عزيزنا السيد سوخت (Sokht)،

نحن نكتب هنا للرد على مقابلتك الأخيرة مع وكالة أنباء ريغنوم (REGNUM)، حيث أكدت من جديد دعم الجمعية الشركسية العالمية (ICA) لأولمبياد سوتشي المقررة في عام 2014. والفحش في دعم حدث يهدف إلى إعادة كتابة تاريخنا والحط من كرامة أسلافنا تماما لهو أمر بديهي لديكم. إن دوافعكم ودوافع الجمعية الشركسية العالمية مفصولة تماما عن هكذا إعتبارات، لذلك لن يكون مجدياً محاولة إقناعكم بخلاف ذلك. والشركس سوف لن يكون لهم مرة أخرى مثل هذه الرؤية لإبلاغ العالم عن التاريخ الحقيقي لمأساتنا ولكسب التأييد الدولي لاستعادة حقوقنا. هذا هو بالضبط السبب الذي جعل روسيا تحاول تدمير هذه الحركة. يبدو ذلك واضحاً ومتوقعاً. لكن للأسف، فإنّ بعض أعضاء الجمعية الشركسية العالمية، سواء مجبرين من قبل السلطات أو ببساطة لتحقيق مكاسب شخصية، يساعدون محاولات روسيا لإسكات الشركس. ومن المحزن، بأن الشراكسة في جميع أنحاء العالم توقعوا ذلك أيضا.

وقد خدمت رسالتكم غرضا مهما. لقد أثْبَتّ بما لا يدع مجالاً للشك ما يعرفه العديد بالفعل وما ارتاب منه غيرهم الكثيرون؛ ان المهمّة الحالية للجمعية الشركسية العالميّة لم تعد تخدم الشّركس. إنها “تعمل على إدارتهم” نيابة عن روسيا، وبشكل متزايد للإضرار بالشركس أنفسهم. وأنشطتها الوحيدة في الآونة الأخيرة هي فقط محاولة إسكات وتشويه سمعة الناشطين الذين يحاولون احراز التقدم. انها ترعى وتضخم الفوارق بين الشراكسة في الشتات وفي الوطن سواءاً بسواء. عندما ينسق الآلاف من الشراكسة في جميع أنحاء العالم لمعارضة دورة الألعاب الأولمبيّة ويطالبون بالإعتراف بإبادتنا الجماعية، فيمكنها القول عندئذٍ فقط بأنه يوجد هناك عدم اتفاق حول المسألة وأن المتظاهرين يمثلون أقلية. ومع ذلك فنحن نعتقد أن السيد حافيتسه (Hafitse) أو جيلابي كالميكوف (Jilabi Kalmikov) أو كازبك ياهوجوييف (Kazbek Yahogoyev) هم الممثلون الحقيقيّون للشركس (90 ٪ منهم يعيشون في الشتات)؟ يجب أن تعترف بنفسك أن هذا لَهُوَ من السّخف. هؤلاء الرجال الذين هم منشغلون في مهاجمة الناشطين، لا يقدمون حلولا بديلة، لأنهم لا يعترفون حتّى بوجود مشكلة. وعندما أتيحت الفرصة للجمعية الشركسية العالميّة لعقد اجتماع مع مجلس الدولة الروسي، الدوما، حضروا  بدون وجود جدول أعمال ولا مطالب ولا برامج. الآن هم ينأون بأنفسهم عن الفرد الوحيد الذي فعل شيئا مُجْدِياً في هذا الإجتماع، كما أوضحتَ أنت في المقابلة. نقدم لك الشكر لتأكيد هذه الأمور في حديثك الصّحفي.

لا نستطيع مع ذلك، أن نشكرك على النقطة الأخرى التي أثرتها خلال المقابلة. وعلى وجه التحديد، المصطلح الذي تستخدمه لوصف المعارضين لأولمبياد سوتشي. بالتأكيد، فأنت على علم بأن هناك حربا من الحكايات تجري في القوقاز. وجزء كبير مما يحاول الناشطين تحقيقه هو القبول الدولي للسرد الحقيقي؛ بأن هناك حركة سلمية وديمقراطية من قبل الشراكسة لغرض إنقاذ ثقافتهم وحماية تاريخهم وكرامتهم وتحقيق مزيد من التقدم لحقوق الإنسان في وطنهم. على مدى العقد الماضي، فإن الحديث الذي تحاول روسيا فرضه هو أن جميع القوقازيين متطرفون خطرون وإرهابيّون يجب إحتوائهم باستعمال الشّدّة. وُجِدتْ هذه الاستراتيجية قبل وقت طويل، حتى قبل أن كان هناك أي اعتبار لاستضافة أولمبياد سوتشي. وهذه هي الحكاية في وطننا والّتي سيقبل بها العالم إذا حالفك النجاح في إسكات النّاشطين. وينبغي أن يكون واضحا للجميع مدى البؤس الذي سيتعرض له الشراكسة في الوطن في حال حدث ذلك.

