قصة مستوحاة من قصة للأديب الروسي الكبير “تشيخوف”..

قصة مستوحاة من قصة للأديب الروسي الكبير “تشيخوف”..

وقف سيد البيت ينظر إلى خادمة المنزل الفتية، ثم وهو يمسك ورقة وقلماً:

سيد البيت: اسمعي يا مريم، لقد قررت الاستغناء عن خدماتك..

الخادمة: كما تشاء يا سيدي..

سيد البيت: سأعطيك حساب آخر شهر..

يقلب النظر في الورقة ثم يقول:

راتبك الشهري 200 دينار، أليس كذلك؟

الخادمة: صحيح يا سيدي..

سيد البيت: ولكن سأخصم الأيام التي كنا نبيت فيها في المزرعة ونترك البيت..أنت تعلمين أنّ هذه الأيام ليست أيام عمل لك..والراتب مقابل العمل..أليس كذلك؟؟

الخادمة: كما تشاء يا سيدي..

سيد البيت: لو خصمنا هذه الأيام يبقى لك..أممم ( وهو يحسب على الورقة ) تقريباً 146 ديناراً

ثم وهو يبتسم:

الفكة على حسابك..

يجلس سيد البيت على كرسي وراء المكتب، ثم وهو يكتب على الورقة:

أنت تنامين بمعدل 6 أو 7 ساعات يومياً، لا بأس سأكون كريماً سأحسبها 6 ساعات، وأظنك توافقين أنّك لا تعملين أثناء النوم؟؟

الخادمة: نعم يا سيدي..

إذن نخصم من 146 ربع المبلغ فيتبقى لك..أممم 109.5 وستسامحينا بنصف الدينار الفكة أليس كذلك؟

الخادمة: كما تشاء يا سيدي..

يراجع السيد دفتراً على طاولة المكتب، ثم يقول:

لقد مرضت ثلاثة أيام لم تعملي أثناءها، ولو أضفنا أجرة الطبيب والدواء فسيكون مجموع الخصم..أممم حوالي 50 ديناراً..إذن يتبقى لك 59 ديناراً..

يتناول محفظته ويخرج النقود..

تفضلي..هذه 50 ديناراً..وسامحينا بالباقي فلا أملك فكة..

تأخذ الخادمة النقود وهي تقول:

شكراً سيدي..الله يخليك..ولكن..

ينظر إليها السيد باهتمام بالغ وفي عيونه تحذير لها..

ولكن ماذا؟

ولكن يا سيدي أنا لا أستطيع مغادرة البيت هذه الليلة..فهل..هل أستطيع أن أبيت ليلتي هنا، وأعدك أن أغادر صباحاً قبل أن تستيقظوا؟؟

السيد: أمم..لا بأس ولكن لا بد أن أخصم منك أجرة هذه الليلة، فأنت تعلمين أنك لو أردت المبيت في فندق لكان عليك الدفع..أليس كذلك؟؟

الخادمة: صحيح يا سيدي..

السيد: هاتي ال 50 ديناراً..سأحسب الليلة بـ10 دنانير..ولكن ألن تأكلي؟؟ إذن سآخذ 20 ديناراً شاملة العشاء والمبيت، وإذا أردت آخذ 25 ديناراً ليشمل الإفطار أيضاً..ما رأيك؟؟

الخادمة: شكراً سيدي يكفيني النوم..لا أريد عشاء أو فطوراً..

السيد: ولكنهم حسبوا حسابك على العشاء..أنا مضطر لأخذ مبلغ مقابل العشاء، أما الفطور فكما تريدين، وسأخبر الطباخ أن لا يحسب حسابك على الفطور..تفضلي هذه 30 ديناراً حقك.

الخادمة: شكراً لك سيدي..هل تسمح لي بالانصراف؟؟

السيد: اذهبي..في رعاية الله..

تتجه الخادمة نحو الباب للخروج وقبل أن تخرج يناديها السيد..

مريم..

تلتفت الخادمة:

نعم يا سيدي..

السيد (بغضب):

ألم تُجرّبي يوماً من الأيام في حياتك يا مريم أن تقولي: ” لا ” ؟؟! ألم تحاولي ولو مرة أن تقولي لمن يظلمك ويسرقك “لا”؟؟! ألا تستطيعين قول: ” لا “؟؟؟؟!

أجابت الخادمة:

لا يا سيدي…..

“نقلت عن شبكة التواصل الإجتماعي “فيس بوك

للسيد نارت قاخون

Share Button

اترك تعليقاً