ردا على متابعة التضليل الذي تمارسه “روسيا اليوم”

ردا على متابعة التضليل الذي تمارسه “روسيا اليوم”

تقديم: عادل بشقوي

هذا المقال تكملة لمقال تمت كتابتة بتاريخ 22 أغسطس/آب 2012 بعنوان – ردا على التضليل الذي تمارسه “روسيا اليوم” – تعليقاً على مقابلة تلفزيونية مثيرة للمشاعر أجرتها القناة الفضائيّة الروسيّة “روسيا اليوم” في الموضوع الشركسي وكانت بعنوان “القضية الشركسية .. رحلة في التاريخ” (https://www.youtube.com/watch?v=l_zvlpjSsbA)، حيث قامت القناة الفضائية المذكورة بتكملة الحوار بنفس الاسلوب السابق لكن بعنوان “الشركس وبلاد المهجر” (http://www.youtube.com/watch?v=jrhiL0z6PTc)، وباستعمال نفس النهج في الإثارة الإعلاميّة إياها.

بعد البدء بنفس الديباجة التي قدّمت في اللقاء السابق بتاريخ 3 أغسطس/آب 2012 لتقديم المحاوِر والمحاوَر للمشاهدين، تبدأالأسئِلة…

أين هم الشركس في وقتنا الحاضر، وفي أي منعطف تقف القضية الشركسيّة اليوم؟

جاء الجواب بان معظم الشركس يتواجدون في تركيا وقام بتعداد بلدان أخرى، وزاد بأنه “قرأ” بأن الشركس موجودون ومنتشرون في خمسين دولة وأن الأكثريّة يتواجدون في تركيا، ولم تتم الإجابة على الشق الثاني من السؤال.

وإجابة على سؤال “روسيا اليوم” عما إذا كان الشّركس يواجهون “أي مشاكل ثقافيّة، حضاريّة، أو عرقية في دول التواجد”، جاءت الإجابة على شكل سرد لأحداث في مناطق مختلفة وتم التركيز على الإعتقادات والإنطباعات الشخصيّة متقدما على الحقائق، واللافت للإنتباه هنا قيام “روسيا اليوم” خلال الإجابة على هذا السؤال بعرض إحدى لقطات فيلمه المسمى “الشراكسة” لركاب قطار افترض ان يكونوا من الشركس الذين وصلوا إلى عمان على متنه حسب قصة الفيلم، الذي قدم وصول الشّراكسة الأُوَلْ إلى المنطقة على متن قطار سكة حديد الحجاز، التي لم يتم تشغيلها إلا في عام 1908 ميلاديّة، بينما وصل الشراكسة إلى عمان عام 1868 ومن خلال الحسابات البسيطة نجد أن الشركس جاءوا إلى عمان وأسسوا قرية عمان قبل تشغيل الخط الحديدي (الذي تم البدء ببنائه في عام 1900) بأربعين عاما كاملة، وقبل بناء محطّة سكة حديد عمّان!

وعن “ما هي المناصب التي وصل أليها الشركس في الأردن مثلا”، جاءت الإجابة بذكر بعض الشخصيات الشركسية التي وصلت إلى مناصب عليا في الأردن، إلا أن المُحاوَر عرج على موضوع آخر وقال، “يمكن القول أننا أردنيين بحت، ولكن نحافظ على القوميّة الشركسيّة، الثقافة الشركسيّة”.

وإجابة على سؤال يقول، “هناك من يقول أن القوميّة الشركسيّة بدأت بالذوبان في محيطها، في الدول التي وصلوا إليها، إلى أي درجة ذلك صحيح”، فأجاب لمُحاوَر “إلى درجة بعيدة صحيح لأنه فعلا الشباب الشركسي بدأ يفقد اللغة، وعندما تفقد اللغة تفقد الهوية الشركسية”، مكملا ان التكنولوجيا ساعدت في ظهور نشاط شبابي “لتعلم اللغة والعادات من جديد” وأضاف “والإهتمام بالتاريخ الشركسي والثقافة الشركسية”، ويبدو الجواب هنا مبهما بعض الشيئ لأن التكنولوجيا الحديثة بالإضافة إلى مساعدة الشركس في معرفة اللغة والثقافة، لكن لم يذكر في سياق الإجابة مقوّمات وركائز القوميّة الأخرى التي لا تقوم أي قوميّة بدونها، ناهيك عن عدم ذكر الجرائم اللاإنسانيّة والوحشية التي اقترفتها جحافل القوات القيصرية الروسيّة الغازية والتي أدّت إلى الإبادة الجماعيّة الشّركسيّة والتهجير القسري بعيداً عن أرض الوطن.

