(….قادة النعجة والهراوة….)

على هامش فعالية الجمعية الخيرية الشركسية في عمان في٢٨ اكتوبر ورد على تعليق السيد ينال حتخ والاسلوب الذي تهجم فيه على ضيوف الجمعية وحضورها وادارتها في تعليقه.


 

(.…قادة النعجة والهراوة….)


(…حَّينَابْ…) هي الكلمة التي يربي الشراكسة أجيالهم على اصولها وهي سحرية الوقع عندما يسمعها الصغار ويتذكرها الكبار ويرددها المسنيين .
هي بذاتها الكلمة التي تربط الشركسي بإنسانيته ليعيش فخوراً وعزيزياً دوماً في محظور منظومتة الأخلاقية من الآديغة خابزة وحتى لايَسمح ان يقال له يوماً ( وا آديغة با ؟) !
و(حيّنابْ) تختلف رسالتها كلياً عن مفهوم مبدأ “النعجة والهراوة” المستنسخ مسخاً من اخلاقيات دخيلة!


وضعت الآديغة خابزة في حضن صدارتها احترام المرأة، والاكبر سناً ،والضيف أيَّما كان .وعلت وظهرت واضحةً لمرتبة نبالة الشركسي واصول عائلته بقدر تعلقه ومراعاته لتلك االأساسيات.
ومبدأ “النعجة والهراوة” ،والحال هذه قد يوضح تماماً خلفية من يكتب بمنطقه عن من يكون في حرمة البيت الشركسي الأكبر في عمان وخاصة عندما يكون بين الضيوف سيدات شركسيات بينهم من جاء من امريكا وتركيا وشركيسياوابخازيا وجورجيا وعمان . وعندما يكون الضيوف
في رحاب وترحيب “الآديغة خاسا ” ضيوف شرف وممثلين دول جاؤا ليظهروا الود والاحترام لحضور المجتمع الشركسي الذي ضم العديد من وجهاء وأعيان الآديغة حيث حضروا إكراماً للضيوف (أيَّاً كانوا) وليستمعوا لهم باحترام.
من يستطيع ان يهدد ابناء قومه عندما يكونوا ضيوفاً في جمعيته بأن”..يتلمسوا الزجاجة على رأسهم..” حريّ به ان يعيد النظر بمفهومه ولما تعلمه ويعلمه للأجيال الشركسية الفتية من الأسس الاخلاقية والاجتماعية التي حافظ عليها بأمانة واحترام مطلق كل المجتمع الشركسي في الاردن لأكثر من قرن ونيف !
“..والشركسي الذي افاق بالأمس ووجد نفسه يعمل لإحياء قضية شعبه بعد ان بلغ من العمر عتياً..” وينفق أمواله ووقته ناشطاً في سبيل شعبه أولى بالتقدير والاحترام من الذي يتقاضى مرتباً شهريًا كي يعمل لابناء شعبه “..منذ نعومة اظفاره..” ! والصفات المتوارثة عند ابناء العائلات الشركسية “النبيلة” ان لايقللوا من قيمة الأخرين ليمتدحوا انفسهم مهما كان السبب والثمن.
والشراكسة الناشطون في الولايات المتحدة مواطنيين امريكيين شرفاء وليسوا في حضن الحكومة ألأمريكية ولايعملوا لمؤسسة الجيمس تاون هي مؤسسة دراسات صغيرة وغير حكومية وغير ربحية .وليس لتلك المنظمة او غيرها ( في ايّ وقت كان و مهما كانت اهميتها) ان تفرض علينا ارائها او اجنداتها او سيطرتها في ايّ شكلٍ كان !
وكل ما فعلناه الى اليوم هو جهد شركسي قومي شخصي وجماعي شريف وهو لدينا اغلى واثمن واعز من ايّ مالٍ في الدنيا واهم من ايّ نفوذ ولن يستطيع احدٌ شرائه اوالسيطرة عليه لمصلحة ما ،غير مانؤمن بأنه سيكون هدف شركسي قومي نبيل .وكل ما أنفق على كل النشاطات الشركسية ماديًا جاء كرماً من تبرعات ابناء شعبنا الطيب دعماً وسندناً خيّراً.
وكل مجهودنا ينبثق من خلال حقوقنا القانونية كمواطنين امريكان في فسحةالحياة في امريكا التي تمنح حرية الرآي والتعبير والنشاط والحماية القانونية والإمكانيات المادية الخاصة والشريفة . حيث نعمل من هذا المنطلق (بدون علاقات سريةواجندات خفيةكما يشيع البعض كذباً) مع سياسيين وغيرهم من المواطنين والمثقفين الامريكان ونستفيد من العلاقات الصادقة مع كل الاشخاص والمؤسسات والأقليات في امريكا الذين عانوا من انتهاك روسيا لحقوقهم مثلنا والذين يقفون بخبرة وبصدق مع حقوق الانسان ويشاركوننا الآمل في ان يكون المستقبل القومي لشعبنا الشركسي الحبيب في ارضه افضل مما هو عليه الآن.
