الحادي والعشرين من مايو/أيار 2013

حادي والعشرين من مايو/أيار 2013
تقديم: عادل بشقوي
photo (17)
لن يكون ممكناَ مقارنة أي حدث لإحياء الذّكرى مع سابقه، حيث أن الاختلاف بين يوم الذكرى الشركسية هذا العام والّذي مرّ في 21 مايو/أيار 2012، قد أظهر اختلافات إيجابية. في حين كانت المكاسب والّتي كانت ملحوظة في العام الماضي و تبلورت في افتتاح النصب التّذكاري لضحايا الإبادة الجماعية الشركسية الذي أقيم في أناكليا على البحر الأسود.
دعونا لا ننسى أو نقلل من الجهود التي بذلت من قبل الشراكسة في الوطن في شمال القوقاز أو في الفيدراليّة الروسيّة وخاصة في موسكو خلال هذا العام الّذي مضى   للإستمرار بالقيام بجهودهم الدؤوبة لتسليط الضوء على الحقيقة الّتي تتعلّق بالشراكسة السّوريّين وضرورة مد يد المساعدة لهم ليكونوا قادرين على ترك ساحة المعركة للحرب الأهلية الطاحنة وإلى تمكينهم من العودة إلى أرض الوطن الشركسي.
إن أصدار وإرسال رسالة غير متوقعة ومن خلال لفتة غير مستغربة اتخذت من قبل زعماء من الشراكسة في شمال القوقاز والّتي تم فيها مراجعة كافّة الأحداث الهامة الّتي حدثت مؤخرا في الوطن الشركسي في شمال القوقاز وفي ديار الشتات، الأمر الذي أوجب الشكر والثناء على الرسالة ذات المغزى التي أرسلت إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والنواب المعتمدين في الجمعية الإتحادية للفيدراليّة الروسيّة (http://www.natpress.ru/index.php?newsid=8234). الرسالة محط تقدير بالغ من قبل العديد من الشركس في شمال القوقاز والشتات على حدٍ سواء، لأنها طالبت بوضوح الاعتراف بالإبادة الجماعية الشركسية والحقوق الثابتة للأمة الشركسية التي لن تتزحزح عنها قيد أنملة. أثبتت هذه الرسالة بما لا يدع أي مجال للشك المصير المشترك الذي يجمع كل الشراكسة معاً بغض النظر عن بعد الوقت والمسافة عن الوطن. أثبتت هذه اللفتة للجميع أن المشكّكين والمتردّدين الذين حاولوا دائما التأثير على المجتمعات الشركسية بأن أي عمل يتصل بالمطالبة بالحقوق الشركسية سيؤثّر سلبا على شعبنا في شمال القوقاز والّذي ثبت دائما بأنّه عارٍ عن الصّحة وغير دقيق، وهنا ينطلق الشراكسة الجديرين بالإحترام الذين تقدموا إلى الأمام عبر الصفوف من أجل تحقيق أهدافٍ نبيلة.
حدث العديد من الإجراءات منذ ذلك الحين والتي تشمل ولكن لا تقتصر على أنشطة شركسية مستمرة في السبيل إلى تحقيق واستعادة الحقوق الشركسية سواءاً في شمال القوقاز أو في الشتات. عقدت مؤتمرات وأحداث هامة في أماكن متعدّدة مثل تبليسي وكفر كما واسطنبول ونيوجيرسي في الولايات المتحدة الأمريكية والأردن. بعضاً من الفعاليات والأنشطة وقعت على الساحة الشركسية يجري ذكرها على سبيل المثال لا الحصر كما يلي:
– اليوم الشركسي السابع في البرلمان الأوروبي، يونيو/حزيران، 2012 (http://euroxase.com/en/index.php?action=fullnews&id=50).
  – ندوة في كفر كما تخللتها محاضرة بعنوان الحراك الشركسي خلال السنوات القليلة الماضية، يوليو/تموز، 2012 (http://justicefornorthcaucasus.info/?p=1251670398).
 – مؤتمر حواري في تبليسي، يوليو/تموز، 2012 (http://www.justicefornorthcaucasus.com/jfnc_message_boards/circassia_adiga.php?entry_id=1343449150).
– خلال دورة الالعاب الاولمبية الصيفية في لندن لعام 2012، أعلن الشراكسة في شرق لندن إحتجاجهم على محنة الشركس وعلى ألعاب سوتشي الاولمبية الشتوية لعام 2014، وتم ذلك في يوليو/تموز 2012 (http://www.natpress.ru/index.php?newsid=7736).
 – تظاهرات واعتصامات فردية وجماعية، تمّت لجلب الانتباه لأوضاع الشركس في سوريا (http://www.eng.kavkaz-uzel.ru/articles/22997/)، وعقدت في شمال القوقاز وتركيا وموسكو.
– في نوفمبر/تشرين ثاني، 2012، قمعت الشرطة الروسية اعتصاماً شركسياً سلمياً في نالتشيك(http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=e_wqocupAMs#!)، عاصمة قباردينو – بلكاريا للمطالبة بمد يد العون للشركس الّذين احتجزوا في خضم الحرب الأهلية القائمة حاليا في سوريا.
 – في ديسمبر/كانون الأوّل، 2012، عقدت ورشة عمل معادية للشراكس في مدينة روستوف (http://justicefornorthcaucasus.info/?p=1251662272).
 – في ديسمبر/كانون أول، 2012، تظاهر الشراكسة في تركيا باسطنبول ضد زيارة رسميّة قام بها فلاديمير بوتين  (http://www.caucasusforum.org/we-are-welcoming-a-dictator/).
 – زعيم الأديغه خاسه في نالتشيك في جمهوريّة قباردينو – بلكاريا، إبراهيم يغنوف والملقب ببطل أبخازيا، صرح في ديسمبر 2012، أنه لا يفهم “لماذا أخذت القيادة الأبخازية على عاتقها طوعا مهمّة إثبات أنه لم تكن هناك إبادة جماعيّة شركسيّة” (http://eng.expertclub.ge/portal/cnid__13078/alias__Expertclub/lang__en/tabid__2546/dfault.aspx).
– في يناير/كانون الثاني، 2013 (http://justicefornorthcaucasus.info/?p=1251662840)، ذكر كل من لجنة القوميات في مجلس الدوما الروسي ووزارة التنمية الإقليمية للفيدراليّة الرّوسيّة أن “الشركس السوريين ينحدرون من عائلات الأشخاص الأديغه من شمال وغرب القوقاز الذين لم يعتمدوا الجنسية الروسية واختاروا طوعاً مغادرة المنطقة بعد حرب القوقاز (1817-1864). وعليه، فإن أسلاف الشّراكسة السوريين المقيمين في المناطق، حتى إعادة توطينهم في عام 1864 في الإمبراطورية العثمانية لم يكونوا جزءاً من الدّولة الروسيّة” (http://www.jaccf.org/?p=683).
  – في مارس/آذار، 2013 ، جرفت الأمطار جزءاً من السد في كراسنايا بوليانا بالقرب من سوتشي (http://www.itar-tass.com/en/c154/674268.html)، وأيضا أحدثت فيضانات وانهيارات طينية (http://www.itar-tass.com/en/c154/674383.html).
  – أيضا في شهر مارس/آذار، 2013، أدان إتحاد قدامى المحاربين في أبخازيا التصريحات التي أدلى بها رئيس الجمعية الشركسية العالمية فيما يتعلّق بالإعتراف بجريمة الإبادة الجماعية الشركسية التي اقترفتها روسيا القيصرية (http://www.natpress.ru/index.php?newsid=8108).
  – عقد الحراك السياسي الشركسي الأردني في 24 مارس/آذار، 2013، “حلقة العمل الثالثة” بالتعاون مع “البيت الشّركسي” و “نادي الجيل الجديد” في قاعة نادي الجيل الجديد، نادي والذي جاء ضمن ثلاثة محاور رئيسيّة (http://www.jaccf.org/?p=1238).
 – أصدرت “نافذة على أوراسيا” نشرة أسبوعية (http://windowoneurasia2.blogspot.com/2013/05/window-on-eurasia-sochi-countdown-38.html) خاصّة بالعد التنازلي لسوتشي وتنشر من قبل المحلل السياسي بول غوبل، حيث تحوي كافة المعلومات المتعلّقة بألعاب سوتشي الأولمبية المزمع إقامتها في عام 2014.
– تم إنشاء الحركة القوميّة الشّركسيّة المنبثقة عن جمعية أصدقاء شراكسة القفقاس الأردنية (http://www.jaccf.org/).
– تأسّس مركز شركسي جديد في لاتفيا تحت اسم المركز الشّركسي للثقافة وحقوق الإنسان (http://ccahrc.com/about-us).
– أرسلت رسالة إلى بيسلان  كوباخيا، منسق الحركة الدولية لحماية حقوق الشعوب، حول تصريحاته ضد الشركس (https://www.facebook.com/groups/351047254906986/permalink/590783074266735/).
– عقد اجتماع في 27 أبريل/نيسان، 2013، من أجل حملة تبرعات بمبادرة من المجلس الشركسي العالمي في نيوجيرسي، الولايات المتحدة الأمريكية، شارك وحاضر فيها شراكسة من الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا وسوريا والأردن (http://www.jaccf.org/?p=1378).
 – أرسل خطاب من قبل قادة الجمعيات الشراكسة في شمال القوقاز إلى فلاديمير بوتين والقيادة الروسية جاء فيه بأنه يجب على روسيا أن تعترف بالإبادة الجماعية (http://www.natpress.ru/index.php?newsid=8234).
 – أنشئت منظمة جديدة في جمهورية أديغيا باسم الجمعية الشّركسي لمايكوب (http://circassiatimesnews.blogspot.co.il/2013/05/i_16.html)، وهي لا تنتمي إلى الجمعيّة الشّركسيّة لجمهورية أديغيا.
واحدة من أهم القضايا التي تم تناولها هي شركس سوريا في ما يتعلق بأمنهم وأمانهم، والّذي أظهر تضامناً شركسياً حقيقياً فيما يتعلق بجمع الأموال وتقديمها سواء بصورة مباشرة أو من خلال أطراف ثالثة، والغذاء، والمال، والمساعدات العينيّة، والمساعدات الطبية، ناهيك عن السكن. إن العديد من شراكسة سوريا اضطّروا لأن يصبحوا لاجئين مرّةً أخرى، حيث وجب عليهم الفرار وترك مناطق القتال بعد أن دمّرت أماكن سكنهم، حيث كان عليهم الإنتقال إلى مناطق أكثر أمنا داخل سوريا أو للمغادرة إلى البلدان المجاورة مثل الأردن ولبنان وتركيا. تمكن الشركس من مساعدة إخوانهم الشركس في كل من الأردن وتركيا، ولم تكن مساعدة (http://www.circassiansolidarity.org/en/) لجنة تضامن شركس العالم تقتصر فقط على جمع الأموال والتبرعات لتقديم أنواع المساعدة المذكورة ولكن تمكنت اللجنة من الحصول على مساعدة الحكومة التركية للاعتراف بوثائق وبطاقات هويّة اللاجئين وإقامة مخيم خاص للشركس، وفوق ذلك كلّه إنشاء جسر جوي (http://www.jaccf.org/?p=1277) لنقل شراكسة سوريا من بيروت إلى غازي عنتاب.
الآمال معلقة على المثقفين والجيل المتعلم، الذين هم على بينة من الحقوق المشروعة الشركسية التي بحاجة إلى سلوك النهج الصّحيح من أجل المطالبة والإدّعاء بجميع الحقوق الشركسية المصادرة.
المصدر: موقع “الناجون من الإبادة الجماعيّة الشّركسيّة” على الفيسبوك
Share Button