ثم طرح سؤال آخر، “هناك من يقول بان الشباب الشركسي يكتفي الآن برفع شعارات”،  “لكنه بعيد كل البعد، حتى التاريخ الشركسي، كما قلت في الحلقة السابقة لا يعرفونه. كيف تواجهون هذا الواقع”، وجاء الجواب مفاجئا، ليس من حيث الطرح بل من حيث الفكرة التي جاءت متناقضة مع طروحات أخرى وردت في سياق الإجابات على مدى مقابلتين، حيث روى قصة التقاءه صدفة بشاب شركسي “شكله فرنسي، ثقافته فرنسيّة أوروبية بحته، ولكنه يفتخر بشركسيته” في ليون بفرنسا ولم يكن يعرف اللغة ولا العادات على حد قوله “لا يتكلم “الشركسيّة” ولا يعرف العادات الشركسيّة”، إلا انه يعرف اداء الرقص الشّركسي! هذا دليل على ان هناك من يفتخر كونه شركسيّاً ولا يعرف اللغة ولا العادات التي اعتبرها حسب قوله في الإجابة على السؤال السابق “عندما تفقد اللغة تفقد الهوية الشركسية”، بأنها هي الهويّة الشركسيّة. ليس هناك حاجة لإقحام موضوع الرقص للإجابة على هذا السؤال، وكان من الأولى تسليط الضوء على متن السؤال ألا وهو “كيف تواجهون هذا الواقع” و”التاريخ” الّذي يجب أن يذكر من خلاله الجواب وهو كيف يمكن تسليط الضؤ على التاريخ الشركسي الذي يجب على الشباب وكافة الفئات العمرية معرفته معرفة لا يشوبها شائبة، وليس من المجدي في هذا المجال ذكر تاريخ المماليك الذي يعتبرغير ذي صلة حيث أوصلتنا الإجابة إلى كل من مصر والسودان وليبيا، بل يمكن لكل من لا يعرف التاريخ الشركسي ان يستخف بالشركس الذين يضعون انفسهم في هكذا مواقف. ان الشركس المراد التركيز عليهم هم الشركس الذين طردوا من وطنهم في القرن التاسع عشر وتحديداً ضحايا عام 1864. إن الهيكل الثقافي في “الفيدراليّة الروسيّة”وحده لن ينقذ القوميّة الشّركسيّة من الذوبان بل مع ذكر ان الكثير من التاريخ والثقافة والمقتنيات القومية الشركسية كان قد تم تدميرها أو مصادرتها أو تحريفها أو التلاعب بها منذ الإحتلال القيصري الروسي لشركيسيا إلى يومنا الحاضر. كذلك لن تكون ثقافة الجمعيات ثقافة قوميّة حقيقيّة لكل الشّركس، فكيف يسهم تنظيم الجمعيات في تركيا في إيجاد وجود “سياسي”، مع أن المحاوَر يعتبر القومية هي لغة وثقافة؟ وفي نهاية الإجابة ياتي تاكيد (“أنا” بعتقد “راح” يصير ذوبان)، لكن يجب القول أن السؤال لم يكن عن الذوبان، وكذلك الشباب الواعي هو اقرب كثيرا إلى التاريخ الشّركسي مما اعتقده موجّه السؤال!

وفي سؤالين، عن “العلاقة اليوم بين الشركس والوطن الأم” وعن وجود “أكاديميّة للرقص الشّركسي”، تأتي الإجابة ويقول بأن ما يهمه هو الثقافة ويزيد، “إحنا الشركس في الوطن الأم عندنا ثقافة هائلة في الموسيقى والأدب والشعر وكل أنواع الثقافة العالمية موجودة عنا في الفيدرالية الروسيّة وفي الجمهوريات الشركسية”، ويكمل بان هناك اهتماماً في الأردن “هون”، في “عِنّا” مدرسة شركسية، و”يعلموا فيها اللغة الشركسيّة”. ويكمل بان هناك في الاردن اكاديمية لتعليم الرقص الشركسي، ويعزي السبب إلى وجود “مجال واسع انه نحافظ على القومية والثقافة الشركسية”.

ثم يجيب على سؤال عن “الحرس الشخصي للملك الاردني او حرس الشرف من الشركس كيف حصل ذلك”، بالطريقة التي ارتآها، واعتبر ذلك بأنه “دور تاريخي يثبت الوجود الشركسي”.

وتأتي الإجابة على سؤال بخصوص الشركس بالاردن وهل لديهم امتيازات ثقافيّة أو اقتصادية أو اجتماعية؟ على اعتبار انه تم التحدث عن الإمتيازات السياسية، بان الشركس لا يتمتعون باية إمتيازات وان الجميع متساوون إلا أن الدستور الأردني يخصص مقاعد “كراسي” نيابية، إلا ان الجميع متساوون كمواطنين، لكن يجب التنويه بأن المحاوَر خانته ذاكرته حينما قال أن تخصيص مقاعد نيابية للشركس والمسيحيين يجري بموجب الدستور الأردني، بينما الحقيقة أن ذلك استنادا إلى  قانون الإنتخاب المقدم من الحكومة والمصادق عليه من قبل البرلمان.

وفي سؤال، “انت كاتب مؤرخ مخرج سينمائي ملحن ما مدى النجاح الذي حققته في تعريف المجتمع العربي المجتمع الاردني بالثقافة الشركسية”؟ تاتي الإجابة كالتالي”انا طبعا اولا كتبت 6 كتب روايات شركسية تاريخية عن تاريخ الشركس وهذه نشرت في بيروت وبيعت في جميع الدول العربية وبعتقد انها ساهمت في توضيح التاريخ الشركسي الى حد معين مش كله. وبتمنى انه كان الي دور في تعريف الثقافة الشركسية مش بس بالدول العربية، حول العالم لانه كتاباتي كانت باللغة الانجيزية للاسف وكل كتبي ترجمت الى العربية, لاني بكتب انا باللغة الانجليزية, كتبي نشرت بالعالم بلغات عديدة ساهمت قدر الامكان.”