وبالطبع الروس وحلفائهم وعملائهم واتباعهم وخدمهم وعبيدهم من ابناء شعبنا وغيرهم لم ولن يكونوا راضيين عندما يعلوا صوت الحق الشركسي في مجتمعات حرية الرآي والتعبير والديموقراطية والقانون مطالباً بحقوقنا المسلوبة ! لذلك ينشروا ويروجوا الدعايات والإشاعات الكاذبة الهادفة الى خرق الصف الشركسي العالمي وإبعاد ابناء شعبنا عن صدق اعمالنا وآمالنا للمستقبل! ولتشويه معنى علاقاتنا مع من يقف معنا ويمد لنا يد العون ويساعدنا لتعريف العالم بمأساة وبقضية شعبنا .
وشعبنا الشركسي هو (( الآديغة )) ، والابخاز والشيشان والانغوش والاوستين والداغستان وغيرها من بعض الشعوب القفقاسية الأخرى لايسمون انفسهم شراكسة في بلادهم. علماً بأن وجودهم معنا في مجتمعات الشتات بأعداد قليلة دعى الاخريين ان يسمونهم شراكسة .والآديغة في الشتات رحبوا بإنتمائهم الشركسي الينا فخراً واحتراماً ومحبةً لما بيننا وبينهم من عقود في ظروف العيش المشترك و تشابه العادات والتقاليد وأواصر القربى والتأخي الطيبة ووحدة المصير والآمال.
“..شركيسيا الآديغية..”هي الوطن الوحيد لشعب الآديغة بشقيه في الوطن والمهجر وتعريف هويتنا من خلاله بوضوح مطلق سيكون اهم عامل في وجودنا المستقبلي كشعب بإذن الله.
والقفقاس بشماله وجنوبه وشرقه وغربه هي منطقة جغرافية فقط كالبلقان والبلطيق وغيرها ..وهي اوطان يسكنها العديد من الشعوب القفقاسية التي تتماثل وتتقارب وتتباعد على نسب مختلفة في الاصول والعادات والتاريخ واللغة وآمال المستقبل .
ويبقى الشعب الشركسي ” الآديغي” في الوطن والمهجر اكبر شعوب القفقاس عدداً واكثرها نفوذاً وانتشاراً في في بلدان المهجر والعالم ! وعامل الامتداد العالمي هذا وصلته القوية مع اهلنا في الوطن هو الذي يؤرق سياسة روسيا وتسعى بسببه للسيطرة على مجتمعات الشتات الشركسي من خلال السيطرة المباشرة وغير المباشرةعلى العديد من مؤسساتنا وعلى الجمعية الشركسية العالمية .وتنشر الدعايات الكاذبة والإشاعات المغرضة لتقويض ايّ عمل شركسي قومي في البلدان المتاح فيها حرية الرأي والتعبير والعمل ،حيث نتحدى ونقاوم محاولة روسيا في الهيمنة على ايّ من مؤسساتنا الشركسية.
تلك المؤسسات التي اذا اتيحت لها الفرصة ان تعمل الى مايرنو اليه شعبنا الشركسي ستتمكن بسرعة من تطوير وتحديث الواقع من مرحلة ” الهم الشركسي” الذي نحمله جميعاً الى مرحلة بداية تحرك الفكر والعمل القومي الشركسي الذي هو الآمل الوحيد لاستمرارية وجودنا كشعب في هذا العالم و على إتصال وثيق بارضه ككل الشعوب الأخرى التي تعيش في اوطانها.
مجلس ” قادة النعجة والهراوة” ومُنظّري نظرية ” تلمس الزجاجة على الرأس ” واصحاب مقولة ” فرسان الانترنت” ومن يتهمون اخوتهم جهلاً وكذباً بالجلوس في حضن امريكا ،بالاضافة الى من تسمح له تنشئته التربوية بخرق قوانين الضيافة المقدسة في الجمعية الخيرية الشركسية (بيت الآديغة الأكبر في الاردن) ومن تخول لهم اخلاقياتهم ان يتطالوا على أعياننا ووجهائنا الأكبر سناً عليهم ،إذا استيقظ الضمير ، ان يفكروا مرة ثانية بمعنى المقولة الشركسية :
” فكر قبل ان تتكلم وانظر قبل ان تجلس” ..! وإذا ما استيقظ ضميرهم غداً صباحاً عليهم ان يكتبوا وبالخط الاحمر العريض على “المرآة” عندما ينظروا اليها كلمةً واحدةً فقط : …حَّينَابْ…!

اياديوغار
نيوجرسي ١٤-١١-٢٠١٩

نقلا عن صفحة السيد إياد يوغار على فيسبوك.

https://www.facebook.com/iyad.youghar

 

 

Share Button

اترك تعليقاً