خسارة فادحة تكبدتها الحركة الشركسية

خسارة فادحة تكبدتها الحركة الشركسية

Автор  


Dr_Rawhi_956833967

انتقل الى رحمة الله تعالى ممثل بارز آخر للشعب الشركسي. بشكل مفاجئ، وفي 20 فبراير/شباط، 2020، توفي أحد قادة الشتات الشركسي في الأردن ، وهو صديق مميز للشعب الجورجي وناشط في تطوير العلاقات الشركسية-الجورجية، وهو اللواء المتقاعد الدكتور روحي شحالتوغ الذي خدم في الخدمات الطبية الملكية الأردنية.

لم ينعكس الموت المفاجئ للدكتور روحي شحالتوغ على المجتمع الشركسي فقط، بل على العديد من قطاعات المجتمع الأردني وكذلك على البرلمان الأردني. في 21 فبراير/شباط، ودّعه الشتات الشركسي الأردني بأكمله. شارك آلاف الأشخاص في تشييعه إلى مثواه الأخير في جنازة شعبية ورسمية، بما في ذلك مسؤولين في الجيش والدولة، وكذلك أعضاء المجلس العشائري الشركسي الأردني وقادة الشتات الشركسي.

خلال فترة العزاء، زار منزله آلاف الأردنيين من جميع أطياف الشعب للتعبير عن احترامهم وتقديرهم لإنجازاته، منهم مسؤولون وأعضاء في مجلسي الأعيان والنواب وممثلين عن الأحزاب الأردنية ومختلف الهيئات الشعبية. وأشاد المُعزّون بإخلاصه ووفائه وتفانيه.

أقيمت صلاة الجنازة بشكل جماعي بعد صلاة الجمعة في جامع الشركس الكبير بوادي السير تكريما لروح الفقيد. غطّي نعشه بالعلم الأردني ضمن ترتيبات جنازة عسكرية خاصة، وفق مراسم وداع عسكري شارك فيه حرس الشرف مع الطبول، وعزف الصداحون لحن الرجوع الأخير ،  وأطلقت ثلة من الجنود النار في الهواء تحية للفقيد، حيث تمت مواراته التراب.

لم يقتصر الوداع الرسمي للواء الطبيب على ذلك. بل أشاد أعضاء البرلمان الأردني في 23 فبراير/شباط، بالدكتور روحي شحالتوغ في بداية جلستهم الصباحية الرسمية. وقال السيد عاطف الطراونة، رئيس مجلس النواب الأردني، في خطابه: ”لقد فقدنا زميلاً امتلك معنويات استثنائية ووعيًا عاليًا وإخلاصاً في العمل“. ومن ناحية أخرى، بصفته شركسيًا، كان مهتمًا اهتماماً بالغاً بالتعامل مع أي مسألة شركسية، خاصة فيما يتعلق بالقضية الشركسية. لقد فعل كل ما هو ممكن للمضي قدماً لعرض هذه المسائل في الساحة الدولية. وفي الوقت نفسه، كان الدكتور روحي شحالتوغ مثقفًا وسياسيًا عظيماً.

رفض الدكتور شحالتوغ رفضًا قاطعًا في يونيو/حزيران 2009 مشروعاً أُطلق عليه اسم شركسياد، حيث كان من المقترح إقامته للشركس في شمال القفقاس في عام 2012، في محاولة لإنشاء جسر شركسي للعبور لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي (التي عقدت في 2014). في يناير/كانون الثاني 2010، وبحضور المبعوثين الذين سافروا إلى عمان للترويج لما كان يسمى بشركسياد، أشار إلى أولمبياد سوتشي وقال إنها تفتقر إلى الشرعية لأن الألعاب ستقام على أرض شركسية تقع  تحت الاحتلال الروسي. ونتيجة لرفضه ودعوته للشركس في كل مكان لرفض هذا المشروع، تم إلغاء المشروع.

وكأي شركسي يفكر بشكل سليم، أدان ما يسمى بالألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي في عام 2014، لأنه اعتبر سوتشي مكانًا شهد تدمير الشعب الشركسي، وانه تم ارتكاب الإبادة الجماعية بشكلٍ فعَّال. حتى أنه شارك في احتجاج ضد الألعاب الأولمبية الشتوية أمام السفارة الروسية بعمان. كان دائما في طليعة الحركة الشركسية، وكان أحد القادة الشركس الذين وقّعوا رسالة إلى البرلمان الأوروبي في عام 2006 بقصد طلب الإعتراف بالإبادة الجماعية للشركس.