يسأل المحاور، “الا تخشون من تعدد مفهوم القومية الشركسية لدى الشركس الذين يعيشون في الخارج؟  يعني الشركسي الاردني يختلف عن الشركسي السوري، يختلف عن الشركسي البريطاني، الاميركي، الاسترالي؟”، ولطبيعة الإجابة المتشعبة، يجب ابراز الإجابة كما هي: “لا شوف يعني بتقدرتقريبا بتقدر تضاهي بالموقف العربي، العربي الروسي لما يكون عنا بالاردن هو عربي قومية عربية، واذا كان في الخليج نفس االشىء، الشركس كقومية قومية واحدة ولكن كان تاريخنا زي ماحكيت سابقا تاريخ القبرداى يختلف عن تاريخ الشركس الغربيين. اما القومية واللغة هي واحدة. اللهجات تختلف كما اللهجات باللغة العربية تختلف بين مصر وبين الخليج او سوريا، القومية، العادات، الثقافة الاصلية الشركسية واحدة مابتتغير.” لكن يجب التنويه بأن نفس المحاوَر قال في المقابلة التي سبقت هذا الحوار ما يلي: “فهناك كان تاريخ عريق وقديم جدا ولكن يجب تقسيم الشركس كما انقسم العرب. مثلا، المصري عربي والمغربي عربي لكن لغتهم لاتتطابق وعاداتهم وتقاليدهم وسياساتهم لاتتطابق هكذا عند الشركس، شراكسة المهجر لايدركون هذا الواقع، الشركس منقسمين الى قسمين مختلفين جدا ليس بالقومية وانما بالتاريخ السياسي والتاريخ الاجتماعي والترتيبة الحضارية حتى،  شراكسة الشرق وهما القبرداى الصغرى والقبرداى الكبرى، وشراكسة الغرب وهم سكان الجبال جبال القفقاس الغربية وسواحل البحر الاسود.”؛ حيث أنه ركّز في المقابلة “الأولى” على أن الشّركس منقسمين إلى قسمين مختلفين “جداً”، ليس بالقوميّة وإنما بالتاريخ السياسي والتاريخ الإجتماعي والترتيبة الحضاريّة، بينما في المقابلة الثانية قال أن الشركس قوميّة واحدة، ولكن كان التاريخ يختلف، واللغة هي واحدة لكن اللهجات تختلف، القومية العادات، الثقافة الأصليّة الشركسيّة واحدة لا تتغير، ناهيك عن أنه ركّز خلال المقابلة الأولى على تسمية من أسماهم بالشركس الغربيين بالجبليين، إلا أنّه لم يستعمل تلك العبارة خلال المقابلة “الثانية”.

وردا على السؤال التالي: “شو حققتوا على صعيد الحفاظ على هذه القومية، لديك انت أنشات مركز شركسي  ( الجاسات )، غيرك ماهي الجهود التي تبذل على وحدة هذا الشعب؟”، جاء الرد، “شوف هناك طبعا في كل بلد في وجود شركسي دائما في جمعيات شركسية وهذه الجمعيات عادة…”، إلا أن المحاوِر أكمل بسؤال آخر، “هل هذه الجمعيات فعالة هل تكفي؟”، أجاب أن الجمعيات لا تكفي لأنها في العادة جمعيات خيرية، فضرب مثلا “الجمعية الأردنية الشركسية” (تدعى الجمعية الخيرية الشركسيّة)، على اعتبار انها جمعية خيرية، لكنها تهتم “في الحفاظ على الثقافة الشركسية”، واعتبر بأن ذلك مساهمة محدودة وان على الشركس إيجاد “وسائل ومؤسسات للحفاظ على الثقافة الشركسية واللغة الشركسية”، حيث انه اختصر القومية بالثقافة فقط.

طرح سؤالا نصّه “على الصعيد الدولي هل تجتمعون مع الشركس من غير دول؟”، وجاءت الإجابة بالإيجاب، ثم طرح المحاوِر سؤالا هو: “هل لديكم اتصالات تنسيق في طريقة طرح القضية، في طريقة الحفاظ على الهوية، انشاء مؤسسات دولية، مدارس اطفال، هل يوجد مثل هذا التنسيق؟؟” جاءت الإجابة بذكر الجمعية الشركسية العالميّة طبعا واعتبرها بأنها “مؤسسة كبيرة” “موجودة في الفيدارلية الروسية”، و”بعدين في اوروبا في جمعية كبيرة كمان اسمها الفدرالية الشركسية” وهذه “عندها جهود كبيرة لانه البرلمان الاوروبي مثلا خصص يوم في السنه للالتقاء في البرلمان في بروكسل في اجتماع للفدرالية الشركسية” و”هذه تحدث في اكتوبر عادة في 15 اكتوبر في وجود شركسي في بروكسل”, وأعاد المحاوَر ذكر رأيه بأن الفكرة هي التركيز على الثقافة واللغة.

لكن يجب التنويه هنا إلى أن 1. الجمعية أسسها الوطنيون الشّراكسة نظرا لحاجة المجتمعات الشركسيه الى منظمة شركسيّة موحّدة تعمل من أجل تحديد مستقبل أفضل للشراكسة وتوحيد الوطن الأم مع الشتات، حيث عقد اجتماع استضافته الجمعية الشركسيه في هولندا في 4 مايو/أيار 1990، وحضره 61 مندوبا من الجمعيات الشركسيّة في تركيا وألمانيا مع رابطتي أشمز ورودينا من جمهورية قباردينو – بلكاريا، وقرر الحاضرون في الاجتماع إنشاء منظمه شركسية عالمية على أن يتم اعلان تأسيسها من الوطن وتحديداً من نالتشيك(http://video.google.com/videoplay?docid=-1473517769284916999)(http://circassianews.com/documents/know_your_enemy.php?entry_id=1295655978). تم إعلان تأسيس الجمعية الشركسية العالمية في نالتشيك في شهر مايو/أيار من عام 1991 وعقدت أول إجتماع لها وتم انتخاب البروفيسور يوري كالموكوف رئيساً لها، إلا أن الجمعيّة تم نقل مركزها الدائم فيما بعد إلى نالتشيك وتم تغيير أهدافها لتصبح ثقافيّة ومرتبطة إرتباطا وثيقا بالسياسات الروسيّة! 2. في الشق الثاني من الإجابة يمكن أن المتحدث يعني “فيدرالية الشراكسة الاوروبيين”، واليوم المخصص للشركس ليس تحديدا 15 أكتوبر/تشرين الاول، لأن آخر إجتماع عقد كان “اليوم الشركسي السابع في البرلمان الاوروبي” (http://www.euroxase.com/en/index.php?action=fullnews&id=50)، بتاريخ 18 يونيو/حزيران 2012، ولم تقتصر النشاطات الشركسيّة على الثقافة فقط، بل تناولت كافّة الهموم الشركسيّة مثل الإبادة الجماعيّة الشّركسيّة ونيّة الدّولة الروسيّة إقامة ألعاب سوتشي الأولمبيّة الشتويّة في عام 2014 وغيرها.

