صحيفة “الحقيقة في قباردينو – بلكاريا” ضد اللغة القوميّة

صحيفة “الحقيقة في قباردينو – بلكاريا” ضد اللغة القوميّة

В газете “Кабардино-Балкарская правда” (орган правительства и парламента КБР) 6 июня была опубликована статья «О факторах, титулах и языках…». Ее автор некий Р. Лютцев (скорее всего это псевдоним) утверждает, что обучение родным языкам не должно быть обязательным, а право выбора языка обучения должно оставаться за ребенком. Эта публикация сейчас широко обсуждается в самых различных кругах общества и вызывает неприятие и негодование у подавляющего его большинства. Очень многие представители научной и творческой интеллигенции утверждают, что эта статья может явиться началом некой компании по подготовке общественного мнения по окончательному сворачиванию обучения на родных языках. До этого, – утверждают они- из всех образовательных концепций убрали понятие – «национально-региональный компонент», закрыты классы с обучением на родных языках. За последние 10 лет почти на 25 процентов сократилось время, выделяемое на обучение родным языкам, сокращаются тиражи книг выходящих на родных языках. Осенью прошлого года в закон об образовании РФ внесли поправки, которые позволяют впредь обучение родным языкам считать не обязательным и т.д.

27 июня в Кабардино-Балкарском Правозащитном центре с участием известных экспертов по проблемам обучения родным языкам Леонида Шогенова и Муазина Хачетлова прошел круглый стол, где состоялось обсуждение статьи Р. Люцева «О факторах, титулах и языках…».

Share Button

كراسنايا بوليانا: كسر صمت دام 150 عاماً (الجزء الثاني)

كراسنايا بوليانا: كسر صمت دام 150 عاماً (الجزء الثاني)

الناشر: أوراسيا ديلي مونيتور

(Eurasia Daily Monitor)

بقلم: إبراهيم جوكيموخ (Ibragim Gukemukh)

ترجمة: عادل بشقوي

الصورة: ثيودور Horschelt –هورشيلت (Theodor Horschelt) –  "شراكسة                                        في المعركة ضد القوات الروسية: حلقة من الحرب القوقازية”، 1858-1859                                (Source: adygaunion.com)
الصورة: ثيودور Horschelt –هورشيلت (Theodor Horschelt) – “شراكسة
في المعركة ضد القوات الروسية: حلقة من الحرب القوقازية”، 1858-1859
(Source: adygaunion.com)

 

ما يلي هو الإستنتاج للسلسلتين التاريخيتين في أوراسيا ديلي مونيتور (EDM) بقلم إبراهيم جوكيموخ لنهاية الطريق إلى كراسنايا بوليانا (Krasnaya Polyana) والوقفة الأخيرة للمقاومة الشركسية ضد الغزو القيصري الروسي لشمال شرق القوقاز. ولقراءة الجزء الأول، راجع  (EDM, May 31) (http://www.jaccf.org/?p=1571).

العذاب

في بداية عام 1863، وصل إلى القوقاز القائد العام الجديد للقوات الروسية وحاكم المنطقة الجديد الدوق الأكبر ميخائيل نيكولايفيتش (Grand Duke Mikhail Nikolaevich). وصفه وزير المالية ووزير الشؤون الخارجية الروسي سيرجي ويت (Sergei Witte) في مذكراته في إيحاءات لاذعة صريحة: “كان هذا الرجل شخص ضيق الأفق ورجل دولة ضيق الأفق إلى حد ما، رجل دولة ليس على دراية [غير متعلم]…” ميخائيل نيكولايفيتش ضاعف جهود سلفه دوق ألكسندر بارياتنسكي (Aleksandr Baryatinsky) لإزالة بقيّة المقاومة الشركسية من المنطقة.

بحلول نهاية عام 1863، كتب الجنرال نيكولاي يفدوكيموف (Nikolai Yevdokimov) في تقريره للحاكم الجديد: “… لم يبقى هناك عدو مسلح على المنحدرات الشمالية من سلسلة جبال القوقاز.” الجنرال الكسندر كارتسوف (Alexander Kartsov)، “قائد عسكري” آخر كتب أيضا بمزيد من الفخر إلى مقر الحاكم: “هكذا، لم يعد يوجد جبلي واحد على المنحدرات الشمالية من الجزء الغربي من جبال القوقاز؛ وتم تطهير المنحدرات الجنوبية، بما في ذلك شواطئ البحر، بدءا من خليج نوفوروسيسك (Novorossiysk) [Tsemess](Tsemess)  إلى طوابسه (Tuapse) من السكان.” كان هنا، في أودية أنهر سوتشي (Sochi)، وفاردانا (Vardana) ومزيمتا (Mzymta) حيث تكشفت آخر الأعمال الإجراميّة من مأساة الشعب المحتضر. وصف أ. فونفيل (A. Fonville) في مذكراته، السنة الأخيرة من حرب شركيسيا من أجل الاستقلال، وصفت هذه المشاهد المفجعة: “… كان لدينا الفرصة لمراقبة الإفقار المذهل لهذه الأمة البائسة من مسافة قريبة؛ واجهنا بشكل يومي مجموعات جديدة من الجبليّين الّذين كانوا ينتقلون إلى المناطق التي لم تكن قد تم الإستيلاء عليها من قبل الجيش، وعلاوةعلى ذلك … قتلت الامطار والفيضانات العديد من أولئك المستوطنين ورأينا الجثث في طريقنا بشكل مستمر. كانت المجاعة رهيبة؛ مات كثير من الناس التعساء بسببها…جاء أناسٌ في بعض الأحيان لمقابلتنا في القرى، ولكنا كنا نهرب منهم، لأنا كنا نخشى من الإصابة بالعدوى من الأمراض التي كانت تقتل قرى بأكملها”.

وفقا لخطة الجنرال يفدوكيموف، في بداية عام 1864، انتقل الجيش الروسي إلى المنحدرات الجنوبية من سلسلة جبال القوقاز الكبرى. تم استئناف الحملة العسكرية في بداية الربيع لغرض عملي وحيد وهو الّذي وصف بالتفصيل في الكتاب، آخر سنوات قتال الروس ‘مع الجبليين في غرب القوقاز، من قبل أحد أبطال السياسة الإمبراطورية القيصرية الروسية، أ. ليلوف (A. Lilov). وحسب ليلوف، لم يبدأ الهجوم في بداية العام خلال فصل الشتاء على سبيل الصدفة. توقّع المستعمرون أن يعظّموا من نجاحهم. ولِما لِ”تدمير الإمدادات الغذائية والأماكن المأهولة له تأثير مدمّر، بقي الجبليون بلا مأوى تماما، وبوسائل أقل لحماية أنفسهم ونقص حاد في الغذاء.”

الوحدة العسكريّة المسمّاة داخوف (Dakhov) تحت إمرة الجنرال فاسيلي غيمان (Vasily Geiman) ينبغي أن تكون قد لعبت دورا محوريا في العمليات العسكرية الأخيرة ضد الشركس والوبيخ. وحصلت وحدة داخوف على اسمها نسبةّ إلى ممر داخوف الإستراتيجي، الذي يربط بين المنحدرات الشمالية والجنوبيّة للجبال في هذا الجزء من غرب القوقاز. بعد عدة أيام من بدء حملة الربيع، كتب قائد منطقة القوقاز، الدوق الأكبر نيكولايفيتش (Duke Nikolaevich)، في تقريره إلى القيصر بأن وحدة غيمان (Geiman) التي كانت قد “طهّرت … المنطقة الواقعة بين نهري توابسه (Tuapse) وبسه-جواب (Psezuap) وقامت بإبادة كافّة القرى التي تقع على امتداد هذين النهرين، واستولت على حصن لازاريف (Lazarev) (الّذي يعرف الآن باسم مستوطنة لازاريفسكي { Lazarevsky}) في يوم 16 مارس/آذار؛ وفي يوم 19 مارس/آذار، تم الإستيلاء على الحصن السابق غولوفينسكوي (Golovinskoe) (الّذي يعرف الآن باسم مستوطنة Golovinka) “غولوفينكا { Golovinka}).

