نافذة على أوراسيا: هل قيام جمهورية روسية في ستافروبول سيوحّد روسيا أو يدمّرها؟

نافذة على أوراسيا: هل قيام جمهورية روسية في ستافروبول سيوحّد روسيا أو يدمّرها؟

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

 

ستونتون، 24 أغسطس/آب – في مقال على موقع  كى إم. روسيا (KM.ru)، يقول ألكسندر رومانوف (Aleksandr Romanov) أن تدفق مواطني شمال القوقاز إلى ستافروبول قد أجبر السكان إلى أن تتّخذ المقاطعة الروسيّة الجنوبيّة “تدابير جذرية”، بما في ذلك إمكانية إنشاء أو بتعبير أدق إعادة تأسيس “جمهورية [عرقية]  روسيّة في ستافروبول”.

لكن يسأل الصحفي بوضوح ما إذا كانت مؤسسة كهذه، ستكون واحدة من شأنها أن تعطي العرقيين الروس إقامة دولتهم الخاصة بهم ضمن الفيدراليّة الرّوسيّة، وبالتالي هو شيء هناك الكثيرين من غير الروس لديهم بالفعل، وسيمثل “طريقاً إلى إقامة دولة لل[عرقيّين] الرّوس أو بالأحرى شيئاً سيؤدّي إلى انهيار روسيا” نفسها (km.ru/v-rossii/2013/08/22/migratsionnaya-politika-v-rossii/719016-stavropolskaya-russkaya-respublika-put-k).

في فجر الحقبة السوفياتية، وجدت في ستافروبول جمهوريّة سوفياتيّة بين يناير/كانون الثّاني ويوليو/تمّوز 1918 عندما أصبحت جزءاً من جمهوريّة شمال القوقاز السّوفياتيّة. لم يتم تعريف أيٍ منها بالطّبع وفقاً لمصطلحات عرقية، لكن وجودها، مثلها في ذلك مثل غيرها من ترتيبات الدّولة المسبقة، يظهر، ليكون واحدا من الأسباب لأن يتحدّث الناس في ستافروبول عن جمهوريّة.

السبب الرئيسي، على أي حال، هو تدفق الشمال قوقازيّين وشعور الروس العرقيّين المتنامي في ستافروبول بأن هناك شيئاً أساسياً غير عادل حول وضعٍ ألا وهو أن هؤلاء الشمال قوقازيين لديهم الجمهوريات الخاصّة بهم وهو ما لا يتمتّع به العرقيّين الرّوس في مقاطعة ستافروبول وأماكن أخرى.

و”يمكن للعرقيّين الرّوس أن يحلموا فقط” بمثل هذه الجمهورية، يقول رومانوف. لكن “في أحلامهم يتخيّلون كيف سيكون ردّهم على مهاجرين يعيشون وفقا لقواعدهم الخاصّة بهم” بدلا من تلك التي يتبعها الرّوس. يجب عليكم احترام الرّوس والتّقاليد الرّوسيّة، وهم يحلمون بأن يقولوا: “أنتم لستم في وطنكم ولكن في الجمهورية [الإثنيّة] الرّوسيّة!”

خلافا لغير الروس الذين لديهم أراضيهم وهم الّذين يهيمنون على الوضع، فإن الروس لا يتمتعون بذلك – وبسبب سلوك الشمال قوقازيّين، فإنهم مستاؤون بشكل متزايد من أولئك الذين يقولون، كما فعل كذلك مؤخراً أحد الشيشان، “روسيا مشتركة للجميع، ولكن جمهوريّتنا [الخاصّة بنا] هي لنا فقط”.

على مدى الأسابيع القليلة الماضية، نظمت جماعات مختلفة في ستافروبول اجتماعات ونشرت عرائض تدعوا فيها لإجراء استفتاء على إنشاء جمهورية عرقيّة روسيّة، وهو العمل الذي يشير رومانوف بأنّه سيكون له صدى في مكان آخر. وسواء كان من شأن ذلك أن يؤدّي إلى تكاملٍ أو تفكّك فإنّه يظل غير جلي، على الأقل بالنّسبة إلى كاتب كى إم. روسيا (KM.ru).

عارضت الحكومة السوفياتية إنشاء مناطق روسيّة متميّزة عن غيرها لئلا تحد من الهجرة داخل البلاد أو توقد شرارة قوميّة أكبر وسط مقاومة ذلك من قبل الجماعات غير الروسية. بدلا من ذلك، قدّمت للرّوس مساومة خاسرة والّتي تمكّنوا عبرها من السيطرة على البلاد ولكن فقط طالما وبقدر ما انّهم لم يُشْهِروا ذلك علناّ.

يساعد ذلك الترتيب على تفسير، لماذا حصل الروس فقط على جمهورية روسيا السوفياتية الإتحادية الإشتراكية (RSFSR) وما سبب عدم وصول المسؤولين الرّوس في الحزب الشيوعي السّوفياتي (CPSU)، ومقرهم عادة في لينينغراد، إلى المناصب العليا في الدولة السوفياتية. ولكن مع إنهيار الإتّحاد السّوفياتي (USSR)، بقي للروس “فيدراليّة” فقط وليس مناطق عرقيّة محدّدة خاصةً بهم.

الّذي غدا غضباً متزايداً لكثير من الروس، وخاصة بالنظر إلى مواقف وتصرّفات قومية لبعض الجماعات غير الرّوسيّة. ولكن حتى الآن، يبدو أن المسؤولين في موسكو يفهمون فقط مدى خطورة ظهور جمهورية عرقيّة روسيّة لبلد يتالّف في أكثر من ربعه من غير الرّوس من حيث عدد السكان.

الّذي ما زال علينا أن نراه ما إذا كان ازدياد المطالب من الطّبقات الدّنيا ل “جمهوريات عرقيّة روسيّة” قد يثبت بأنّه أكثر خطورة، إما لأنها تؤدي إلى تفاقم العلاقات بين القوميات في الفيدراليّة الرّوسيّة أو لأن تصريحات كهذه تسلط الضوء على عجز المركز لمنع مثل هذه التّطوّرات.

المصدر: (http://windowoneurasia2.blogspot.com/2013/08/window-on-eurasia-would-stavropol.html)

نقلا عن: موقع الإبادة الجماعيّة الشّركسيّة على الفيسبوك

Share Button

اترك تعليقاً