الشابسوغ والروس في مواجهة بشأن السكك الحديدية في سوتشي والتي تحفز الشراكسة في كل مكان

الشابسوغ والروس في مواجهة بشأن السكك الحديدية في سوتشي والتي تحفز الشراكسة في كل مكان

الناشر: أوراسيا ديلي مونيتور المجلد: 17 العدد: 20

بقلم: بول غوبل (Paul Goble)

13 فبراير/شباط 2020

ترجمة: عادل بشقوي

16  فبراير/شباط 2020

Circassian protest against the Sochi Olympics (Source: Time.com)
Circassian protest against the Sochi Olympics (Source: Time.com)

فلاديمير بوتين متخصص في العمليات ”الهجينة“، حيث يغطي الهدف المتوخّى لأي خطوة ، أساليبه ودوافعه الحقيقية. وقد أطلق مسعى مشابها آخر في سوتشي، حيث تستخدم حكومته خططًا لبناء خط سكة حديد جديد كوسيلة لتدمير مجموعة عرقية أصلية على نحوٍ فعال. ولكن نظرًا لأنه كان لابد من إبطاء الخطط من أجل تمويل جسره إلى شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا، فإن المجموعة المعنية – الشابسوغ (Shapsugs)، هي إحدى المجموعات الفرعية الـ 12 للأمة الشركسية كان لديها الوقت لتنظيم وتعبئة الدعم بين الشراكسة ليس فقط في شمال القوقاز ولكن دوليا. ونتيجة لذلك، فإن برنامج بوتين يأتي بنتائج عكسية: فعلى المدى القصير، قد ينجح في القضاء على بعض القرى الشركسية؛ ولكن على المدى الطويل، فقد ضمن نهضة شعب الشابسوغ وأعطى بصورة غير مقصودة طاقة جديدة للقضية الشركسية.

نال الشابسوغ والطريقة التي يرتبط بها مصيرهم بالمشاريع الروسية اهتمامًا دوليًا في الفترة السابقة للأولمبياد الشتوي لعام 2014 في سوتشي، وهو الموقع الذي طردت منه القوات القيصرية في القرن التاسع عشر ما يقرب من مليون من الشراكسة في ختام التقدم الروسي في وطنهم التاريخي. لم يتبق سوى حوالي 10،000 من الشابسوغ في منطقة سوتشي، لكن أكثر من 800،000 يقيمون في الخارج. وهم بالتالي، لا يشكلون سوى جزءًا صغيرًا من 700000 من الشراكسة الذين يعيشون في شمال القوقاز، لكنهم يشكلون جزءًا كبيرًا من الشراكسة الذين يعيشون خارج الحدود الروسية الحالية والبالغ عددهم 5 ملايين.

نظرًا لأنهم كانوا الأكثر تأثرًا على الفور نتيجة لبناء منشآت أولمبياد بوتين في عام 2014، فقد أخذ الشابسوغ زمام المبادرة في لفت الانتباه إلى قرار الحكومة بعقد مباريات رياضية دولية في الموقع وفي الذكرى السنوية المائة والخمسين لما يعتبرة كثير منهم وآخرين، بما في ذلك حكومة جورجيا، ”إبادة جماعية“. الآن، ونتيجة لجهود بوتين الضخمة الجديدة، يتحدث الشابسوغ مرة أخرى.

خلال زيارة إلى سوتشي في نهاية العام الماضي، قال زعيم الكرملين إن خط السكة الحديدية الحالي على طول سد البحر الأسود في سوتشي يجب أن يتحول إلى الداخل لأسباب أمنية ووطنية (Efcate.com, December 24, 2019). لكن المسار الجديد سيتطلب تدمير العديد من أحياء الشابسوغ الباقية في المدينة والقرى المجاورة؛ وبالتالي، فإنه يمثل تهديدًا لبقائهم المستمر في ذلك الركن من جنوب غرب روسيا. لقد حرص المسؤولين الوطنيين والإقليميين والمحليين على إظهار التزامهم لتلبية رغبات بوتين عبر الإسراع في الدفع بذلك، متجاهلين مصالح الشابسوغ. وهذا أمر سهل بالنسبة لهم لأن الشابسوغ يفتقرون إلى الاستقلال الذاتي الإقليمي وليس لديهم أي ممثلين في هيئات سوتشي الحكومية المحلية (Kavkazr.com, November 23, 2018).