وعن سؤال المحاوِر، “ماهي بغض النظر عن اللغة، ماهي أهم المشاكل التي يواجهها الشركس؟ ماهي المشاكل الأخرى التي يواجهونها في بلاد المهجر؟”، وتأتي الإجابة بأن هناك “كان محاولات من جهات دول عظمى استعمال الشركس كاداة لمصالح مختلفة ولكنهم لم ينجحوا”، ويزيد بأن هناك نجاحا أحرز بالقفقاس وكما وصفها “مشاكل كبيرة في القفقاس مصدرها ادعاءات يعني سند يأتي من الخارج هذا معروف يعني مش اشي ما عم احكي سر، في وجود منظمة (foundation  ) معروفة في واشنطن التي تسند هذه الجهات”، ويزيد بأنها “تعزم شركس، شباب الشركس متهور، بيروحوا بيلقوا محاضرات كذا.. اللي بحبوا الاميركان يسمعوه وبيرجعوا بسببوا مشاكل”، ويضيف بأن روسيا تعمل نفس الشيئ ويضيف “يعني هذه دول عظمى بتخدم مصالحها واحنا الشركس للاسف في الماضي استعملنا كاداة لمصالح اجنبية”، ثم يقول بأن هذا لم يحدث في الأردن، مكرراً ولاء الشركس للدولة الاردنيّة، ويقول بأن ذلك لا ينطبق على القفقاس. لكن يجب الإلتفات هنا إلى التصورات والتعليقات والإتهامات الواردة في الإجابة على السؤال حيث أن:

  1. “الأعمال تقاس بالنتائج”، 2. هناك تغيّراً بوصف القوميّة بأنها مقصورة تارة على اللغة وتارة على الثقافة وتارة أخرى على الرقص. 3. إن الإدّعاء بأن الشركس يُستعملون كأدوات يشوبه الغموض وتنقصه المصداقيّة والدقة لأنه لا يستند إلى أدلّة ثابتة أو إلى معطيات موثوقة، بل يبدو أنّه مبني على الشك والتخمين. 4. الاقرب إلى الدّقة هو أن القوات القيصرية الروسيّة هاجمت الشركس في وطنهم لعشرات السنين وارتُكبت المجازر الوحشيّة والإبادة الجماعيّة إلى أن تم احتلال الوطن الشركسي كاملا وتم تهجير معظم الذين بقوا على قيد الحياة. 5. فأين الحيّز المتبقّي في ذلك الوقت في إمكانية أن يعمل اي شركسي كأداة للآخرين، إلا إذا كانت هناك إمكانيّة أن يعمل البعض في خدمة الغزاة المحتلّين او التقرب منهم أو التعاطف معهم تحت أي ذريعة! 6. أما في الوقت الحاضر فإن الناشطين الشركس الذين يسعون إلى العمل من أجل فضح الجرائم الروسية في القوقاز بشكل عام وشركيسيا تحديداً يقومون بعقد المؤتمرات المختصة بالقضية الشركسيّة والوصول إلى المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان من أجل شرح ابعاد القضية الشركسية وللمطالبة بحقوقهم المشروعة، سواءاً في الولايات المتحدة الأميركيّة أو اوروبا أو تركيا أو القوقاز أو الأماكن التي يتواجد فيها الشركس. 7. هناك جزم ويقين بأن هؤلاء الناشطين الشركس يتّخذون الخيارات الحضارية من أجل إحقاق الحقوق الشركسيّة المشروعة في تقرير المصير استناداً لشرائع حقوق الإنسان والقانون الدولي، ولا يوجد هناك شركس وشباب شركس (متهوّر حسب الوصف الظالم) قاموا بإلقاء محاضرات وعادوا وتسببوا بحدوث مشاكل (وبيرجعوا بسبّبوا مشاكل) أو قاموا بإشعال شرارة الحرب بين الدول العظمى، بل استطاعوا تقديم المعلومات والوثائق وكذلك التفاعل مع أصحاب الضمائر الحيّة وإيصال القضية الشركسيّة إلى العالم أجمع. 8. إذا كانت هناك معلومات عند المُحاوَر عن قيام روسيا بتحريض الشركس على بعضهم البعض فيجب الإفصاح عن مزيد من المعلومات (مش بس اميركا بتعملها، روسيا بتعملها)، 9. كذلك فيما يتعلّق بالعنف المستشري في القوقاز وما مصدره فإنه لن يكون صعباً على المراقب للنشاطات الروسيّة في المنطقة معرفة مصدر ومثيري أعمال العنف! 10. إن النشاط الحاصل على الساحة الشّركسيّة هو نتيجة مبادرات وطنية ذاتية صادرة عن الشركس انفسهم.