وتبقى الذّكرى

وتبقى الذّكرى

photo (16)

يأتي الحادي والعشرين من مايو/أيار هذا العام والأمّة الشّركسيّة في خضم مخاض عسير يعكس أهمّية القضية الشّركسيّة وانعكاس ذلك على الوقائع المتّصلة بها سواءاً بشكل مباشر أو غير مباشر. يبرز ذلك بشكل واضح تاثيرات إقتراب موعد الألعاب الأولمبيّة الشّتويّة التي ستعقد في سوتشي الشّركسيّة على أرض الإبادة الجماعية بعد أقل من عام من الآن. وتبرز الإيجابيات والسلبيات، لكن الأهم من ذلك كلّه هو الصّحوة غير المسبوقة لدى شريحة واسعة من الأمّة الشّركسيّة سواءً في الوطن الشّركسي في شمال القوقاز أو الشّراكسة في ديار الإغتراب، يقابلها سلبيات لا غنى عن وجودهاوفي مقدّمتها المحاولات الحثيثة والخبيثة التي تصل إلى مستوى الحملات المحمومة ضد كل من يعمل في العمل القومي الشركسي ويطالب بإحقاق الحقوق الوطنيّة على أرض الوطن السّليب.

 

ومن خلال استعراض ما ينشر على الإنترنت سواءً على صفحات التواصل الإجتماعي المتعدّدة أو على المواقع الإلكترونيّة التي تنشر الأخبار الشّركسيّة نجد كماً هائلا من المعلومات والأخبار ذات الصلة، ويستطيع من أراد الإطّلاع عليها الإستزادة من المعلومات الّتي حجبت عن الشّراكسة ردحاً من الزمن.

