أبخازيا جعلت القضية الشركسية قابلة للإشتعال أكثر بالنسبة لموسكو

الجمعة، 20 أكتوبر/تشرين الأول 2017

أبخازيا جعلت القضية الشركسية قابلة للإشتعال أكثر بالنسبة لموسكو

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

20 أكتوبر/تشرين الأول 2017

            ستاونتون، 20 أكتوبر/تشرين الأول— في الأسابيع القليلة الماضية، ونتيجة للمضايقات الرسمية ضد الناشط من الشابسوغ رسلان غفاشيف (Ruslan Gvashev)، أمست موسكو تُجابه ليس فقط ما وصف أحد الصحفيين الروس “ثورة ملوّنة صغيرة” بين الشركس، ولكن أيضا تدويلاً للقضية الشركسية بطريقة جديدة وغير متوقّعة.

            ولمناقشة قضية غفاشيف، وُجِدَ الرجل مذنبا بتنظيم اجتماع غير مصرح به عندما كان كل ما يفعله هو الصلاة في موقع مقدّس للشركس، حيث أن الشابسوغ هم مجموعة فرعية، وكيف أصبح ذلك “ثورة ملوّنة صغيرة”، أنظر إلى الرابط windowoneurasia2.blogspot.com/2017/10/a-small-color-revolution-breaks-out.html).

            وهذا سيء بما فيه الكفاية من وجهة نظر موسكو، لكن قضية غفاشيف كان لها تأثير سيؤدي إلى ولادة ما يصفه فاليري دزوتساتي (Valery Dzutsati) “الإتحاد الأبخازي-الشركسي الذي اصبح في طي النسيان”، وإلى التساؤلات في أبخازيا حول نوايا روسيا تجاههم، وكيف يجب على الأبخازيين الرد (kavkazr.com/a/nezhdannye-soyuzniki-cherkesov/28804318.html).

            ولسنوات عديدة وخاصة منذ الفترة التي سبقت بدء أولمبياد سوتشي، ظل الشركس في شمال القوقاز يحتجون “ضد سياسة السلطات الروسية في المنطقة”، وفقاً لما ذكره المعلق الشركسي. لكن حتى ظهور قضية غفاشيف، لم يكن الأبخازيون متورطين. الآن هم كذلك بشكل رسمي وغير رسمي على حد سواء.

            يقول ديفيد داسنيا (David Dasnia)، وهو سياسي وناشط أبخازي، إن على الروس أن ينسوا نهجهم السابق في السعي إلى دق إسفين بين الأبخازيين والشركس. وقد جمعت قضية غفاشيف الشعبين معا وتضمن أن الأبخازيين سوف يفعلون ما في وسعهم لدعم الشركس في المستقبل.

            الصداقة بين الطّرفين لها جذور عميقة. وفي الفترة بين 1992 – 1993، قاتل العديد من الشراكسة إلى جانب الأبخازيين ضد الجورجيين. وكان من بينهم غفاشيف نفسه. لكن بعد ذلك الصراع، فإن تحسين العلاقات بين الشراكسة وتبليسي أدّى إلى فتور العلاقات بين الشركس وبين جمهورية أبخازيا الانفصالية التي لا تزال غير معترف بها.

            وبالنسبة للأبخازيين، فإن غفاشيف يُذَكِّر بالماضي، خاصة وأنه حارب من أجل أبخازيا “ليس فقط في التسعينيات ولكن في عام 2008 أيضا في مضيق كودورسكي (Kodorsky). ويحمل الجنسية الأبخازية، وقد تم منحه أرفع ميدالية في الجمهورية، ويُذكر بأنه كان ضابطا يحث الأبخازيين على عدم التراجع عندما كانت المعارك تسير في غير مصلحتهم.

            ويقول داسانيا إنه وغيره من النشطاء لا يدعمون غفاشيف الآن فحسب، بل يطالبون بأن تفعل السلطات الأبخازية الشيء نفسه. وحتى أن بعض الأبخازيين حاولوا الانضمام إلى مظاهرات لدعم غفاشيف ولكن منعتهم قوات الشرطة الروسية من القيام بذلك.

            ووفقاً لدزوتساتي فإن “التدخل غير المتوقع للناشطين الأبخاز والحكومة في قضية غفاشيف يمكن أن يكون مرتبطا أيضا بعدم الرضا العام لسكان أبخازيا بشأن سياسة روسيا فيما يتعلق بحليفتها”. ويشعر الكثيرون بأن موسكو قد داست على حقوقهم وكرامتهم كدولة مستقلة.

            ويقول داسانيا من جانبه، وحتّى أنه يرى ان “أبخازيا كانت تتمتع بمزيد من السيادة قبل أن تعترف بها روسيا أكثر مما فعلت بعد ذلك”. والنتيجة هي أن الأبخازيين يبحثون عن حلفاء ودعم، وقد وجدوا حليفا في الشركس الذين يستفيدون هم أيضاً في الحصول على الدعم من الآخرين كذلك.

المصدر:

https://windowoneurasia2.blogspot.com/2017/10/abkhazia-just-made-circassian-issue-far.html

Share Button

اترك تعليقاً