كيف يستعيد الشراكسة جذورهم بعد 100 عام من القمع

كيف يستعيد الشراكسة جذورهم بعد 100 عام من القمع

أدون أدناه ترجمة لمقال بعنوانكيف يستعيد الشراكسة جذورهم بعد 100 عام من القمع، يتناول فيه بعض الأمور الهامة المتعلقة بما حدث للأمة الشركسية وتداعيات ذلك الى وقتنا الحاضر.

وأود أن أسجل تحفظي على الأرقام المدونة في المقال، والتي يجب مراجعتها لتقديم الأرقام والأعداد التي تعتمد على التوثيق حسب الأصول.

قام المؤلف الشهير والت ريتشموند (Walt Richmond) بنشر تغريدة على تويتر وذكر فيها ما يلي: ”يشير كاتب المقال إلى أن روسيا قتلت 400000 من الشركس، لكن في تقديري، واستنادًا إلى الوثائق الأرشيفية وحسابات شهود العيان، فإن الرقم بحده الأدنى هو 850،000، بمن فيهم من ماتوا بسبب المرض والغرق“. (https://twitter.com/Walt_Richmond/status/1150409346985021440?fbclid=IwAR1bhwFhj6rEjOI7W4ap_BvpWLOZRAE2hMV3zcGMQKlCTJvG66kDFnIKJSc)


كيف يستعيد الشراكسة جذورهم بعد 100 عام من القمع

صلاح الدين مظاهري (SALAHUDDIN MAZHARY)

10 يوليو/تموز 2019

ترجمة: عادل بشقوي

17 يوليو/تموز 2019

في حين أن هذا العام يصادف الذكرى 155 لإبادة الشراكسة، إلا أن هناك حركة ثقافية نابضة بالحياة ومتنامية في شركيسيا التاريخية وديار الإغتراب.

فقبل أيام قليلة من الذكرى الـ 155 للإبادة الجماعية الشركسية في 21 مايو/أيار، وصلت إلى نالتشيك، عاصمة جمهورية قباردينوبلكاريا، من أجل الإجتماع إلى مادينا سرالب (Madina Saralp)، وهي مصممة أزياء مشهورة في شمال القوقاز، والتي تكاد تنفرد بإحياء أحد بقايا التراث الشعبي الشركسي.

وعلى فنجان من الشاي وكعك الكريمة، أخبرتني سرالب بصراحة عن مسيرتها التي تتناول وتتعلق بالأزياء الشركسية التقليدية. في التسعينيات من القرن الماضي، وبعيد انهيار الاتحاد السوفياتي بفترة وجيزة، كان إنتاج التراث غير عصري وكان عمليا قد تم إهماله.

بدأنا في بادئ الأمر في تكييف الأزياء الشركسية مع العصر الحديث. ومع ذلك، يسعدني أن أقول إن الشباب اليوم في وطننا التاريخي يعودون إلى الأزياء الشركسية الكلاسيكية التي كانت شائعة منذ أكثر من 100 عام، وذلك حسبما صرّحت به سرالب إلى شبكة الأخبار التركية الدولية (TRT World).

يقدر المؤرخون أن في الفترة من 6 مارس/آذار إلى 21 مايو/أيار 1864، قتلت الإمبراطورية الروسية أكثر من 400000 من الشراكسة، والذي بلغ حد الإبادة الجماعية. وتم نفي جزء كبير من هذه الأمّة الواقعة في شمال القوقاز وتشتتت في جميع أنحاء العالم، حيث أن ما يقرب من أربعة ملايين موجودون حاليا في الشتات، وما يقرب من مليونين منهم يقيمون في تركيا. وبقي 50000 فقط في وطنهم التاريخي، حيث يبلغ تعدادهم في الوقت الحاضر ما يقرب من 400000 نسمة.

ألحقت الحقبة الإمبراطورية القيصرية أضراراً دائمة على الثقافة الشركسية داخل المناطق الروسية واستمر الهجوم الثقافي حتى سقوط الاتحاد السوفيتي في عام 1991*. وفي فترة ما بعد الحقبة السوفيتية من تخفيف القيود، يلحق الشراكسة الآن الركب بشكل محموم حيث كانوا متعطشين لذلك لأكثر من قرن. ويلعب أشخاص مثل سرالب دورًا مهمًا في إحياء لباسهم القومي، مع أنها متواضعة بما فيه الكفاية لدرجة أنها لا تنشد الثناء فيما يتعلق بتجديد الثقافة الشركسية من خلال عملها.

هناك اختلاف في الرأي حول الحقبة السوفيتية، ويعتقد البعض أن السلطات قسمت السكان الشركس بين جمهوريات فيدرالية مختلفة، والبعض الآخر مثل مُضيفي أصلان يعتقد أن السوفييت ساهموا بشكل إيجابي في إضفاء الطابع المؤسسي على الثقافة الشركسية.

وقالت سرالب: ”يمكنني القول انه إن لم أقم بذلك، فإن القضاء والقدر قد يُيَسِّرَ شخصا آخر قادرا على الاضطلاع بهذا الدور المتمثل في إحياء الثقافة“.

وتأتي الوفود لزيارة سرالب في كل صيف من منظمات الشتات الشركسي المتواجدة في بلدان أخرى. ”الجميع حريصون للغاية على زيارة مركز مادينا سرالب للفنون الثقافية. وكان لدينا في العام الماضيعام الروابط الثقافية مع اسطنبول“. كما عرضنا أعمال المصممة الشركسية الأردني زينة السعيد ومركز شامل الثقافي [الذي يصنع الصناعات اليدوية للشباب من أصل شركسي]“، كما قالت.

