تأثيرات الربيع العربي على الأمم المستعمرة من قبل روسيا

تأثيرات الربيع العربي على الأمم المستعمرة من قبل روسيا

لم يتوقع أحد أو حتّى تصوّر أن الاحتجاجات التونسية التي بدأت في أوائل عام 2011، وتضحية البوعزيزي (Elbu Ezizi) بنفسه من أجل خلاص شعبه بأكمله، والذي عانى من الطّغيان والإستحواذ والحكم الإستبدادي وتزوير الانتخابات لعشرات السنين، للحفاظ على نفس المجموعة التي تصرفت وكأنها عصابة في السلطة.

لم قطار الربيع العربي لا يتوقّف في تونس؛ لكنه استمر في رحلة تاريخية إلى دول أخرى مثل مصر واليمن والبحرين وليبيا، وقد وصل في الوقت الحاضر إلى سوريا، والّذي واجه الأنظمة الطّاغية في تلك البلدان.

اثنين من البلدان المذكورة أعلاه، ألا وهما ليبيا وسوريا كانا يعتبران أقوى الحلفاء مع الدولة الروسية في الاتصالات الاستراتيجية والحيوية الأخرى والّتي شملت الأسلحة والعلاقات العسكرية. في المثال الليبي، حاولت روسيا أن تلعب ألاعيبها المعتادة في مجلس الأمن التّابع للأمم المتحدة، وللإبحار في اتجاه معاكس من الإتجاه الّذي اتّجه إليه غالبية الليبيين؛ لكن روسيا غيرت موقفها عندما شعرت بأن حليفها القذافي وأولاده قد وصلوا نقطة اللاعودة للبقاء على رأس السلطة لصالح الشعب الليبي الذي نهض ضد حاكم ظالم ودكتاتور والذي أساء إلى البلد بأكمله لمدة 42 عاما متتالية، وأنفق اموال الشعب على مشاريع شخصية وخاطئة يشوبها سؤ التقدير وكذلك الأعطيات. إن مواقف انتهازية من هذا النوع اتّخذت في حرب الخليج الثانية من قبل الحكومة السوفياتية في العام 1990، وبعد ذلك الحكومة الروسية في العام 1993، عند تغيير موقفهم سواء في الأمم المتحدة أو في أماكن أخرى  في كلا الواقعتين وذلك على عكس ما كان الموقف الرسمي في مراحل سابقة.

في المثال السوري هناك أكثر من بعْديْن في حين أنه في أي واحد من الأبعاد يتناول حقيقة أن الروس قد شعروا، انهم يخسرون الأرضيّة بما في ذلك جميع أوراق لعبهم وأن لعبتهم قد قاربت نهايتها! بدأوا ألعاب جانبيّة هذه المرة مع الصين من أجل الاعتراض واستعمال حق النقض “الفيتو” لمنع أي قرار يصدر عن الأمم المتحدة ضد نظام سوريا الأسد المستبد، وهو ما فعلوه بالفعل، وذلك من اجل الحصول على حرية استخدام الموانئ السورية على البحر الأبيض المتوسط، وإلى فرض سيطرتها على القدرات السورية متناسية المواطنين السوريين المضطهدين الذين يتعرضون للقتل على أيدٍ ملطّخة بالدّماء من قبل القوات السورية التي تسيطر عليها حكومة الأسد، وحتى الشّبيحة المجرمين، الّذين تسيطر عليهم وتتعامل معهم وتديرها فروع الاستخبارات الأمنية. وازداد زخم الثورة الشّعبيّة السورية حتى في المدن الكبيرة مثل دمشق وحلب إلى جانب مناطق ساخنة أخرى في حمص وحماه إودلب ودرعا ومختلف المدن والبلدات والقرى السورية.

ويتناول البعد الثاني الوضع الداخلي الروسي، الذي يظهر فجأة دوي منبه إيقاظ دوّى عبر المجتمع الروسي متّخذاً مثال الربيع العربي، توقعاً لما حلّل بعض المحللين في الآونة الأخيرة، في إمكانية توقّع استقبال قطار الربيع العربي في روسيا الّذي يتجلى من خلال المظاهرات الدّوريّة التي تطالب للحصول على حقوق الإنسان الأساسية وحرية التّعبير وإجراء انتخابات حرة وحقيقية لمنع هؤلاء الذين زوروا الانتخابات في الماضي، بالطريقة التي فعلها الديكتاتوريّون العرب، من تكرار الألاعيب السّابقة إنتخابات بعد إنتخابات. لكن السلطات قامت بتنظيم مظاهرات مضادة (على طريقة الديكتاتوريين العرب) دعماً لبوتين، وللتقليل من أهمية أنشطة المعارضة.

كل ذلك، لا نقلل من شأن الأمم والشّعوب الصغيرة المحتلة في شمال القوقاز ومناطق أخرى لما يسمّى بجمهوريّة روسيا الاتحادية، التي تسيطر عليها الدولة الروسية ضد رغباتهم، مع عدم وجود احترام لحقوق الإنسان الأساسية أو حتى وجود انتخابات حرّة لانتخاب قادتهم الذين يقودوهم أو يمثلوهم فيم يسمّى مؤسسات الاتحاد.

وروسيا في ما يتعلق بسوريا وحلفائها العرب الآخرين سوف لن تكون مشكلة كبيرة، لأنه يوجد هناك وقت عندما تكون الخسارة أمراً لا مفر منه، وعندما يكون تغييرالموقف ليس بمشكلة لسياسة اليويو المتأرجحة. لقد فعلوا ذلك من قبل، وسوف يفعلوا ذلك مرة أخرى مستقبلا؛ ولكن فيما يتعلق بالوضع في روسيا نفسها، سوف نرى أنه فيما يتعلق بالمواجهة المرتقبة مع جماهير الشعب فهي قادمة، وبالتأكيد فإن الطغمة الحاكمة مضطّرّة لأن تواصل مسارها إلى النهاية، حيث لا يوجد مخرج لتخبّطها.

ويمكن لذلك أن يؤدي إلى الحرية للجميع.

إيجل

 

مجموعة العدالة لشمال القوقاز

Share Button