اقتربت القوات العسكريّة الرّوسيّة من حدود أراضي الوبيخ، الواقعة على نهر شاخا (Shakha). التقى هنا الجنرال غيمان (Geiman) بممثّلي زعماء الوبيخ الّذين حضروا إلى معسكره للمرة الأخيرة. وردا على اقتراح للهدنة أشار بسخرية: “أين هي قواتكم في البزّات الأوروبّيّة الّتي كثيراً ما أثرتم ضجّة حولها؟ أين هي مدافعكم وذخائركم؟ أين هم حلفاؤكم؟” ردّ الجبليّون:” لقد رأينا أن كل آمالنا بالمساعدة من الخارج هي أحلام… لكننا ما زلنا الوبيخ، فإننا لا نزال شعبا ويمكننا الدخول في مفاوضات من أجل مصلحتنا ولنعرض مطالبنا.” ورد الجنرال على ذلك بصلف: “ليس لكم هناك أي تنازلات، وسوف لن يكون!” بعد هذه الكلمات أدرك الوبيخ أن أوضاعهم كان قد تم البت بها بشكل لا رجعة فيه. كتب سيمون إسادزه (Semyon Esadze) في الكتاب، غزو غرب القوقاز: “في هيئتهم وفي مظهرهم أظهر كل فرد من الوبيخ منتهى كرامة النفس؛ لا أثر للإذلال أو الخوف. ومع ذلك، كان من الواضح أنهم كانوا قد أصيبوا في أضعف موضع، ألا وهو كبريائهم…”

قرر نواب الوبيخ القتال حتى آخر رجل. كما وقف إلى جانب الوبيخ الأخشيبسو (Akhchipsou)، والأيبغا (Aibga) والبسخو (Pskhu)، الذين ينتمون إلى قبائل صغيرة والتي أسميت بهذه الأسماء نسبة إلى المضائق الجبلية الّتي قطنوها. ومع ذلك، لم يكن باستطاعة أي مقاومة أن توقف تقدم الجيوش الروسية التي غطت شريط من الأرض بين البحر والجبال كما لو كانت فيضاناً. بعد أن عبرت نهر شخه (Shakhe)، تقدمت القوات الروسية أبعد من ذلك وبسرعة “أحرقت جموع القرى المتعددة لمجتمع فاردانه (Vardane)عن آخرها” (انظر سيميون إسادزه { Semyon Esadze, op. cit.}).

في يوم 25 مارس/آذار، استولت الجيوش الروسية على سوتشي، قلب أرض الوبيخ. كانت تلك نهاية شعب فخور ومولع بالحرب. في 8 أبريل/نيسان 1864، أرسل االقيصر الروسي الكسندر الثاني (Alexander II)، والملقّب من قبل الشّعب في روسيا بالقيصر المحرر، برقية إلى حاكم القوقاز والتي جاء فيها: “يغمرني الفرح بصدق للنهاية السعيدة للأحداث مع الوبيخ. ويبقى أن نشكر الله على النتيجة التي تحقّقت” (أرشيف الدولة المركزي لثورة أكتوبر في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، صندوق 728، 1862-1881، حزمة # 2732، لوحة 69). في 26 مارس/آذار، وبعد خسارة الوبيخ ، جاء ممثلين عن السادج (Sadz) {الجيغيت} (Jigets)- إحدى قبائل غرب أبخازيا- إلى معسكر غيمان. وحاولوا الحصول على هدنة. ذكر دوقهم، رشيد غيشبا (Rashid Gechba)، نحن الجيغيت. نحن شعب حر، ولم نكن يوماً خاضعين لأيٍ كان. نرى الآن أن الجميع من حولنا ينحنون للروس ونحن نعتبر أرضنا بالفعل ملكا للإمبراطور الرّوسي.” كانوا قد تمّ “تكريمهم” بالسماح لهم بالمغادرة لتركيا جنبا إلى جنب مع الوبيخ والشابسوغ، بعد أن تم إعطاؤهم شهراً للتحضير مع جميع عائلاتهم للقدوم إلى الشواطئ للصعود على متن السفن العثمانية. الحاكم الذي جاء إلى معسكر غيمان أخبرهم بأنه “إذا تخلّف أي شخص للإمتثال لهذا الطلب، فإنه سوف يتم التعامل معهم كأسرى حرب وستصل المزيد من القوات للتعامل معهم” ((Semyon Esadze, the Conquest of the Western Caucasus and the Ending of the Caucasus War, pp. 166–167). بحلول أبريل/نيسان، لم يصادف الجيش أيٍ من الوبيخ أو الجيغيت في الجبال؛ لقد ذهبوا جميعا إلى تركيا.

كبادا

كان يمكن بحلول ذلك الوقت اعتبار حرب القوقاز بحكم المنتهية. فقط عدد قليل، من قبائل الأبخاز الغربي الصغيرة عددياً، مثل  الأيبغا (Aibga)، والبسخو (Pskhu)، و الأخشيبسو (Akhchipsou)،  وبقايا الشابسوغ الذين رفضوا الاستسلام، أبقوا على مقاومتهم، باعتمادهم على الحصون الطبيعية في الجبال لردع الغزاة الروس. أقام الشابسوغ على الهضبة العالية في المناطق العليا من أنهار  مزيمتا (Mzymta)، وبسو (Psou) وبزيب (Bzyb). من أجل تدمير آخر معقل للجبليّين، قرّر القادة الروس استخدام أربعة خطوط هجوميّة، من أجل “جعل العصاة يمتثلون فورا لجميع المتطلبات وتطهير البلاد في أقرب وقت ممكن”، على حد تعبير الحاكم الروسي والقائد العام للقوات المسلحة، نيكولايفيتش (Nikolaevich) (مجلة قفقاس، رقم 44، 11تاريخ يونيو/حزيران 1864).

خط الهجوم الأول تحت قيادة الجنرال بافل شاتيلوف (Pavel Shatilov) انتقل من حصن غاغري (Gagry) حتى أعلى نهر  أيبغا (Aibga)، الواقع في وادي بزيب (Bzyb Gorge). وفي حال الإستيلاء عليه، ينبغي التقدم نحو أخشيبسو (Akhchipsou) من الجنوب. خط الهجوم الثاني، تحت قيادة الجنرال بيوتر سفياتوبولك-ميرسكوي (Pyotr Svyatopolk-Mirskoi)، تم إنزال قوات فى الروافد العليا لنهر مزيمتا (Mzymta) (حيث تقع حاليا مدينة أدلر) وتقدمت عبر الأراضي المنخفضة. خط الهجوم الثالث تقدّم تحت قيادة الجنرال غايمان (Geiman) من ما يدعى موقع كوبان الامامي الّذي كان يقع في الروافد العليا لنهر سوتشي. يجب أن تكون الوحدة العسكرية الثالثة أيضا قد وصلت في نهاية المطاف إلى أخشيبسو. وكان على رأس خط الهجوم الرابع الجنرال بافل غراب (Pavel Grabbe). تقدمت من المنحدرات الشمالية من سلسلة جبال القوقاز الرئيسيّة، الروافد العليا لنهر لابا (Laba). وكان على وحدة غراب (Grabbe) الانضمام إلى الوحدة التي تحت إمرة سفياتوبولك-ميرسكوي في وادي نهر مزيمتا. وهكذا، قامت الجيوش الروسية المتقدّمة بتقسيم أراضي الشعوب التي ما زالت لم تقهر بعد إلى عدة أجزاء أخرى.

