التصدعات تطل برأسها داخل ائتلاف الحلم الجورجي

التصدعات تطل برأسها داخل ائتلاف الحلم الجورجي

النشر: أوراسيا ديلي مونيتور (Eurasia Daily Monitor)

الكاتب: فاسيلي  روخادزي (Vasili Rukhadze)

ترجمة: عادل بشقوي

بيدزينا إيفانشفيلي { Bidzina Ivanishvili } (إلى اليسار) مع جيورجي مارغفيلاشفيلي Giorgi Margvelashvili{} (المصدر: رويترز)
بيدزينا إيفانشفيلي { Bidzina Ivanishvili } (إلى اليسار) مع جيورجي
مارغفيلاشفيلي Giorgi Margvelashvili{} (المصدر: رويترز)

 

يبدو أن هناك تصدّعاً شديداً يزداد اتساعاً داخل تحالف الحلم الجورجي الحاكم (GD). وزيادةً على ذلك، فإن التحالف قد يتجه نحو التفسّخ الكامل كتحالف سياسي. في يوم 18 مارس/آذار، بيدزينا إيفانشفيلي، رئيس وزراء جورجيا السابق وزعيم تحالف الحلم الجورجي الحاكم، انتقد في مقابلة تلفزيونية مطولة ربيبه السياسي السابق وحليفه الوثيق الرئيس جيورجي مارغفيلاشفيلي. وبسخط مكشوف، أعلن إيفانشفيلي أن لديه عدد من الخلافات الجدية مع غفيلاشفيلي، مشيرا إلى ثلاثة قضايا خلافية (Imedi TV, March 18).

كانت القضيّة الأولى هي إنتقال الرئيس مارغفيلاشفيلي إلى مكان إقامة رئاسية فرض مؤخّراً، والذي يطل على العاصمة تبليسي من الضفة اليسرى لنهر كورا (Mtkvari River).  تم بناء القصر من قبل الرئيس السابق ميخائيل ساكاشفيلي (Mikhail Saakashvili) وينظر إليه من قبل أعضاء تحالف الحلم الجورجي بوصفه رمزا للقوة المفرطة والإنفاق الزائد لساكاشفيلي. فبينما، في البداية، رفض مارغفيلاشفيلي الانتقال إلى القصر، لكن يبدو أنه بعد ذلك الوقت قد غير موقفه. كانت القضية الثانية هي ازدياد تقرّب مارغفيلاشفيلي بشكل وثيق ومتزايد مع مستشار سياسته الخارجية، فانو ماشافارياني (Vano Machavariani). وهذا الأخير هو شقيق ميخائيل ماشافارياني (Mikhail Machavariani)، الذي صادف أن يكون حليف سياسي مقرب من الرئيس السابق ساكاشفيلي. وكانت القضيّة الثالثة فيتو الرئيس مارغفيلاشفيلي لقانون البرلمان عن قواعد جديدة بشأن استجوابات الشّهود (Imedi TV, March 18). وتوحي هذه الخلافات إلى أنه يبدو بأن الحليفين السياسيين السابقين قد دخلا الآن بالأحرى في صراع سياسي خطير. وإلا، فإن إيفانشفيلي لم يكن ليجعل هذه المواجهة علنيّة.

رد الرئيس مارغفيلاشفيلي على إيفانشفيلي على مضض. وقال، إن انتقادات زعيم تحالف الحلم الجورجي مزعجة ومؤلمة. ومع ذلك، رفض مارغفيلاشفيلي محاورة الصحفيين في ما وصفه “حوارات خاصّة” بين الرجلين (Channel 1 TV, March 19).