 

لن يذكر هنا الذين لا يهمهم ما  يحصل من قريب أو بعيد لأنّهم لا يشكلون تهديداً حقيقياّ ومباشراً على القضيّة الشركسيّة، لكن سيتم ذكر الّذين يتعاملون بالقضيّة الشّركسيّة سواءاً بشكلٍ مباشرٍ أو غير مباشر، ويمكن أن يوصف هؤلاء بأنّهم يتالّفون من ثلاث فئات هي:

 

1) هؤلاء الّذين يعملون جهاراً نهاراً وفي كل الأماكن المتاحة على شرح وإبراز القضية الشّركسيّة وتداعياتها التي تتالّف من الحرب الظالمة التي شنتها روسيا القيصرية على الأمّة الشّركسيّة والتي دامت 101 عاماً ثم الإبادة الجماعيّة التي افقدت الأمّة الشّركسيّة نصف تعدادها وآخراً وليس أخيراً، التهجير القسري عن الوطن الّذي تسبب في تهجير 90% من الذين بقوا على قيد الحياة إلى ديار الشّتات والغربة وإلى يومنا هذا؛ يعمل هؤلاء على نقل القضية الشّركسية إلى الساحة الدوليّة للعمل على حل الموضوع اعتمادا على مبادئ القانون الدولي والإعلان العالمي لحقوق الإنسان ذات الصّلة.

2) هؤلاء الذين يعملون على تكريس الوضع الراهن خدمة للإحتلال الأجنبي متعاونين مع السلطات الروسيّة ووكلائها في الوطن الشّركسي والخارج، وهم عرابين للتقاعس وتهبيط العزائم والهمم ويحاولون تسيير الأمور بالإتجاه الخاطئ من أجل شراء الوقت وتفتيت أواصر الوحدة الشركسية من خلال غرس التشكيك بمقدرات الأمة والوطن وبالناشطين وانتمائهم وارتباطاهم وأهدافهم ومن أجل تشجيع أو فرض الإنصهار في أماكن تواجد الإغتراب الشّركسي، حتّى في شمال القوقاز.

3) الإنتهازيون الّذين يعملون بين المذكورين في 1 و2 أعلاه، ويمكن وصفهم بأنهم أخطر على القضيّة الشّركسيّة والأمّة الشّركسيّة من المذكورين تحت البند 2، لأنهم كمن يطلق عليهم “الذين هم يراؤون ويمنعون الماعون”، وكمن يضع إحدى رجليه في هذا الجانب والأخرى في الجانب الآخر للإنتقال إلى المكان المناسب عندما تحين الفرصة أوعندما يصدر الأمر بذلك، ويمكن وصفهم كالذي “إذا الريح مالت، مال حيث تميلُ”!

 

رغم مرور الأيام والسنوات على المآسي والآلام التي حصلت مع الأمة الشركسيّة أفرادا وجماعات ورغم محاولات الترغيب والتّرهيب والإكراه التي قام ويقوم بها المغرضون والمتلونون بقصد التهميش والإلغاء والإبعاد عن الواقع لدرجة انكار الذّات، إلا أنّه يتحتّم الإيمان بالحقوق القومية الثابتة وكذلك العمل بلا كلل ولا ملل من أجل استرجاع الحقوق الثابتة التي لا ولن تسقط بالتقادم.

 

إنه من المخزي والمخجل حقاً أن نجد من هم يعتقدون بانهم من طبقة أو فئة تختلف و/أو تتميز عن الآخرين سواء أصلاً أو إجتماعياً أو قوميا أو حتى إقليميا، ويمكن وصف مثل هؤلاء بالمنسلخين ليس فقط عن قوميتهم أو مجتمعهم، بل عن ذاتهم وهويتهم لأنهم سواء شاءوا أم أبوا فإنهم لن يتغيروا أو يظهروا بغير حقيقتهم، ولن يعتبرهم الآخرين غير ذلك.

 

يجب التذكير في هذا المقام بأن هؤلاء لن يستطيعوا تغيير جلدهم ونوعيته ولونه لأن “النمر لا يستطيع أن يغير رقطه”، والشّركس وللأسف عندما طردوا من وطنهم في ظروف مأساويّة مشابهة بل أسوأ مما يحصل الآن في الوضع السوري، فإنه تم تنظيم نقلهم بسفن غير صالحة عبر البحر الأسود إلى موانئ بحريّة مختلفة في الدولة العثمانيّة، وكان المهجّرين عندما يتم إنزالهم إلى البر من أجل إسكانهم، كان السكان المحليين يرفضون أن يتم إسكانهم في المخيمات المجاورة لأماكن سكنهم (حيث حصل مثل ذلك الحدث في ميناء بيروت في إحدى المرات)، ليس فقط لاتقاء شر الإصابة بالأمراض المختلفة التي كان هؤلاء المطرودين من الوطن يعانون منها نتيجة لتداعيات الحرب البربرية التي شنتها ضدهم الإمبراطوريّة الروسية، بل ايضا لأن هؤلاء اعتقدوا بانهم أفضل منهم درجة وتصنيفاً وبالحسابات الضيقة والساذجة إياها، ناسين أو متناسين أن الحياة قصيرة مهما طالت…

 

إن إنفصام الشخصية وتراكم العقد النفسية يأتي في سياق هكذا تهجّمات وتهكّمات لانه  يجب العلم بأنّ من طمع بالفوز بكل شيء خسر كل شيء، ولاشيء مهما كان وأيا كان يمكن أن يدوم على حاله! لأولئك الذين يعتقدون أنهم ذوي مكانة خاصّة وكأنّهم أخذوا على عاتقهم أن يقرروا عن الأمة المشتّتة والمجزّأة، “كفاكم تخاذلاً وإذعاناً، فعليكم الحذر والإنتباه لأن الأمم والشّعوب لن تتساهل بعد الآن مع من يريد التنازل عن حقوقها ويتعامل مع المحتلين”.

 

إيجل

 مجموعة العدالة لشمال القوقاز

المصدر: 

http://www.justicefornorthcaucasus.com

Share Button

الاهل في شركيسيا الوطن التاريخي للشراكسة يطالبون القيادة الروسية الاعتراف بالابادة الجماعية التي ارتكبتها روسيا القيصرية بحق الامة الشركسية

الاهل في شركيسيا الوطن التاريخي للشراكسة يطالبون القيادة الروسية الاعتراف بالابادة الجماعية التي ارتكبتها روسيا القيصرية بحق الامة الشركسية

1367691567_8hxuv4u8d54

إلى رئيس الاتحاد الروسي فلاديمير بوتين
إلى أعضاء المجلس الاتحادي للاتحاد الروسي
 السيد فلاديمير فلاديميروفيتش!
الأخوة الكرام أعضاء المجلس الاتحادي للاتحاد الروسي!