واجه الروس أشرس مقاومة في وادي نهر بسو، في أراضي شعب أيبغا. إن نهر بسو يعتبر حاليا الحدودية الرسمية بين أبخازيا وروسيا. القبيلة المقيمة هناك كان لها آمالا كبيرة لعدم إمكانية الوصول إلى أراضيها، حيث أن معظمها كان مغطى بمنحدرات حادّة. كما اعتمدت الأبيغا على المساعدة من قبائل مجاورة والّتي، وفقا لحاكم القوقاز، “جمعت من الساحل الشرقي بأكمله … تستعد للقتال لآخر مرة.” قرر الأيبغا الدفاع عن أراضيهم حتى آخر رجل. قاموا بتحصين السبيل الوحيد إلى أراضيهم الذي امتد على طول نهر بسو بأنقاض الصخور والأشجار المقطوعة. مطلقين نيران بنادقهم من طراز فلينتلوك والقيام برمي الصخور وجذوع الأشجار نحو الجيش الروسي، تمكن الأيبغا من الحفاظ على مواقعهم ضد وحدة الجنرال شاتيلوف (Shatilov) لمدة أربعة أيام. كما اعترف الدوق الأكبر نيكولايفيتش (Nikolaevich)، بأن وحدة شاتيلوف تكبّدت خسائر فادحة. دافعت النّسوة عن وطنها جنبا إلى جنب مع الرجال. أحد شهود العيان على هذه الاشتباكات، إيفان أفركييف (Ivan Averkiev) كتب: “عندما تم الإستيلاء على أيبغا، خرجت اثنتان من الفتيات والبنادق على أكتافهنّ حيث كانتا مصممتان على الدفاع عن رماد منازلهم” (مجلة قفقاس، رقم 74، 1866) (Journal Kavkaz, # 74, 1866).

ولكن كل هذه المقاومة ذهبت عبثاً، حيث أن وحدة قوية أخرى كانت تتحرك حول الأيبغا. بعد قتال شرس، ظهر هذا الجيش الروسي في الهضبة الجبلية التي تقع فيها قرى الجبليّين الآمنة ودمرت هذه المستوطنات في يوم 12 مايو/أيار. في 18 مايو/أيار، انضمت وحدة شاتيلوف إلى الوحدة التي دمرت القرى في مضيق أيبغا وتجاوزتها إلى أخشيبسو. بدأ الأيبغا المتبقين بالنزول النهائي إلى شواطئ البحر الأسود حيث يقوموا بالصّعود على متن السفن والقوارب التركية. كان لهزيمة الأيبغا تثبيطاً لعزيمة جيرانهم. كما كتب المؤرخ الأبخازي جورجي دزيدزاريا (Georgy Dzidzaria): هذه الحملة العسكرية قررت أيضاً مصير جميع القبائل الجبلية الأبخازية الأخرى. جميع الأخشيبسو مع أسرهم وممتلكاتهم تركوا منازلهم وبدأوا بالتحرك إلى شواطئ البحر، لاحقين الأيبغا” (Dzidzaria, “Muhajirs and the Pr unit oblems of Abkhaz History of the 19th Century,” 1975).

في 20 مايو/أيار، التقت الأربع وحدات عسكرية روسية في وسط أرض أخشيبسو (Akhchipsu) “التي تم تطهيرها”، الّتي تدعى غوبادفي (Gubaadvy)، والمعروفة حاليا باسم كراسنايا بوليانا (Krasnaya Polyana) والتي يشار إليها أحيانا بشكل خاطئ بِ كبادا (Kbaada) أو  كبادي (Kbaade). وتتكون غوبادفي من هضبتين ترتبطان مع بعضها البعض بمضيق صغير. تقع الهضبة على ارتفاع 1،730 متراً فوق مستوى سطح البحر ومحاطة بجبال شاهقة من جميع الجوانب. كان مقدرا لهذا المكان النائي بين الجبال العالية لأن يكون موقعاً للاحتفال الختامي بنهاية حرب القوقاز. وجرى هناك عرضاً عسكرياً روسياً في 21 مايو/أيار 1864، بحضور حاكم القوقاز، الدوق الأكبر نيكولايفيتش (Nikolaevich).

حتى ذلك الوقت، لم توقف قبائل الجبليّين مقاومتها حتى بعد ذلك. غزت القوات الروسية قبائل أعالي أبخازيا بسخو (Pskhu) وكودج (Kudzh) (المعروفة بأبازين). لم تتمكّن هذه القبائل الصغيرة الصمود ضد جيش نظامي وميليشيات الأبخاز تحت قيادة الدوق ميخائيل  شيرفاشيدزي (Mikhail Shervashidze)، الّتي قاتلت إلى جانب الرّوس، وتقدمت من جهة الجنوب. تم طرد البسخو  إلى أودية خوبيو (Khabyu) وغونورخفا (Gunurkhva)، حيث حاول نحو 800 شخص من قبيلتي أيبغا (Aibga) وأخشيبسو (Akhchipsu) الاختباء. كان معظمهم من المسنّين والنساء والأطفال. بعد أن رفضوا الذّهاب إلى تركيا، تم تدمير “منازلهم، ومخزونات الذرة ودقيق الذرة؛ ولرفضهم للإبعاد، فقد تم إستيلاء الجيش على ماشيتهم، 220 وحدة،” (من تقرير لقائد القوات العسكرية في أبخازيا إلى حاكم-عام كوتايسي، 20 أغسطس/آب 1864، أرشيف جورجيا المركزي، صندوق 63، لوحات 256-258) (From the report by the commander of the military in Abkhazia to Kutaisi general-governor, August 20, 1864, Central State Archive of Georgia, case 63, sheets 256–258).

في مقدمة أعمال  فونفيل (Fonville)، “في السنة الأخيرة من حرب شركيسيا من أجل الاستقلال،” يبيّن، “هم [الجيش الروسي] كان عليهم إبادة نصف الشراكسة من أجل إجبار النصف الآخر على الإستسلام. لكن أولئك الذين سقطوا من الحرمان وقسوة فصول الشتاء التي تم قضاءها تحت العواصف الثلجية في الغابات وعلى الصخور الجرداء بالكاد شكّلوا عُشْر الذين لقوا حتفهم.” قامت القوات الاستعمارية الروسية بمطاردة هؤلاء الشراكسة والأبخازيّين الذين رفضوا الانتقال إلى الإمبراطوريّة العثمانيّة واختبئوا في المناطق النائية. ووفقا لمرسوم صادر عن الدوق الأكبر نيكولايفيتش (Nikolaevich)، أنشئت وحدة خاصة لتطهير الهضاب البعيدة الواقعة بين نهر توابسه (Tuapse) وقمّة جبل غاغري (Gagry) من الشركس. تكوّنت الوحدة من 12 سريّة ومئة جندي. من أجل منع الشراكسة من التوجّه إلى المنحدرات الشمالية لجبال القوقاز، وتم تمركز وحدتين أخرتين مماثلتين في الروافد العليا لنهري بشيش (Pshish) وبشيخا (Pshekha)، (تقرير قائد الجيش الروسي في القوقاز، 14 يونيو/حزيران، 1865، أرشيف التاريخ العسكري المركزي للدولة صندوق 38، جرد 30/286، حزمة 21، اللوحات 1-2) (Report of the commander of the Russian army in the Caucasus, June 14, 1865, Central State Military History archive, fund 38, inventory 30/286, case 21, sheets 1–2).

