ما أشبه اليوم بالبارحة؟

ما أشبه اليوم بالبارحة؟

 

كما أن الأعمال تقاس بنتائجها، فإن شدة وقع تلك الأعمال تتغير بين المتلقين لنتائجها وتأثيراتها حسب قربهم أو بعدهم من مركز صنع القرارات و/أو المتأثرين منها بمن فيهم الضحايا وذويهم وأحفادهم.

فقد ذكر نبأ يفيد بأن “الشرطة الروسية عثرت على أعضاء بشرية مقطعة في عدد من المجاري تحت سطح الأرض. وذكر تقرير أن قضية الشاب “نيكولاي” آكل لحوم البشر، أثارت الذعر في قلوب كثير من المواطنين الروس، لتبدأ الحكاية بعد أن عثرت الشرطة على أعضاء بشرية. وأضاف النبأ “ومنذ أكثر من أسبوعين والشرطة الروسية تفاجأ بالعثور على أعضاء بشرية مقطعة في المجاري وفي عدد من برك الماء وفي الحدائق العامة دون أن يعلموا من يقف خلف هذه الجرائم البشعة”.World Cablism

ولما العجب ياترى؟ إن هذا المسمّى “بآكل لحوم البشر”، أو ما وصفته الطبيبة النفسانية بأن “حالته تدل على شخصيّة سيكوباتيّة، وبأنه يعاني من أعراض الشيزوفرينيا” وان ذلك يجعله “يشعر بالدونية ولا يهتم بالقوانين”، قام أجداده وأسلافه وأقرانه خلال الحقبة الإمبراطريّة القيصريّة وما بعدها بالقضاء على قبائل وشعوب بالكامل، ناهيك عن القضاء شبه الكامل أو الجزئي على أمم وشعوب عديدة وقاموا بترويع الآمنين في أوطانهم حيث قاموا باحتلال أراضي الآخرين بقوة الحديد والنار.Russian Fascismلقد اقترفوا الجرائم التي شملت الإبادة الجماعيّة بشركيسيا في القفقاس المحتل خلال حرب دامت 101 سنة، وفي أماكن أخرى بما يسمى روسيا الفيدرالية اليوم. وأكبر شاهد على ذلك نيّة الدولة الروسيّة الحالية وبمباركة بعض “المتشركسين” باستضافة ألعاب سوتشي الأولمبيّة الشتويّة لعام 2014 التي أقيمت منشآت قريتها الأولمبيّة ولا تزال تقام على عظام وجماجم ومقابر الآلاف من الذين قضوا نحبهم بسلاح المجرمين أفراد القوات القيصريّة الروسيّة الذين كانوا أكثر عدداً وعدّة وقاموا باقتراف الجرائم النكراء وقضوا قضاءا مبرما على المقاومة الشّركسيّة الباسلة التي أبداها الشراكسة الأبطال دفاعا عن الوطن الغالي.

No Sochiوهنالك مثالا آخر على قيام الدّولة الروسيّة برئاسة بوريس يلتسين ومن بعده فلاديمير بوتن على الهجوم البربري ضمن حربين همجيتين لكن عصريّتين ضد جمهورية الشيشان القوقازيّة في تسعينيات القرن الماضي وتدميرها عن بكرة أبيها، وللتستر على الجرائم والوقائع ولإخفائها كليا قاموا بتولية الأمر لمن ارتضى أن يعمل على إخفاء آثار العدوان البربري الروسي وقاموا باعادة بناء ما خلفته حربا الإبادة من أبنية وشوارع وأحياء سكنيّة وقرى وبلدات ومدن وكل ذلك بأيدي شيشانيّة ارتضت لأن تكون المعول الذي يخفي آثار الجرائم الروسيّة التي لا تزال ماثلة في مخيلة كل من لمسها أو حتّى شاهدها على شاشات التلفاز عندما كانت الآلة الحربيّة الروسيّة تستعمل كل أسلحة الدمار المتوفرة لديها في قصف وردم وتدمير كل شيئ في جمهوريّة الشيشان.

images

وإذا كان الشاب “نيكولاي” قد احتفظ بأعضاء بشريّة في منزله منها كبد صديقه “إيفان”، فهذا ليس غريبا أيضاً لأن المجرمين والقتلة البرابرة في القوات القيصريّة الرّوسيّة الذين اغتالوا الزعيم القوقازي الداغستاني حاجي مراد الذي اشتهر أيضا من خلال الرواية التي كتبها الأديب الروسي الشهير تلستوي باسم “حاجي مراد”،  قاموا بنزع رأسه عن جسده وإرساله عبر حاكم القيصر في القوقاز كهديّة إلى سان بطرسبورغ لكبير المجرمين، الإمبراطور في ذلك الوقت، حيث حفظت الجمجمة في البداية في الأكاديميّة الطبية العسكرية وبعدها في متحف الأنتروبولوجيا والاثنوغرافيا (كونستكاميرا) الواقع في سان بطرسبورغ، حيث رفضت السلطات الروسيّة في السنوات الماضية وتحت حجج واهية تسليم الجمجمة لمن طلبها من أبناء قوميته لدفنها في قبره إلى جوار رفاته.