غير أن المنظمات العامة للشابسوغ ناشدت المدينة والسلطات الفيدرالية أن تأخذ على الأقل مخاوفها في عين الاعتبار عند اتخاذ قرار بشأن مسار السكة الحديدية الجديدة. لكن حتى الآن، تجاهلهم المسؤولون إلى حد كبير، وأعلنوا أن أي نازحين من الشابسوغ سوف يتلقون شققا حديثة شاهقة ويجب أن يكونوا سعداء (see EDM, January 16; Windowoneurasia2.blogspot.com, January 14).

الآن، ومع ذلك، يتم تناول قضية الشابسوغ من قبل الشراكسة في أماكن أخرى في شمال القوقاز والخارج. وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة القوقاز تايمز التي تصدر في براغ (Praguebased Caucasus Times) في عام 2017، اقترح رسلان غافشيف (Ruslan Gvashev) أن هذه الخطوة الروسية الأخيرة ستأتي بنتائج عكسية لأن الشابسوغ يشعرون بأنهم محشورون في زاوية بينما سيتم حشد الشركس الآخرين لدعم القضية الشركسية ككل. نظرًا لأن الشركس يتعاطفون مع قضية الشابسوغ بشدة ، فإنهم لا يطالبون فقط بإلغاء خطة إنشاء سكة الحديد ولكن أيضًا بأن تقدم موسكو مزيدًا من التنازلات إلى الشابسوغ والمجتمع الشركسي الأوسع حول مجموعة متنوعة من القضايا (Caucasus Times, November 22, 2017).

قال غافشيف، وهو زعيم شركسي في مقاطعة ستافروبول هناك حوالي 30،000 من الشراكسة الذين يعيشون في تلك المنطقة ذات الغالبية الإثنية الروسية إن ”الشيء الأكثر بشاعة الذي يورّقنا“ هو هجوم بوتين على الشابسوغ. وتابع: ”حتى اليوم“، هناك خريطة معلقة في مكتب المسؤول في سوتشي باخوموف (Pakhomov) تُظهر الخط الحديدي المتوقع من كراسنودار إلى سوتشي ”والذي يمر عبر القرى الشركسية ويتطلب استكمال تدميرها لإنجاز الخط. لقد استثمرت موسكو بالفعل ”الملايين“ في هذا الجهد، على الرغم من أن البناء قد تباطأ بسبب تحويل الأموال لبناء جسر مضيق كيرتش الذي يوصل إلى شبه جزيرة القرم. الآن انتهى ذلك، وتزايدت حدة تهديد الشابسوغ.

وقال إنه إذا تم الانتهاء من مشروع خط سكة  الحديد، فإن ”[محطة سكة الحديد] ستكون في مكان قرية (Tkhagapsh) [قرية جبلية في منطقة سوتشي] الموجوده هنا الآن. وستغطي القرية بأكملها […] وسوف يعيدون توطيننا في وحدات سكنية“. سيؤدي ذلك إلى تدمير المجتمع وتعريض الأمة للخطر، خاصة وأن ”10000 من الشابسوغ اليوم ليس لديهم راديو أو تلفزيون أو مدارس“ بلغتهم الأم. وأكّد غافشيف أن الشابسوغ غاضبون ويجب أن يكون جميع الشراكسة كذلك. يجب أن يروا مطالبة الشابسوغ بعدم نقل خط السكة الحديدية كجزء لا يتجزأ من مطالب الشركس للدفاع عن اللغة الشركسية وإحياءها، لاستعادة

جمهورية شركسية موحّدة ولإعادة الشركس إلى وطنهم التاريخي من الشرق الأوسط ويلح بأن موسكو عارضت ذلك باستمرار (see EDM, February 6).

كلمات غافشيف واقتراحه أن الشباب الشراكسة لا يخافون منذ فترة طويلة من تحدي السلطات يمهد الطريق لصراع خطير بين مسؤولي الشابسوغ ومسؤولي سوتشي بشأن سكة الحديد، وبشكل أعم، لصراع أكثر خطورة بين الشراكسة وموسكو على مستقبل الشراكسة. في الواقع، يبدو أن مشروع بوتين يأتي بنتائج عكسية مرة أخرى. وعلى الأقل، من المتوقع أن يعلن المزيد من الشراكسة، الذين تقسمهم موسكو لفترة طويلة، عن هوية شركسية مشتركة في الإحصاء الروسي القادم.

المصدر:

https://jamestown.org/program/shapsugsrussianssquareoffoverrailroadinsochienergizingcircassianseverywhere/

Share Button

اترك تعليقاً