و”حتى لو كان بضع عشرات من العائلات أو المتوحّشّين بلا مأوى قادرين على الاختباء بعيدا عن قواتنا العسكرية، فإننا لن نحتاج لحملة عسكرية أخرى لإبادتهم،” حسب ما كتب مراسل لمجلة قفقاس بابتهاج في صيف عام 1864.

أخيراً وصلت المقاومة العسكرية الشّركسيّة الباسلة إلى نهايتها وهي غير قادرة على تجنب هذه الإجراءات النهائية الكاسحة من قبل القوات الروسية. جاء الفصل الأخير من المقاومة الشركسية الى نهايته وحشر الشّراكسة بين المطرقة والسندان، حيث حرموا من الدعم العسكري الذي طال انتظاره من أوروبا، وهم غير قادرين على وقف عزم روسيا القيصرية على طرد الشراكسة عبر البحر الأسود،. ومن المفارقات، أن هزيمة روسيا في وقت سابق في حرب القرم خلقت لها تأثيراً عكسياً في القوقاز غذّى لدى موسكو طعم وشهوة التّوسع- وبالتالي أصبحت معاهدة باريس لعام 1856 أمر إعدامٍ لشعوب القوقاز في حين لم تتمكن القوى الغربية من التحقق من تقدّم روسيا في هذه المنطقة. فيما يتعلّق بالشراكسة، فإن ذلك الفصل من نضالهم الّذي امتدّ 150عاماً، انتهى بهزيمتهم في حقول كراسنايا بوليانا (Krasnaya Polyana)، وهي في نفس الموقع الذي سوف سيشهد عقد دورة سوتشي للألعاب الأولمبية الشتوية في فبراير/شباط من عام 2014.

المصدر:

http://www.jamestown.org/single/?no_cache=1&tx_ttnews%5Btt_news%5D=41026&tx_

ttnews%5BbackPid%5D=7&cHash=f1fc00e56b406620a18a87d74dace064#.Uc7GVTQ3DXW

Share Button

إحتجاج المنظّمات الشّركسيّة

nyp-dahe-2

وفقا لما أوردته المصادر الإعلامية  ”أبخازيا” و ”صدى القوقاز” سوف يستضيف البرلمان الأوروبي في 28 يونيو/حزيران 2013 في بروكسل (بلجيكا) المؤتمر الدولي “أبخازيا وأوروبا –  طرق التفاهم والتقارب”، وسيحضره الأبخاز والأباظة تحت اسم الشراكسة.

سيتناول المؤتمر قضايا التنمية الاجتماعية والاقتصادية في أبخازيا والمواضيع المتعلقة بثقافتها وتاريخها. وفقا لبيسلان كوباخيا منسق الحركة الدولية لحماية حقوق الشعوب ومستشار رئيس المؤتمر العالمي للشعب  الأبخازي-الأباظة يتضمن هذا الحدث برنامجا ثقافيا واسعا. وكما أشار كوباخيا، ستجري هذه الفعالية في  إطار الأيام الشركسية التي يعقدها البرلمان الأوروبي سنويا.

وبحسب السيد كوباخيا فإن المنظمات الشركسية قدمت هذا المنبر الدولي للشعب الأبخازي بناءاً على طلب الجانب الأبخازي لتقديم دولته الجديدة على المستوى الأوروبي” مؤكدا على رمزية هذا الحدث في الذكرى العشرين لانتصارالشعب الأبخازي في حرب دموية.

تنازل الأسرة التي تعاني الجوع عن أخر قطعة خبز لصالح الجيران الذين نفد لديهم الخبز بعد إقامة مأدبة احتفالية لا يعتبر تصرفا نبيلا. كذلك إعطاء يوم واحد مخصص للشراكسة من قبل البرلمان الأوروبي لتعريف المجتمع الدولي على الثقافة والتقاليد والمشاكل الشركسية إلى شعب مجاور يعيش منذ أكثر من 20 عاما في دولة مستقلة – أمر يثير تساؤلات كبيرة …
أقيم اليوم الشركسي في البرلمان الأوروبي مرتين وتم بنجاح ونال الفرحة من قبل شعبنا، لغاية ما التفت إليه الأبخاز.
كانت لدى الشراكسة توقعات كثيرة بالنسبة لليوم الشركسي الثالث في البرلمان الأوروبي والذي عقد في 6 أكتوبر 2008، ، ولكنهم تفاجأوا من أن  معظم أنشطة برنامج يوروخاسا (Eurohasa) كانت تدور حول قضايا أبخازيا.
غضب الشراكسة المشاركون في هذا الحدث ولكن لم يكن بيدهم حيلة، فالأخوة لديهم مشاكل وبحاجة إلى مساعدة ومنحهم الفرصة لطرح قضاياهم أمام أعضاء البرلمان الأوروبي.
إلا أن مطالبات الأبخاز بالمشاركة في اليوم الشركسي لم تنته عند هذا الحد.
وتمكن الأبخاز من إقناع قيادة يوروخاسا (Eurohasa) بتخصيص جميع الأنشطة اللاحقة للقضايا القوقازية عامة، بما في ذلك الأبخازية، حيث أصبحت تتناول مشاكل الشعب الشركسي أقل واقل.
وقال مؤسس  يوروخاسا (Eurohasa) أدميرال دزديمير (Dezdemir) مؤخرا إن قيادة  يوروخاسا (Eurohasa) قررت تكريس الأيام الشركسية لجميع شعوب شمال القوقاز واحدا تلو الآخر، وفي هذا العام سيخصص البرلمان الأوروبي اليوم الشركسي للابخاز بالكامل، ومن المتوقع أن تعطي  يوروخاسا (Eurohasa) فعاليات اليوم القادم لأوسيتيا، وهلم جرا. إذا أخذنا في عين الاعتبار أن القوقاز منطقة متعددة الأعراق، وفي داغستان وحدها توجد أكثر من 60 قومية، فهذا يعني أن دور الشراكسة سيأتي ثانية بحلول  العام 2200 إذا حالفهم الحظ، ما لم تدخل في قيادة Eurohasa أمم أخرى، مثل الأكراد … لما لا، ولهؤلاء الناس مشاكل أيضا، ومشاكل كبيرة…
أوضح أدميرال قرار  يوروخاسا (Eurohasa) بأن أعضاء  يوروخاسا (Eurohasa) ينظرون إلى جميع شعوب شمال القوقاز على أنهم شراكسة مما يعني أن كل منها لديه الحق في تقديم ثقافته وتقاليده وكذلك مناقشة قضاياه مع البرلمانيين الأوروبيين في اليوم الشركسي المقام في البرلمان الأوربي. وأضاف أن  قرارهم هذا نهائي وغير قابل للنقاش أو التعديل.
الشراكسة لديهم صبر، والأهم من ذلك، لدينا الأديغة  خابزه، مما يضطرنا لمساعدة الآخرين إلا أن الخابزه تلزم الشخص للتنازل عن ما هو خاص وشخصي وليس ما هو عام ومشترك للأمة. وهو الأمر الذي، على ما يبدو، لم يتعلمه أعضاء يوروخاسا (Eurohasa) في صغرهم.
أدميرال يمكن أن يهدي للأبخاز منزله أو سيارته أو ماله الشخصي، ولكن لا أحد في العالم له الحق في التخلي عن ما هو ملك لجميع أبناء شعبنا. إذا كانت إدارة يوروخاسا (Eurohasa) لا تزال تجهل من هم الشراكسة، فعليها أن تستقيل فورا.
في الوقت نفسه، تعيش سوريا منذ عامين حربا دموية، ويبقى الشراكسة هناك بين المطرقة والسندان حيث القوات الحكومية من جهة، والمتمردين من جهة أخرى، يضغطون على الشراكسة ليكونوا إلى جانبهم، وإذا رفضوا يعتبرونهم أعداءاً لهم.
وفقا للمعلومات فقد تجاوز عدد المتضرّرين من شراكسة سوريا 15 ألف، مما يعتبر كارثة بالنسبة للشعب الشركسي الصغير عددا.
وقد ناشدت المنظمات الشركسية مرارا الحكومة الروسية للسماح لشراكسة سوريا بالعودة إلى وطنهم الذي طردتهم منه الإمبراطورية الروسية إلى الخارج ولكنها رفضت رفضا قاطعا استقبال أعداد كبيرة من شراكسة سوريا. كما وجّهت نداءاً إلى ما يسمى بِأبخازيا المستقلة “الشقيقة”، لكنها لم ترفض استضافة الشراكسة السوريين فحسب بل بدأت أيضا في رفض استقبال الأبخاز المتزوجين مع الشراكسة.
في منتصف العام الماضي تقدم النشطاء الشراكسة إلى البرلمان الأوروبي بطلب منع الإبادة الجماعية للشراكسة من قبل العرب السوريين، وتعهد البرلمان الأوروبي خطيا بمتابعة وضع الشراكسة في سوريا، لذا كان النشطاء الشراكسة ينتظرون اليوم الشركسي بفارغ الصبر حتى يتمكنوا من مواصلة الحوار مع البرلمانيين الأوروبيين بشأن إخلاء الشراكسة السوريين من منطقة الشرق الأوسط إلى أوروبا وللتباحث معهم بشأن موقفهم من دورة الألعاب الاولمبية في سوتشي والتي من المقرر إقامتها في أوائل العام المقبل.

