الطريق المعتزم إنشاؤه في “منتجع بوتين للتزلج” يثير مخاوف اليونسكو

الطريق المعتزم إنشاؤه في “منتجع بوتين للتزلج” يثير مخاوف اليونسكو

 

 مراقبة البيئة في شمال القوقاز مشهد للمحميّة حيث ترى الطريق غير المعبّدة في مقدّمة الصّورة
مراقبة البيئة في شمال القوقاز
مشهد للمحميّة حيث ترى الطريق غير المعبّدة في مقدّمة الصّورة

نشرت صحيفة موسكو تايمز (The Moscow Times) الصادرة على الإنترنِتْ باللغة الإنجليزيّة بتاريخ 26 أكتوبر/تشرين الأول 2011 مقالا بعنوان {الطريق المعتزم إنشاؤه  في “منتجع  بوتين للتزلج” يثير مخاوف اليونسكو}، وجاء فيه:

 

يخشى دعاة حماية البيئة واليونسكو (UNESCO) بشأن خطة حكوميّة لبناء طريق معبّدة عبر موقع لليونسكو للتراث العالمي إلى منتجع تزلج للنخبة مرتبط برئيس الوزراء فلاديمير بوتين.

 

الفائزان لعطائين لبناء طريق محمية شابوشنيكوف في المحيط الحيوي الطبيعي التابع للدولة في القوقاز، بقيمة اجمالية تبلغ 250 مليون روبل (8 ملايين دولار)، والتي سيعلن عنها يومي الاثنين و الأربعاء المقبلين، على التوالي، على موقع موقع المناقصات الحكومية  الألكتروني زاكوبكي .(Zakupki.gov.ru)

 

يقول المسؤولون في محميّة شابوشنيكوف ان هناك حاجة للطريق لربط قرية سولوخ-أول (Solokh – Aul) بالقرب من سوتشي بمحطة للأرصاد الجوية في مقر المحميّة.

 

لكن المحمية لا تضم محطة للأرصاد الجوية. وما هو أكثر من ذلك، أن هناك طريق غير معبّدة تمر بالفعل من خلال المحميّة، مما يسمح للسيارات والمشاة بالسفر عبر التضاريس دون راحة، لكن أيضا دون تكلفة على البيئة كما يقول نشطاء البيئة.

 

يقع بشكل ملائم بالقرب من نهاية طريق المستقبل على أي حال، منتجع التزلج لونايا بوليانا (Lunnaya Polyana) [جليد القمر]، حيث أن بوتين وهو شغوفاً بالتزلج، يعتقد بأنه يستمتع أحياناً باستراحة فيه بعد عمله الحكومة.

 

و”هذا الطريق هو خطوة أولى نحو توفير وسائل نقل للوصول الى منتجع لونايا بوليانا”، قال اندريه رودوماخا (Andrei Rudomakha)، الناشط مع مراقبة البيئة في شمال القوقاز (Environment Watch North Caucasus) في مقابلة عبر الهاتف.

 

إنّ طريقأً إسفلتياً سيتلف الغابات والأحياء في المحميّة، والتي هي جزء من القوقاز الغربي، والتي تعتبر موقعاَ لليونسكو للتراث العالمي متموضعةً بين البحر الأسود (Black Sea) وجبل إلبروز (Mount Elbrus).

 

ومن شأن المشروع أن “يخالف قرار لجنة التراث العالمي”، حيث قال متحدث باسم اليونسكو في بيان أرسل بالبريد الالكتروني. وعندما تم الإتصال به من قبل صحيفة موسكو تايمز (The Moscow Times) أقرّ بأن المنظّمة لم تكن على علم بالعطاء، لكنه قال بأن اليونسكو قد اتصلت بالسلطات الروسية للحصول على مزيد من المعلومات. لم ترد أنباء عن أي رد بهذا الشأن.

 

ناشد أخصائيوا البيئة دائرة التدقيق والموارد الطبيعية ووزارة البيئة، لكن لم يستجب أي منهما، قال رودوماخا.

 

الوزارة معترفة بذلك، اتخذت خطوات لتهدئة مخاوفهم مع نائب الوزير رينات غيزاتولين (Rinat Gizatulin) معلناً في وقت لاحق انه سيتم بناء محطة للأرصاد الجوية في العام المقبل في نهاية الطريق.

