الشركس يتّحدون لمقاومة دمج جمهورية أديغيا مع مقاطعة كراسنودار

الشركس يتّحدون لمقاومة دمج جمهورية أديغيا مع مقاطعة كراسنودار

الناشر:أوراسيا ديلي مونيتور

بقلم: بول غوبل (Paul Goble)

16 يونيو/حزيران 2020

ترجمة: عادل بشقوي

17 يونيو/حزيران 2020

Circassian-Adygea

يتعاضد الشركس في كل من وطنهم في شمال القوقاز وفي الشتات لمعارضة إمكانية اندماج جمهورية أديغيا مع مقاطعة كراسنودار المحيطة بها من جميع الجهات. ويعتبر أعضاء المجتمع الشركسية مثل هذه الخطوة بمثابة هجوم على أمتهم. كانت مخاوفهم ناتجة عن إحياء حملة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتوحيد الجمهوريات الصغيرة غير الروسية مع أقاليم ومقاطعات ذات أغلبية عرقية روسية بالإضافة إلى تعدّي غير منضبط من قبل موسكو على وجود الجمهوريات والأمم نفسها في إطار الفيدرالية. إن خطة بوتين لمقاطعة أرخانغلسك (Arkhangelsk Oblast) واقليم نينيتس الذين يتمتعون بالحكم الذاتي (Nenets Autonomous Okrug) معلقة حاليًا، على الأقل حتّى العام المقبل؛ وبعد الاحتجاجات الشركسية، تمت إزالة الحملات على الجمهوريات والأمم من الموقع الإلكتروني للصحيفة التي شنّتها. ومع ذلك، لا يزال الشركس قلقين من بقاء جمهورية أديغيا في مرمى موسكو وهم يتمترسون للدفاع عنها (Echo Moskvy, May 28; Zapravakbr.ru, May 29).

وستكون النتيجة بالتأكيد هي أن أي تجاوز من قبل موسكو في هذه القضية سيترك الشركس أكثر تماسكا من أي وقت مضى. حاليا، هذه القومية مجزّأة بين الوطن، حيث يبلغ عددهم أكثر من600،000 (مقسّمين إلى ثلاث جمهوريات أديغيا (Adygea)، وقباردينو-بلكاريا (KabardinoBalkaria) وكراشيفو-شركيسك (KarachaevoCherkessia)، والشتات، حيث يبلغ عددهم أكثر من سبعة ملايين. والجدير ذكره أن الوضع ينذر بتوسيع الحملة لتشمل أفرادا من جميع المجموعات الفرعية الشركسية (الأديغه، والشركس والقباردى، إلى آخره)، والتي سعت موسكو إلى تقسيمها، ليعلنوا عن أنفسهم ”شركس“ في تعداد الفيدرالية الروسية القادم. بالإضافة إلى ذلك، من المرجح أن يشجع التهديد الذي تتعرض له أديغيا الشركس على تصعيد الضغط على موسكو للسماح بإعادة بني جلدتهم من سوريا التي مزقتها الحرب إلى الوطن. ويمكن توقع أن يعزز الوضع إدراكا على نطاق أوسع بين الشركس لأن مستقبلهم يعتمد على استعادة جمهورية شركسية مشتركة في شمال القوقاز.

لقد كان الشركس وموسكو في مسار تصادم لسنوات (see EDM, June 20, 2017). لكن الآن، يبدو أن خطر حدوث مثل هذا التصادم أكثر من أي وقت مضى، ومن المرجح أن تكون موسكو غاضبة أكثر من جميع أولئك الذين يعدون تقارير الأخبار عن و/أو يدعمون حقوق الشركس (see Jamestown.org, April 9, 2020).

وفي الشهر الماضي، رد الشراكسة عبر شمال القوقاز على التهديد لأديغيا ولأمتهم من خلال نشر نداء مشترك يطالب السلطات في المنطقة وفي موسكو بإزالة المقال العدائي المذكورة أعلاه الذي نشره القومي الروسي إيغور خولوموغوروف (Yegor Kholmogorov) وينص بوضوح على أن الكلمات لا تعكس وجهات النظر الحكومية الرسمية (NatPress, May 25). قامت السلطات المفترضة بعمل الأول، لكن ليس الثاني، على الرغم من أن المسؤولين من جمهورية أديغيا وعدوا بأنهم سيردون على حجج الشركس (NatPress, June 11). في الوقت نفسه، ولأن القضايا مترابطة، استنكر النشطاء الشركس في كل من الوطن والشتات أي خطط لدمج أديغيا مع مقاطعة كراسنودار {Krasnodar} (Caucasian Knot June 2; Justicefornorthcaucasus.info, June 2). ويبدو أنه بسبب عدم اتخاذ المسؤولين الروس موقفا واضحا بشأن أي من هذه القضايا فقد أثار ذلك موجة جديدة من الغضب (NatPress, May 28).