وبإعطاء اليوم الشركسي لهذا العام للأبخاز حرمت اليوروخاسا (Eurohasa) النشطاء الشراكسة من فرصة الحوار الحي والمباشر مع البرلمانيين الأوروبيين.

يبدو أن أعضاء اليوروخاسا (Eurohasa) لا يهمهم موضوع إبادة شراكسة سوريا بقدر ما تهمهم التنمية الاجتماعية والاقتصادية في أبخازيا.

في هذا السياق يطالب النشطاء في الحركات القومية الشركسية القائمين بهذه الفعالية بإعادة اليوم الشركسي فورا إلى الشعب الشركسي وفقا لما كان مقررا من قبل البرلمان الاوروبي.

جميع الانتهاكات للتراث الشركسي (الأديغة( والفضاء الشركسي والمصالح القوميّة الشّركسيّة مرفوضة  تماما، بغض النظر عن مصدرها، وسوف نفعل كل ما في وسعنا لمنع مثل هذه الانتهاكات.

25 يونيو/حزيران 2013

زاور غيداواجه رئيس معهد الدراسات الشركسية (TIM)

أبو بكر مرزقان رئيس الحركة القومية “أديغا خاكوج – شركيسيا”

روسلان كيشر رئيس الحركة الاجتماعية “تشركيسكي سويوز”

يفغيني طاصو منسق الوكالة الإخبارية “أديغا خاكوم يماق – صوت شركيسيا”

عادل بشقوي، الحركة القومية الشّركسيّة، الأردن

عدنان قوديبردوقوا، الحركة القومية الشّركسيّة، الأردن

تلوبوف محمّد، المركز الشّركسي للثقافة وحقوق الإنسان، لاتفيا

إياد يوغار، المجلس الشّركسي العالمي

جينا حابوخ، المجلس الشّركسي العالمي

ترجمة ونشر: الحركة القوميّة الشّركسيّة

 المصدر: http://hekupsa.com/cherkesiya/golos-cherkesii/989-protest-cherkesskikh-organizatsij

نقل عن: http://www.jaccf.org/?p=1646

Share Button

كراسنايا بوليانا: كسر صمت دام 150 عاماً (الجزء الأول)

كراسنايا بوليانا: كسر صمت دام 150 عاماً (الجزء الأول)

الناشر: أوراسيا ديلي مونيتور

(Eurasia Daily Monitor Volume)

بقلم: إبراهيم جوكيموخ (Ibragim Gukemukh)

ترجمة: عادل بشقوي

 

الصورة: لوحة فرانز روباود (Franz Roubaud)،  مشهد من الحرب القوقازية (المصدر: ويكيميديا)                                                     (Source: Wikimedia Commons)
الصورة: لوحة فرانز روباود (Franz Roubaud)،
مشهد من الحرب القوقازية (المصدر: ويكيميديا)
(Source: Wikimedia Commons)

 

بعد حرب القرم (المسمّاة أيضاً بالشرقية) الممتدة من 1853-1856 وتوقيع معاهدة باريس في عام 1856التي تنهي تلك الحرب، بدأت الإمبراطورية الروسية بالتحول نحو الغزو النهائي لجبليي القوقاز. وكانت روسيا أخيرا قادرة على تحويل جيشٍ قوامه 200000 رجل مع أكثر من 200 مدفع ضد الشعوب الثائرة في شمال القوقاز. بدأت هذه الحلقة عندما تمكن حاكم القوقاز الجديد، الجنرال ألكسندر بارياتنسكي (Aleksandr Baryatinsky)، تمكّن من تدمير وأسر زعيم المقاومة المعروف الإمام شامل في قرية جونيب (Gunib) في داغستان الجبلية خلال ثلاث سنوات، وبالتالي بسط السيطرة الكاملة على الشيشان والداغستان مانحاً روسيا سيطرة على شرق القوقاز. ومع القبض على شامل، يمكن لروسيا أن تعود مرة أخرى إلى الإستيلاء على غرب القوقاز ومواطينه الأصليين، القبائل الشركسية والأبخازيّة الذين كانوا يقيمون في المناطق الساحلية المطلة على البحر الأسود – نفس المنطقة الّتي سيتم عقد دورة ألعاب سوتشي الأولمبية 2014 بها في فبراير/شباط القادم، وموقع ساحة المعركة في كراسنايا بوليانا، والمعركة النهائية للمقاومة الشركسية ضد تقدّم روسيا القيصريّة الإستعماري جنوبا.

تلاشي الآمال

بعد هزيمة وأسر شامل في عام 1859، لمس الشراكسة والوبيخ ان روسيا سوف تجدد جهودها الرامية إلى إخضاع الشركس وبدأت الاستعداد بشكل محموم للهجوم الجديد من قبل الجيش القيصري. وكانت السفن الشراعية التّركيّة الصغيرة تتردّد على موانئ  السواحل الشرقية للبحر الأسود، جالبة البارود وذخائر أخرى إلى الوحدات الشركسية تحضيراً للهجوم الروسي القادم.

