نافذة على أوراسيا: روسيا في خطر التفكك خلال 25 عاما، يقول زلوبين

نافذة على أوراسيا: روسيا في خطر التفكك خلال 25 عاما، يقول زلوبين

بول غوبل

فيينا، 3 يناير – تتعرّض الفيدراليّة الرّوسيّة لخطر السقوط في أي وقت خلال ربع القرن المقبل اذا فشلت موسكو في التخلص من الجمهوريات غير الروسية أو بدلا من ذلك تحاول التخلص من تلك الوحدات الاقليمية بطريقة متعجلة وسريعة، وفقا لمحلل رئيسي في موسكو.

في مقال الأسبوع الماضي في زاويته في نشرة سنوب الأسبوعيّة (Snob.ru)، يناقش نيكولاي زلوبين بأن “من دون التخلص من الترتيبات [القائمة] الإداريّة والداخلية الوطنية، تواجه روسيا مخاطر السّقوط إلى أجزاء خلال العقود القليلة المقبلة” فيما يتعلّق في العديد من نفس الأسباب التي أدت إلى تفكك الاتحاد السوفياتي في عام 1991(http://www.snob.ru/selected/entry/29528).

يقول زلوبين انه يتذكر الطريقة التي عملت فيها التشكيلات الوطنية داخل إتّحاد الجمهوريّات الإشتراكيّة السوفياتية (USSR) ليس فقط بسبب تأثيرها على الاتحاد السوفياتي ولكن أيضا بسبب “طرح سؤال بشكل غير متوقع في دورة عقدت مؤخّرا لمجلس الدولة في روسيا حول التجربة السوفياتية من العلاقات بين القوميّات”.

كل من فلاديمير بوتين وديمتري ميدفيديف أدلى بدلوه بشأن هذه المسألة. قال بوتين “لم يكن هناك مثل هذه المشاكل في الاتحاد السوفياتي فيما يتعلّق بالعلاقات بين القوميّات” لأن من بين أسباب أخرى كان هناك بناءا أيديولوجيّا، “الشعب السوفياتي”، وهو بناء “ليس لدينا اليوم”، وأنه ينبغي على روسيا أن تتبع النموذج السوفياتي  وتطوّر “الوطنية لكل روسيا”.

قال ميدفيديف من جانبه إضافة لأشياء أخرى أن “روسيا مختلفة” عن الاتحاد السوفياتي وأن تجربة هذا الأخير بالتالي لا تقدم نموذجا مثاليا لما كان عليه في السابق. وعلاوة على ذلك، قال، وبسبب هذه الاختلافات فإن روسيا اليوم عندها كما وصف: “إمكانيّاتنا الإضافيّة ومشاكلنا”.

يقترح زلوبين عشرة تعليقات على هاتين الملاحظتين المختلفين جد الإختلاف. أوّلا، كما يقول، “لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يعتبر اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية نموذجا ناجحا من أجل حل قضيّة القوميّة”.  المسائل القوميّة كانت تظهر بشكل أقل كثيرا في الشوارع بسبب السيطرة الشمولية، لكن ذلك لم يكن مقياسا للنجاح أو، كما أظهرعام 1991، ضمانا للبقاء.

ثانيا، “لم تكن روسيا ما قبل الثورة أيضا نموذجا ناجحا للعلاقة بين القوميّات” وكان ذلك “أحد أسباب انهيارها”. ثالثا، “إن تاريخ إتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية يقدم بعض الأفكار “الإيجابية” حول الإستراتيجية الوطنية، وذلك عن “لغتها وسياساتها التّعليميّة-الثّقافيّة والتّقنيّة-العلميّة” ما يساعد في تفسير لماذا تفكّك “ونسبيّا بشكل سلمي”.