 

و”ستدخل المحطّة حيز التشغيل في عام 2013 وستستخدم أيضا خلال أولمبياد [شتاء عام 2014] في سوتشي” قال غيزاتولين لراديو ليبرتي في وقت مبكّرٍ من هذا الشهر.

 

لكن الوعد بمحطة صغيرة لم تفعل سوى القليل  لتهدئة رودوماخا. حتى لو تم بناء المحطة، ليست هناك حاجة لبناء طريقٍ معبدة لها”، أضاف متحدّثاً.

 

في السابق وفي عام 2008، نشرت مجلة نيو تايمز (New Times) المعارضة تقريرا إستقصائياً عن منتجع لونايا بوليانا، واصفةً بناءاً خشبياً جديداً يتألّف من ثلاث طبقات بني لبوتين هناك. وصفت وثائق رسمية حصلت عليها المجلة البيت بأنه “مركز بحوث للمحيط الحيوي”.

 

ومع ذلك، فالصور الخلابة للمنزل الذي يجثم على سفح الجبل نشرته روليكس (RuLeaks)، وهي الإصدار الروسي لويكيليكس (WikiLeaks)، تشير إلى أن البناء يمكن أن يكون أي شيء باستثناء مركزٍ للأبحاث. البيت يضم موقدةً وحوضاً للسباحة، فضلا عن مهبطين لطائرات الهليكوبتر، للتعويض على ما يبدو عن عدم وجود طريق معبّدة.

 

وقد تم تمويل بناء المنزل بالمشاركة بين مكتب الشؤون الرئاسية وشركة روسنفت (Rosneft) النفطية الكبرى التي تسيطر عليها الدولة، حسبما قالت روليكس في فبراير/شباط.

 

المتحدث باسم بوتين لم يرد على المكالمات المتكررة خلال الاسبوع الماضي ويوم والثلاثاء للحصول على تعليق.

 

فإن الطريق ستبرز الغزوة الثانية على المحميّة الطبيعة من قبل بناة الطرق. بدأت السلطات المحلية بناء طريق معبدة في نفس المكان في عام 2008 – فور الإنتهاء من بناء المنزل الخشبي. لكن احتجاجات شعبيّة وتدخل من قبل اليونسكو أدّى إلى الدّوس على الفرامل فيما يتعلق بالبناء.

 

أرسلت اليونسكو بعثتين في مهمة للرصد إلى المحميّة حول سوتشي في عامي 2008 و 2010. من بين أمور أخرى، فإن الرّاصدين درسوا موقع لونايا بوليانا وأعلنوا بأن بناء مرافق ترفيهية وطرق في المنطقة انتهك القواعد البيئية، قال المتحدث باسم اليونسكو من خلال البريد الإلكتروني.

 

وأضاف بأن اليونسكو لا تخطّط لأي بعثة جديدة إلى لونايا بوليانا في الوقت الراهن.

 

غالبا ما يتم إنشاء العقارات الفاخرة من قبل كبار المسؤولين وكبار رجال الأعمال مع العديد من المخالفات القانونية وبالتغاضي عن القواعد البيئية. نادرا ما يتم الإبلاغ عن حالات هدم تلك الممتلكات، على الرغم من مجموعة من مالكي المنازل من الطبقة المتوسطة من سكان حي ريشنيك (Rechnik) في موسكو قد دمرت منازلهم من قبل سلطات المدينة في العام الماضي.

 

وظهرت تقارير صحفية في الشتاء الماضي بأنّه يجري بناء “قصر” على شاطئ البحر لبوتين بقيمة لا تقل عن 350 مليون دولار و”بيت ريفي للبطريرك” رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية على ساحل البحر الأسود بالقرب من نوفوروسيسك. لكن نفى ممثلين عن بوتين والبطريرك كيريل هذه التقارير.

 

النشطاء البيئيّون قلقون أيضا حول أعمال البناء لدورة الألعاب الأولمبية الشّتوية لعام 2014 في سوتشي، التي يقولون بأنها تجرى في ظل تجاهل بالنسبة للبيئة الهشّة في المنطقة.

 

وتتهم مراقبة البيئة في شمال القوقاز، والتي قادت حملة لحماية البيئة في سوتشي، السلطات الروسية بالبناء الأولمبي  الضار بالبيئة “الغسيل الأخضر” عن طريق إخفاء المشاكل عن مراقبي الأمم المتحدة في المجال البيئي.

 

ترجمة: أخبار شركيسيا

Share Button

اترك تعليقاً