نافذة على أوراسيا: عدد الدول قد يتضاعف في القرن الحادي والعشرين وروسيا يمكن أن تسهم في ذلك السّبيل، يقول خبير موسكوفي

نافذة على أوراسيا: عدد الدول قد يتضاعف في القرن الحادي والعشرين وروسيا يمكن أن تسهم في ذلك السّبيل، يقول خبير موسكوفي

بول غوبل

فيينا، 8 فبراير/شباط – إن عدد الدول في العالم قد يتضاعف على مدى القرن القادم، والفيدرالية الروسية قد تسهم في ازدياد عددها ما لم تعترف حكومتها ويعترف شعبها بأن الفيدرالية الحقيقية هي أفضل دفاع عن سلامة الأراضي لدول متعدّدة القوميات، وفقا لمختص بارز في موسكو.
في مقابلة أجراها يفغيني شيستاكوف (Yevgeny Shestakov) ونشرتها صحيفة “روسيسكايا غازيتا” (Rossiiskaya gazeta)، يقول فلاديمير ريجكوف (Vladimir Ryzhkov)، وهو أستاذ في المعهد العالي للاقتصاد، ان اقتراح الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين بأن تحصل الأقاليم والجمهوريات على “السيادة بقدر ما يمكنها هضمه” ما أدّى إلى حفظ البلاد بدلا من أن يهددها كما يعتقد الكثيرون.
في ذلك الوقت، كما يشير إلى أن المركز كان يفشل في تنظيم الأمور، وكان مهما للغاية بالنسبة للمناطق اتخاذ المسؤولية على أنفسهم من أجل تنمية البلاد. لكن على الرغم من كل التغييرات في روسيا منذ قدم يلتسين ملاحظاته، تبقى كلماته “مهمة حتى اليوم” (www.rg.ru/2011/02/03/ryjkov-site.html).
ذلك لأن “المركزية الإستثنائية” التي يطبقها فلاديمير بوتين، قد تركت “المناطق مقيدة اليدين والقدمين”. والرؤساء الإقليمين “لا يستطيعوا أن يقرروا حتى الأمور البسيطة”، لأن “في كل واحدٍ منها هناك نحو 50 من الهياكل الاتحادية والتي لا تخضع للحكام أو لنواب المناطق” والتي هي “بعيدة كل البعد عن موسكو” لأنه يتم السيطرة عليها من هناك.
وكان تهديد تفكك الاتحاد الروسي في أعوام التسعينيّات من القرن الماضي “مبالغ فيه جدا وبشدّة” كما يقول ريجكوف، وكان قد انتهى التهديد تقريبا بدستور عام 1993 وكذلك بإجراءات بوتين بعد عام 1999. لكن بعض الحلول قد أوجدت مخاطر جديدة، حسبما يشير الباحث من موسكو.
كما أن الروس يميلون للنسيان، “هناك أعداداً كبيرة من الأمثلة الّتي أدت إلى تفكك الدولة المركزية الفظّة”، كما يلاحظ، و”على العكس من ذلك، فإن اللامركزية والفيدرالية والأخذ في عين الاعتبار أن التنوع القومي في أغلب الأحيان، كل ذلك يعمل على الحفاظ على وحدة الدولة”.
على الرغم من توقعات الكثيرين، فإن عدد الحركات الوطنية التي تسعى لأوطانها يتزايد، في جزء منه على الأقل لأنه لا يوجد “معياراً دولياً لإنشاء” دول جديدة. لكن بدلا من ذلك، يدعمهم المجتمع الدولي في بعض الأحيان ولا يقدم على ذلك في أحيان أخرى.
ويضيف ريجكوف: “لكن إذا نظرنا إلى الإحصائيّات، فالاتجاه العام”، “هو كما يلي: عندما تأسّست الأمم المتحدة في عام 1945، كان عدد أعضائها 51 عضوا. أمّا الآن فهناك ما يقرب من 200 عضو. هذا هو، فنحن نرى ان الاتجاه العام في العالم هو اكتساب حق الحصول على الدولة من جانب مجموعات القوميات والشعوب أكثر من أي وقت مضى”.
ويعلق: “اذا استمر هذا الاتجاه، فإنّه في القرن الحادي والعشرين قد تتضاعف عدد الدول مرة أخرى. و”علاوة على ذلك، اذا عالجت موسكو الوضع بعجز، فيمكن أن تسهم الفيدرالية الروسية نفسها في زيادة عدد هذه الدول، الشيئ الذي من شأنه أن يخفض تركيز البلاد على موسكو إلى حد كبير.

يستشهد ريجكوف برصد صاحب نظريات الإثنوغرافيا الوصفية البريطاني المشهور إرنست غيلنر (Ernest Gellner) ان “لدى روسيا فرص ضئيلة [للإبقاء على حدودها الحالية] لأنها دولة كبيرة متعددة القوميات، وان شعبها يتعرف على أصوله وهوياته القومية أكثر من أي وقت مضى”، وهو الأمر الذي أبدى غيلنر عن أسفه عليه، لكنه خلص إلى أنه أمر واقع.
روسيا لديها ثلاثة “نماذج للتنمية”، يشير ريجكوف، في حين أن إثنان منها يؤديان إلى الهلاك. الأول هو الرايخ، أو “إنشاء دولة عرقية روسية متعددة القوميات، وهو أن ‘روسيا للروس’. وهذا يعني انهيارا في مسار البلاد في غضون السنوات الخمس أو الست [القادمة]”.
أما السيناريو الثاني فهو النموذج البيزنطي، وهذا، يقول ريجكوف، هو ما “يجري في روسيا الآن”، شيء يصفه بأنه “أحدث محاولة لبناء دولة إستعمارية مع مركز قوي في موسكو التي ستنظم التخوم الحدودية بما في ذلك الوطنية منها وذلك بمساعدة إما الكوادر المحلية أو حكّام معيّنين”.
هذا المسار أيضا هو “خطير: فالبيروقراطية الإستثنائيّة ومركزية الحكم سوف تُنْشِئ خطوة بخطوة الأساس للانفصال، لأن السلطات التي توليها موسكو سينظر إليها من قبل السكان المحليين بإيجابيّة أقل من أي وقت مضى”  و”عدم الرضا [معهم] سوف يعني تلقائيا استياءاً مع موسكو”.

و”قد أدى هذا المسار الإمبريالي البيروقراطي غير الناضج  فعلا بالبلاد للانهيار مرتين، في المرّة الأولى عام 1917 وفي المرّة الثّانية عام 1991″، يقول ريجكوف. ويمكن أن يحدث ذلك مرةً أخرى.
فقط الفيدرالية والفيدرالية الحقيقية في هذا الحال يمكن أن ينقذ روسيا، يجادل ريجكوف، وبالتالي، يجب على موسكو “العودة الآن إلى نموذج مثمر للغاية من الفيدراليّة والذي هو مدوّنٌ في دستورنا ولكن لم يتحقق [بعد]. بتلك الطريقة سوف نكون قادرين على تجنب خطر انهيار البلاد”. ولكن هذا ليس فقط أفضل وسيلة ولكن الأفضل على الإطلاق.

 

أرسلت بواسطة بول غوبل في الساعة 19:54 مساءاً

ترجمة:  مجموعة العدالة لشمال القوقاز

نقل عن:  مجموعة العدالة لشمال القوقاز

http://windowoneurasia.blogspot.com/2011/02/window-on-eurasia-number-of-states-may.html

Share Button

اترك تعليقاً