ويأتي السؤال التّالي: “لكنك قلت انها مشاكل مصطنعه وان شباب الشعب الشركسي يستعملوا كاداة لقوى خارجية؟”، فيجيب المحاوَر “مظبوط هذا مظبوط.. يعني انا الاسبوع اللي فات قرات عن تفجير في نالتشك من جهات , من مخربين, شو بستفيد شركسي انه يدمر مؤسسة شركسية ؟ او يقتل كاتب عظيم شركسي او مفكر شركسي شو الفائدة اله كشركسي؟ الا اذا كان يستعمل كاداة من الخارج.”، إن حدوث عمليات العنف لا يعني مطلقا بان الشركس هم وراء هذه العمليات، ولا يجوز الحكم جزافاً على ذلك لأن هناك قوى متعدّدة في منطقة تسيطر عليها روسيا بكل ما في هذه الكلمة من معنى…

وفي السؤال الاخير “كيف تشخصون العلاقة بينكم كشركس في المهجر والوطن الام؟ الموجود في روسيا؟”، ذكر المحاوَر بأن العلاقات “جيدة جدا”، وهناك زيارات يقوم بها شركس الأردن للقفقاس “والعكس بالعكس”، وهناك علاقات وطيدة. وقال ان هناك “إرتباط لعائلات، يعني في عائلات شركسية بالاردن الها اقارب في نالتشيك…” واعتبر بأن “شركس الاردن لايفكرون سياسيا، يفكرون فقط بالوطن الام ثقافيا”.

انتهى اللقاء بقول المحاوِر: “سنواصل حديثنا بالحلقة القادمة، سنتحدث عن العلاقة بين الشركس في دول المهجر وروسيا”.

Share Button

ردا على التضليل الذي تمارسه “روسيا اليوم”

ردا على التضليل الذي تمارسه “روسيا اليوم

تقديم: عادل بشقوي

 

204px-Scale_of_justice_2.svg_1

 

عودتنا قناة “روسيا اليوم” الفضائيّة والتي تبدو وكأنها لسان حال الحكومة الروسية التي تعمل كالببغاوات على ترديد وجهة النظر الروسية فيما يتعلق بتمرير معلومات على شكل حوار متتابع موضوعياً وزمنياً، لتكون موجّهة لجمهور “المتابعين” لما تقدمه من برامج ومقابلات ولقاءات يستشف منها سياسة إعلامية تقوم بتمرير معلومات معينة للمتلقي تهدف على ما يبدو الى قلب الحقائق من خلال تكرار أحداث ومعلومات يمكن التأكد بسهولة من بطلانها وإثبات انها من الأكاذيب المراد إضفاء صفة روائية عليها تحظى بالمصداقية من خلال تكرارها وعلى فترات بواسطة أفراد بعينهم أو من يوازيهم في الجهود المستمرة لإضفاء صفة المصداقية ويكون وصفهم الأمور بأساليب لا تكاد تخلو من الإثارة والدراماتيكية ويقدمون مواضيعهم بصفات هي ليست كلها منافية للحقيقة بل فيها ما هو مجحف بحق قضايا يتم إلصاقها بهم والصاقهم بها وكان الطرفان المراد التركيز عليهما، هما وجهان لعملة واحدة.

 

تمكنت روسيا القيصرية من استكمال احتلال شركيسيا من قبل القوات القيصرية الروسيّة الغازية من خلال مرور أيام الغزو العسكري، الذي استمر لمدة 101 عاما منذ أن بدأ في عام 1763. لكن ينبغي توضيح الآثار والنتائج المترتبة على هذه السياسة الإعلاميّة المتّبعة على القضيّة الشركسية ولهؤلاء الذين يروجون للسياسات والإستراتيجيات المذكورة آنفاً، وهم الّذين يظنون أنهم يمارسون فلسفة تشتيت الأفكار وخلق التناقضات ونشر الانقسامات والتشكيك في التاريخ الشركسي من أجل قلب الحقائق التاريخيّة الموثقة في محاولة لتغيير الواقع، وخلط الأوراق واختلاق تفسيرات للأحداث منذ بدأت روسيا الإستعماريّة في محاولات بسط نفوذها عبر محاولة مد يد الصداقة إلى بعض الأفراد الذين كانوا في مركز ما يسمّى أمراء، الذين ما كانوا ليمثّلوا إلا أنفسهم وأهواءهم وأنانيّتهم.

 

إن التعرض بالهمز واللمز والاساءة لتاريخ الشركس والعرض غير المتوازن لأمور غاية في الاهميّة تنقصه المصداقية ويستشعر منه التعالي بالمعرفة عن الموضوع الشركسي، حيث يعتبر اساءة لكل شركسي هُجّر من الوطن الشركسي في ظروف مأساويّة أو قضى نحبه يدافع عن شرفه ووطنه. إن الأغلبيّة الساحقة من الأمّة الشركسيّة سواءاً في وطنهم الأم أو في ديار الإغتراب يقفون سدا منيعا في وجه كل المطامع التي تنال من وحدتهم كأمة عريقة وهم على استعداد للتصدي لكل مروّج للإشاعات وحاقد على الشركس المخلصين ولكل من يتنكّر لأصله.

