بوتين يتحدث أخيراً عن الشراكسة السوريين؟

بوتين يتحدث أخيراً عن الشراكسة السوريين؟

يبدو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحدث أخيرا في موضوع شركس سوريا، وذلك في خطابه السنوي أمام المجلس الفدرالي في 12 ديسمبر العام الحالي. وجاءت الإشارة إليهم – على الرغم من رمزيتها ولكنها يمكن أن تُنسب إلى الشتات الشركسي بأكمله – في عبارة “أحفاد الذين ولدوا في الإمبراطورية الروسية”، بمعنى أن قانون المواطنين يجب أن يلتفت إليهم.

لا يسع موقع “ناتبريس” إلا أن يضيف إلى هذا الحدث أنه يتمنى أن يترجم الكلام إلى أفعال في هذه المرة حتى لا يحدث ثانية مثلما حصل بالاستثمارات الشركسية حين أعرب شركس تركيا عن استعدادهم للاستثمار، وبدا أن بوتين أعطاهم ضمانات في كلمته الموجهة إلى رؤساء جمهوريات شمال القوقاز غير أن رجال الأعمال هؤلاء قد عانوا لمحاولتهم بتنفيذ هذه المشاريع.

ومع ذلك، ليس محتما أن يحدث في هذه المرة كما كان يحدث دائما، فلعل الزمن قد تغير.
فيما يلي مقال حول هذا الموضوع يتضمن مقتطفات من كلمة الرئيس وبعضا من التعليقات.

رسالة بوتين: التفسير الشركسي

أوعز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للحكومة وضع إجراءات لازمة لمنح الجنسية الروسية للمواطنين المقيمين في الخارج على وجه الاستعجال. وجاء ذلك في خطاب الرئيس السنوي أمام المجلس الفدرالي في 12 ديسمبر. بالنسبة للشتات الشركسي كان هذا التصريح واعدا رغم أنه مثير للجدل أيضا.
قال بوتين: “تحتاج روسيا إلى تدفق قوى جديدة بالتأكيد.. تحتاج إلى أناس أذكياء ومحبين للعمل ممن لا ينوون كسب مال هنا ثم المغادرة بل من يريدون الانتقال والاستيطان في روسيا على اعتبار روسيا وطنا لهم. غير أن القوانين السارية حاليا لا تساعد على ذلك، بل على العكس تماما، فإن عملية الحصول على الجنسية بالنسبة لأبناء بلدنا أولائك الذين ينتمون لروسيا ثقافيا وروحيا معقدة للغاية ومقيدة بيروقراطيا، في وقت من السهل استيراد القوة العاملة والغير مؤهلة بما في ذلك بطرق غير قانونية”.
وأضاف: “أوعز وضع إجراءات مبسطة لمنح الجنسية الروسية لمواطنينا، الناطقين باللغة الروسية والحاملين للثقافة الروسية، وأحفاد أولئك الذين ولدوا في الإمبراطورية الروسية والاتحاد السوفياتي. أولئك الذين يرغبون في الانتقال إلى بلدنا للإقامة الدائمة فيه، وبالتالي التخلي عن جنسيتهم الحالية”.
قال رئيس جمعية “أديغا خاسا” في كباردينا بلكاريا محمد حافيتسا في تعليقه على كلام الرئيس: “نحن ممتنون جدا لرئيس البلاد على هذه الكلمات الجميلة.. كان من الأفضل لو أضاف “وأفراد القوميات الأخرى المنتمية إلى بلدنا لكنهم لا يتكلمون الروسية”. أذا كان ذلك مقصودا ضمنيا فهذا شيء رائع، وأن لم يكن كذلك فأعتقد أنه سيكون هناك تعديل، علما بأنه إلى جانب الشركس يوجد خارج أيضا التتر والبشكير والداغستانيون والشيشان والأوستين والذين أيضا خسروا وطنهم سواء قبل الثورة أو بعدها “.
كما يعتقد حافيتسا أن شرط التخلي عن الجنسية السابقة لن يصبح عائقا أمام أولئك الذين يرغبون في العودة إلى روسيا. قال: “بطبيعة الحال، فإن الجنسية المزدوجة ستكون هي الأفضل ولكن نظرا للأوضاع القائمة في سوريا سيوافق المواطنون على هذا الشرط أيضا، خاصة وأن فقدان الجنسية لا يعني فقدانها إلى الأبد، فإذا كان هناك من أراد العودة إلى سوريا بعد خمس سنوات مثلا عندما تستقر الأوضاع فيها يمكنه استرجاع الجنسية السورية. إنها تفاصيل لا أكثر، بينما المهم – في اعتقادي – أن البيان الصادر عن رئيس الدولة جاء في الوقت المناسب”.
وفقا ل حافيتسا، فعودة المواطنين ستسجل لروسيا كنقطة إيجابية جدا حيث ستعمل على زيادة عدد سكان البلاد والذي يشهد انخفاضا مستمرا خلال نحو 20 سنة الأخيرة.
أما أنزور كبارد الرئيس المشارك للمؤتمر الروسي لشعوب القوقاز فالتفت هو الآخر إلى الملاحظة التي جاءت على لسان بوتين بخصوص المواطنين الناطقين بالروسية والحاملين للثقافة الروسية، فقال إن “المواطنين الشركس لا يتكلمون اللغة الروسية عمليا لكن الكثيرين منهم يعرفون اللغة الشركسية ولغة القبردي، ولأن هذه اللغات معتمدة في ثلاثة كيانات فدرالية كلغات رسمية يجب أن يؤخذ هذا في عين الاعتبار بطريقة ما”.
كما أشار كبارد إلى أن برنامج “المواطنون” فشل فشلا ذريعا، على حد قوله، لسببين، فقال: “أولا، ما كان يدعو إليه هذا البرنامج هو في الحقيقة منفى طوعي أي أنه لم يقصد به إعادة المواطنين بل تأهيل المناطق النائية والسيئة للبلاد. ثانيا، لم يطرح البرنامج وسائل راحة أساسية، وفي الواقع لم يكن يستهدف الإنسان العادي الذي يهتم برعاية نفسه وعائلته”.
ثم أضاف كبارد قائلا: “لدى الشركس دوافع ذاتها التي لدى أي إنسان آخر، لذا، قد لا يجرؤ أحد على قطع طريق عودته والتخلي عن جنسية بلده قبل الحصول على الجنسية الروسية”.
طالب المشاركون في الاعتصام الذي جرى في موسكو في 2 ديسمبر عام 2012 السلطات باتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ الشركس في سوريا. وفي نوفمبر أقيمت اعتصامات فردية تحت الشعار ذاته في عدد من المدن الروسية. يطالب الشركس المقيمون في سوريا السلطات الروسية بتقديم المساعدة لهم منذ ديسمبر عام 2011.

بادما بورتشييف

نقل عن المصدر: http://www.natpress.ru/index.php?newsid=7910

Share Button

اترك تعليقاً