نافذة على أوراسيا: معلق روسي يقول، الولايات المتحدة تخون مبادئها التأسيسية في أوكرانيا

نافذة على أوراسيا: معلق روسي يقول، الولايات المتحدة تخون مبادئها التأسيسية في أوكرانيا

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

            ستاونتون، 28 فبراير/شباط – إذا قرأ أي شخص الكلمات الإفتتاحية لإعلان الاستقلال الأمريكي، يقول معلق من المعارضة الروسية، هو أو هي سوف يروا على الفور ان الولايات المتحدة تقوم بخيانة مبادئ تأسيسها برفضها الوقوف في وجه موسكو في الدفاع عن أوكرانيا .

            وفي تعليق له على موقع كاسباروف آر يو (Kasparov.ru)، يقول الكسندر لوكيانوف (Aleksandr Lukyanov)، أنه على الرغم من الاخطاء وتكرار الفشل في متابعة دعم مبادئها في الماضي، فإن الولايات المتحدة قد تصرفت في كثير من الأحيان على أساس أنها كذلك وجعلت من العالم مكانا أفضل للتوازن من ما قد ستكون عليه في خلاف ذلك (kasparov.ru/material.php?id=531058A8F183A).

            ولكن في السنوات الأخيرة، وخاصة فيما يتعلق بأوكرانيا، لم تدافع واشنطن عن المبادئ الأساسية التي أعلن عنها مؤسسوها: الحقوق الطبيعية غير القابلة للتصرف لكل فرد، وشرعية الدول على أساس التعبير عن دعم المحكومين وحق الشعب لمقاومة الاستبداد .

             في معظم الصراعات الكبرى والصغرى الّتي حدثت في القرن العشرين (الحربين العالميتين والحرب الباردة، والحروب في كوريا وفيتنام، وصراعات متعدّدة في الشرق الأوسط وهلم جرا)”، ويتابع، وقد “اتخذت أميركا جانب أولئك الذين كانوا يناضلون من أجل الحرية ضد الطغيان”.

            على الرغم من أوجه القصور والأخطاء، “فإن فرضيّة ‘العالم من دون أميركا’ وهذا حلم ‘الوطنيين’ الروس كان يمكن أن يكون مكانا غير مريحٍ للغاية مما سيتيح للطغيان بأن يكون أكثر عددا والحرية أقل بكثير مما كانت عليه في العالم الحقيقي” نسبة للموجود في الوقت الحاضر .

              ويقول لوكيانوف، هذا هو ما يجعل السنوات القليلة الماضية مثيرة للقلق حتى لأولئك الذين يتطلعون إلى الولايات المتحدة. “إن تاريخ السياسة الخارجية الأمريكية تحت قيادة أوباما”، كما يقول، “كان تاريخاً من الهزائم والتراجعات” – في العراق، وسوريا، وإيران، والآن بشكل مأساوي في أوكرانيا.

                في حين أن البعض ويأمل بأن أحدا لن يفعل شيئا غير مرغوب فيه في أوكرانيا، هناك أدلة متزايدة على أن “بوتين سوف يتخذ قرارا بشأن التدخل المسلح و ضم شبه جزيرة القرم”، تحت ذريعة واحدة وغطاء أو آخر. يأمل المرء بأن ذلك لن يحدث، ولكن التاريخ الحديث “لا يعطي أساسا للتفاؤل”.

             ويقول لوكيانوف “إن القوة الوحيدة القادرة على ضمان فعالية وسلامة الأمن ووحدة أراضي أوكرانيا هي الولايات المتحدة”. ولكن الأحداث الأخيرة تشير إلى أن “الأمل في أن الولايات المتحدة بأنها سوف تدعم كما في المرات السابقة أولئك الذين يكافحون من أجل حريتهم هو اليوم مساوٍ للصفر”.

            أعلن وزير الخارجية الامريكية جون كيري بالفعل، يضيف لوكيانوف، أن “أمريكا وروسيا لن تدخلا في نزاع حول أوكرانيا”.   وقد ترجم ذلك من اللغة الدبلوماسية، وهذا يعني أو على الأقل بأنه سيتم تفسيره من قبل فلاديمير بوتين، “‘نحن لن ندعم أوكرانيا؛ إفعل ما شئت ‘”.

            والعديد الذين يروجون لمعاداة أميركا “يحبون أن يدعوا أميركا بِ’شرطي العالم’. للأسف”، “ويخلص لوكيانوف، “المشكلة [الآن] ليست أن أميركا هي الشرطي إلا أن الشرطي أصبح خجولاً ولن يدافع بعد الآن عن السّكان المسالمين ضد مثيري الشغب الذين لم يعودوا مقيدين” من قبل الولايات المتحدة.

المصدر: (http://windowoneurasia2.blogspot.com/2014/02/window-on-eurasia-us-is-betraying-its.html)

Share Button

اترك تعليقاً