نافذة على أوراسيا: ثلاثة تطوّرات روسيّة فريدة

نافذة على أوراسيا: ثلاثة تطوّرات روسيّة فريدة

 

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

 

ستونتون 15 أكتوبر/تشرين الأوّل – ثلاثة أحداث حدثت هذا الأسبوع وتمثل ما يمكن وصفه بأنه تطورات روسيّة فريدة: يستنتج محللون مستقلون أن ربع ميزانية الدولة في العام المقبل هو سري، أُعلن عن أحد الأشخاص تستخدمه الحكومة كخبير ضد التطرف بأنه متطرف، واعتباره “عدواَ للأرثوذكسية” أصبح جريمة يفصل بسببها من العمل.

أولا، في خطوة تجعل مساءلة الحكومة أكثر صعوبة من أي وقت مضى، يقول فاسيلي زاتسينين (Vasily Zatsenin) من معهد غايدار (Gaydar Institute)، أن الكرملين زاد من حصة الميزانية التي يتم تصنيفها على أنها سرية من متوسط ​​قدره 11.2 في المئة للسنوات 2005-2012 إلى 24.8 في المئة لسنة 2016(vedomosti.ru/finance/news/17428831/rossiya-pryachet-byudzhet).

الأسوأ من ذلك، كما يقول، هذه السرية تمتد إلى أبعد من القطاعات الأمنية والاستخباراتية لتشمل السكن وغيره من القطاعات والتي تكون عادة في النّطاق العام. ذلك يجعل مناقشة أولويات الحكومة أكثر صعوبة، وتوفر أيضا فرصا أحدث وأوسع لتسريب الأموال العامة بشكل سري إلى أيدي القطاع الخاص.

يجادل المسؤولون الروس بأن هذه السرية ليست بمعضلة، على الرغم من ان مختصاَ خارجياً يقول بأن البلدان التي لها حكومات أكثر إنفتاحا تصنف في العادة ما قيمته واحد إلى ثلاثة في المئة فقط من ميزانياتها كمحظور لإطلاع الجمهور عليه. الولايات المتحدة الأميركيّة، مع ميزانيتها الدفاعية الضخمة، تحدّد حاليا نحو ثمانية في المئة من إجمالي موازنتها العامة للدولة.

ثانيا، في تطور يسلط الضوء على التناقضات و يقول البعض بانها سخافات جهود الحكومة الروسية في مكافحة التطرف، وجد عضو متخصص مركزه في قازان وهو في مجلس للحكومة يقدم تقييماً لجودة النصوص المتطرّفة ليكون هو نفسه متطرفاَ (nazaccent.ru/content/9361-sulejmanov-obzhaluet-preduprezhdenie-o-nedopustimosti-ekstremizma.html).

رايس سليمانوف (Rais Suleymanov)، رئيس مركز ريسيز في الفولغا للبحوث الإقليمية والإثنية-الدينية (RISI’S Volga Center for Regional and Ethno-Religious Studies)، يستأنف في الوقت الراهن تحذيراَ تلقاه من محكمة محلية بأن كتاباته عن التطرف الاسلامي في منطقة نهر الفولغا الأوسط وفي مناطق أخرى من روسيا هي بحد ذاتها متطرّفة .

وقال الباحث انه يعتقد ان قضيته ستدخل كتب التاريخ لأن “سليمانوف يعتبر متطرفا ولكن في الوقت نفسه فإنهم يبدؤوا في التعاون معه كمستشارٍ في مكافحة التطرف”، وهو موقف عبثي يشكك بكلٍ من نشاطه وكذلك بالجانب الآخر من أنشطته.

 

وثالثاً، في خطوة تظهر تنامي النفوذ الخطير لبطريركية موسكو في شؤون بعيدة عن مسؤولياتها الجوهريّة، فقد فصلت فنّانة من عملها في الجامعة لرسمها ملصقات لدعم أحدى المشاركات في فرقة بوسي ريوت (Pussy Riot) والمسجونة حالياً، وبالتالي تصبح “عدوةً للأرثوذكسية “.

على الرغم من أعمالها كانت قد عرضت في جميع أنحاء البلاد، فقد تمّ فصل لوزين جانيان (Lusine Dzhanyan) من عملها في جامعة كراسنويارسك للفنون والثقافة (Krasnoyarsk University of Art and Culture) حيث كانت قد قامت بالتدريس فيها لمدة عشر سنوات لأنها، على حد تعبير عميد تلك المؤسسة، أصبحت “عدوةً للأرثوذكسية”، وهي “جريمة” لم تُعَرّفْ في أيّ جانبٍ في القانون الجنائي (mk.ru/social/article/2013/10/07/926478-storonnitsu-tolokonnikovoy-hudozhnitsu-lusine-dzhanyan-obyavili-vragom-pravoslaviya.html).

وقد تلقت جانيان دعماً من فرق فنية في موسكو وجماعات حقوق الإنسان في داخل روسيا وخارجها على السواء، وكثير منهم يقول أن هذا الإمتداد السافر للسلطة الدينية في الفيدراليّة الرّوسيّة سوف يجلب نتائج عكسية لبطريركية موسكو وسيؤدّي ذلك أكثر من أي وقت مضى لأن يعارض الروس ذرائعها وتلك الخاصّة بالدولة الّتي تدعمها.

المصدر: (http://windowoneurasia2.blogspot.com/2013/10/window-on-eurasia-three-uniquely.html)

نقل عن: موقع الإبادة الجماعية الشركسية على الفيسبوك

Share Button

اترك تعليقاً