نقلا عن صحيفة الواشنطن بوست: الإرهاب في روسيا

الإرهاب في روسيا

نشرت صحيفة واشنطن بوست على موقعها الألكتروني يوم الجمعة الموافق لتاريخ 28 يناير/كانون الثّاني 2011 مقالا بعنوان الإرهاب في روسيا ، وجاء فيه:

أكد التفجير الإنتحاري المروّع في مطار دوموديدوفو في موسكو يوم الإثنين إستنتاجين محزنين حول معركة روسيا لمكافحة الإرهاب. أحدهما هو أن الأجهزة الأمنية في البلاد، وعلى عكس نظرائها في أوروبا وأمريكا الشمالية، قد فشلت في تطوير الوسائل للكشف عن الشبكات الإرهابية، ومن منع وقوع هجمات أو حماية للأماكن العامة مثل المطارات وأنظمة المترو. لا يمكن للشرطة في أي بلد من ضمان الأمن. لكن روسيا وعلى مدى العقد الماضي، وكما أشار فلاديمير بوتين بأن تهديد الإرهاب يكمن في توطيد دولة بوليسيّة محلية، فقد عانت موسكو وحدها من ثمانية هجمات كبيرة، جنبا إلى جنب مع تدمير طائرتين كانتا قد أقلعتا من دوموديدوفو. والخسائر كانت فادحة: ما لا يقل عن 35 قتلوا وأصيب أكثر من 200 في أحدث هجوم.

الثاني، لقد جعل شكل الحكم  الإستبدادي والسياسة الإمبرياليّة تجاه الأمم غير الروسية للسّيد بوتين من المستحيل له حل – أو حتّى التّصدّي بجدّيّة — المشكلة الكامنة التي تغذي معظم الهجمات. وذلك تذمر من جمهوريات مسلمة في معظمها من شمال القوقاز، بما في ذلك الشيشان وأنغوشيا وداغستان، والّتي على مدى العقدين الماضيين بقيت تسعى للحصول على مزيد من الحكم الذّاتي من موسكو. إن رد فعل روسيا الوحشي، بما في ذلك حملة الأرض المحروقة الّتي اتّبعها بوتين في الشيشان، قد غذّى صعود الجماعات الإسلاميّة المتطرفة التي ما دأبت تزداد قوة  واطّرادا على الرغم من عمليات مكافحة الإرهاب بدون توقف. ووفقا للتقارير الرسمية الروسية، فإنّ عدد الهجمات الإرهابية في القوقاز قد تضاعف في عام 2010 – مع أنّ سفك الدّماء يحصل على القليل من الاهتمام عندما يحدث خارج موسكو أو غيرها من المدن الروسية.

يبدو في بعض الأحيان أن السيد بوتين والرئيس ديمتري ميدفيديف يعترفان بأن المداهمات من قبل قوات الأمن لن توقف الإرهابيين مطلقا. وألقى السيد ميدفيديف بالّلوم على “التخلف الاقتصادي” في القوقاز، وأن السيد بوتين قد روّج لخطة تنمية للمنطقة سوف تستثمر الحكومة المركزية فيها 13 مليار دولار خلال العقد القادم. ويمكن لذلك أن يفعل شيئا جيدا إذا لم تقع البرامج ضحية للفساد المستفحل في روسيا. لكن زعماء الكرملين لا يتعاملون بجدية مع مسألة الحكم الذاتي للجمهوريات. كما أنهم ليسوا على استعداد لتولّي الشرطة السرية الفيدراليّة والأجهزة الأمنية الأخرى، والّذين هم أكثر مهارة في أعمال الحماية واضطهاد المنشقّين السياسيين من الكشف عن مؤامرات إرهابية. وكان يقول بأنه في أعقاب التفجير، قام السيد ميدفيديف بوضع اللائمة على إدارة المطار الّذي يديره القطاع الخاص بدلا من المسؤولين الفيدراليّين المسؤولين عن مكافحة الارهاب.

ما يثير القلق بشكل خاص إزاء فشل النظام هو أنّه من المقرر أن تستضيف روسيا دورة الألعاب الأولمبية الشّتوية لعام 2014 في سوتشي، الواقعة على حافة منطقة القوقاز. وقرار الّلجنة الأولمبيّة الدّوليّة غير الحكيم لقبول طلب روسيا يعني أن الرياضيين والحكومات في جميع أنحاء العالم سيتعيّن عليهم أن يعتمدوا على نظام بوتين – ميدفيديف لمنع التّشويش الإرهابي على الألعاب. وكان هجوم يوم الاثنين للتذكير بمدى خطورة ذلك الرهان.

 

ترجمة: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

http://www.washingtonpost.com/wp-dyn/content/article/2011/01/27/AR2011012707431.html

نقل عن: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

Share Button

اترك تعليقاً