إن في اختلاف مارغفيلاشفيلي مع إيفانشفيلي، الّذي كان النّاصح له في وقت من الأوقات، يعد تحولاّ لافتاً للأحداث في الحياة السياسية الجورجية. وقبل انتخابه، كان مارغفيلاشفيلي سياسياً افتراضياً غير معروف، إلا أنه التقط من المجهول وقفز إلى الرئاسة عن طريق إيفانشفيلي نفسه (see EDM, July 26, October 21, 2013; Civil.ge, October 27, 2013). وعبر اختيار مارغفيلاشفيلي، كان إيفانشفيلي يأمل بان يزرع شخصاً موالياً داخل مكتب رئيس الدولة. ولكن بالكاد، بعد خمسة أشهر من انتخابات أكتوبر/تشرين الأول من عام 2013، يجد الرجلان نفسيهما بالفعل على جانبي نزاعٍ سياسي، الذي لا بد أن يقوض بشكل جدّي من قدرة إيفانشفيلي على التأثيرعلى النظام السياسي الجورجي من وراء الكواليس.

وأكثر من ذلك، فإن نزاع مارغفيلاشفيلي- إيفانشفيلي يظهر أول اختبار جدي للدستور الجورجي الجديد، الّذي حول البلاد من شبه رئاسي إلى جمهورية برلمانية (http://parliament.ge/index.php?option=com_content&view=article&id=180&Itemid=85&lang=en).

وعلى الرغم من أن سلطات الرئيس محدودة إلى حد كبير، فإنّه ما زال يحتفظ بالسلطة الّتي تمكّنه من إحباط عمل البرلمان والحكومة. إن حق النقض على قوانين البرلمان هي واحدة من تلك الصلاحيات الدستورية التي يحتفظ بها الرئيس. ورغم أن مارغفيلاشفيلي قد ادّعى أنه يحافظ على علاقات عمل جيدة مع الحكومة (Channel 1 TV, March 19)، إلا أن حق النقض الّذي استعمله في وقت سابق من مشروع قانون استجواب الشهود يثبت انه مستعد لاستخدام سلطته على النحو الذي يراه مناسبا. وهذا لن يوتّر العلاقات بين مختلف فروع الحكومة فقط، ولكن يمكن أيضا أن يخلق عدم استقرار سياسي في البلاد — وهو أن الأزمة الّتي تعصف بجورجيا لا تستطيع تحمل تكلفتها .

علاوة على ذلك، فإن الخلاف بين مارغفيلاشفيلي وإيفانشفيلي هو أول ضربة خطيرة لوحدة ائتلاف تحالف الحلم الجورجي. ولكن هذا ليس كل شيء. في 18 مارس/آذار، عضو رئيسي آخر من تحالف الحلم الجورجي، وهو الحزب السياسي المنتدى الوطني (NF)، أعلن أنه قد يترك الائتلاف. زعيم الحزب الوطني غوباز سانيكيدزي (Gubaz Sanikidz) انتقد الأغلبية البرلمانية المتمثّلة بتحالف الحلم الجورجي بقسوة ومعظم أعضاء مجلس الوزراء لكونهم “غير كفؤين”، وقال أنه ليس هناك سوى عدد قليل جدا من الناس في البرلمان الحالي والحكومة تهمهم حقا مشاكل جورجيا ويعملون على حلها. علاوة على ذلك، كشف سانيكيدزي عن الخلافات القائمة داخل تحالف الحلم الجورجي حول توجّه السياسة الخارجية لجورجيا.

على وجه الخصوص، فإنه دعا حكومة تحالف الحلم الجورجي لأن تقرر ما يجب القيام به، في أعقاب الإنقضاض الروسي على أوكرانيا، في حال إذا عرضت موسكو إعادة منطقة أبخازيا وتسخينفالي (أوسيتيا الجنوبية) المحتلة إلى تبليسي في مقابل العضوية في الإتحاد الأوراسي؛ وقال انه سأل الحكومة ماذا ستفعل لو عرض الغرب على جورجيا العضويّة في منظمة حلف شمال الأطلسي (NATO) من دون الأراضي المحتلة (Versia, March 18; press.mediamall.ge, for.ge, March 19). واشتكى سانيكيدزي أن لا أحد في تحالف الحلم الجورجيقد  فكر في هذه الأسئلة الملحّة، وخلص بصراحة إلى انه يفكر في رحيل حزبه من الائتلاف .