 على مدى العقدين الماضيين حيث شهد الاتحاد الروسي تطورات ديمقراطية أثار المجتمع الشركسي الروسي والدولي مرارا وتكرارا أمام قيادة دولتنا قضايا الشعب الشركسي، والتي تندرج في إطار الاختصاص الحصري لسلطات الاتحاد الروسي. هذا وندعو مرة أخرى رئيس الاتحاد الروسي والمجلس الاتحادي للاتحاد الروسي للنظر في القضايا المعقدة التي نطرحها في رسالتنا هذه لاتخاذ الإجراءات القانونية والسياسية اللازمة. الأديغا (الشراكسة) هم أحد الشعوب الأصلية لمنطقة القوقاز الشمالية الغربية والذي بدأ يتشكل في العصر البرونزي المبكر في القرن الرابع قبل الميلاد، ويرتبط تاريخه ارتباطا وثيقا بتاريخ الشعب الروسي منذ القرن العاشر قبل الميلاد. وفقا للتسميات العرقية والإدارية التي اعتمدت في العهد السوفياتي والتوزيع السكاني في الجيوب الاستيطانية يُعرف الأديغا تحت التسميات التالية: أديغيون (السكان الأديغا في جمهورية أديغيا) والشركس (السكان الأديغا في قرشاي – شركيسيا وإقليم أوسبينسكي في مقاطعة كراسنودار) والقبرديون (السكان الاديغا في كباردينا – بلكاريا) وقبرديو مزدوك (السكان الاديغا في أوسيتيا الشمالية) بالإضافة إلى الأديغا الشابسوغ سكان شواطئ البحر الأسود في إقليم طوابسه ومنطقة سوتشي الكبرى. تعتبر المقاومة البطولية الطويلة لعدوان الإمبراطورية الروسية الذي استمر منذ عام 1763 وحتى 1864 أهم صفحة في تاريخ الشراكسة حيث أدى إلى تدمير كامل لبلاد الأديغا) شركيسيا) ضم الأراضي الشركسية المحتلة إلى منطقة كوبان ومحافظة البحر الأسود ومنطقة تيريك. أما اسم (شركيسيا) فاستبعد من اللغة الرسمية حتى ثورة عام 1917. وهكذا، فإن الحرب القوقازية لم تؤد إلى خسائر فادحة في الأرواح البشرية فحسب، بل إلى تغيير شبه تام في التكوين العرقي لسكان شركيسيا التاريخية أيضا، والتي كانت البلاد الأكثر أهمية في القوقاز من حيث المساحة وعدد السكان.  من الصعب أن نجد مثالا آخر على هكذا “تطهير عرقي” في أوراسيا، كتتويج  لإحدى الصراعات العسكرية العديدة التي وقعت في القرنين التاسع عشر والعشرين. لم يسبق للإمبراطورية الروسية طوال تاريخها أن تعاملت مع خصومها العسكريين بتلك القسوة التي تعاملت بها مع الأديغا (الشراكسة).

يطالب شعب الأديغا على مدى العقدين الماضيين القيادة الروسية بالاعتراف بالإبادة الجماعية التي ارتكبتها الإمبراطورية الروسية خلال غزو شركيسيا (شمال – غرب القوقاز). يعتبر الاعتراف من الدولة الروسية الحديثة والمجتمع الروسي بالإبادة الجماعية للشراكسة (الأديغا) بالنسبة إلى الأديغا، في المقام الأول، نصرا للعدالة التاريخية، فضلا عن كونه فعل أخلاقي إنساني أساسي، يمكن على أساسه القيام بالتأهيل الشامل لشعبنا المنتشر في جميع أنحاء العالم. وقد نوقشت مسألة الاعتراف بالإبادة الجماعية للشراكسة (الأديغا) مرارا في الاتحاد السوفياتي والاتحاد الروسي في مختلف المحافل العلمية والعامة على الصعيدين الإقليمي والروسي (وكذلك السوفياتي) منذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي. في أعقاب النقاشات الواسعة في الأوساط العلمية والاجتماعية أقر المجلس الأعلى لجمهورية كباردينا – بلكاريا في 7 فبراير 1992 قراراً يحمل رقم 977–12 “بشأن إدانة الإبادة الجماعية للأديغا (الشراكسة) أثناء الحرب الروسية القوقازية”، وأعيد إقراره في عام 1994. وفي أعقاب الرسائل العديدة الموجهة للحكومة بهذا الشأن  صدر في 18 مايو/أيار 1994 بياناً من رئيس الاتحاد الروسي بوريس يلتسين “إلى شعوب القوقاز”. ولأول مرة كان هذا البيان يتناول الجانب السياسي على مستوى الدولة الروسية حيث كشف عن العواقب الكارثية للحرب القوقازية لعدد من شعوب شمال القوقاز”، وجاء فيه أن “أصداء الحرب القوقازية التي قُدمت لها تضحيات بشرية وخسائر مادية كبيرة لا تزال تثير الألم في قلوب كثير من الروس. طيب الله ثراهم أولئك الذين سقطوا في ساحة المعركة وفقدوا حياتهم من فظائع الحرب، وأولئك الذين ماتوا في الغربة بعد أن أجبروا على ترك الوطن الأم وعانوا مرارة الخسارة للوطن الأم. فلتبقى ذكرى تلك الأحداث المأساوية في قلوب الأحفاد لتكون بمثابة تحذير لنا جميعا من مزيد من المآسي”. وصف رئيس الروسي الحرب القوقازية بأنها “نضال شجاع قامت به شعوب القوقاز من أجل البقاء في أرضها”. وفيما يتعلق بمسألة إعادة الشتات القوقازي الشمالي إلى بلاده، قال الرئيس الروسي: “إن المشاكل التي ورثناها من الحرب القوقازية، ولا سيما عودة أحفاد المهاجرين القوقازيين إلى وطنهم التاريخي، ينبغي إيجاد حل لها على المستوى الدولي من خلال مفاوضات تشمل جميع الأطراف المعنية”. في الختام أعرب الرئيس الروسي عن ثقته بأن “الوحدة في بناء دولة ديمقراطية والوئام الاجتماعي والتعايش السلمي بين الأعراق والاستقرار المدني من شأنه أن يشكل الضمانة الحقيقية لتصبح أحلام أفضل مواطني روسيا والقوقاز بالرفاهية والازدهار لشعوب بلادنا حقيقة واقعة.”

