نافذة على أوراسيا: الأديغيه تضيع “معنويا” بعدم كونها جزءا من منطقة شمال القوقاز الإتّحاديّة، يقول أحد الناشطين

 نافذة على أوراسيا: الأديغيه تضيع “معنويا” بعدم كونها جزءا من منطقة شمال القوقاز الإتّحاديّة، يقول أحد الناشطين

بول غوبل
فيينا، 20 يناير/كانون الثّاني — يقول زعيم منظمة عصبة السلام نالبي شوشيف (Nalbiy Chuchev)، أنه من السابق لأوانه القول ما إذا كان هو خطأ موسكو المتمثّل بعدم إدراج جمهوريّة الأديغيه في منطقة شمال القوقاز الإتّحاديّة عندما أنشئ ذلك التّجمّع قبل عام من الآن، ولكن من الواضح بالفعل أن الجمهوريّة قد “خسرت معنويا” لأنّها لم تكن كذلك.
وروى شوشيف إلى كفكاز أوزيل (Kavkaz-uzel.ru) أن الشراكسة – وهم الذين تعتبر تسمية الأديغة بالنسبة لهم هي الأكثر شيوعا — هم “شعب واحد… عائلة قوقازية واحدة تعيش في بيت واحد”، لكن إدراج كافّة الجمهوريات الشركسية في منطقة شمال القوقاز الفيدرالية باستثناء منطقة الأديغيهأحدث “انقساما عميقا” في الأمة (www.kavkaz-uzel.ru/articles/179864/).
في الواقع، كما يقول، إن قرارموسكو هذا يعزز بدلا من أن يساعد على التغلب على الانقسامات التي فرضها الإتحاد السوفياتي على الشراكسة في أديغة وقباردي وشركس وشابسوغ وعدد آخر من المجموعات الأصغر، وهو الانقسام الذي يصفه نشطاء شراكس بأنّه يسد الطّريق لبعث جمهوريّة شركسيّة واحدة.
لكن، ليس كل الأديغه يتّفقون مع شوشيف، مع جدل البعض أن جمهوريتهم هي أفضل حالا ضمن جمهوريات أكثر استقرارا، ومقاطعات، وأقاليم في المنطقة الفيدرالية الجنوبية، والبعض الآخر يشيرون الى ان الأديغيه في منظومة ذات طابع الدّمى “ماتريوشكا” (matryoshka) سيتطلب الإنتقال إلى مقاطعة كراسنودار إذا شُمِل الأديغه فيها وآخرون لا يزالوا يشكّكون في أن مسألة المناطق الإتّحاديّة تهم كثيرا.
ماريا زيتسيفا (Mariya Zaytseva)، وهي طالبة دراسات عليا في جامعة أديغيه الحكوميّة،تقول ان قرار موسكو لشمولها جمهوريّة الأديغيه بمنظومة الجنوب بدلا من منطقة شمال القوقاز الفيدراليّة يتحدث بوضوح عن “الاستقرار في المنطقة وغياب الحاجة للتدخل في عملية تطورها”. وفي الممارسة العملي ، تضيف،”لم نحصل على شيء ولم نخسرأي شيئ”.
لكن حزرت يودين (Khazret Yudin)، يعمل في أعمال البناء في الأديغيه، له رأي مخالف. نظرا للمبالغ الهائلة الّتي تغدقها موسكو على شمال القوقاز، كما يقول، فإن كلتا جمهوريّة الأديغيه ومقاطعة كراسنودارستستفيدا فقط من خلال شمولهما في تلك الدائرة الفيدراليّة. وبناء على ذلك، حسبما يقول، فإنه يؤيد توحيد الإثنتين ونقلهما إلى الكيان الجديد.
ومراد خاباخو (Murat Khabakhu)، رئيس فرع الأديغيه من الحرس الشاب في حزب روسيا المتحدة، يقول ان المنطقة يجب أن تعتمد على مواردها، وأن “القليل” سيتغير في هذا الصدد إذا كان لا بد للجمهورية، مع أو بدون مقاطعة كراسنودار المحيطة بها الإنتقال من منظومة الجنوب لإدارة شمال القوقاز، على الرغم من انه يقول بأن الأديغة ربما سيحصلون على مزيد من الاستثمارات.
وأضاف أن الأديغيه سوف تستفيد أيضا من كونها جزءا من منطقة فيدراليّة مع زعيم فاعل ومؤثر. إذا كان رئيس المنطقة الفيدرالية الجنوبية مثل ألكسندر خلوبنين (Aleksandr Khloponin) المسؤول عن منطقة شمال القوقاز، كما قال: “فإننا سنكسب فقط من مثل هذا الترتيب”.
لكن بعض المراقبين من الخارج يتّخذون خطّا أكثر صعوبة ضد أي تغيير في الترتيبات الّتي قامت بها موسكو. سيرغي رازدولسكي (Sergey Razdolsky)، وهو عالم إجتماع في المركز العلمي الجنوبي التابع لأكاديمية العلوم الروسية، يقول أنه ليس في ظل أي ظرف من الظروف يجب أن تنتقل الأديغيه وتصبح جزءا من شمال القوقاز.
إنّ “جمهوريتنا”، يقول: قد “تم إعدادها اقتصاديا بطريقة مختلفة تماما عن المناطق المدرجة في منطقة شمال القوقاز الفيدراليّة. وإن أُدرجت الأديغيه” في تلك المنطقة، فإن ذلك لا يصلح لوضعها وان رَفاهَ إقتصادَها سوف يعاني. وبالتالي، يجب أن لاتنقل.
لكن نشطاء الشركس يواصلون الضغط من أجل إعادة ترتيب الخريطة الإدارية. أرامبي خابي (Arambiy Khapay)، رئيس حركة الأديغه خاسة، يقول بأنّه “أبسط لإيجاد لغة مشتركة عندما تقع [جمهوريّات مماثلة] في منطقة واحدة” لأن هؤلاء الموجودين داخل منطقة واحدة يجتمعون على نحو أكثر تواترا.
اذا كانت موسكو قد طلبت سماع آراء الناس في المنطقة، يضيف، فإنّ المركز كان سيخط خارطة إدارية مختلفة تماما، واحدة من شأنها أن “تشمل أوسيتيا وقباردينو – بلقاريا وقراشيفو – شركيسيا ومقاطعة ستافروبول وأديغيه ومقاطعة كراسنودار”، من أجل شمول جميع الجمهوريات الشركسية فيها.
وإن كانت موسكو قد فعلت ذلك، لكان عليها التعامل مع الأجزاء المتبقية من كل من المنطقة الفيدرالية الجنوبية وكذلك مع شمال قوقاز مختلف جدا، منطقة العاصمة الاتحادية ، واحد يحوي بعض من معظم الجمهوريات الممتلئة بالمشاكل ستكون تتركز دون أي أجزاء مسالمة  لتحقيق التوازن في الوضع.

وربما الأخطر من وجهة نظر المركز، كان يتعين على السلطات الروسية مواجهة ما ينظر إليه الناشطين الشركس اليه على انه خطوة رئيسيّة واقعيّة نحو إعادة إحياء جمهورية شركسية مشتركة، وهو الأمر الذي من شأنه ان يخلق مزيدا من المشاكل للأولمبياد المقررة في سوتشي في عام 2014.

 

ترجمة: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

نقل عن: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

http://windowoneurasia.blogspot.com/2011/01/window-on-eurasia-adygeya-loses-morally.html

Share Button

اترك تعليقاً