images (2)

ويذكّر ذلك أيضا بما ذكر في التّقارير والشّهادات عن الحرب الرّوسيّة – الشّركسيّة والإبادة الجماعيّة الشّركسيّة عن وصف صحيفة كوريير دي أورينت عن “مشهد لأكلة لحوم البشر بدى في قرية هفيفا في منطقة الشّابسوغ. كان رجال القرية على الحدود لخدمة المواقع الحدوديّة. ومستفيدين من عدم وجودهم، أطبق جنود القيصر على بقيّة السّكان، الذين كانوا عزّلا من السّلاح، فقتلوهم وحرقوهم ونهبوهم. وبين أعداد الضّحايا كان هناك ثمانية عشر امرأة مسنّة وثمانية أطفال وستة رجال مسنّين. على ظهر إحدى النّساء المذبوحات تركت لافتة تحوي الكلمات التّالية: إذهبي واشتكي لملكة بريطانيا، الّتي ذهب إليها نوّابكم يطلبون المساعدة”. وعلى جسد ولد صغير تم العثور على هذا النّقش: ‘إبقى هنا بدلا من الذهاب لبيع نفسك إلى حماتك، الأتراك’. وأخيرا، على جثة رجل مسن، حيث أخرجت عيناه من مكانهما، كان النّص التّالي: إذهب وانضم إلى نوّابك، وسوف تجد بعض أخصّائيّي العيون الجيّدين” –  في باريس”.

images (3)

وقام نيكولاي كذلك بالتذكير بسيّئ الذّكر المجرم زاس وهو أحد الجنرالات في القوات الروسية في القوقاز الّذي كان يقوم بقطع وجمع رؤوس الشراكسة ويقوم بغليها ووضعها في مكان نومه لمدة معيّنة وهو يتجلّى في اشتمام رائحتها (هذا إذا لم يكن يلتهم أجزاء بعضها) ثم كان يقوم بإرسالها إلى برلين في ألمانيا إلى أصحابه ليقوموا باستعمالها في الأبحاث الطبية والعلميّة، وجاء كذلك في التقارير والشهادات عن الحرب الروسية – الشركسية حسبما ذكر عن “ديكابرست لورير” بأن “زاس، وبالقرب من معسكره، وعلى رأس تلّة صغيرة معدّة خصيصا، تمّ تثبيت رؤساء شركسيّة على أسنّة الرماح، وتركت لحاهم تحلّق في الهواء. كان مزعجا للغاية لرؤية هذا المشهد. وفي يوم من الأيّام، وافق زاس على إزالة الرّؤوس عن الرّماح بعد طلب من سيّدة ضيفة، وكنا ضيوفه أيضا في ذلك الوقت. عندما دخلت غرفة الدراسة الخاصّة بالجنرال، صدمت برائحة قوية وتثير الاشمئزاز. تبسّم زاس وقال لنا إن هنالك صناديق تحوي رؤساء قد وضعت تحت سريره. بعدها سحب صندوقا كبيرا موجودا فيه رأسين يبدوان رهيبين وبأعين كبيرة. سألته لماذا يحتفظ بهما هناك. فأجاب: “أنا أقوم بغليهما وأنظّفها وأرسلها إلى أصدقائي الأساتذة في برلين لدراسة التّشريح”. وتزيد كذلك بأن “النّساء القازاخستانيّات الرّوس كانوا يسيرون في ميادين القتال وتقمن بقطع رؤوس الرّجال الشّركس، بعد إنتهاء الحرب. الجنرال زاس، الألماني الأصل كان يدفع لهم مبلغا جيّدا من المال لفعل ذلك. إلى أنه حذّر من قبل مسؤوليه للإقلاع عن ذلك، حيث واصل زاس غلي وتنظيف وإرسال عدد كبير من الرّؤس إلى برلين.

Zass Crimes

تقول الحكمة “الآن بعد أن انتهى كل شيء، ماذا فعلتم حقا بالأمس بحيث يجدر ذكره”؟images (4)

فهل سيقوم أطباء نفسيّين آخرين بتشخيص القادة والزعماء الذين قاموا بمباركة وتنفيذ كل الجرائم التي تم تنفيذها؟ أرجو ذلك…

إيجل

Share Button

اترك تعليقاً