ولد الدكتور روحي شحالتوغ لعائلة شركسية في عام 1943 في وادي السير، في الأردن. وفي وقت مبكر من حياته المهنية، انضم إلى صفوف الخدمات الطبية الملكية الأردنية التابعة للقوات المسلحة الأردنية كطبيب أسنان. خدم في مناصب ورتب طبية وإدارية مختلفة حتى التقاعد، حيث نال رتبة لواء. وخلال خدمته، شغل منصب مدير مستشفى الملكة علياء إلى جانب مناصب أخرى. وبعد التقاعد أصبح عضوا في مجلس النواب الأردني لفترة برلمانية واحدة. خدم كعضو في المجلس العشائري الشركسي الأردني. كما ترأَّس منظمة مهمة هي — جمعية أصدقاء شراكسة القفقاس الأردنية.

البروفيسور ميراب شوخوا، رئيس المركز الثقافي الشركسي:

لقد كنت محظوظًا لكوني من بين رفاقه وأتيحت لي الفرصة للقاء شخصيًا بالدكتور روحي شحالتوغ في أكتوبر/تشرين الأول 2019 في عمان، عندما كنت رئيسًا للوفد الجورجي خلال ندوة حول التراث الشركسي-الجورجي. وقد ناقشنا جميع القضايا الممكنة في إطار العلاقات الشركسية-الجورجية، وفي شخص الدكتور روحي شحالتوغ، كان للمركز الثقافي الشركسي شريك موثوق به في الأردن، لأنه ترأس منظمة هامّة للغاية هي — جمعية أصدقاء شراكسة القفقاس الأردنية. وفي خضم ذلك، وبمبادرة منه، حصلت على تكريم خاص ”للتَّميُّز والإنجازات الكبيرة في الأمور الشركسيّة“. ويحظى هذا التكريم بمكانة مشرِّفة في المركز الثقافي الشركسي.

ولسوء الحظ، لم نتمكن من تنفيذ مشاريع جوهرية للغاية بمشاركته. لكن أريد أن أعرب عن تعازيّ الحارة لعائلة الدكتور روحي شحالتوغ وأقربائه وأصدقائه. كما يؤسفني أنه في هذه الأيام الصعبة بالنسبة لهم لم أستطع أن أكون إلى جانبهم. سيتذكر جميع أعضاء المركز الثقافي الشركسي دائمًا اسم الدكتور روحي شحالتوغ وسيشاركون في جميع الأنشطة من الآن فصاعدًا لتخليد اسمه.

سفير جورجيا فوق العادة المفوض لدى المملكة الأردنية الهاشمية، زازا كانديلاكي:

كان اللواء المتقاعد الدكتور روحي شحالتوغ قائدًا بارزًا في الحركة الشركسية. لقد حددت قيادته الحكيمة والبعيدة النظر التي غطت جميع الشركس في جميع أنحاء العالم الفهم السّليم لماضي الشعب الشركسي وحاضره ومستقبله. كان السيد شحالتوغ صديقا خاصا لبلدنا. فقد كان أحد الملهمين الرئيسيين والداعمين ومؤيدي أول حدث ثقافي جورجي-شركسي مشترك نظّمته السفارة الجورجية والجمعية الخيرية الشركسية الأردنية في عمان، في أكتوبر/تشرين الأوّل 2019.

كان روحي شحالتوغ يدرك تماماً أهمية الدعم المتبادل بين الشعبين الجورجي والشركسي. وقد عمل بالتعاون مع سفارة جورجيا في العديد من المبادرات الجديرة بالملاحظة التي من شأنها أن تساهم في تعزيز الروابط الوثيقة بين الشعبين الجورجي والشركسي.

وتعرب سفارة جورجيا عن حزنها العميق لوفاته، وتقدم التعازي لأسرته وأقاربه وأصدقائه والمجتمع الشركسي بأكمله. وكذلك، تعلن السفارة أن روحي شحالتوغ هو خسارة كبيرة لكل من الشعبين الأردني والجورجي، وإلى المجتمع الشركسي بشكل خاص.

ونأمل أن يساهم الإرث الذي تركه بشكل كبير في توثيق الروابط الوثيقة بين الشعبين الجورجي والشركسي.

http://circassiancenter.org/permalink/104352.html?fbclid=IwAR206sC7oFHv9w7r2GEs-Qwu7XalGQ7E7tVtEMtNltkvgEs-B1XBm7H7lS4

Share Button

اترك تعليقاً