النهج الذي وضعه بوريس يلتسين لمواجهة التحديات المعقدة المرتبطة بضرورة التغلب على الآثار السلبية للحرب القوقازية وطرد سكان شمال غرب القوقاز إلى الإمبراطورية العثمانية “وخصوصا الأديغا(الشراكسة)”، للأسف، لم يتبع بالشكل المطلوب. في 29 أبريل 1996 صدر بيان من رئيس جمهورية أديغيا ومجلس الدولة لجمهورية أديغيا – خاسا مطالبا مجلس الدوما الروسي بالاعتراف الرسمي بالإبادة الجماعية لشعب الأديغا (الشعب الشركسي) خلال الحرب القوقازية. أكد هذا البيان على الحاجة الملحة إلى الاعتراف العلني للإبادة الجماعية لشعب الأديغا (الشعب الشركسي)، وجاء فيه: “في 21 مايو 1994 استذكرنا الحرب القوقازية التي مرّ على نهايتها 130 عاما وكانت أكثر الصفحات مأساة في تاريخ الأديغا (الشراكسة)… ومأساة الشعب لم تقتصر فقط على ويلات الحرب، فما تلاها من إبعاد ل 90٪ من السكان الأديغا (الشراكسة) كان أحد أشكال الإبادة الجماعية واستمرارا لها إذ أن حرمان هذا الشعب من بيئته الطبيعية، وتهجيره إلى الإمبراطورية العثمانية حيث عانى ظروفا معيشية قاسية أدت إلى خسائر كبيرة جديدة في صفوف المنفيين، ووصف الشهود معاناتهم وقد اقشعرت أبدانهم.

الجيل الحالي من الأديغا (الشراكسة) متفهم لتلك الأحداث، إذ أصبحت الأرض القوقازية مقبرة جماعية واحدة سواء لمئات الآلاف من السكان الأصليين ومئات الآلاف من الجنود الروس العاديين الذين ماتوا من أجل مصالح الحكام. كانت دموع الأمهات مريرة لا عزاء لها في القوقاز وفي روسيا على حد سواء. ومع ذلك، فالأحداث من هذا النوع لا تمحى من ذاكرة الناس، بل ويتجلى صدى مأساة القرن الماضي في مصير مواطنينا المنتشرين في الغربة وبصفتهم الشعب الدخيل، وهم تحت رحمة الحكومات متغيرة الولاء والاضطرابات التاريخية في البلدان التي يقيمون فيها. يصبح من السهل فهم ما يشعر به المهاجرون الأديغا (الشراكسة) في ظل وجود الملايين من المواطنين الروس الذين وجدوا أنفسهم فجأة خارج حدود الوطن، ويعانون الآن من الإذلال والإهانة وانتهاك حقوقهم المدنية والسياسية والثقافية ويتعرضون لملاحقات لأسباب عرقية ودينية. بحكم مبادئ الإنسانية وتكريما للضحايا الأبرياء لا بد من الاعتراف بالإبادة الجماعية للأديغا (الشراكسة) التي ارتكبها الحكم القيصري خلال الحرب القوقازية وكنتيجة لها، وإدانتها. فقط من خلال التقييم المعنوي الصحيح من قبل السلطة العليا في الدولة، فضلا عن اعتماد قانون يقر حق العودة لأحفاد المهاجرين إلى وطنهم بحرية، وتوفير دعم حكومي للعائدين، يمكن تحقيق العدالة التاريخية بحق الأديغا (الشراكسة)، فهم جزء لا يتجزأ من الدولة الروسية الموحدة متعددة الأعراق، مما سيعمل على تعزيز الثقة الصادقة والتفاهم بين شعب جمهورية أديغيا والاتحاد الروسي ككل” .

وهكذا، فإن الاعتراف بالإبادة الجماعية، التي ارتكبتها الإمبراطورية الروسية بحق الأديغا (الشراكسة)، من قبل الاتحاد الروسي قد اكتسب نوعا من الشكل القانوني بعد أن قام برلمانا اثنتين من جمهوريات روسيا – ولا ننسى أنها دولة فدرالية – باتخاذ قرارات مناسبة. شكل الأبخاز والأباظة حتى عام 1864 ثاني أكبر مجموعة عرقية بعد الأديغا (الشراكسة) في شمال غرب القوقاز، ومن حيث النسبة فإنها تكبدت نفس الخسائر كالتي تكبدها الأديغا. وكان من الطبيعي أن يقر المجلس الوطني برلمان جمهورية أبخازيا في 15 أكتوبر 1997 قرارا في هذا الصدد “بشأن ترحيل الأبخاز (أباظة( في القرن التاسع عشر” معلنا فيه: “بعد تقييم أحداث القرن التاسع عشر المصيرية للأبخاز (الأباظة) من النواحي السياسية والقانونية والتاريخية يقر المجلس الوطني لجمهورية أبخازيا ما يلي: 1. اعتبار القتل الجماعي وتهجير الابخاز (الأباظة) إلى الإمبراطورية العثمانية في القرن التاسع عشر إبادة جماعية وجريمة نكراء ضد الإنسانية. 2. إعطاء صفة اللاجئين للابخاز (الأباظة) المهجرين في القرن التاسع عشر وذلك في إطار اتفاقية الجمعية العامة للأمم المتحدة من 28 يوليو1951. 3. حق العودة الطوعية ودون عوائق لأحفاد الأبخاز (الأباظة) المهجرين في القرن التاسع عشر إلى وطنهم التاريخي كحق راسخ لا ينتزع. 4. التوجه إلى الأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبي ورابطة الدول المستقلة وغيرها من المنظمات الدولية، والدولة الروسية بوصفها خلفا قانونيا للإمبراطورية الروسية واتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، لطلب تقديم المساعدة السياسية والمالية والإنسانية اللازمة لتسهيل عملية العودة الطوعية إلى الوطن والاندماج لأحفاد الأبخاز (الأباظة) المهجرين في القرن التاسع عشر”.

وفي هذه الظروف، فقد خلق تجاهل الحقيقة التاريخية الواضحة – الإبادة الجماعية المرتكبة على يد الإمبراطورية الروسية بحق الأديغا (الشراكسة) في القرن التاسع عشر – خلق مساحة للتسييس المفرط وقرارات شرعية على ما يبدو من قبل برلمانات الدول الأجنبية للاعتراف بالإبادة الجماعية للأديغا (الشراكسة). وعلى الرغم من وجود دوافع سياسية واضحة وراء قرار برلمان جورجيا المقر في 20 مايو 2011 “بشأن الاعتراف بالإبادة الجماعية للشراكسة من قبل الإمبراطورية الروسية خلال الحرب القوقازية”، في رأينا، إلا أنه لا تشوبه شائبة من النواحي القانونية والسياسية والأخلاقية، وقرار البرلمان الجورجي قرار تاريخي في حد ذاته. تلك الحقيقة بأن أول دولة مستقلة اعترفت بالإبادة الجماعية للشراكسة هي دولة قوقازية، تزيد من قيمة هذا القرار. عدا عن ذلك، سوف تقوم المنظمات الدولية والمؤسسات والمؤرخون المستقلون بالتحليل حتما للمشاكل التي تعانيها المجتمعات الشركسية في تركيا والشرق الأوسط والولايات المتحدة وأوروبا الغربية بوصفها الملحمة المأساوية للشعب المسكين الذي تعرض للقتل في دياره لسنوات عديدة، ثم طرد بلا رحمة إلى الغربة. وهذه النظرة النمطية تترسخ أكثر فأكثر من خلال البحوث التي يقوم بها عدد من المفكرين الغربيين، وذلك بسبب الموقف قصير النظر الذي تتخذه سلطات بلدنا. لنشر أيضا إلى وجود تجربة إيجابية للاعتراف بالإبادة الجماعية في التاريخ الروسي الحديث بتلك الإبادة التي نفذت في الماضي في بلدنا بحق بعض شعوبها. مثال على ذلك قانون روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفياتية رقم 1107 الصادر في 26 أبريل 1991 “بشأن إعادة تأهيل الشعوب المضطهدة”، وبموجبه أدرجت عمليات ترحيل شعوب شمال القوقاز وغيرها من الشعوب في عهد ستالين ضمن أعمال الإبادة الجماعية. بفضل هذا التقييم الدقيق والمبدئي قامت الدولة بتأهيل العرقيات المتضررة في روسيا بصورة سريعة وشاملة، ولم تعد القضية مسيسة الآن. الاعتراف بالإبادة الجماعية للأديغا (الشراكسة) هو فعل إنساني وأخلاقي بالدرجة الأولى تأكيداً للحقيقة وترسيخ العدالة وإقامة التفاهم الدائم والتعاون بين الدولة من جهة والشعب الشركسي الذي يعيش في القوقاز وملايين الشراكسة في الشتات من جهة أخرى، وبالتالي، فإن الهدف هو الشروع في عملية طويلة ومعقدة لإعادة توحيد الشراكسة في وطنهم التاريخي بدعم سياسي ومعنوي من الشعب الروسي المتعدد الجنسيات، والدولة الروسية الحديثة، وهو حق غير مشروط للشعب الشركسي.