وبجلاء، فإن الصّدع داخل تحالف الحلم الجورجي آخذ في الاتساع. وان خلاف مارغفيلاشفيلي مع ناصحه السابق سوف يكون بالتأكيد إضعافاً لقبضة إيفانشفيلي الشخصية على النظام السياسي الجورجي. وإضافة إلى ذلك، فإنه يمكن أن يؤدي إلى حالة من الجمود السياسي بين مختلف فروع السلطة. وعموما، فإن نزاع  مارغفيلاشفيلي- إيفانشفيلي ومغادرة المنتدى الوطني المرتقب سوف يمزّق وحدة الائتلاف ويعمل على تسريع مزيد من الانشقاقات. في نهاية المطاف، فإن تفكك تحالف الحلم الوطني سيعمل على إنهاء احتكاره للسلطة السياسية في جورجيا، وبالتالي فتح الطريق أمام قوى سياسية جديدة. وهو لم نشاهده حتى الآن، وبأية طريقة، إذا كان تفكك الحلم الجورجي سيكون فوضوياً، مما يتسبب في عدم استقرار جديد في جورجيا، أو انه سوف يكون سلمياً، لتجنيب البلاد أزمة سياسية أخرى .

المصدر:

http://www.jamestown.org/single/?tx_ttnews%5Btt_news%5D=42141&tx_ttnews%5BbackPid%5D=7&cHash=21bc089b73e1f57e1aa371f26af8cc34#.UzC0KfmSzmZ

Share Button

نافذة على أوراسيا: كاتب جورجي يقول: جغرافية روسيا ‘فوق الواقعيّة’ تهدد العالم

نافذة على أوراسيا: كاتب جورجي يقول: جغرافية روسيا ‘فوق الواقعيّة’ تهدد العالم

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة عادل بشقوي

            ستاونتون، 19 مارس/آذار – في الماضي، “كان كل بلد له الخريطة الخاصة به، كل منها كان مختلفاً إلى حدٍ ما”، كما يقول أحد الكتاب الجورجيّين، لكن مع ماركو بولو وغوغل، قبل معظمها خريطة متجانسة للعالم، حيث أن فيها الحدود واضحة وثابتة. ولكن الروس يبقوا استثناءاً.

            ووفقا لسلمون تيرناليلي (Solomon Ternaleli)، “يستمر الروس في أن يكونوا منجذبين إلى السريالية عندما يتعلق الأمر بالجغرافيا والخرائط. أنهم يريدون فقط تلك الخرائط التي ترضي غرورهم بغض النظر عن الواقع (solomonternaleli.wordpress.com/2014/03/19/geographical-surrealism-and-virtual-sanctions/).

            المجتمع الدولي “يعترف بجورجيا في الحدود المعمول بها، ولكن الروس يعترفون بأبخازيا وجنوب أوسيتيا كدول مستقلة. والعالم يعتبر مناطق غاغاو غاغاوزيا (Gagauzia) وترانسدنيستريا (Transdniestria) جزءا من مولدافيا، ولكن موسكو تقول أن هذه الأماكن إما أنّهما بالفعل دولتين مستقلتين أو يجب أن تصبحا هكذا”.

            والآن شبه جزيرة القرم: وفقا للمجتمع الدولي، يقول تيرناليلي، هي جزء من أوكرانيا. لكن روسيا بادئ ذي بدء قامت باحتلالها، وأعلنتها في اليوم التالي فقط أنها مستقلة من أجل استيعابها في الفيدراليّة الرّوسيّة، “وبسلاسة وبغطرسة”، و باستخدام “أسلوب الإختبار مع مرور الوقت” من خلال تسليم جوازات سفر الفيدراليّة الرّوسيّة.