في وقت متزامن مع هذه الجهود، واصل القادة البواسل من “الجبليّين” في غرب القوقاز بذل جهود دبلوماسية يائسة لتلقي الحماية من القوى الأوروبية، وعلى وجه الخصوص إنجلترا وفرنسا، اللتان شاركتا في حرب القرم ضد روسيا. بالتركيز على القنصلية البريطانية، التي أُنشئت في مدينة سوخومي (قبل ذلك كانت القنصلية تقع في عاصمة نائب حاكم القوقاز في تبليسي)، حافظ الجبليّين على الإتصالات مثلما بدا الممثلين الإنجليز يؤيّدون تطلعات الجبليّين. وكتب المؤرّخ الأبخازي الشهير في الحقبة السوفياتية، البروفيسور جورجي دزيدزاريا (Georgy Dzidzaria) في بحثه الرّشيْمي، “المهاجرين ومشاكل التاريخ الأبخازي في القرن التاسع عشر”: “في أغسطس /آب من عام 1861، خاطب شيوخ الوبيخ إسماعيل بركاي-إبا دزياش (Izmail Barakai-ipa Dziash) وحاجي كرينتوخ-برسيك (Kerentukh-Berzek) القنصل البريطاني ديكسون (Dixon) في سوخومي من خلال رسالة بواسطة النبيل السادزي أبيش سامح (Abich Samekh). طالب الشيوخ القنصل لفت انتباه الحكومة البريطانية إلى أن الجيوش الروسية كانت تتعدى على استقلالهم وأن الجنرال الروسي يفدوكيموف (Yevdokimov) كان يحاصر وطنهم. بعد فترة قصيرة، أصدر المشاركون في اجتماع للمجلس (المعروف أيضاً بالمؤتمر الحر الأعلى) مرسوماً لإيفاد بعثة خاصة إلى القسطنطينية وباريس ولندن لطلب الحماية. ومن أجل تغطية النفقات التي ترتبت عن المهمّة، كان مطلوبا من جميع الأسر التي تعيش بين توابسه وأدلر التبرع بالمال لتمويل السفر إلى أوروبا. وترأس البعثة إسماعيل دزياش نفسه…”

تم تعيين ما سمي باللجنة الشركسية في ذلك الوقت في إنجلترا. أصبح ساسة وزعماء آخرين أعضاء في اللجنة، لكن الحكومة البريطانية كانت مجبرة على البقاء على الحياد، لأنها لم تكن ترغب في بدء صراع عسكري مفتوح مع روسيا. ونتيجة لهذا الموقف، أصيب أعضاء البعثة الشّركسيّة الّذين وثقوا من سماحة بريطانيا العظمى بخيبة أمل شديدة. وتردّد أن البعثة لم تتلق سوى مساهمات متواضعة لتغطية نفقات السفر. وأعقب فشل البعثة الدبلوماسية للشراكسة في لندن إخفاقات مماثلة في باريس والقسطنطينية. ومع ذلك، فإن المبعوثين البريطانيين وخصوصاً الأتراك في غرب شركيسيا حاولوا الحفاظ على آمال الشراكسة كبيرة. كانت رسالتهم أن القوى الأوروبية سوف تشارك بعد دخول الجيوش القيصرية شركيسيا المستقلة – كانت لا تزال- آنذاك ، وسوف توفر الدعم ليس فقط بالذخيرة، ولكن أيضا بالرجال. وكما بينت التطورات اللاحقة، كانت هذه وعوداً فارغةً لا غير. أدركت الحكومة الروسية ذلك حتى في وقت سابق، لذلك شرعت في تنفيذ خطة الهجوم التي اقترحها الجنرال نيكولاي يفدوكيموف (Nikolai Yevdokimov).

خطة يفدوكيموف واستئناف الحرب ضد الشراكسة

نظراً لعدم تمكّن روسيا من أن يكون لها قواعد عسكرية على البحر الأسود بسبب شروط معاهدة باريس لعام 1856، قام القادة الرّوس بتغيير استراتيجيتهم العسكرية لتأكيد استعادة السيطرة على الشراكسة من خلال عمليات برية في غرب القوقاز بدلا من مهاجمة معاقل المقاومة القويّة على سواحل البحر الأسود والمرتفعات المجاورة لهذه المناطق. بدلا من ذلك، طوّر يفدوكيموف خياراً آخر. وكان جوهر خطته حصار المناطق الشركسيّة والأبخازيّة الغربيّة غير الخاضعة. وتقدّمت قوات قوزاق الكوبان ووحدات الجيش الروسي النّظاميّة نحو الشركس وأسرعت في إقامة خطوط محصنة جديدة، والضغط تدريجيا على المناطق الشركسية الآهلة بالسكان، وإجبارهم على التراجع الى الوراء باتجاه ساحل البحر الأسود. ووفقا لهذه الاستراتيجية سيصبح الجبليون محرومون من الطاقة البشرية والإمدادات الغذائية لمنعهم من مقاومة انقضاض القوات الروسية بفعالية. ولتنفيذ هذه الخطة، استولت الجيوش الروسية على سوخومي (Sukhumi) وجاجري (Gagry) على الشاطئ الجنوبي الشرقي للبحر الأسود. على الساحل الشمالي الشرقي للبحر الأسود، قاموا باحتلال مينائي أنابا (Anapa) وتسيميس (Tsemess) (الذي يعرف الآن باسم نوفوروسيسك { Novorossiysk}). لعبت الحاميات المرابطة في هذه المعاقل دور السندان، بينما كانت الجيوش الروسية التي تقدمت من المنحدرات الشمالية من سلسلة القوقاز الرئيسيّة تلعب دور المطرقة. وقد تم دعم القوات الروسية المتقدمة في هذه العمليات من قبل الخطوط المحصّنة المعروفة باسم بلوريشنسكايا (Belorechenskaya) (سميت بذلك نسبة إلى نهر بيلايا) وأدغومسكايا (Adagumskaya) (سميت بذلك نسبة إلى نهر أداغوم).

من أجل تعطيل الخطوط البحرية للتواصل بين قوى المقاومة الشركسية والسكان المدنيين من الشركس الذين يقطنون على طول ساحل البحر الأسود، والتي تضمنت القبائل الغربية الأبخازيّة سادج (Sadz) وجيغيت (Jigets) فضلا عن مؤيدين في الأناضول التركية، وجاب الأسطول الروسي بشكل مستمر طول الساحل الشرقي للبحر الأسود سعياً لاعتراض خطوط اتصالاتهم وطرق الإمداد. كان إبحار ودوريات الأسطول الروسي في هذه المناطق خرقاً لمعاهدة باريس. إن فشل بريطانيا وفرنسا في تطبيق هذا الجانب من المعاهدة ساعد روسيا إلى حد كبير في استراتيجيتها للاحتلال. اعترضت القوات البحرية القيصرية باستمرار الإمدادات التي تدفقت على الشراكسة من على الساحل التركي، وقام قادة القوات الروسية مرارا وتكرارا بالإنزال في خلجان ومصبات أنهار مناسبة من أجل حرمان القوات الشركسية من الإمدادات التي كانت تشتد حاجتها إليها. رأسَ هذه العمليات البحرية الباحث الروسي المعروف في القطب الجنوبي، الأدميرال ميخائيل لازاريف (Admiral Mikhail Lazarev)، الذي تم تعيينه مسؤولاً لأسطول البحر الأسود. في وقت لاحق، تم إطلاق إسمه لازاريفسكي (Lazarevsky) على إحدى المقاطعات الأربع في سوتشي، والثلاثة الأخرى هي تسنترالني (Tsentralny)، وخوستنسكي (Khostinsky)، وأدلرسكي (Adlresky)، وتحتل جميعها 150 كيلومترا على طول الساحل.

