بطل من بلدي أحمد علاء الدين الشيشاني – بقلم حسين توقه

بطل من بلدي أحمد علاء الدين الشيشاني – بقلم حسين توقه

قال تعالى في محكم كتابه ” من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ” صدق الله العظيم

هناك الآلاف من كوكبة الشهداء الذين قدموا أرواحهم رخيصة كي يبقى الأردن الوطن الأغلى.

هناك الآلاف من كوكبة الشهداء الذين نسيهم التاريخ ونسيهم الوطن وإن الواجب يحتم علينا نحن الذين نذكرهم ونذكر شجاعتهم وإخلاصهم وتضحياتهم في سبيل أن يبقى الأردن وفي سبيل أن يبقى شعب الأردن يجب علينا أن نعيدهم إلى الوجدان والضمير ويجب علينا أن نكتب كل يوم قصة شهيد . لأنهم أشرف وأنبل وأطهر الصفحات في تاريخ الوطن

وإنني أدعو كل عائلات الشهداء أبناء وبنات الأردن أن يبعثوا إلى كل المواقع الإلكترونية والصحف الأردنية بقصة كل شهيد استشهد وصورته وهو في لباس الشرف العسكري كي يبقى الأردن وكي تبقى الراية الأردنية خفاقة في أعلى سماء

الرائد الشهيد محمد ضيف الله الهباهبة :

وقف الشيخ الجليل فوق روضة إبنه وراقب حفنات التراب تراب الوطن الغالي تراب الشوبك الأردنية وهي تنهال على جثمان الشهيد الرائد محمد ضيف الله الهباهبه رحمه الله أول شهيد من شهداء معركة السموع ليصار إلى دفن رفاته الطاهر . وبعد أن ردد الدعاء وقرأ الفاتحة نظر إلى السماء وأنشد راضيا بحكم الله وقضائه هذه الكلمات في وداع إبنه

جانا خبر مع طلعة شمس ياجواد قالوا: محمد صابرا له صواب
فكرت لربعي وغشى وجوهها حداد بالعون وانه رايحا يا عذابي
صرخت صوتا من شغاميم الفؤاد واشوف الدنيا أنا بعيني ظلام
جسمي تقطع واشتعلت نار الفؤاد على حبيب راح عني وغاب
يا الله يا اللي على المخاليق جواد تقطب جروحا مخطرة على جنابي
على عزيز الروح طعام الكباد كريم ومحلى هرجته لصحاب
خليت أبوك دشرت الأولاد واقفيت للجنة مع جزيل الأرحام
من عقبك ضاقت علي كل البلاد من الحزن والفرقة وكثر الشياب
وأجوح جوح اللي قصر فوق الأوتاد عجزان عن مشيه على راس نابي
وأختم وأصلي على نبي كل العب محمد المختار نور الظلام

اللواء الركن أحمد علاء الدين الشيشاني:

بتاريخ 8/4/2012 وفي تمام الساعة السادسة مساء تم تكريم أحد الأبطال في المركز الثقافي الملكي تم تكريم اللواء الركن المتقاعد أحمد علاء الدين من قبل عشيرته الشيشان وأخوانهم الشراكسة. تم تكريمه وهو على قيد الحياة وتداعى كل أصدقائه وكل رفاقه القدامى في السلاح وعلى رأسهم أؤلئك الذين كرمهم الله شرف ارتداء الطاقية الحمراء رمز القوات الخاصة.