            في هذه الطريقة، فلاديمير بوتين، “سيد السريالية السياسية”، يولج متفجرات تحت بلدان معينة وكذلك المجتمع الدولي، وهو نموذج متجدّد من “أحصنة طروادة” التي يمكن استخدامها مع “نتائج مدمرة”، لأنها تعمل على مايرام بحيث “ليس هناك حاجة لإجراء أي تعديل”، على الأقل حتى الآن.

            و يواصل الكاتب الجورجي بأن موسكو تثير التناقضات المحلية، وتدفع خصومها إلى فتح النار أولاً، ثم تطرح نفسها للعالم باعتبارها المخلّص”.

            للأسف لا توجد هناك أساليب سهلة أو سريعة للتعامل مع “تفجر حنين ما بعد الإمبريالية” الأخير هذا، خاصة وأن الغرب كان عليه مواجهة ما فعله في يوغوسلافيا السابقة وأوكرانيا للتعامل مع فشله في مواجهة تصرّفات فيكتور يانوكوفيتش (Viktor Yanukovich) ومن ثم عزله بين عشية وضحاها “بسبب وجيه ولكن بإجراءات هي في موضع شك”.

                يبدو أن العديد من الزعماء الغربيين يميلون إلى الاعتقاد أو على الأقل يأملون بأن العقوبات ستقود روسيا لتتراجع عن ضم شبه جزيرة القرم، حسبما يقول تيرناليلي، ولكن الغزو الروسي لجورجيا في أغسطس/آب 2008 أثبت أنها “غير فعّالة على الإطلاق وكم الخطر إستخدام نصف-عقوبات ضد الروس. أنهم سوف يصبحون فقط أكثر تصميما” على المضي قدما .

            ويصر بأن نظام عقوبات يمكن أن ينجح، “حتى ضد الدبابات والطائرات”، ولكن فقط إذا كان “في وقت مناسب، وقوي وفعال ومحكم ومنسّق! وخلاف ذلك، فإنه من الأفضل عدم استخدام كلمة {عقوبات}”، وخصوصا إذا كان المسؤولون يقولون كما يفعل العديد منهم الآن، “دعونا نفرض عقوبات ولكن نجعلها لطيف”!

            يجب أن يتذكّر مثل هؤلاء المسؤولين والجميع ملاحظة القس نيمولر (Pastor Niemolle) وجعلها تواكب الأحداث ردا على إجراءات بوتين: “في البداية، أخذوا أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، وأنا لم أتكلم عن ذلك – لأنني لم أكن جورجياً. ثم أخذوا شبه جزيرة القرم، وأنا لم أتكلّم عن ذلك – لأنني لم أكن أوكرانياً. ثم أخذوا ترانسدنيستريا، وأنا لم أتكلم أيضاً – لأنني لم أكن مولدوفياً … ثم جاءوا لنا – ولم يكن هناك أحد قد بقي للتحدث لأجلنا … “

المصدر: (http://windowoneurasia2.blogspot.com/2014/03/window-on-eurasia-russias-surreal.html)

Share Button

نافذة على أوراسيا: كاتب جورجي يقول: جغرافية روسيا ‘فوق الواقعيّة’ تهدد العالم

نافذة على أوراسيا: كاتب جورجي يقول: جغرافية روسيا ‘فوق الواقعيّة’ تهدد العالم

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة عادل بشقوي

            ستاونتون، 19 مارس/آذار – في الماضي، “كان كل بلد له الخريطة الخاصة به، كل منها كان مختلفاً إلى حدٍ ما”، كما يقول أحد الكتاب الجورجيّين، لكن مع ماركو بولو وغوغل، قبل معظمها خريطة متجانسة للعالم، حيث أن فيها الحدود واضحة وثابتة. ولكن الروس يبقوا استثناءاً.

            ووفقا لسلمون تيرناليلي (Solomon Ternaleli)، “يستمر الروس في أن يكونوا منجذبين إلى السريالية عندما يتعلق الأمر بالجغرافيا والخرائط. أنهم يريدون فقط تلك الخرائط التي ترضي غرورهم بغض النظر عن الواقع (solomonternaleli.wordpress.com/2014/03/19/geographical-surrealism-and-virtual-sanctions/).