نحن على يقين بأنك على بينة من التغييرات الأخيرة لقوانين التطرف في روسيا، والّتي توسع تعريف المصطلح وتفرض عقوبة أقسى على مثل هذه الأفعال المزعومة. وتهدف هذه القوانين للحد من المعارضة المدنية والمناظرات العامّة. يمكنك زيارة الموقع الإلكتروني لمنظمة العفو الدولية لفهم أفضل لكيفية استخدام هذا التشريع لقمع الناس. هذه القوانين الجديدة سوف تجعل الأمر أكثر خطورة على الشراكسة في الوطن الأم للتّحدث عن حقوقهم، خصوصا إذا نجحت روسيا في نقلهم إلى الفئة “المتطرفة”. فبدلا من الحديث نيابة عن إخوتك الشراكسة من أجل حمايتهم والتأكد بأن روسيا لا تصطفهم ضمن هذه الفئة، في الواقع هو أنت الذي تصنفهم على أنهم متطرفون. أنت، يا سيد سوخت، فضلا عن الأعضاء القياديين في الجمعية الشركسية العالميّة تُسْكِتون الخطاب الشركسي. أنتم تساعدون على جعل الشراكسة في الوطن محجوبون. الأسوأ من ذلك كله، انكم تضعون سلامتهم في خطر. عندما يتم سجن الشراكسة المسالمين، أو ما هو أسوأ من ذلك ، فسوف يكون ذلك بسببكم أنتم، لا بسبب النشطاء في العالم.

في أي دولة متحضّرة يعتبر الاحتجاج السّلمي للألعاب الأولمبية “تطرفاً”؟ متى يصبح السعى للاعتراف بالإبادة الجماعية “تطرفاً”؟ ماذا تعتقدون بأنه سيحدث عندما يتم إسكات مظالم مشروعة دون وجه حق وبوحشية؟ هل تعتقدون أن معاملة الناس على أنهم متطرفون سوف ينتج أكثر أو أقل متطرفون / إرهابيون حقيقيون؟ هذه هي اللعبة الّتي دأبت روسيا على لعبها في القوقاز مع العواقب الوخيمة لها، والآن أنت وقلّة متهوّرة من الشركس تساعدون على جلبها الى وطننا.

إنك تعلم علم اليقين بأن هؤلاء الشراكسة هم غير عنيفين تماماً، ومع ذلك فإنّك تصنفهم بشكل علني ​​بأنهم متطرفون. هذا هو السبب بأنه من المخزي حتى أن قلّة من الشركس تستخدم هذا المصطلح ضد أشقاء وشقيقات مسالمون. مرة أخرى، ربما كان هناك ضغطاً هائلاً من قبل السلطات الروسية للتحرك ضد مواطنيك الشراكسة. إن دعم سياسة روسيا الضّالّة بإخلاص إلى هذا الحد،  وذلك على حساب شعبك، لهو أمر مأساوي. ولكن للمساعدة فعلياً في وضع مواطنيك في خطر أكبر لمحاولتهم مساعدة أمتهم فإنّه ذنب لا يغتفر. إنّه لأمر منحطٌ جديد نأمل بأن يزول قريبا عمّا هو سائد عليه الآن.

الموقّعون:

منتدى القفقاس، تركيا

بيت القفقاس، تركيا

الرابطة الشركسية في كاليفورنيا — الأديغة خاسه، الولايات المتحدة الأمريكية

المعهد الثقافي الشركسي، الولايات المتحدة الأمريكية

المبادرة الشركسية من أجل الديمقراطية، تركيا

المبادرة للحقوق الشركسية، تركيا

جاينيبس (JINEPS) (جريدة)، تركيا

مجموعة العدالة لشمال القوقاز

جمعيّة نفنا، إسرائيل

راديو أديغه، إسرائيل

ذكر الإعلام التركي تفاصيل جديدة عن التحقيق حول جريمة القتل الثلاثية للاجئين الشيشان في إسطنبول في 16 سبتمبر 2011م.