شعور موسكو بالقلق إزاء تحرك الشركس للإعلان عن قوميتهم المشتركة، يمتد إلى الهجوم

الأحد، 15 ديسمبر/كانون الأول 2019

شعور موسكو بالقلق إزاء تحرك الشركس للإعلان عن قوميتهم المشتركة، يمتد إلى الهجوم

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

18 ديسمبر/كانون الأول 2019

ستاونتون، 12 ديسمبر/كانون الأول لا يستطيع إيديولوجيو نظام بوتين الاعتقاد بأن الناس العاديين، سواء الروس أو غير الروس منهم، يستطيعون أن يفعلوا ويعبروا عن مصالحهم الخاصة وأنهم قادرون على اتخاذ إجراءات دفاعية عنهم. وبالتالي، عندما يفعل هؤلاء الأشخاص ذلك، فإن أول ما يشير إليه أنصار بوتين هو أنه يتم تنظيمهم وإظهار ذلك بأنهُ لعب دور من قبل قوى خارجية (https://caucasuswars.com/2019/12/15/whydoesthekremlinfearthecircassiansbeingcalledcircassians/?fbclid=IwAR26BXJ4gubcvVm0oucBz7rPOr5m8catDZsmmxDNXUIUNbocXcVfJBhA).

علاوة على ذلك، كلما كان أي عمل يقوم به أشخاص عاديون، ومرة أخرى سواء كان ذلك روسي وغير روسي، فإنه يهدد القوى المفترضة، والأكثر إصرارا وفظاعة هي الاتهامات التي وجهها البوتينيون ضدهم. وبالتالي، في حين أن قراءة مثل هذه الإصدارات غير سارة ، إلا أنها ربما تكون أفضل مؤشر على أن تصرفات الأشخاص لها تأثير.

إن أحدث هجوم من نوعه، لكنه بعيد عن كونه الهجوم الوحيد الذي وقع للتو، هو الذي وجهته الجماعة الشركسية المُقسَّمة من قبل الإتحاد السوفياتي لإعلان اسم إثني مشترك في إحصاء عام 2020 القادم، وهو إجراء يعتقد مؤيدوه أنه سيساعد أمتهم على البقاء وحتى يعطي دفعة جديدة لجهودهم لاستعادة شركيسيا موحّدة وشمول الشراكسة المتواجدين الآن في المنفى.

ذلك الجهد، الذي ربّما يعد الأكبر من نوعه من قبل الشراكسة، منذ أن أحرجوا فلاديمير بوتين من خلال لفت الانتباه إلى حقيقة أن أولمبياد سوتشي التي عقدها كانت تجري في موقع ارتكبت فيه القوات القيصرية في عام 1864 إبادة جماعية ضد أسلافهم عبر قتل أو ترحيل هؤلاء الشراكسة الذين قاتلوا حربا استمرت 101 عاماً ضد الروس.

يروج الشركس في الوطن وعلى الصعيد الدولي الآن لفكرة أن الشركس الذين قسمتهم موسكو إلى ”قوميات“ متفرّقة الأديغي، والشركس، والقباردي، والشابسوغ يجب أن يستحضروا حقوقهم ويُعلنوا أنفسهم شراكسة (windowoneurasia2.blogspot.com/2019/12/circassian-drive-to-declare-common.html).

إذا قام عدد كبير منهم حتى لو كان كما هو متوقع أن يقوم الإحصاء الروسي بتزوير النتائج فسوف يبرز ذلك ازدواجية في استراتيجية موسكو ”فرِّق تسد“ في شمال القوقاز ويؤدي بلا شك إلى مزيد من النمو في الثقة القومية الشركسية وللمطالب باستعادة جمهورية شركسية موحّدة في الإقليم.

إن هذا التصرف بخصوص إثبات الذات القومية من شأنه أن يوجد مشاكل خطيرة لموسكو، ليس فقط من خلال لفت الانتباه إلى الجرائم الروسية ضد الشركس ولكن أيضًا إثارة الشكوك حول شرعية التقسيمات التي فرضتها في شمال القوقاز وفي أماكن أخرى، وحتى حكمها على تلك المنطقة ومناطق أخرى.

نتيجة لذلك، يواصل المعلقون الروس شن هجوم، قائلين بأن هذا الجهد لا علاقة له بالمصالح الشركسية، بل هو مثال آخر على استخدام الغرب بمثل هؤلاء الناس الذين يقول الروس إنهم يرغبون في بعض الأحيان في التعاون ولكن في حالات أخرى يتم توظيفهم عن غير قصد لزعزعة استقرار المنطقة وتقويض حكم موسكو وفلاديمير بوتين شخصيا.

وأحدث مثال على هذا الهجوم هو مقال من قبل رسلان ريازانتسيف (Ruslan Ryazantsev) في موقع وكالة أنباء سيغودنيا (Segodnya) الموسكوفية والذي يقول بأن ”الغرب يُنَشِّط مجددًا {الموضوع الشركسي}“، لدعم ”الشركس المزيّفين“ الذين ليس لديهم دعم في المجتمع، ويبتدعون أساطير زائفة عن الشعب الشركسي لتولّي قيادة الآخرين إلى الضلال (pda.segodnia.ru/content/222343).

يعرب ريازانتسيف عن غضبه الشديد إزاء الترويج لدعوات من مختلف المجموعات الشركسية لإعلان أنفسهم أعضاء في قوميّة شركسيّة موحّدة في تعداد عام 2020، شاجباً بشكل خاص أعمال عادل بشقوي والدعم الذي لقيهُ من قبل الشراكسة الآخرين وكذلك من قبل الأمريكيين والجورجيين.

”لماذا يتعامل الأيديولوجيون الأمريكيون بعد فترة معينة من الهدوء مرة أخرى بنشاط بالإضطلاع بترويج المعضلة الشركسية ويحاولون زعزعة استقرار الوضع في شمال القوقاز؟“ يسأل المُعلِّق بطريقة خطابية. ”الإجابة ليست واضحة ولكنها بسيطة: لقد اغتنمت السلطات الروسية فرصة حق التقدم على الآخرين بثقة“.

يُكْمِل المُعَلِّق أنّهُ كما قال فلاديمير بوتين في العاصمة قباردينو – بلكاريا في 29 نوفمبر/تشرين الثاني، فإن قضايا العلاقات القومية لا تختفي. إنها تتطلب اهتمامًا مستمرًا “تمامًا مثل ”صِحَّة الإنسان“. ومقال ريازانتسيف هو نوع من الاهتمام لشأنهم الذي يوافق عليه الكرملين بوضوح، ويشعر بالحاجة إليه في هذه الحالة.

المصدر:

https://windowoneurasia2.blogspot.com/2019/12/moscow-worried-about-circassian-drive.html

Share Button

اترك تعليقاً