            المجتمع الدولي “يعترف بجورجيا في الحدود المعمول بها، ولكن الروس يعترفون بأبخازيا وجنوب أوسيتيا كدول مستقلة. والعالم يعتبر مناطق غاغاو غاغاوزيا (Gagauzia) وترانسدنيستريا (Transdniestria) جزءا من مولدافيا، ولكن موسكو تقول أن هذه الأماكن إما أنّهما بالفعل دولتين مستقلتين أو يجب أن تصبحا هكذا”.

            والآن شبه جزيرة القرم: وفقا للمجتمع الدولي، يقول تيرناليلي، هي جزء من أوكرانيا. لكن روسيا بادئ ذي بدء قامت باحتلالها، وأعلنتها في اليوم التالي فقط أنها مستقلة من أجل استيعابها في الفيدراليّة الرّوسيّة، “وبسلاسة وبغطرسة”، و باستخدام “أسلوب الإختبار مع مرور الوقت” من خلال تسليم جوازات سفر الفيدراليّة الرّوسيّة.

            في هذه الطريقة، فلاديمير بوتين، “سيد السريالية السياسية”، يولج متفجرات تحت بلدان معينة وكذلك المجتمع الدولي، وهو نموذج متجدّد من “أحصنة طروادة” التي يمكن استخدامها مع “نتائج مدمرة”، لأنها تعمل على مايرام بحيث “ليس هناك حاجة لإجراء أي تعديل”، على الأقل حتى الآن.

            و يواصل الكاتب الجورجي بأن موسكو تثير التناقضات المحلية، وتدفع خصومها إلى فتح النار أولاً، ثم تطرح نفسها للعالم باعتبارها المخلّص”.

            للأسف لا توجد هناك أساليب سهلة أو سريعة للتعامل مع “تفجر حنين ما بعد الإمبريالية” الأخير هذا، خاصة وأن الغرب كان عليه مواجهة ما فعله في يوغوسلافيا السابقة وأوكرانيا للتعامل مع فشله في مواجهة تصرّفات فيكتور يانوكوفيتش (Viktor Yanukovich) ومن ثم عزله بين عشية وضحاها “بسبب وجيه ولكن بإجراءات هي في موضع شك”.

                يبدو أن العديد من الزعماء الغربيين يميلون إلى الاعتقاد أو على الأقل يأملون بأن العقوبات ستقود روسيا لتتراجع عن ضم شبه جزيرة القرم، حسبما يقول تيرناليلي، ولكن الغزو الروسي لجورجيا في أغسطس/آب 2008 أثبت أنها “غير فعّالة على الإطلاق وكم الخطر إستخدام نصف-عقوبات ضد الروس. أنهم سوف يصبحون فقط أكثر تصميما” على المضي قدما .

            ويصر بأن نظام عقوبات يمكن أن ينجح، “حتى ضد الدبابات والطائرات”، ولكن فقط إذا كان “في وقت مناسب، وقوي وفعال ومحكم ومنسّق! وخلاف ذلك، فإنه من الأفضل عدم استخدام كلمة {عقوبات}”، وخصوصا إذا كان المسؤولون يقولون كما يفعل العديد منهم الآن، “دعونا نفرض عقوبات ولكن نجعلها لطيف”!

