جهود موسكو لاستفزاز الشراكسة للمشاركة في أعمال عنف ترتد على الكرملين

الأحد 30 يونيو/حزيران 2019

جهود موسكو لاستفزاز الشراكسة للمشاركة في أعمال عنف ترتد على الكرملين

بول غوبل (Paul Goble)

2 يوليو/تموز 2019

            ستاونتون، 28 يونيو/حزيرانمن خلال زرع المخدرات في مقتنيات مارتن كوشيسوكو، المدافع الجرئ عن الحقوق الشركسية، تأمل السلطات الروسية في استفزاز تلك الأمة التي طالت معاناتها في شمال القوقاز للمشاركة في نوع من الاحتجاجات العنيفة التي ستعطي موسكو ذريعة للبطش العنيف بقادتها.

            لكن هذا الجهد يأتي بنتائج عكسية باتجاهين مهمين، كما يشير مقال جديد في صحيفة نوفايا غازيتا (Novaya gazeta). فمن ناحية، من خلال التركيز على الحركة القومية الشركسية، أكدت موسكو عن غير قصد مدى قوة هذه الحركة في الأشهر الأخيرة. ومن ناحية أخرى، أتاحت الفرصة للشركس لاحالة قضيتهم الى الروس على نطاق أوسع.

            في الماضي، كما يروي النشطاء الشركس لإيليا آزار (Ilya Azar) من الصحيفة الموسكوفية، أن السلطات الروسية تجاهلت إلى حد كبير الاحتجاجات الشركسية، وهو نهج كان ينزع إلى تسريح وحل الحركة الوطنية لأن مؤيديها يتساءلون عن جدوى الاحتجاج إذا كان سيتم مواجهتهم فقط بالتجاهل (novayagazeta.ru/articles/2019/06/28/81058-v-ozhidanii-chuda).

            الآن، ونظرًا لتطور الحركة، يولي المسؤولون الروس الاهتمام؛ ويسلط اهتمامهم الضوء على نمو وقوة الحركة التي تجاهلتها السلطات في وقت سابق على اعتبار أنها عديمة الأهمية. لكن كان لها أيضًا نتيجة أخرى: فقد أتاحت للشركس فرصة لإيضاح وجهة نظرهم إلى جمهور أوسع. ومقال آزار مثال واضح على ذلك.

            وفي أكثر من 5000 كلمة، يعرض الصحفي تفاصيل مطالب الشركسبعودة مواطنيهم من سوريا والعراق، ولدعم لغتهم، والاعتراف بتهجير عام 1864 كإبادة جماعية، ولتوحيد المجموعات والأقاليم الشركسية الفرعية في أمة واحدة وضمن جمهورية موحّدة.

            وقبل أن تبدأ موسكو هذه الحملة الجديدة بتهم ملفقة ضد كوشيسوكو، فإن وسائل الإعلام ما كانت ستعرف عن مثل هذا المقال وستتجاهله ولن يسمع به أحد مطلقا. الآن، ومع قيام الروس باستخلاص أوجه الشبه بين ما تفعله السلطات المفترضة لهم والشركس، فإن ذلك يتغير (windowoneurasia2.blogspot.com/2019/06/russian-authorities-apply-same-tactics.html).

            ونتيجة للهجمات الرسمية، يحصل الشراكسة على دعم من أوساط أوسع نطاقا؛ وقد شجعهم كل من هذا الاهتمام وهذا الدعم على تبني مقاربة منضبطة لن تمنح موسكو أية فرصة لنوع من الرد القمعي الأوسع الذي كانت تأمل فيه.

            في نهاية الحقبة السوفيتية، لوحظ في بعض الأحيان أن الكرملين كان يعتقد أنه يمكن أن يحارب ما أصبح  يشبه حريقًا للشحوم من خلال سكب المياه عليه، دون إدراك أن القيام بذلك لن يؤدي إلا إلى نشر الحريق وليس إلى إخماده. والآن، ومرة أخرى، يرتكب الكرملين الخطأ نفسه من خلال مهاجمة الشركس بهذه الطريقة.

            فبدلاً من التعرض للترهيب، فقد تم تشجيعهم؛ وبدلاً من التجاهل، فإنهم يكتسبون حلفاء جدد؛ وبدلاً من كونهم هزموا لأن موسكو كانت تأمل في أن يكونوا كذلك بعد ألعاب سوتشي الأولمبية، فإن الشركس يظهرون قدرتهم على متابعة أهدافهم بطرق تجدها القوى الموجودة في موسكو أكثر صعوبة بمكان، أكثر من أي وقت مضى.

المصدر:

https://windowoneurasia2.blogspot.com/2019/06/moscows-efforts-to-provoke-circassians.html

Share Button

اترك تعليقاً