 

ولا يفوتني أن أذكر في هذا السياق، والإشارة إلى مقابلة أجراها مراسل قناة “روسيا اليوم” الفضائية في عمان باللغة العربية بتاريخ 3 أغسطس/آب 2012، وقُدّم للمقابلة كالتالي:

“في هذه الحلقة يستضيف (أي المراسل) المؤرخ والمبدع الشركسي الأردني محي الدين قندور” (https://www.youtube.com/watch?v=l_zvlpjSsbA&feature=player_embedded) ونشرت المقابلة على موقع يوتيوب بعنوان “القضية الشركسية .. رحلة في التاريخ”، (http://justicefornorthcaucasus.info/?p=1251661629) ويلاحظ انها المقابلة الثانية خلال مدة وجيزة، حيث أتت الأولى في حزيران من عام 2010، خلال مهرجان السينما في موسكو عندما كان هناك ليعرض فيلما انتجه عن الشركس وركزت القناة في المقابلتين من خلال الأسئلة الموجّهةً على أمور تخص القضية الشركسية لكن بقراءة روسية!  ويمكن الرجوع للتعليق على المقابلة الأولى على الرابط التالي: (http://justicefornorthcaucasus.info/?p=1251661122).

 

إن تاريخ الأمّة الشركسيّة مدوّن وموثّق ويمكن إثبات ذلك بما لا يدع مجالا للشك، وهي وجدت منذ أكثر من ستة آلاف عام في القوقاز، ولم يبدأ تاريخ الأمّة الشركسيّة كما يحلو للبعض القول وتقويل من لم يقولوا بأنّه بدأ في القرن التاسع عشر أي القرن الّذي تعرّضت فيه الأمّة للإبادة الجماعية والتدمير والتهجير القسري عن أرض الوطن، بل كان ابتداءاً لمرحلة ما بعد الغزو القيصري الرّوسي لشركيسيا واحتلالها؛ أما تعريف الإبادة الجماعيّة فهو:

(http://www.preventgenocide.org/ab/1948/)

[الإبادة الجماعية] تعني الإبادة الجماعية أيا من الأفعال التالية، المرتكبة بقصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو اثنية أو عنصرية أو دينية، بصفتها هذه:

(أ) قتل أعضاء من الجماعة،

(ب) إلحاق أذى جسدي أو روحي خطير بأعضاء من الجماعة،

(ج) إخضاع الجماعة، عمدا، لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي كليا أو جزئيا،

(د) فرض تدابير تستهدف الحؤول دون إنجاب الأطفال داخل الجماعة،

(هـ) نقل أطفال من الجماعة، عنوة، إلي جماعة أخري.

وهذا ما حصل تماما للأمّة الشركسيّة.

 

وكل ذلك حصل ضد السواد الاعظم من الأمة الشركسية! إن إنكار وقوع المذابح الجماعيّة الشّركسيّة على إحدى وسائل الإعلام الرسمي الروسي لا يعني، ولا باي حال من الأحوال، بان المذابح لم تقع أو لم تحصل، بل دليلا على التعنت وفي نفس الوقت محاولة للإفلات من المسؤوليّة وبالتالي زوال الحق في المطالبة بالحقوق المسلوبة والمصادرة، ويمكن تشبيه ذلك بتشدّق الرئيس الروسي في خطابه باللغة الإنجليزيّة أمام اللجنة الأولمبيّة الدولية خلال اجتماعها في مدينة غواتيمالا (http://www.youtube.com/watch?v=vycBeSsdvIM)، لدى البت في اختيار سوتشي مكانا لإقامة دورة الألعاب الأولمبيّة الشّتويّة في عام 2014 عندما قال في خطابه المشؤوم بأن الإغريق سكنوا المنطقة في السابق، لكن لم ياتي على ذكر الشّركس أصحاب الأرض الشرعيين وهم الذين سكنوا وطنهم قبل أن يكون هناك بلداً يدعى روسيا أو حتّى لغة روسيّة!

 

لقد جاء في هذا السياق ما ذكره  فاليري دزوتسيف في مقاله على موقع مؤسسة جيمس تاون على الإنترنيت بعنوان “تاريخ الشركس المأساوي يحظى باهتمام دولي أوسع نطاقا” (http://justicefornorthcaucasus.info/?p=1251661416)،  بتاريخ الثالث من الشهر الماضي يوليو/تموز  2012، وجاء في إحدى فقراته: {في 18 يونيو/حزيران، انعقد اليوم الشركسي السابع  في البرلمان الأوروبي في بروكسل. ألقى والتر ريتشموند، وهو مؤرخ أميركي على وشك أن ينشر كتاباً عن الإبادة الجماعية الشركسية، خطابا خلال الاجتماع. قدّم تقييماً عن الخسائر الشركسية خلال المرحلة العصيبة من الإبادة الجماعية التي تسببت بها الإمبراطورية الروسية على الأراضي الشركسية. “واستنادا إلى جميع الأدلة الموثّقة، فإن تقديري المتحفّظ أن ما بين 320000 و 400000 شخص لقوا حتفهم في الفترة الواقعة بين أكتوبر/تشرين الأول 1863- أبريل/نيسان 1864،” وقال: “توفي العديد غيرهم وهم في طريقهم الى تركيا وكذلك بعد وصولهم إلى هناك، رافعين عدد القتلى بما لا يقل عن 625000 نسمة. بافتراض أن عدد السكان في عام 1860 كان قد بلغ 1.5 مليون نسمة وأن معدل نمو السّكان السنوي 2 في المئة، فإن عدد السكان الحالي لشركيسيا كان ليكون ما يقرب من ثلاثين مليون نسمة. العدد الفعلي للشركس في جميع أنحاء العالم الآن هو على النقيض من ذلك؛ فهو ما بين أربعة وستة ملايين، مع 700000 فقط يقطنون في الفيدراليّة الروسيّة. “اختتم ريتشموند كلمته بتوجيه نداء إلى المجتمع الدولي ليصبح على بينة من الأحداث المأساوية التي وقعت قبل 150 عاما بالقرب من الموقع المخطط لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2014 في سوتشي(http://www.walterrichmond.net/2012/06/my-statement-at-european-parliament-for.html).}