            يجب أن يتذكّر مثل هؤلاء المسؤولين والجميع ملاحظة القس نيمولر (Pastor Niemolle) وجعلها تواكب الأحداث ردا على إجراءات بوتين: “في البداية، أخذوا أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، وأنا لم أتكلم عن ذلك – لأنني لم أكن جورجياً. ثم أخذوا شبه جزيرة القرم، وأنا لم أتكلّم عن ذلك – لأنني لم أكن أوكرانياً. ثم أخذوا ترانسدنيستريا، وأنا لم أتكلم أيضاً – لأنني لم أكن مولدوفياً … ثم جاءوا لنا – ولم يكن هناك أحد قد بقي للتحدث لأجلنا … “

المصدر: (http://windowoneurasia2.blogspot.com/2014/03/window-on-eurasia-russias-surreal.html)

http://justicefornorthcaucasus.info/?p=1251672508
Share Button

نافذة على أوراسيا: كاتب جورجي يقول: جغرافية روسيا ‘فوق الواقعيّة’ تهدد العالم

نافذة على أوراسيا: كاتب جورجي يقول: جغرافية روسيا ‘فوق الواقعيّة’ تهدد العالم

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة عادل بشقوي

            ستاونتون، 19 مارس/آذار – في الماضي، “كان كل بلد له الخريطة الخاصة به، كل منها كان مختلفاً إلى حدٍ ما”، كما يقول أحد الكتاب الجورجيّين، لكن مع ماركو بولو وغوغل، قبل معظمها خريطة متجانسة للعالم، حيث أن فيها الحدود واضحة وثابتة. ولكن الروس يبقوا استثناءاً.

            ووفقا لسلمون تيرناليلي (Solomon Ternaleli)، “يستمر الروس في أن يكونوا منجذبين إلى السريالية عندما يتعلق الأمر بالجغرافيا والخرائط. أنهم يريدون فقط تلك الخرائط التي ترضي غرورهم بغض النظر عن الواقع (solomonternaleli.wordpress.com/2014/03/19/geographical-surrealism-and-virtual-sanctions/).

            المجتمع الدولي “يعترف بجورجيا في الحدود المعمول بها، ولكن الروس يعترفون بأبخازيا وجنوب أوسيتيا كدول مستقلة. والعالم يعتبر مناطق غاغاو غاغاوزيا (Gagauzia) وترانسدنيستريا (Transdniestria) جزءا من مولدافيا، ولكن موسكو تقول أن هذه الأماكن إما أنّهما بالفعل دولتين مستقلتين أو يجب أن تصبحا هكذا”.

            والآن شبه جزيرة القرم: وفقا للمجتمع الدولي، يقول تيرناليلي، هي جزء من أوكرانيا. لكن روسيا بادئ ذي بدء قامت باحتلالها، وأعلنتها في اليوم التالي فقط أنها مستقلة من أجل استيعابها في الفيدراليّة الرّوسيّة، “وبسلاسة وبغطرسة”، و باستخدام “أسلوب الإختبار مع مرور الوقت” من خلال تسليم جوازات سفر الفيدراليّة الرّوسيّة.

            في هذه الطريقة، فلاديمير بوتين، “سيد السريالية السياسية”، يولج متفجرات تحت بلدان معينة وكذلك المجتمع الدولي، وهو نموذج متجدّد من “أحصنة طروادة” التي يمكن استخدامها مع “نتائج مدمرة”، لأنها تعمل على مايرام بحيث “ليس هناك حاجة لإجراء أي تعديل”، على الأقل حتى الآن.

            و يواصل الكاتب الجورجي بأن موسكو تثير التناقضات المحلية، وتدفع خصومها إلى فتح النار أولاً، ثم تطرح نفسها للعالم باعتبارها المخلّص”.

            للأسف لا توجد هناك أساليب سهلة أو سريعة للتعامل مع “تفجر حنين ما بعد الإمبريالية” الأخير هذا، خاصة وأن الغرب كان عليه مواجهة ما فعله في يوغوسلافيا السابقة وأوكرانيا للتعامل مع فشله في مواجهة تصرّفات فيكتور يانوكوفيتش (Viktor Yanukovich) ومن ثم عزله بين عشية وضحاها “بسبب وجيه ولكن بإجراءات هي في موضع شك”.