عنصرا هاما كان في الإستراتيجية الروسيّة هو دور الأبخازي الموالي لروسيا دوق ميخائيل شيرفاشيدزي (Duke Mikhail Shervashidze) (Chachba)، الذي نصح القيادة الروسية العليا واقترح بأن مفتاح تدمير المقاومة الشركسية كان الإستيلاء على إثنتين من النقاط الهامة الأخرى في مناطق الوبيخ والشابسوغ ومن ثم التقدم لاجراء مفاوضات مع هذه القبائل الهامّة من الشركس من أجل تقويض تماسك المقاومة. فيما يتعلّق بتقاسم الجنسية مع هذه الشعوب، توقّع شيرفاشيدزي أنه إذا أعلن الجبليين الولاء لروسيا، فإن هذه الأخيرة لن تبيدهم وترحلهم من وطنهم. الدوق، مع ذلك، لم يدرك حقيقة ان الشراكسة الغربيّين قد أثاروا غضب الغرباء كثيراً، ليس لأن تلك التفرعات من الشركس كانت عنيدة بشكل خاص، لكن لأنها شغلت أراضٍ كانت خصبة بشكل خاص ومفيدة للغاية لموسكو من وجهة نظر جيوسياسية. كان القيصر بحاجة لهذه الأراضي لكنّه لم يكن يريد سكانها المحبين للحرية. الدّوقيّة الأبخازيّة نفسها تم إلغائها أيضا مباشرة بعد انتهاء الحرب في عام 1865. وتجدر الإشارة إلى أن الجبليين كانوا قد أخذوا على حين غرّة من هذه التطورات. الكثير من القبائل لم  يعتقدوا أن روسيا ستكون قادرة على استعادة قوتها العسكرية بسرعة بعد حرب القرم.

خلال الفترة من 1860-1863، أبيد جزئيا كلاً من القبيلتين الشركسيّتين البجدوغ والناتخواي وتم ترحيلهم جزئيا إلى الإمبراطورية العثمانية. كان الناتخواي مثبطي العزيمة بعد مرور فصلين من الشتاء ومعاناتهم من الجوع يرافقهما الأوبئة ووفاة زعيمهم الكبير سفربي زان (Seferbey Zan). بحلول شهر أغسطس/آب من عام 1862، لاحظ الجنرال غريغوري أوربلياني (Grigory Orbeliani) أن القوزاق قد سيطروا على معظم أراضي الناتخواي وأن الجبليين “كانوا مقيدين إلى أبعد الحدود حيث أنّه في الواقع من الصعب العثور على إعالة لهم في الأرض المتبقية” (The Acts of the Caucasus Archeogeographic Commission. Volume: XII, part II, p. 844).

وفي الوقت نفسه، فإن الشابسوغ، والوبيخ، والسادج والجيغيت كانوا لا يزالوا يبدون مقاومة يائسة ضد الهجوم البري الروسي. شارك الشابسوغ في معركة تحدي بعدما دخل الجنرال بابيتش (Babich) أراضيهم. وأشار مؤرّخ روسيا القيصرية سيميون إسادجي (Semyon Esadze) في كتابه، إخضاع غربي القوقاز وانتهاء حرب القوقاز (موسكو، 2004)، بيّن أن هذه القبائل كانت مستعدة بشكل جيد لخوض القتال في حرب عصابات في الجبال التي تغطيها الغابات و”يمكنهم بشجاعة وثبات الدفاع عن أنفسهم في أرضهم”. صعّد الوبيخ والجيغيت من هجماتهم على الحاميات الروسية الساحلية ردا على هذه الهجمات. كتب الحاكم العام لكوتايسي (Kutaisi)، الجنرال جورجي إريستوف (Georgy Eristov) (المعروف أيضاً إريستافي { Eristavi}) في تقريره إلى الجنرال بارياتنسكي (Baryatinsky): هؤلاء الجبليّين يظهرون باستمرار على المرتفعات المجاورة لقلعةجاجري (Gagry) ويبدو أنهم يراقبون ما يجري داخل الحامية بغرض الاستفادة من أي حدث خاطئ في جانبنا …” وعلاوة على ذلك، استخدمت قبائل الشركس والوبيخ الساحليّين سفن التجديف الشّراعية الصغيرة في عملياتها. كتب رئيس حامية جاجري (Gagry) في أحد تقاريره: “في سوتشي، يجهّزالجبليّون ما يصل الى 25 من قوارب التّجديف أو القوارب الشراعية بقصد إنزال القوات بين جاجري (Gagry) وكيب بيتسوندا (Cape Pitsunda)…” حيث طلب قائد الحامية تعزيز هذه النقاط.

على الرغم من هذه الجهود، فإن وضع الشركس، وأقاربهم في العرق الوبيخ والقبائل الأبخازية الغربية أصبحت تدريجيا أكثر يأساً يوماً بعد يوم. الجوع والأوبئة والقذائف الاسطوانيّة الروسية حصدت المحصول الوفير في هذه الأراضي. حتى الآن، واصل وكلاء الدولة العثمانية والمغامرين الأوروبيين الذين تظاهروا بأنهم ممثلون عن انجلترا، واصلوا إقناع الجبليّين بقرب وصول المساعدة الوشيك من الغرب. لقد حقّقت جهودهم نجاحا كبيرا حتى بين الجبليين الّذين كانوا مطوّقين تماما من جميع الجهات. تحققت في الواقع وعود هؤلاء الناس في بعض الأحيان. يلاحظ جورجي دزيدزاريا حالة واحدة، على سبيل المثال، حيث يصف واحدة من هذه الحالات في بحثه: “…في أغسطس/آب 1863، تم إبلاغ قائد منطقة كوبان بواسطة التلغراف أن قارباً مع بارجة محملة بالذخيرة والعملاء، متوجّهين نحو الساحل القوقازي، قد غادرا من القسطنطينية. هذه السفن رست بالفعل على شاطئ الوبيخ [منطقة القبيلة] وحملت معها خمس مدافع، وصناديق مع الأسلحة والبارود وقذائف المدفعية، أيضا كان هناك على متن السفن ثمانية مغامرين. وقال هؤلاء الآخرين للوبيخ أن قوات كبيرة كانت في طريقها لنجدتهم، وأنهم سوف يستعيدون كل أراضيهم، في حين ان روسيا لن تستطيع التعامل مع الوضع كما انها ستواجه قتال كل القوى” (Dzidzaria, “Muhajirs and the Problems of Abkhaz History of the 19th Century”).