 

إن وصف الأمور على عكس ماهيتها يعتبر شاذّاً وكارثيّاً بكل المقاييس ولا يمكن قبوله ولا بأي حال من الاحوال، ومن يبخّس بتضحيات الأجداد الأبطال وبالوطن على حد سواء فهو يعيش خارج الواقع، ولننظر ولينظر كل لحاله أو إلى عائلته! ما هو سبب هذا الوجود بديار الإغتراب والشّتات؟ هل خرجت كل هذه الأعداد من العائلات من الوطن (90% من الأمّة الشركسيّة) بقصد السياحة الدينية أو ما يتوافق مع الوصف الروسي القاضي بتفادي تسمية الأمور بمسمياتها على حد زعم “روسيا اليوم” والوسائل الإعلاميّة التي تتبنّى سياسة إفتراض جهل وسذاجة الآخرين؟ إذن لماذا لم تذهب الملايين من الشركس إلى مكّة المكرّمة أو إلى المدينة المنوّرة للإقامة الدائمة هناك، لكن الحقيقة المرّة هي أنّه تم تشتيت الشمل إلى هذا الحد المخزي؟ وإن كان الزعم القائل ان القباردي كانت علاقتهم على أحسن ما يرام مع “الأسياد الروس” وعلى علاقة جيّدة، فلماذا كل هذه الاعداد من العائلات والعشائر الشّركسيّة الكريمة من القباردي في دول الشتات ومشتتين في أنحاء عالم الإغتراب الشركسي مثلهم مثل من بقي على قيد الحياة من القبائل الشركسية الأخرى؟ هل جميعها كانت قد سئمت العيش في الوطن وهاجرت إلى حيث هاجرت عائلة السيد قندور فيصفهم كمن هاجر أو يهاجر اليوم إلى استراليا أو كندا او الولايات المتحدة من أجل كسب لقمة العيش مثلاً!؟ هل هذه محاولة لتكرار القصة القرآنيّة التي تصف “خروج آدم أبو البشر من الجنّة”، في محاكاة واقعيّة لخروج الشّركس من جنّة القفقاس؟

 

إن المعلومات التي تمكن السيد قندور من قولها على قناة “روسيا اليوم” والتي جاءت بشكل غير متوازن وغير متوافق مع الواقع إذا ما قورنت بمعلومات موثّقة جاءت في الارشيفات الروسيّة وكذلك في مراجع محترمة لا يشوبها أدنى شك من المصداقية ومطابقة للوقائع التاريخية كالمراجع المعروفة جيداً في الأوساط الآكاديميّة مثل الموسوعة التاريخيّة للأمّة الشّركسيّة “الأديغه” لمحمّد خير مامسر، ودليل الشركس لأمجد جموخة، والشركس منذ فجر التاريخ لأمين سمكوغ، و”النارت ساغا” لجون كولاروسو، والقضية الشركسية لقادر ناتخو، والتاريخ الشركسي لمحمد أزوقة، وشمال غرب القوقاز لوولتر ريشموند، وكذلك “دع شهرتنا تكون عظيمة” لأوليفر بولو، وغيرها من الكتب والمؤلفات التي تحظى بالإحترام والتقدير.

 

هل مسْح وإلغاء شركيسيا من خارطة القوقاز وبالتالي من خارطة العالم يدخل في هذا المفهوم أيضا، أي هجرة الوطن كاملا متكاملا إلى الخارج “خارج الواقع”؟ لكن وحسب تقرير السيد قندور بأن القباردي لم يحاربوا الروس أو أن الروس لم يحاربو القباردي من حيث محاولة التركيز على واقع القباردي حيث أسماهم “الشركس الشرقيين” الذين اعتبرهم يختلفون اختلافا كبيرا عن باقي القبائل الشركسية والتي أسماها “الشركس الغربيين”!

 

فهناك حقيقة سعت المقابلة أن تركز عليها لتجعل منها واقعاً مسلما به، عندما حاولت الإيحاء بأن وجود أعداد القباردي وهو الأكثر على الإطلاق بين الشراكسة المقيمين في القوقاز يعود على حد وصفها للصداقة والعلاقات الحميمة المتميزة بين الروس والشركس الشرقيين، وهذا السبب الذي جعل روسيا تركز في حربها على “الشركس الغربيين” (على حد الزعم)، لكن لم يدر في خلد المنتج بأن خطة الحرب الروسية في القوقاز كانت تقضي باحتلال القوقاز بأي ثمن عندما تم تجهيز أكثر من مليون فرد تحت السلاح بين أفراد القوات العسكرية والمرتزقة الّذين كان أغلبيّتهم من القوزاق الّذين استوطنوا شمال القوقاز بعد طرد السكان الأصليّين الّذين نفّذت جريمة الإبادة الجماعية بحقهم، لكن التركيز الأهم كان ينصب على احتلال المناطق الشركسية الواقعة على الجانب الجنوبي من جبال القوقاز الغربيّة والسيطرة على سواحل البحر الأسود الشركسية وتفريغ المنطقة من سكانها الأصليين إما بقتلهم أو بنقلهم وتوطينهم خارج المنطقة “إلى ما وراء نهر كوبان”، أو تهجيرهم إلى الدولة العثمانيّة. وهذا هو السبب الذي جعل القوات القيصرية المجرمة تقترف الجرائم في أماكن الشابسوغ والوبيخ والأبزاخ والبجدوغ والناتخواي والحاتوقاي والتمرقواي والقبائل الاخرى من أجل تطهير المنطقة من الجبليين كما أسمتهم “روسيا اليوم” ومن لفّ لفّها وهي نفس التسمية التي اطلقها عليهم قادة القوات القيصريّة الروسية المجرمة على الشّراكسة. لكن يجب أن نذكر أن القوميات الأخرى في شمال القوقاز في داغستان والشيشان واجزاء منطقة شمال القوقاز الأخرى لم يتم إبادتها، كما لم يتم ذلك مع الشركس الشرقيين (كما دعاهم الّذي أجريت معه المقابلة) على الطريقة التي تم استعمالها في منطقة غرب شركيسيا كما ذكر اسمها خلال المقابلة مع “روسيا اليوم”.