                يبدو أن العديد من الزعماء الغربيين يميلون إلى الاعتقاد أو على الأقل يأملون بأن العقوبات ستقود روسيا لتتراجع عن ضم شبه جزيرة القرم، حسبما يقول تيرناليلي، ولكن الغزو الروسي لجورجيا في أغسطس/آب 2008 أثبت أنها “غير فعّالة على الإطلاق وكم الخطر إستخدام نصف-عقوبات ضد الروس. أنهم سوف يصبحون فقط أكثر تصميما” على المضي قدما .

            ويصر بأن نظام عقوبات يمكن أن ينجح، “حتى ضد الدبابات والطائرات”، ولكن فقط إذا كان “في وقت مناسب، وقوي وفعال ومحكم ومنسّق! وخلاف ذلك، فإنه من الأفضل عدم استخدام كلمة {عقوبات}”، وخصوصا إذا كان المسؤولون يقولون كما يفعل العديد منهم الآن، “دعونا نفرض عقوبات ولكن نجعلها لطيف”!

            يجب أن يتذكّر مثل هؤلاء المسؤولين والجميع ملاحظة القس نيمولر (Pastor Niemolle) وجعلها تواكب الأحداث ردا على إجراءات بوتين: “في البداية، أخذوا أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، وأنا لم أتكلم عن ذلك – لأنني لم أكن جورجياً. ثم أخذوا شبه جزيرة القرم، وأنا لم أتكلّم عن ذلك – لأنني لم أكن أوكرانياً. ثم أخذوا ترانسدنيستريا، وأنا لم أتكلم أيضاً – لأنني لم أكن مولدوفياً … ثم جاءوا لنا – ولم يكن هناك أحد قد بقي للتحدث لأجلنا … “

المصدر: (http://windowoneurasia2.blogspot.com/2014/03/window-on-eurasia-russias-surreal.html)

Share Button

نافذة على أوراسيا: تتار القرم يخشون من أن تحاول موسكو ترحيلهم ويعتزموا مقاومة ذلك

نافذة على أوراسيا: تتار القرم يخشون من أن تحاول موسكو ترحيلهم ويعتزموا مقاومة ذلك

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة عادل بشقوي

            ستاونتون 18 مارس/آذار – إثنان من كبار قادة تتار القرم، مصطفى جميلوف (Mustafa Cemilev)، الزعيم السابق للمجلس، ورفعت جوباروف‎ (Refat Chubarov)، الرئيس الحالي لذلك المجلس، يقولان أن الكثيرين من أمتهم يخشون من ان موسكو ستحاول ترحيلهم من أراضيهم مرةً أخرى، ويصرّون على أنهم سيقاوموا أي جهد من هذا القبيل.

            وقال جميلوف لقناة أوكرانيا الخامسة انه ومواطنيه تتار القرم الذين تم ترحيلهم من قبل ستالين في عام 1944 إلى آسيا الوسطى “كافحوا لمدة 50 عاما للعودة إلى وطنهم الأم، و [أن معظمهم يعتقد الآن] أن من الأفضل الموت هنا بدلاً من أن نتعرض مرة أخرى للترحيل” (nazaccent.ru/content/10983-krymskotatarskij-medzhlis-boitsya-novoj-deportacii-i.html).

            وعلى الرغم من أنّه أشار إلى أنّ التّوصّل إلى حل سلمي للأزمة ليس محتملاً جداً”، إلا أن زعيم تتار القرم منذ فترة طويلة قال بأنّهم لوحدهم، “تتار القرم لا يمثّلون قوّة قادرة على إعلان الحرب على روسيا وأن يقوموا بها بنجاح”.

            وقال “اننا قليلون، و ليس لدينا أسلحة”. وعلاوة على ذلك، فإنّ تتار القرم قلقون للغاية بشأن الاستفزازات ضدهم. واضاف “لكن عندما يحتل وطنك الأم من قبل جنود أجانب، فإنه من الصعب أن نتوقع أن كل شيء سيكون سلميا”.