إذا لم تحصل سرالب على ما يكفي من الأعمال داخل الجمهوريات الثلاث التي يقطنها الشراكسة وبشكل عام داخل شمال القوقاز، فستظل مستمرة في العمل بسبب طلبيات كبيرة لفساتين الزفاف التي تأتي من شراكسة الشتات في أرجاء الشرق الأوسط.

قالت سرالب إن بعض منتجاتها الرئيسية تتميز عن غيرها في السوق. وأضافت: ”أنا استخدم فقط أفضل الأقمشة ذات الجودة العالية في تفصيل فساتين الزفاف. وثانياً، في جميع أنحاء المنطقة، كنت رائدة في تكييف وتهيئة الشركيسكا (cherkeska) التقليدية وما يماثلها للنساء، أديغا فاشا (الزي الشركسي) لاحتياجات عصرنا الحديث؛ وبشكل جوهري فقد ساعدت في جعل أزياءنا التقليدية شائعة مرة أخرى بين أفراد شعبنا الذين أهملوها نوعا ما، حيث أصبح لي حضورا راسخا وخبرة وثقة في عالم الأزياء الإقليمي، وتحمس الناس في نهاية المطاف لإحياء أهمية ارتداء الملابس التقليدية“.

وأوضحت سرالب بأن التبني الإقليمي لشركيسكا، وهو الزي الشركسي للرجال مع جيوب صغيرة أنيقة لحفظ خراطيش البارود (iconic gaziri)، حيث يعود هذا الزي إلى الفترة من سبعينيات القرن الثامن عشر إلى أواخر القرن التاسع عشر عندما كان القوزاق يعملون تحت قيادة الإمبراطورية الروسية من أجل إخضاع القوقاز.

وتابعت قائلة: “كانت إحدى استراتيجياتهم اعتماد وتقليد الزي العسكري والعادات الخاصة بالشعوب الأصلية التي كانوا يقمعونها، لذا اعتمدوا الشركيسكا لقتالنا في الزي الخاص بنا“.

ليس كل شخص يمكنه شراء منتجات ملابس سرالب، والتي تبدأ أسعارها من 1،550 دولارًا للقطعة الواحدة.

بينما هي تدرك حقيقة أن الملابس التي تبيعها باهظة الثمن بالنسبة للناس العاديين في القوقاز، إلا أنها تضيف بأنه من أجل الحفاظ علىطبيعة الجودة العالية لصناعتنا، فإن منتجاتنا قادرة على الاستمرار لأجيال وتصبح في حد ذاتها من عناصر التراث الثقافي، والتي يمكن تناقلها“.

يظهر العزم الجماعي على إعادة الاتصال بالجذور في أشكال تعبير أخرى في المنطقة. كنت محظوظة بما فيه الكفاية للتمكن من خلال العمل من خلف الكواليس للوصول لحفل زفاف تقليدي في قرية أوشيغر (Aushiger)، خارج نالتشيك (Nalchik). وكنت برفقة أصلان ناكوف (Aslan Nakov)، أحد أشهر محترفي إقامة حفلات الزفاف في قباردينوبلكاريا.

رأيت مباشرة العمل الذي يقوم به أصلان في إحياء التراث الموسيقي والرقصات التي كانت في شركيسيا الغابرة، مثل فن أداء رقصة قافا (Qafe)، حيث درّبَني أصلان على الأساسيات بصبر. كل مساء أربعاء من كل أسبوع، يجتمع الشباب بأعداد كبيرة لرقص القافا في وسط العاصمة، حيث يجتمع الشباب بأعداد كبيرة لرقص القافيا. وكان أصلان ضمن مئات آخرين ينشطون في مجال التراث الثقافي في جمهورية قباردينوبلكاريا، جزءًا من مسيرة كبرى سمحت بها سلطات مدينة نالتشيك المحلية في 21 مايو/أيار، لإحياء الذكرى السنوية الخامسة والخمسين بعد المائة للإبادة الجماعية.

لقد كان من دواعي سروري أن ألقى تجربة الضيافة المحلية، والإقامة في منزل أصلان (أعني أصلان آخر، حيث يرأس أصلان هذا، الموقع الرسمي على صفحة  إينستاغرام {Instagram} الرسمية الخاصة بمدينة نالتشيك) ​​وتذوُّق الأطعمة التقليدية مثل الباستا ماراميسا (pasta maramisa) التي تتكون من (السميد، والقشطة الحامضة والجبن)، وجانشيبس {zhanships} وهو (حساء الفاصوليا)، و ليغور {lighoor} المكون من (اللحم المدخن).

لخّصَتْ سرالب، مصممة الأزياء بشكل بالغ التأثير النهضة البطيئة، التي هي مهمة للثقافة الشركسية. فقالت: ”بعد 150 عامًا وعلى الرغم من محاولات القضاء علينا وعلى ثقافتنا، ما زلنا هنا، حيث أن تراثنا الشركسي متجذر في جيناتنا وعليه سنصمد ونستمر“.

المصدر:

https://www.trtworld.com/perspectives/how-circassians-are-reclaiming-their-roots-after-100-years-of-suppression-28103

Share Button

اترك تعليقاً