الجمعية الحرة الكبرى

بتشجيع من هذه الوعود الخادعة (وليست المرة الأولى) وبدون التفكير في أي وسائل أخرى للبقاء، قرر جبليو غرب القوقاز بحزم حماية استقلالهم من خلال إنشاء جمعية برلمانية. في السابق، وفي عام 1861 أنشأ الوبيخ والشابسوغ والأبزاخ ما يشبه هيئة برلمانية تم تصميمها لتنسيق جميع أنشطتهم ضد الغزاة. اتّخذت هذه الهيئة عنوان المجلس (يعني مكان الإجتماع باللغة العربيّة) أو الجمعية الحرة الكبرى، كما هو معروف عنها في الأدب الشركسي القديم. قاد رؤساء الوبيخ الجهود في صياغة قوة موحّدة تضم الشركس وقبائل الأبخاز الغربيين ومارس هؤلاء القادة سلطة على مستوى عالٍ الى حد بعيد.

تذكر الشركس على نطاق واسع الشيخ والزعيم الشهير حاجي برسيك (Haji Berzek) الذي كان عم المذكور أعلاه حاجي كرنتوخ برسيك (Haji Kerentukh Berzek). أقسم حاجي برسيك انه سوف يرتدي سروال نسائي إذا دخل كافر واحد أراضي الوبيخ خلال حياته. الشيخ كان في الواقع قادرا على الوفاء بوعده، حيث حدث الغزو الروسي لأراضي الوبيخ فقط بعد وفاته. كان للوبيخ وحلفائهم أيضا قادة عسكريين بارزين آخرين، لكن لم يكن جميعهم حازمين في قرار القتال حتى النهاية. كتب سيميون إسادجه (Semyon Esadze)، بأنّ على سبيل المثال، جزءا من قبيلة سادج (Sadz) التي كانت تحت نفوذ دوقها رشيد جيشبا (Duke Rashid Gechba) بقي لا يستجيب لدعوات المجلس لفترة طويلة (Esadze, The Conquest of the Western Caucasus and the Ending of the Caucasus War, Moscow, 2004).

تقييماً للإجراءات الّتي اتّخذها المجلس، أشار جورجى دزيدزاريا (Georgy Dzidzaria) في الدراسة المذكورة سابقا ما يلي: “لا بد من الإشارة إلى أن ‘دستور’ الوبيخ الذي تم إحداثه في زمن الخطر الجسيم بدى بأنّه “نموذج” لحكم ديمقراطي، فقط من خلال الوهلة الأولى. في المقام الأول، كان الدستور مشروعاً للإصلاحات الإجتماعية. فعلى الرغم من أنه أوضح أعلى مستوى من فكر الجبليين السياسي، إلا أنّه كان موهِم في الوقت نفسه. لم يتمكن المجلس من التغلب على الخلافات القبلية الشركسيّة ومقاومتهم المجزّأة. في حين أن ذكر شعار  الغزوات (الحرب المقدسة) كان غير مجدٍ … لأن محاولة التوفيق بين التناقضات الاجتماعية الداخلية كان غير ذي جدوى”.

مبنى المجلس، وهو منزل كبير من قطع الأشجار، أنشئ في وادي نهر بشاخ (river Psakhe)، على مقربة من نهر سوتشي، وليس بعيدا عن المكان الّذي ستعقد فيه ألعاب سوتشي الأولمبية لعام 2014 في فبراير/شباط القادم. إلى جانب الوبيخ، شارك أيضاً في أعمال البناء الأخشيبسو (Akhchipsou) والسادج (Sadz) والجيغيت (Jigets). تألفت الجمعية من 15 عضوا، والعلماء والزعماء الأجلاء. ووفقا لمرسوم المجلس، تم تقسيم كل المنطقة إلى 12 قسماً ولكل واحد منهم كان إثنان من “المشرعين”، مفتي وقاضي، الذين كان عليهم إيصال قرارات الجمعية الكبرى للشعب وللقادة المحليين. تم فرض التجنيد العسكري، مع صدور مرسوم يستدعي خمسة خيالة مسلحين من كل 100 أسرة، ونظام للضرائب للإستخدام في المقام الأول لأغراض الدفاع.

اعتمدت الجمعية الحرة الكبرى أيضا رمزا رسمياً، وهو العلم الشركسي – ذو ثلاثة أسهم متقاطعة مطرزة بخيوط الذهب في وسط مساحة خضراء، و 12 نجمة مطرزة أيضاً بخيوط الذهب وضعت فوق السهام. اللون الأخضر للعلم هو رمز لتمسك الشركس بالإسلام. أظهرت السهام المتقاطعة وحدة القبائل الّتي لم تقهر. إثنتا عشرة نجمة رمزت إلى الإثنتا عشرة منطقة الّتي أقرّها المجلس في المنطقة. حاليا، تتّخذ جمهورية أديغيا هذا العلم رمزها الرسمي. حافظ المجلس أيضاً على اتصالات مع اللجنة الشركسية في القسطنطينية، التي أنشئت من قبل المهاجرين (اللاجئين) الشركس في تركيا بعد اللجنة الشركسية في لندن. لكن لم تكن جهود الجبليّين لتغيّر من الخطّة القيصريّة للغزو الممنهج للقوقاز. ووفقا للمؤرخ القيصري روستيسلاف  فاديف (Rostislav Fadeev)، كانت الحرب في السنوات الأربع الأخيرة “حول طرد الجبليّين من أحيائهم الفقيرة وتوطين الرّوس في غرب القوقاز”. واستمرت الحرب بضراوة وبلا هوادة. أحرقت القرى الشركسية بالمئات؛ دمرت الحقول ومخازن الأغذية. وأعيد توطين أولئك الذين عبرّوا عن ولائهم للإمبراطورية الروسية في المناطق التي كانت غير صالحة للسكن وكانوا يخضعون لحكم الضباط الروس. وأولئك الذين لم يستسلموا إما تمّت إبادتهم أو إرسالهم إلى الشواطئ الصخرية لساحل البحر الأسود للترحيل اللاحق إلى الإمبراطورية العثمانية. كاتب آخر، هو الكسندر جينز (Alexander Geins)، الذي كان شاهد عيان على الأحداث الفظيعة في ذلك الوقت حيث أشار: “في أيام مشرقة، غالبا ما حجبت الشمس بسبب [الضباب الدخاني الآتي من] الحرائق الّتي لا تُعد ولا تُحصى…”

حدثت نقطة تحول رئيسية في الحرب في عام 1863. في 19 يونيو/حزيران 1863، الجنرال نيكولاي كوليوباكين (Nikolai Kolyubakin)  – حاكم كوتايسي، أنزل قواته في مصب نهر سوتشي وألحق ضرراً ذو طابع معنوي من خلال إحراق مبنى المجلس. كان توغل كوليوباكين أيضا لأغراض عسكرية وتكتيكية، وتحديداً من أجل  سحب قوات الشركس والوبيخ بعيداً عن منطقة كوبان. التاريخ احتفظ  بأسماء الخونة الشركس الّذين خانوا شعبهم وشاركوا في الحرب ضد اخوتهم. وكانوا الدوق الأبخازي ميخائيل شيفرنادزه والدوق تسانبا من الجيغيت.

المصدر: (http://www.jamestown.org/single/?no_cache=1&tx_ttnews[tt_news]=40973&tx_ttnews[backPid]=7&cHash=76d855578c5a2b3ec82f211a0a0fe668)

نقل عن: موقع “الناجون من الإبادة الجماعيّة الشّركسيّة” على الفيسبوك

Share Button

معسكر حربي روسي في كبادا (سوتشي) في 21 مايو/أيار 1864

معسكر حربي روسي في كبادا (سوتشي) في 21 مايو/أيار 1864

 
 

A Russian Military Camp in Kbaada (Sochi) in 21, May, 1864

973035_537756606287021_1443645630_n

Share Button