نافذة على أوراسيا: بوتين يرى بضرورة شن حملة أمنية جديدة في شمال القوقاز قبل سوتشي

نافذة على أوراسيا: بوتين يرى بضرورة شن حملة أمنية جديدة في شمال القوقاز قبل سوتشي

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

            ستونتون 9 سبتمبر/أيلول – دعا فلاديمير بوتين منتقداً الغرب اليوم، الى حملة أمنية جديدة في شمال القوقاز قبل أولمبياد سوتشّي، لكنه اعترف ضمنيا بأن نهج موسكو الحالي في تلك المنطقة لا أثر له، مشيراً إلى أن  البلاد بحاجة إلى “البحث عن أساليب جديدة للنضال ضد الإرهاب والتّطرّف والإجرام”.

            الرئيس الروسي في طلبه إلى مجلس أمن الدّولة اليوم يقول أنّه “رغم التطورات الإيجابية الواضحة، فإن الوضع في شمال القوقاز يتحسن ببطء شديد”، وعليه، ونتيجة لذلك، فإنّ روسيا “يجب أن تعبئ كافة هياكل القوّة وتحسّن من التنسيق والجودة ونتائج جهودهم المشتركة (itar-tass.com/c1/870371.html).

            “إن كبح وتحييد التهديد الإرهابي والإجرامي”، هو شرط ضروري ل”تحقيق الاستقرار وزيادة التّجارة والنشاط الاستثماري”، وتابع الرئيس الروسي، “وذو أهمية خاصة فيما يتصل بعقد دورة الألعاب الأولمبية في سوتشي في عام 2014″.

            وقال بوتين بأن روسيا يجب أن تركّز على مكافحة “الأنشطة المناهضة لروسيا من قبل دول أجنبية ومنظمات دولية في شمال القوقاز” و”أن تمنع هكذا جهود بقسوة أكثر وتعطي دائما جوابا شافياً” لتلك الجهود على حد سواء، والتي تهدف إلى تقويض السّلطة الرّوسيّة ولانتقاد وضع حقوق الإنسان في تلك المنطقة .

            وقال بوتين بأنّه يجب تذكير هذه المصادر الخارجية، بأنه ينبغي أن تهتم في عقر دارها، وهو “الزّاخر” بالإنتهاكات التي ينبغي معالجتها قبل انتقاد السياسات الروسية في شمال القوقاز. وأضاف أن روسيا “سوف ترد بقسوة على انتهاك حقوق الإنسان والحريات في شمال القوقاز وتكبح هؤلاء المذنبين المسؤولين عن ذلك”.

            وفي الوقت نفسه، قال الرئيس الروسي أن “الأولوية الأساسيّة” بالنسبة لموسكو هو “زيادة وتائر التّنمية الإجتماعيّة والإقتصاديّة” في شمال القوقاز ذلك أن شعوب تلك المنطقة الضطّربة منذ فترة طويلة سوف تكون جزءاً فخوراً ومزدهراً من الفيدراليّة الرّوسيّة في المستقبل .

            معظم ما قاله بوتين اليوم يلخص ببساطة موضوعات قام الكرملين بالتّرويج لها لبعض الوقت، لكن دعوته للبحث عن “أساليب جديدة”، سواء قصد ذلك أم لا، فإنه فتح الباب لبعض جمهور الخبراء للتعليق وتقديم وجهة نظر مختلفة حول الوضع في شمال القوقاز .

            واحدة من أول من قام بذلك هي ايرينا باشينكو (Irina Pashchenko)، وهي متخصّصة منذ فترة طويلة عن المنطقة والّتي ترأس مختبر شمال القوقاز في معهد البحوث لشؤون الإقتصاد-الاجتماعي والأبحاث الإنسانيّة في المركز الأكاديمي الجنوبي للأكاديميّة الرّوسيّة للعلوم (odnako.org/blogs/show_28191/).

            وقالت إن تلميح بوتين بأن الوضع في شمال القوقاز في تحسّن هو صحيح بصورة عامّة. “نعم، هناك اتّجاهات إيجابية، وهامّة جداً في بعض الجمهوريات”. وأشارت إلى انخفاض ملحوظ في عدد الأعمال “الإرهابية الجنائيّة” في أنغوشيا .

            في الوقت نفسه، حسبما قالت ان “الوضع اليوم في إقليم داغستان خطير جدا و لا يتحسّن”. ويمكن أن يقال نفس الشيء عن قباردينو – بلكاريا، على الرغم من أنّه  كانت هناك بعض النجاحات في تلك الجمهورية. وأضافت أنّه ليس هناك مراكز إعادة تأقلم للمتشددين قد أفلحت: عدد الأشخاص الذين يستخدمونها قليل للغاية.

            لكن باشينكو قدّمت ثلاث نقاط أكثر أهمية، وذلك استجابة لدعوة بوتين لنهج جديد على ما يبدو. الأولى، قالت: المسؤولين الروس على اقتناع بأن “إصلاحات إدارية بالإضافة إلى إصلاحات ذات طابع إقتصادي-إجتماعي يمكن أن يغير من الوضع”. الموارد لذلك “تم استنفاذها” في الوقت الحاضر، و يجب تحديد وتطبيق شيء جديد.

            الثّانية، هناك مشاكل حقوق إنسان، يصاحبها ضحايا أبرياء نتيجة لجهود مكافحة الإرهاب، لكنها ذكرت أنها ليست كثيرة كما يعتقد الكثيرون. وقالت بأن العديد من الذين ليسوا من الضحايا وربما لم يكونوا حتّى متواجدين أثناء شن الهجمات، يدّعون بأنهم يحصلون على الإهتمام أو الحصول على مساعدة من الحكومة .

            والثالثة، قالت باشينكو، “بقدر ما يتعلّق بالفساد”، فإن كافّة التقارير والأبحاث تشير إلى أن هذه ليست مشكلة مقتصرة على شمال القوقاز. هذه ببساطة قضية واضحة لما هو صائب” في الفيدراليّة الرّوسيّة ككل.

المصدر: (http://windowoneurasia2.blogspot.com/2013/09/window-on-eurasia-putin-says-new.html)

نقلا عن: موقع الإبادة الجماعيّة الشّركسيّة على الفيسبوك

Share Button