في هذا الصدد، فإننا نجدد مناشدتنا لرئيس الاتحاد الروسي والمجلس الاتحادي الروسي لاتخاذ قرار “بشأن الاعتراف بالإبادة الجماعية للشراكسة على يد الإمبراطورية الروسية أثناء الحرب القوقازية”. في سياق التحضيرات لدورة الألعاب الأولمبية وأولمبياد المعاقين الشتوية لعام 2014 في سوتشي أخذ موضوع الإبادة الجماعية للشراكسة زخما جديدا مسيسا للغاية في النقاشات العامة. في الوقت نفسه، فإن المبادئ الأساسية للحركة الأوليمبية المنشودة في الميثاق الأولمبي تستبعد وجود أية صلة بين الألعاب الاولمبية والقضايا السياسية. في هذا السياق، نؤكد على أن الميثاق الأولمبي الذي ينص على أن الغرض من الحركة الأوليمبية هو توظيف الرياضة من أجل التنمية المتناغمة للإنسان، وتعزيز مجتمع سلمي معني بالحفاظ على كرامة الإنسان، وانتصار القيم الإنسانية، يرفض أي شكل من أشكال تسييس الألعاب الأولمبية. مسألة الاعتراف بالإبادة الجماعية للأديغا (الشراكسة) على يد الإمبراطورية الروسية بين عامي 1763 – 1864، كونه في الأساس مشكلة سياسية، لا يمكن أن يرتبط بطبيعته مع الميثاق الأولمبي ومع دورة الألعاب الأولمبية وأولمبياد المعاقين الشتوية لعام 2014 في سوتشي.  للمسألة جانب آخر وهو البرنامج الثقافي للألعاب الأولمبية وهدفه إبراز التنوع الثقافي للبلد المضيف وإظهار الإنجازات المتميزة التي حققها في مختلف مجالات الحياة الاجتماعية، بما في ذلك إنجازات السكان الأصليين للمنطقة التي تقام فيها الألعاب الاولمبية أمام المجتمع الدولي. التجربة العالمية لإقامة الألعاب الأولمبية في المناطق التي ترتبط بالمجموعات العرقية الأصلية تهدف إلى إبراز التراث التاريخي والثقافي المميز أمام المجتمع الدولي.عادة تبذل البلدان المضيفة للألعاب الاولمبية أقصى جهودها لتقديمها للعالم كدليل للتسامح والرغبة في رعاية هذا الشعب الأصلي أو ذاك. هذه التجربة مطلوبة للغاية عند إقامة دورة الألعاب الأولمبية وأولمبياد المعاقين الشتوية لعام 2014 في سوتشي. وهذا هو موقفنا المبدئي، وتوقعات المجتمع الشركسي الروسي والدولي فيما يتعلق بالألعاب الأولمبية وأولمبياد المعاقين الشتوية لعام 2014 في سوتشي. النزاع المسلح الداخلي القائم في الجمهورية العربية السورية والأزمة الإنسانية التي تسببها هو الموضوع الأكثر إلحاحا الذي يهم المجتمع الشركسي الروسي والدولي في الوقت الحاضر. أجبرت الحرب مئات الآلاف من المواطنين السوريين إلى مغادرة البلاد. بعض من لجئوا من سوريا إلى دول الجوار هم من مواطني روسيا الأديغا (الشراكسة) أحفاد أولئك الذين أجبروا على ترك وطنهم في النصف الثاني من القرن التاسع عشر نتيجة للحرب القوقازية واستقروا في منطقة الشرق الأوسط. حافظ الكثير من أفراد الشتات الشركسي في سوريا على لغتهم وثقافتهم ويرغبون في العودة إلى أرض وطنهم التاريخي في الاتحاد الروسي، ولكنهم لا يملكون القدرة على تنفيذ رغبتهم هذه لأسباب متعددة قانونية وإنسانية وتقنية ومالية.