ala-300x148

ولقد خيمت على الحفل السيرة العطرة للزملاء الذين استشهدوا في معارك العز والإباء وهم يدافعون عن الأردن وعن العالم العربي تم استذكارهم لأنهم استشهدوا لأنهم حاربوا بمعية أحمد علاء الدين في معارك الحق استشهدوا كي يبقى الأردن رمزا للقيم والمبادىء والأخلاق استشهدوا وهم يبحثون عن الجنة من خلال دفاعهم عن الأرض الطهور
لقد قامت العشيرة بتكريم إبنهم أحمد علاء الدين ليس لأن صدره مغطى بنياشين الفخر والغار وليس لأنه الحاصل على وسام الشجاعة والإقدام العسكري مرتين وليس لأنه حاصل على شارة جرحى الحرب أربع مرات متتالية في مواقع القتال المختلفة وليس لأنه تم ترفيعه ترفيعا استثنائيا في ميادين الشرف والرجولة . تم تكريمه لأن أحمد علاء الدين قد عشق ثرى الوطن وأخلص للراية الهاشمية كان رمزا للوفاء لجنوده من القوات الخاصة وفعلا إنهم خاصة الخاصة من الرجال خلقا وشجاعة وشهامة وأخوة وبطولة. تم تكريم أحمد علاء الدين لأنه فتح باب مكتبه وباب بيته لمساعدة كل محتاج وكل مظلوم. تم تكريمه لأنه الشريف الأمين المخلص لأنه كان بدراً مضيئا في ليالي ظلماء.
ala2-300x208
كانت البسمة تعلو شفاهه وهو يبحث عن الشهادة في ساحات الوطن ولكن هذه البسمة اختفت لمرة واحدة في يوم حزين بكت فيه السماء واغرورقت العيون بدموع الرجال حين اجتمعنا معا في جنازة المغفور له الملك الحسين رحمه الله.
كان أحمد علاء الدين إبن الزرقاء الأبية ولد ونشأ فيها استهوته معسكرات الرجولة والشرف استهوته معسكرات الفرسان في الزرقاء ومصانع الرجال في خو أراد أن ينمو بسرعة أراد أن يكبر بسرعة وهو يعد السنين وقبل أن ينهي عامه الثامن عشر التحق بدورة التلاميذ المرشحين وبعد خدمة ثلاثين عاما أحيل أحمد علاء الدين إلى التقاعد برتبة لواء ركن مظلي طوال ثلاثين عاما حافظ فيها على الشرف العسكري حافظ فيها على كل الخلق العسكري وخاض معارك شرف ورجولة عبر السنين .

وكغيره من البناة المؤمنين الشرفاء تمت إحالة أحمد علاء الدين إلى التقاعد وهو في قمة العطاء فكراً وجسداً وروحا وإيمانا مثله مثل الآلاف من أبناء القوات المسلحة وظل باب بيته مفتوحا لكل من احتاج خدمة أو شعر بظلم وظلت الإبتسامة لا تفارق شفتيه والإيمان يعمر قلبه قرير العين مرتاح البال والضمير لم يتحدث عن المهام التي قام بها ولا البطولات التي حققها لأنها في نظره واجب يمليه عليه الوطن والدين ومحبة واحترام الحسين رحمه الله. فمن أجل الوطن ترخص الأرواح ومن أجل الحسين ترخص كل الأشياء .

ala22-300x208

لقد كانت لحظات مليئة بالعاطفة والفخر والإعتزاز وأنا أستمع إلى كلمات زملائه من الأبطال رفاق السلاح رفاق الدرب في الزمن الصعب وإلى كل الفعاليات الشيشانية والشركسية الأردنية وهي تكرم إبنها وتقدم له هدية تذكارية هي “القامة ” التي يستخدمها المحاربون القوقازيون في الدفاع عن دينهم وعن عرضهم وعن الوطن . ولعل أجمل الهدايا كانت أسماء الله الحسنى منقوشة على صدف أبيض نقي مكتوب في أسفلها ” لم أجد غير أسماء الله الحسنى كي تحميك يا أحمد علاء الدين ” .

أما كان من الأولى أن يلقى هذا البطل التكريم من القيادة التي أخلص لها ومن حكومة المملكة الأردنية الهاشمية التي استمات في الدفاع عن وجودها. أحمد علاء الدين مثله مثل الآلاف من أبطال الأردن الشرفاء لن يستطيع الزمن ولن تستطيع الجغرافيا أن تمحو ما قدموه من تضحيات وبطولات كي يستمر الأردن في وجوده مهما اشتدت العواصف وادلهمت الخطوب . فجلدة ولائهم لا تتغير ولا تتبدل وسيظل شعارهم حتى الموت الله الوطن الملك .

لقد آن الأوان كي تقوم كل عشيرة وكل قرية وكل مدينة بتكريم أبنائها بتكريم أبطالها وهم أحياء والإحتفاء بذكرى شهدائها . لقد آن الأوان كي نكتب ونوثق صفحات بيضاء ناصعة من تاريخ الأبطال .

في نهاية الحفل أصر قائد وأفراد القوات الخاصة أن يلتقطوا الصور التذكارية وأن يؤدوا تحية عسكرية إلى قائد كان يقودهم إلى مراتب السمو والرفعة في ميادين الشرف والرجولة ميادين القتال
فهنيئا للأردن الشهداء الأبرار وهنيئا للأردن هذا الكم الهادر من الأبطال

نقلا عن: موقع الاخبار الشركسية

http://www.circassiannews.com/?p=8091

Share Button

اترك تعليقاً