة بواسطة نسخته من الكتاب المقدس، فيتقبل علي الأمر بكل طيبة، وبتروف الرجل الغامض الذي يبدو في كل لحظة قلقاً وفي انتظار أمر ما، من المستحيل له أن يحدث، وصولاً الى سيرونكين، الرجل الهادئ البسيط. ان دوستويفسكي يتوقف عند هذه الشخصيات وعند عشرات غيرها راسماً اياها في نظرة انسانية عميقة ما يحولها من تجريدات وصفات، الى كائنات بشرية، تمهد، كما قلنا، لشخصيات رواياته الكبرى.

> لقد نشر هذا الكتاب في وقت كان فيودور دوستويفسكي (1821 – 1881) في نحو الأربعين من عمره. ولقد كان من حظه أن سادت روسيا في ذلك الحين، حقبة من التسامح الرقابي، ما جعل الكتاب ينتشر على نطاق واسع، ويكون له فعله… لدى قراء شبهوه بكتاب دانتي «الكوميديا الإلهية» ولا سيما بالجزء الخاص بالجحيم، حيث صوروا دوستويفسكي دانتي معاصراً، يقود قارئه الى ذلك العالم الهلامي الواقف خارج الكون: عالم المعتقلات والمنافي. ومنذ ذلك الحين، لم يعد كتاب ومفكرون من طرار بيلنسكي ونيكراسوف، وحدهم شغوفين بأدب دوستويفسكي، إذ راح يشاركهم ذلك الشغف، ألوف من القراء الذين راحوا يتلقون أعمال دوستويفسكي التالية، ومنها «في قبوي» و «المقامر» و «الأبله» و «المراهق» – اضافة الى ما ذكرنا إعلانه – بذلك الإعجاب الذي لا يزال العالم كله يشاطرهم اياه حتى اليوم.

alariss@alhayat.com

http://international.daralhayat.com/internationalarticle/216206

Share Button

الحياة: قادة للمعارضة الروسية يدّعون على بوتين بتهمة القذف

قادة للمعارضة الروسية يدّعون على بوتين بتهمة القذف

موسكو – رائد جبر

احتدمت المواجهة بين رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ورموز المعارضة اليمينية الموالية للغرب، بعدما تقدم عدد منهم بدعوى قضائية ضد بوتين، بالتزامن مع هجوم لاذع عليه، شنه المالك السابق لعملاق الغاز الطبيعي «يوكوس» ميخائيل خودوركوفسكي من السجن حيث يقضي فترة عقوبة بعد إدانته بالاختلاس.

وفي تطور هو الأول من نوعه في روسيا، أعلن ثلاثة من زعماء المعارضة اليمينية في روسيا هم بوريس نيمتسوف وفلاديمير ريجكوف وفلاديمير ميلوف أنهم أقاموا دعوى قضائية ضد الرجل الأقوى في روسيا، اتهموه فيها بالقذف والسب العلني.

وقال نيمتسوف أن المدعين طالبوا بوتين بدفع تعويض مالي قدره ملـــيون روبل (نحو ثلاثين ألف دولار)، موضحاً أن هذا المبلغ سوف يستخدم في حال ربحوا القضية في كشف «فساد متفش في الدوائر القريبة من بوتين».

وكان رئيس الوزراء شن هجوماً عنيفاً على رموز المعارضة اليمينية خلال حديث مفتوح مع الجمهور الروسي قبل أيام واتهمهم بأنه «نهبوا روسيا وراكموا ثروات خرافية» خلال فترات الخصخصة العشوائية والفوضى التي ضربت روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، مضيفاً أنهم «الآن يريدون العودة (لتولي السلطة) رغبة في مواصلة سرقة البلاد، وإذا سمحنا لهم بذلك سوف يبيعون روسيا كلها هذه المرة».

ولم يتردد بوتين خلال حديثه في تحديد أسماء الزعماء اليمينيين الثلاثة الذيم تولوا في السابق مناصب رفيعة في الحكومة والبرلمان، ويستعدون حالياً، لتشكيل حزب موحد للمعارضة اليمينية وأعلنوا أنهم سوف يتقدمون بمرشح أيضاً لانتخابات الرئاسة في عام 2012.

وتعاني المعارضة الروسية من الانقسام وضعف التأييد في الشارع. وكان حزب «اتحاد قوى اليمين» الذي قاده نيمتسوف حصل على واحد في المئة من الأصوات في انتخابات الهيئة الاشتراعية في عام 2007.

… وسجال مع خودوركوفسكي

وتزامن التطور مع هجوم عنيف اللهجة على بوتين، شنه خودوركوفسكي الذي كان أغنى رجل في روسيا قبل أن يحاكم ويسجن لإدانته بالاختلاس والتهرب الضريبي، إذ أشار في مقالة نشرتها أمس، صحيفة «نيزتفيسيمايا غازيتا» الروسية إلى أنه «يشعر بالشفقة على بوتين» ويود لو أن العام المقبل «جلب له محبة المواطنين بدلاً من محبة الكلاب وحدها» في إشارة إلى تعلق بوتين بكلبته.

واعتبر خودوركوفسكي أن بوتين قاد البلاد إلى حكم بوليسي وتراجع عن طريق الديموقراطية وان عهده شهد تصاعد معدلات الفساد الى مستويات غير مسبوقة.

وجاء كلام خودوركوفسكي رداً على تصريح أطلقه بوتين في الحديث ذاته أمام الجمهور الروسي اعتبر فيه «أن اللص يجب أن يبقى في السجن»، وقال إن خودوركوفسكي سرق أموال الشعب الروسي وعليه أن يقضي فترة عقوبته كاملة.

اللافت أن حديث بوتين آنذاك فسر باعتباره محاولة للضغط على القضاء الذي ينظر حالياً، في قضية أخرى ضد خودوركوفسكي يحتمل في حال صدر حكم جديد فيها أن يقضي الرجل سنوات إضافية طويلة في السجن.

وأثار الانتباه دخول الرئيس ديمتري ميدفيديف أمس على خط هذه القضية في تطور نادر يعكس تصاعد تباين مواقفه مع بوتين حيال ملفات عدة، إذا قال أنه «لا يحق لأي كان مهما كان منصبه في الدولة أن يعلق على مجرى قضية ينظر القضاء فيها ولم يقل بعد الكلمة الفصل في شأنها».

ولاحظ مراقبون أن ميدفيديف وبوتين تبادلا خلال الفترة الأخيرة، تصريحات عدة تعكس تباعد مواقفهما على رغم حرصهما على إظهار أن مستوى التنسيق بينهما لم يتراجع.

http://international.daralhayat.com/internationalarticle/216368

Share Button