في 28 ديسمبر 2011 وجه مجلس الدولة خاسا جمهورية أديغيا إلى رئيس الاتحاد الروسي ورئيس المجلس الاتحادي للاتحاد الروسي بيانا “بشأن تقديم المساعدة لإعادة التوطين الطوعي للاتحاد الروسي للمواطنين الأديغا (الشراكسة) المقيمين في الجمهورية العربية السورية”. كذلك تم عقد مؤتمرات شركسية في كل من جمهورية أديغيا وكباردينا – بلكاريا وقرشاي – شركيسيا، واجتماعات للجنة التنفيذية للجمعية الشركسية العالمية، والهيئات التنفيذية للحركات الاجتماعية القومية الشركسية الأخرى، وأعرب المشاركون فيها عن قلقهم إزاء ما يعانيه مواطنونا في سوريا من محنة، وطلبت هذه الاجتماعات من سلطات الجمهوريات على جميع المستويات وسلطات الاتحاد الروسي مد يد المساعدة إلى الشراكسة السوريين للعودة إلى وطنهم التاريخي. لم يتجاوز عدد الذين وصلوا إلى الاتحاد الروسي بجهودهم الشخصية ألف شخص منذ توجيه الرسالة من مجلس الدولة خاسا جمهورية أديغيا. ومع ذلك، فإن الوضع الإنساني في سوريا في تدهور مستمر، وأصبح عدد كبير من المواطنين الروس في مخيمات اللاجئين في بلدان ثالثة (حوالي 3 آلاف في الأردن، وما يقارب الألفين في تركيا، وعدد آخر في كل من لبنان ومصر والمملكة العربية السعودية والعراق) وهم غير قادرين على المجيء إلى روسيا. على سبيل المثال، في مارس 2013 قامت الحكومة التركية بإجلاء مجموعة من اللاجئين الشراكسة بعدد 178 شخصا من بيروت وأقامتهم في مخيم للاجئين في مدينة غازيانتاب. ويجري حاليا إجلاء مجموعات جديدة من اللاجئين الشراكسة إلى تركيا. جزء كبير من اللاجئين الشراكسة من سوريا المتواجدين في مخيمات اللاجئين في تركيا يرغبون في العودة إلى الاتحاد الروسي. جدير بالاهتمام أن الأزمة السورية تؤثر على موقف الشتات الشركسي الكبير من روسيا وموقف شراكسة روسيا وشعوب القوقاز الأخرى من سلطة بلادهم. في البداية عندما توجه المجتمع الشركسي في سوريا إلى السلطات الروسية، ووجه مجلس الدولة خاسا جمهورية أديغيا رسالة إلى رئيس الاتحاد الروسي ورئيس المجلس الاتحادي للاتحاد الروسي، وزار وفد لمجلس الاتحاد الروسي سوريا بمشاركة المنظمات الشركسية غير الحكومية، قد ولد كل ذلك أملا بأن تهتم روسيا بمصير شراكسة سوريا. ولكن، أصبحت الممارسات التي تقوم بها البعثات القنصلية والدبلوماسية الروسية في الخارج لمنع العودة إلى روسيا وحالات ترحيل المواطنين من روسيا إلى الخارج معروفة ومتاحة للجميع. العديد من المواطنين العائدين يجبرون على مغادرة الأراضي الروسية بأمر من دائرة الهجرة الفدرالية، الأمر الذي يسيء إلى حد كبير للجهود التي تبذلها السلطات الإقليمية من أجل تحسين الأوضاع الاجتماعية للمواطنين الشراكسة العائدين إلى روسيا واندماجهم في البيئة الاجتماعية والثقافية الروسية. ومع تصاعد الأعمال العسكرية في سوريا، يشكل “توزع” الشتات الشركسي في سوريا في أرجاء الشرق الأوسط، وهي منطقة عدم الاستقرار الدائم التي تعج بالقوى الإرهابية والمتطرفة والراديكالية للغاية، يشكل خطرا هائلا لإمكانية توريط المواطنين الروس في المنظمات الدولية الإرهابية والمتطرفة. قد يقع أفراد من الشتات الشركسي في سوريا تحت تأثير فعال للأجهزة الاستخباراتية لدول المنطقة المعادية لروسيا، مما فيه تهديد للأمن في منطقة شمال القوقاز على المدى البعيد، في وقت يكون الشراكسة العائدون إلى روسيا تحت السيطرة الفعلية للمؤسسات الحكومية مع إمكانية دمجهم في البيئة الاجتماعية والثقافية الروسية. وفي هذه الظروف، تصبح مهمة منع انتشار شراكسة سوريا في الشرق الأوسط وتركيا، بل “جمعهم” في روسيا تحت سيطرة الدولة والمؤسسات العامة وتنفيذ مجموعة واسعة من التدابير لدمجهم في البيئة الاجتماعية والثقافية الروسية مهمة ملحة. وبالنظر إلى الجوانب السياسية والإنسانية والتنظيمية والفنية والمالية لهذه المسألة، فإن حكومة الاتحاد الروسي مطالبة الآن بإصدار قرار خاص “بشأن تقديم المساعدة لإعادة التوطين الطوعي للاتحاد الروسي للمواطنين الأديغا (الشراكسة) من الجمهورية العربية السورية”. هناك تجربة ناجحة في التعامل مع هذه المسألة وهي قرار حكومة الاتحاد الروسي رقم 690 الصادر في 3 يوليو 1998 بشأن الإجراءات العاجلة في دعم حكومي لإعادة توطين الأديغا (الشراكسة) من مقاطعة كوسوفو في جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية في جمهورية أديغيا”. إصدار مثل هذا القرار في الوقت الحالي أمر ضروري أيضا بسبب الحاجة إلى إيجاد حل لجملة من القضايا المعقدة التنظيمية والتقنية والإدارية والمالية المرتبطة بإعادة التوطين الطوعي في الاتحاد الروسي لعدد كبير من اللاجئين والقيام بترتيب أوضاعهم الاجتماعية ودمجهم في البيئة الاجتماعية والثقافية الروسية. سياسيا، فإن اهتمام الحكومة الروسية بالشعب الذي يعاني أوضاعا صعبة سيكون له تأثيراً إيجابياً هائلاً على المدى القصير والبعيد، إذ أن كل هذا، بدوره، ينبغي استثماره لبناء تفاعل قوي وإيجابي مع الشتات الشركسي في الخارج – تركيا والأردن وألمانيا والولايات المتحدة وإسرائيل، ولوضع وتنفيذ مجموعة واسعة من البرامج الثقافية والإنسانية في التعاون بين الاتحاد الروسي والشتات الشركسي. في هذا الصدد، نرى أنه  من أجل تنفيذ القانون الاتحادي “بشأن سياسة الدولة للاتحاد الروسي تجاه المواطنين في الخارج” وخلق الأجواء اللازمة للتنمية الوطنية والاندماج في البيئة الروحية والثقافية الروسية نطالب رئيس الاتحاد الروسي بإصدار مرسوم ” بشأن تدابير الدعم الحكومي للشتات الشركسي في الخارج” وتشكيل فريق عمل مشترك لإعداد المقترحات المتعلقة بوضع التدابير الحكومية اللازمة لدعم الشتات الشركسي، متضمنا ممثلين عن الجهات المعنية، ووضع برنامج فدرالي خاص بالشتات الشركسي بهدف التطوير الثقافي واندماجه في البيئة الروسية الروحية والثقافية. كمثال على تجربة ناجحة أخرى في التعامل مع هذه المسألة ذلك الدعم الذي تقدمه الحكومة لألمان روسيا في إطار البرنامج الفدرالي الخاص. إن التجاهل اللانهائي لهذه المسألة المعقدة، في نظرنا، لا يأتي إلا بنتائج عكسية، فنأمل بأن مناشدتنا سيتم التعامل معها ببذل العناية الواجبة، وأن تجد القضايا المطروحة هنا حلا فعالا.