            وفي الوقت نفسه، اعترف جوباروف أن العديد من تتار القرم يخشون الآن بأنهم سيكونوا عرضة للترحيل. “الجميع يعلم أننا لا نؤيد الروس” كما قال، وبالتالي “إذا أصبحت شبه جزيرة القرم تحت حكم [موسكو]، فإن القوات الموالية لروسيا قد تقدم على مثل هذه الخطوات ضد شعبنا” (bbc.co.uk/ukrainian/ukraine_in_russian/2014/03/140317_ru_s_chubarov_int.shtml).

            في الوقت نفسه، أوضح زعيم المجلس الحالي ايضاً تصريحات جميلوف. وقال سلفه، جوباروف، بأنّه لم يقل أن تتار القرم سوف يستخدمون العنف أو الانخراط في الجهاد. وقال جوباروف “نحن أقلية” في شبه جزيرة القرم، وبالتالي، فإن تتار القرم يأملون تجنب العنف ولكن سيدافعوا عن أنفسهم ضد الاستفزازات والترحيل.

            وفي تصريحات أخرى، قال جوباروف أن تتار القرم لم يشاركوا في “الإستفتاء” الّذي نظّمته موسكو لأنه كان غير قانوني، ولأنه عقد تحت فوهات البنادق الروسية، ولأنّه كان مدبرا على عجالة وبطريقة حالت دون حدوث أي نقاش جدي بشأن القضايا ذات الأهمّيّة.

            وقال زعيم المجلس انه ومواطنيه تتار القرم “لا يعرفون” ماذا سيجلب لهم المستقبل، ولكنهم يأملون كثيرا في أن المجتمع الدولي والأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي سوف يتخذوا قرارات ضد أي “ظلم” قد يلحقه الروس بهم. و”نحن كتتار القرم لا ننوي الموافقة على هذا الظلم”.

            لا تزال المواقف الروسية تجاه تتار القرم وخطط موسكو الممكنة تجاههم غير واضحة. وكانت العلاقات بين تتار القرم والعرقيّين الروس في شبه الجزيرة منذ مدّة طويلة متوترة لأن الروس يعارضون السماح لتتار القرم بحق العودة وبالمطالبة بإعادة الممتلكات والأراضي التي تم ترحيلهم منها.

            لكن اثنين من التعليقات هذا الأسبوع كانا ذو دلالة ومثيرين للقلق على حدٍ سواء. يقول فلاديمير زورين (Vladimir Zorin) نائب رئيس معهد موسكو لعلم الأعراق البشريّة (Ethnology) وعلم الإنسان (Anthropology)، أن المجلس ارتكب “خطئاً فادحاً” في عدم دعم الاستفتاء حول الوضع المستقبلي لشبه الجزيرة (nazaccent.ru/content/10967-ekspert-bojkot-referenduma-byl-bolshoj-oshibkoj.html).

            يقول الباحث من موسكو أن قيادة تتار القرم أثبتت “عدم قدرتها على تقييم الحقائق التاريخية الجديدة، وفهم مواقف غالبية سكان القرم”. يجب على تتار القرم اان يعملوا ليسيروا جنبا إلى جنب مع الآخرين وليس “إحياء الذاكرة التاريخية اللعينة”، في اشارة الى الإبعاد الجماعي لعام 1944.

            وتعليق ثانٍ، من قبل فلاديسلاف غوليفيتش (Vladislav Gulyevich)، وهو محلل في مركز جامعة موسكو التّابعة للدّولة للبحوث المحافظة، وهو أكثر مدعاة للقلق. انه يوحي بأن حركة تتار القرم، مثل الحركة الشركسية في القوقاز، والّتي كانت مشروعاً “فاشلاً” موجهاً ضد روسيا من قبل الحكومات الغربية (regnum.ru/news/polit/1778717.html).

المصدر:

 (http://windowoneurasia2.blogspot.com/2014/03/window-on-eurasia-crimean-tatars-fear.html)

http://justicefornorthcaucasus.info/?p=1251672501
Share Button