يقع اللوم على القوى الغربية والنخب الشركسية بشأن عام 1864، كما يقول مؤرخ في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية

الأربعاء 26 سبتمبر/أيلول 2018

يقع اللوم على القوى الغربية والنخب الشركسية بشأن عام 1864، كما يقول مؤرخ في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

27 سبتمبر/أيلول 2018

            ستاونتون، 25 سبتمبر/أيلول في ما قد يصبح موضوعًا جديدًا للدعاية المضلّلة الروسية، يقول مؤرخ في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية (MGIMO)، فلاديمير ديغوييف (Vladimir Degoyev) إن رحيل مئات الآلاف من الشركس من شمال القوقاز إلى الإمبراطورية العثمانية كان نتيجة للعبة الكُبْرى بين روسيا والغرب في القرن التاسع عشر وكذلك لأوجه قصور النُّخب الشركسية.

            في مقال في العدد الجديد من نشرة إستعراض جنوب روسيا (Yuzhnorossiiskoye obozreniye)، يهاجم ديغوييف ما يصفه بأنه التبسيط المفرط من قبل النشطاء الشركس لما حدث قبل 150 عامًا بعد الاحتلال الروسي للأجزاء الشركسية من شمال القوقاز

(kavkazoved.info/images/myfls/2018/ap2018-97.pdf pp. 84-91).

            يقول الشركس ومعظم المؤرخين المستقلين إن ما حدث هو ترحيل لمئات الآلاف من الشركس على أيدي القوات الروسية، وهي عملية وصفوها بأنها إبادة جماعية لأن السكان طردوا من وطنهم وتوفي منهم في سياق ذلك عشرات الآلاف.

            غير أن ديغوييف يقول إن هذه نظرة ضيقة للغاية، معتبرا أن رحيل الشراكسة يعكس التقاء شيئين هما: التحدي المستمر لروسيا الذي أبدته القوى الغربية والإمبراطورية العثمانية كجزء من ”اللعبة الكبرى“ سيئة السمعة التي كانت تهدد قدرة روسيا على تطوير جوانب المجتمع الشركسي الذي يفضل الكثيرون تجاهله.

            فيما يتعلق بالشيء الأول، فقد عانت روسيا بعد هزيمتها في حرب القرم، وأطلقت إصلاحات الستينيات من القرن التاسع عشر، وكانت بحاجة إلى السلام أو على الأقل فترة راحة من التحديات العرقية المدعومة من الغرب في جنوبها. وكان الشركس هم الأخطر على الإطلاق من هؤلاء، ولذا كان على القوات الروسية أن تتعامل معهم.

            فيما يتعلق بالشيء الثاني، هناك جانبين يركز ديغوييف عليهما. فمن ناحية، لم يرفع الشركس على خلاف أي قوقازيين آخرين أي قائد يمكن أن يعلن نهاية للصراع، وبالتالي يمهد الطريق للتعايش السلمي بين شعبه والدولة الروسية.

            وعلى الجانب الآخر، كما يقول، كانت النخب الشركسية تخشى أن تفقد إيرادتها نتيجة لنهاية العبودية في روسيا في عام 1863، وهكذا روجوا لمغادرة شعبهم إلى الإمبراطورية العثمانية، سواء للآمال الخاطئة بأنهم سوف يحتفظون بإيراداتهم والحصول على حليف من شأنه أن يسمح لهم في نهاية المطاف بالعودة.

            من خلال إلقاء اللوم على النزوح الجماعي على الغرب وعلى النخب الشركسية، فإن ديغوييف لا يتجاهل فقط الدور الذي لعبته القوات الروسية في طرد الشركس عبر سوتشي بالقوة، بل يسعى أيضًا إلى دق إسفين بين الشركس في الداخل وفي الشتات والحكومات الغربية، وكذلك بين الشركس العاديين وأحفاد قادتهم السابقين.

            ومن غير المرجح أن ينجح هو وموسكو في القيام بذلك، لكنهما قد يعكران بشكل كاف المياه التي قد يبدأ البعض في الغرب من الذين يدعمون الشركس في حملتهم نحو العدالة التاريخية في التشكيك في اختيارهم. في الواقع، إذا أخذنا موضع ديغوييف في مؤسسة تابعة لوزارة الخارجية الروسية، فقد يكون ذلك هو هدفه وهدف موسكو الحقيقي.

المصدر:

http://windowoneurasia2.blogspot.com/2018/09/westernpowerscircassianelitesto.html

Share Button

اترك تعليقاً