عن الحركة الاجتماعية “أديغا خاسا – البرلمان الشركسي” في جمهورية أديغيا آدم بوغوص

عن منظمة أديغا خاسا في جمهورية كباردينا – بلكاريا محمد حافيتسا

عن الحركة الاجتماعية “أديغا خاسا – البرلمان الشركسي” في جمهورية قرشاي – شركيسيا محمد تشركيسوف

عن الحركة الاجتماعية “أديغا خاسا” في مقاطعة كراسنودار اسكر سوخت

المصدر:

http://aheku.org/page-id-3542.html

http://www.natpress.ru/index.php?newsid=8234

ترجمة ونشر: الحركة القوميّة الشّركسيّة

نقلا عن: موقع الحركة القوميّة الشّركسيّة

Share Button

النزعة القومية تهدد مستقبل روسيا

النزعة القومية تهدد مستقبل روسيا

4/04/2013 سيرغي ماركيدونوف, باحث زائر في معهد الأبحاث الاستراتيجية والجيوسياسية في واشنطن
هناك حاجة ملحّة إلى إصلاح جذري للسياسة القومية الروسية
رسم دان بوتوتسكي
رسم دان بوتوتسكي

“المسألة القومية” في روسيا كانت ولا تزال على رأس أولويات التطور الاجتماعي والسياسي.

وفي حين كان تركيز الصحفيين والخبراء ينصبّ، في تسعينيات القرن الماضي وبداية هذا القرن، على مسألة تقرير الأقليات لمصيرها في جمهوريات معينة (الشيشان هي المثال الأكثر وضوحا)، فإن ما يشغلهم في السنوات الأخيرة هو “الفكرة الروسية” بأشكالها وتأويلاتها المختلفة.

وفي هذا السياق، تشير معطيات معهد السوسيولوجيا التابع لأكاديمية العلوم الروسية إلى إن 10-15% من الروس دعموا شعار ” روسيا للروس”، في عام 2012، وإلى أن 30% من الروس يرون أنهم يجب أن يتمتعوا بحقوق واسعة تفوق ما يتمتع به أبناء القوميات الأخرى في روسيا.

وتشير معطيات استبيانات الرأي إلى أن النزعة العرقية الروسية لم تعد تيارا هامشيا. وبالتالي فالاستناد في الخطاب على ما يسمى ” طريق روسي خاص” بدأ يتضح أكثر فأكثر في الأوساط السياسية الروسية، حتى بين أولئك الذين ينسبون أنفسهم إلى الليبرالية.

ويأخذ المدافعون عن ” البعث الروسي”، حجتهم من نتائج إحصاءات 2002 و2010 للسكان. وبصرف النظر عن أن الروس لم يشكلوا في يوم من الأيام ما نسبته 80% من سكان البلاد، سواء في عهد الإمبراطورية الروسية أم في العهد السوفيتي، وعن أهمية ذلك، يتم استخلاص استنتاجات عن أن الأغلبية العرقية في الدولة الروسية يجب أن تُمنح أفضليات تميزها عن الأقليات في السلطة والأعمال وفي القطاع الاجتماعي.

ووفقا لأبحاث خبراء فيما يسمى مجلس العموم الروسي، فمن المتوقع أن ينال حزب القوميين الروس في الانتخابات البرلمانية لعام 2016، ما يصل إلى 10% من أصوات الناخبين. فأين يكمن السبب في تطور الأمور في هذا المنحى؟ ومن أين يأخذ شحنته هذا النزوع المتنامي إلى ” الفكرة الروسية”؟

“البعث الروسي” يرتسم اليوم كاندفاع لاعقلاني من قوى ظلامية. ومن غير المشكوك فيه، الحضور الفعلي غير القليل لـللاعقلانية والجهل المبتذل. ولكن المسألة لا تقتصر على ذلك. فتصاعد النزعة العرقية في روسيا نتاج موضوعي لسيرورة اجتماعية سياسية. وهي تعكس الطابع الانتقالي في المجتمع الروسي المعاصر.

ويشكّل صعود “الفكرة الروسية” إلى حد بعيد، ردة فعلٍ على انهيار الاتحاد السوفيتي، وعلى التغير الجذري في الوضع الاعتباري للروس في الجمهوريات السوفيتية السابقة، وإلى التعليم الحكومي القومي الطابع ضمن روسيا الاتحادية. وفي حين تعاطت السلطة الروسية مع الأكثرية الأثنية وفق مبدأ: ” ليتدلل الولد كما يشاء، فالمهم أن لا يتمرد”، فإن الليبراليين كثيرا ما توجهوا إلى الشعب الروسي طالبين منه الاعتراف بذنبه عما تم ارتكابه في تاريخ روسيا الإمبراطوري السابق. وهذه الممارسات والحسابات الخاطئة، أدت إلى احتكار المتطرفين لـ” المسألة الروسية”، وصار ” البعث الروسي” يفهم على أنه انتقام سياسي. وأما أشكال هذا الانتقام فيعبَّر عنها بأشكال مختلفة: بدءا من التقييد الجذري للهجرة إلى روسيا، إلى اقتراحات الفصل العنصري، بحكم الأمر الواقع، بين أقاليم وسط روسيا وجنوبها، إلى بعث الإمبراطورية، تحت ” الراية الروسية”. بيد أن جميع أشكال ” البعث الروسي” ذات محتوى أيديولوجي وسياسي واحد، يتمثّل في الميل نحو فهم مبسط للعالم، وكره متشدد للأجانب، وانعزالية. وأما الخطر الآخر من “البعث الروسي” فيأتي من الأساس البيولوجي الذي يبنى عليه مفهوم الأمة. ولهذا السبب بالضبط، فإن تحقيق ” المشروع الروسي” سيكون في جميع مراحلة أشبه بمحاولة إطفاء حريق بالبنزين.

ومنه، ينبغي على السلطة الروسية الرد، في أقرب وقت ممكن، على موجة النشاط العرقي-السياسي الحاصل تحت “الراية الروسية”. وليس عبر بيانات منمقة، إنما عبر إصلاح جذري للسياسة القومية. كما يجب على السلطات، التحول أخيرا إلى نهج تكوين هوية واحدة، ليس على أساس الدم إنما على مبدأ المواطنة الجامعة والولاء للدولة. خلاف ذلك، يجدر توقع أشد العواقب سوءا. وبالتالي، فإذا ما تركت السلطة ” البعث الروسي” يأخذ مجراه على هواه، فسوف تسقط مسألة وحدة البلاد من تلقاء نفسها، ذلك أن المركز يبدأ بتقرير مصيره بما ينتهي إلى الانفصال عن ” الغرباء” المكروهين، بمن فيهم المواطنين الروس من العروق الأخرى. وفي حين تقود هذه الحركة العرقية مجموعات سياسية مختلفة إلى اليوم، فمن المحتمل جدا أن تتوحد على أنشطة مشتركة غدا. وبالتالي، فتقاعس السلطات يقدم خدمة كبرى لينسق جهودهم المدافعون عن أطروحة ” روسيا للروس” ، الأطروحة التي تشكل خطرا على وحدة روسيا.

Share Button

الإحتفال بيوم العلم الشركسي

الإحتفال بيوم العلم الشركسي
Share Button

نرحّب بتدوين كافّة المشاركات والتعليقات