رابعا، “روسية تحتفظ حتى الآن بهيكل الترتيبات الإدارية الوطنية لجمهوريّة روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفياتية، الشّيئ الّذي  ليس فقط لا يتوافق مع المرحلة المعاصرة لتنميتها، وإنما،” يقول زلوبين: “أساس إمكانيّة انهيارها في المستقبل كما حصل مع روسيا القيصرية وإتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية”.

خامسا، ويتابع: “بالنّسبة لقرار القضيّة القوميّة بحاجة إلى الرفض الكامل للتقسيم الدّولي لتقسيم روسيا قوميّا”، لكنه يضيف ان “هذا مستحيل اليوم”، معتبرأ أنه يجب السعي إلى تحقيق هذا الهدف “تدريجيا ولكن بثبات” على الرغم من المخاطر السياسية لأولئك الذين يقترحون ذلك.

سادسا، “أيّة مقترحات لتشديد تشريعات الهجرة الداخلية لا تتصف فقط بالسير بعكس التّيّار وبأسلوب مضاد للتّحديث ولكن حسب تجربة الاتحاد السوفياتي وأيضا عدد من البلدان الأخرى يظهر في التحليل النهائي بأنّها ليست فعالة وحتّى ضارة لأنّه يحتمل أن تؤدّي إلى تفاقم التناقضات العرقيّة”.

سابعا، يضيف زلوبين، “من دون التخلص من التقسيم القومي الإداري الداخلي الخاص (بها) فإنّ روسيا لديها كل فرصة لتنهار في ربع القرن القادم عندما يصبح الجيل الجديد من [غير العرق الرّوسي] هو الأساس الديموغرافي “وان هذا الانهيار” مرّةً أُخرى سيجري على طول الحدود من التشكيلات الوطنية”.

ثامنا، ويحذر زلوبين، “إن الفكر الجاهل والسّيّئ من خلال استراتيجية البيروسترويكا للترتيبات الدّاخليّة لروسيا بهدف التخلص من الهيكل الإداري-الوطني سوف يؤدي أيضا إلى انهيار الدولة الأحاديّة أو حتى إلى حرب أهليّة واسعة النطاق”.

تاسعا، ويصر زلوبين، “الحفاظ على وحدة أراضي روسيا هي المهمة الأكثر أهمية والتي تتطابق مع المصالح الوطنية الاستراتيجية لجميع النّاس والعيش في الوطن وكذلك لمصالح المجتمع الدّولي”.  وعاشرا، يبدي زلوبين ملاحظته، فيقول بأنّه سيسعد كثيرا اذا تبيّن بأن تكهّنّه سيبدو مخطئا لأنه سيكون بمثابة “كارثة”.

حجج زلوبين بدورها تولّد ما لا يقل عن ثلاثة ردود فعل خطيرة. الأول، الموقف الذي يصفه، موقف ستكون روسيا فيه في مأزق اذا لم تغير حدودها العرقية الداخلية وهي أيضا في ورطة إن فعلت ذلك بدون حذر وبتعجل لأن القضايا القومية في ذلك البلد ستكون في الصّميم بدلا من هامش السياسة لفترة طويلة قادمة.

الثّاني، لقد فهم كثير من غير الروس هذا الوضع طويلا وبالتالي يدركون بأن أي تحرك ضدهم ينذر بخطوات أخرى، وهو فهم يجعل ما هو آت أكثر صعوبة في المستقبل مما كان عليه في الماضي، بحيث سيقلل من قدرة المركز على لعب سياسة فرّق تسد.

والثالث، فإنه بعيد عن الوضوح بأن كل غير الروس أو حتى جميع أعضاء المجتمع الدولي يعتقدون بأن “الحفاظ على وحدة أراضي روسيا” يتطابق مع “المصالح الوطنية الاستراتيجية”. وقدّم ميخائيل غورباتشوف الحِجّة نفسها قبل 25 عاما، لكن انهاراتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية على أي حال.

أرسلت بواسطة بول غوبل السّاعة 4:38 صباحا.

http://windowoneurasia.blogspot.com/2011/01/window-on-eurasia-russia-at-risk-of.html

 

Share Button