لقد قام الشركس بالتعبئة جزئياً على الأقل بعد رؤية المقاومة التي أظهرها سكان منطقة نينتس ذات الحكم الذاتي لخطط موسكو للدمج الإقليمي. كانت المقاومة في تلك المنطقة القطبية الشمالية أكبر بكثير وأقوى صوتًا مما توقعه أي شخص تقريبًا ونجحت في تأخير حلها داخل مقاطعة أرخانغلسك ذات الحكم الذاتي (Znak, May 22). وقد تلقت تلك المقاومة تغطية بارزة في وسائل الإعلام الشركسية (NatPress, May 24).

لدى الشركس ثلاثة أسباب إضافية لتنظيم معارضة لأي تغيير في وضع أديغيا. أولاً، يعرفون أن أديغيا هي آخر تابع فيدرالي غير روسي في ”دمية ماتريوشكا“ الحقيقية – أي أنها محاطة من جميع الجوانب بمنطقة يغلب عليها الطابع العرقي الروسي. كانت جهود الاندماج الأولية التي بذلها بوتين في الفترة بين عامي 2004 – 2006  قد قضت على كل الجهود الأخرى. ومع ذلك، فشلت جهوده للجمع بين أديغيا وكراسنودار بسبب المقاومة الشركسية القوية ومخاوف موسكو من أن تؤدي مثل هذه الخطوة إلى انفجار في شمال القوقاز. ومع ذلك، من الواضح أن زعيم الكرملين لم يستسلم تمامًا، وأديغيا هي هدف تالي واضح.

ثانيًا، الشركس مدركين من كلا مقالة خولموغوروف والنداءات الأخيرة من قبل اتحاد السلاف في جمهورية أديغيا أن تحرك موسكو ضد أديغيا هو تحرك ضد الشركس في المقام الأول وفي نهاية المطاف كافة المواطنين من غير الروس. باختصار، إنها محاولة لروسنة (ترويس) القوميات غير الروسية ودمجها في ما يسميه بوتين ”الأمة التي تُشَكِّل الدولة“ (Windowoneurasia2.blogspot.com, June 5). وإذا نجح في ذلك، فهناك خطر أن ينتهي التاريخ الشركسي في الوطن. فلديهم ما يقلقهم من أنهم سيغرقون: إن أكثر من ربع سكان أديغيا البالغ عددهم 440.000 بقليل هم أديغه (التسمية الذاتية الشركسية لهم)، وسيبتلعهم 5.6 مليون نسمة في كراسنودار، وجميعهم تقريبًا من أصل روسي.

وثالثًا، يدرك الشركس أن التحرك ضد أديغيا يعارض بشكل مباشر خططهم لاستعادة جمهورية شركسية مشتركة ذات هوية شركسية مُوحّدة. فقد عانوا بالفعل من فقدان مناطق الحكم الذاتي التي كانت لدى الشابسوغ (Shapsugs) في وقت سابق، ويعرفون ما إذا كانوا سيخسرون أديغيا بسبب الاندماج أم لا، بل سيواجهون تهديدًا أكبر لمستقبلهم مما هم عليه الآن (Kavkazr, November 23, 2018). ونتيجة لذلك، يُظْهِر كل من الشراكسة في الوطن وأولئك المتواجدين في الشتات قدرا أكبر من الوحدة مما كان عليه الوضع في أي وقت مضى خلال السنوات الـ 15 الماضية (Windowoneurasia2.blogspot.com, May 22).

ويأخذ الناشطون الشركس زمام المبادرة في دعوة أفراد أمتهم للتصويت ضد التعديلات الدستورية لبوتين بسبب التهديدات التي يشكلونها للجمهوريات والقوميات (Caucasian Knot, June 15). قد يعني ذلك أن موسكو ستعلق مساعيها للاندماج حتى بعد تصويت 1 يوليو/تموز. لكن الشراكسة لديهم أسبابًا وجيهة للخشية، بالنظر إلى نهج بوتين في الماضي، من أن أي فترة تأجيل ستكون مؤقتة وأنهم بحاجة إلى مواصلة الضغط لإنقاذ أديغيا، تمامًا كما فعلوا قبل 15 عامًا.

المصدر:

https://jamestown.org/program/circassiansunitetofightamalgamationofadygeaandkrasnodarkrai/

Share Button

اترك تعليقاً