 

يجب أخذ العبرة مما يحدث في المحيط الذي نعيش فيه حيث جاء وفي وصف مشهدٍ معبّر في سياق آخر سبق الربيع العربي، قال لي صديق في وصف لقاء إرتجالي على الأثير جرى مع شخص مغمور، “بانه يمكن مراقبة انفعالات رجل يبلغ من العمر عتيا وكأنه يخرج من جلده ويترفع عن أمته  وكأنه نسي من يكون. وهو لا ينقصه لا المال ولا العلم ولا الجاه ولا الشهرة لكن يبدو وكأنه يبيع أمته بابخس الأثمان وعلى الهواء مباشرة”!

 

ومن الغريب في الأمر إن هذا العمل الّذي يبدو متجاوزاً للحدود بكل المقاييس يحاول أن يدمّر ما فعله ويفعله الناشطون الشراكسة من أجل أمتهم واسترجاع الحقوق الشّركسيّة المسلوبة “كل في موقعه”، ووفقاً لما يمليه عليهم الضمير القومي والإنساني.

 

وحتّى لا يبدو هذا الإنتقاد موجّهاً بشكل شخصي على زلّة لسان في هذه المقابلة فقط، ألفت نظر المهتمين الكرام إلى مقابلة مشابهة قمت بالتعليق عليها في وقت سابق، وهي منشورة على موقع “مجموعة العدالة لشمال القوقاز”، على الرابط التالي:

http://justicefornorthcaucasus.info/?p=1251661122

 

يجب على الأغلبيّة الصامتة الخروج عن صمتها ومن دائرة الإنعزال عن الواقع الشّركسي لإعطاء الرأي على ما يحدث في محيطنا الشركسي، ليساهم الجميع في تبيان ما يعتقدون وما يريدون.

Share Button

رئيس الأديغي يعد بحل مشاكل العائدين

رئيس الأديغي يعد بحل مشاكل العائدين
9e0d415e26ad4188b998d2a0a27ff6d9
رئيس الأديغي يعد بحل مشاكل العائدين
مايكوب/وكالة أنباء القفقاس ـ التقى الرئيس الأديغي أصلان تخاكوشينوف مجموعة من شراكسة سورية الذين عادوا إلى الوطن.
واستمع تخاكوشينوف لدى زيارته قرية مافحابله إلى طلبات ومشاكل العائدين ومن بينها مشكلة المياه التي وعد تخاكوشينوف بحلها بأسرع وقت.
وأشار الرئيس الأديغي إلى أن ترتيبات العودة إلى الوطن الأم تجري بالتنسيق مع موسكو وإلى أنه سيتم القيام بكل ما يلزم لحل المشاكل المتعلقة بتوفير السكن والعمل والتعليم للعائدين.
وتبلغ أعداد الشراكسة الذين عادوا من سورية إلى الأديغي منذ بداية الأزمة السورية وحتى الآن 13 عائلة (43 شخص) ومع أعداد الذين عادوا من سورية قبل بداية الأزمة يرتفع هذا الرقم إلى 88 عائلة (177 شخص).
Share Button

“لا لسوتشي” في أولمبياد لندن

“لا لسوتشي” في أولمبياد لندن
d17868ae16adb4729384eebc290228e1

“لا لسوتشي” في أولمبياد لندن
لندن/وكالة أنباء القفقاس ـ تظاهرت مجموعة من الشراكسة في اليوم الأول لأولمبياد لندن احتجاجا على أولمبياد سوتشي 2014.
وحمل المتظاهرون الذين كانوا يرتدون الأزياء القفقاسية التقليدية وهم من مجموعة “لا لسوتشي” لافتات كتب عليها “لا للأولمبياد على أرض الإبادة” و”الحرية للقفقاس”.
ويعارض معظم الشراكسة أولمبياد سوتشي كونها ستجري على أرض سوتشي التي تعتبر رمزا لإبادة الشعوب الشركسية، في حين يطالب البعض بأن تستخدم خلالها الرموز التي تدل على الشعوب الشركسية.
وإلى جانب الشراكسة تعارض مجموعات أخرى أولمبياد سوتشي 2014 من بينها مجموعة احتلوا لندن المناهضة للرأسمالية.
Share Button

أنقذوا الشركس في سوريا

أزر تلبوف يطالبكم بإنقاذ الشركس في سوريا

549542_484718318222904_1676282493_n

نقل عن موقع “الناجون من الإبادة الجماعيّة الشّركسية” على الفيسبوك

Share Button