موسكو تستخدم أسلوب ”عملية ثقة“ تجاه الشركس

الخميس 2 يوليو/تموز 2020

موسكو تستخدم أسلوب ”عملية ثقة“ تجاه الشركس

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

3 يوليو/تموز 2020

ستاونتون، 30 يونيو/حزيران بعد قرن من إنشاء مؤسس تشيكا {Cheka} (هيئة الطوارئ الروسية لمكافحة الثورة المضادة والتخريب) فيليكس جيرجينسكي (Felix Dzerzhinsky) لعملية ثقة، وهي أول عملية راية مُزيَّفة سوفياتية، لإحداث تخريب واضطراب وتشويه لسمعة منظمة المهاجرين الروسية البلشفية البيضاء (White émigré) المناهضة للبلاشفة، فقد أطلقت دولة فلاديمير بوتين الوريثة لِ تشيكا، عملية على غرار  أسلوب ثقة ضد الشركس.

تضمن مفهوم ثقة الأصلي إنشاء منظمة يسيطر عليها وكلاء ثقة داخل روسيا التي كان يُدّعى أنها تعمل على الأرجح للإطاحة بالبلاشفة، وأرادت التعاون مع المهاجرين، لكن أصرّت على أنها بشكل حصري وليس اي طرف آخر  من المهاجرين أن يتحكم في جميع القرارات بشأن ما يجب فعله. (للحصول على مقدمة جيدة للتاريخ المعقد لثقة التي أوجدها جيرجينسكي، راجع التقرير المكون من 35 صفحة على (https://jmw.typepad.com/files/simpkinsthetrustsecurityintelligencefoundation.pdf).

أبدى العديد من القادة الروس البيض قبولهم بالمنظمة، المعروفة بشكل غير رسمي باسم ”ثقة“، على أنها حقيقية، حيث أرجأت قراراتها، وبالتالي سمحت لموسكو بالسيطرة على عملياتهم، وعندما تم الكشف عنها في عام 1927 بشكل  شبه مؤكد، فقدت مصداقيتها في عيون تلك المجموعات والحكومات الغربية التي تعاونت معها.

كانت ثقة بمثابة نموذج لعمل لجنة أمن الدولة (كي جي بي) (KGB) مع الشتات من مختلف المشارب والقوميات. ومنذ وصوله إلى السلطة؛ استخدم فلاديمير بوتين هذا النموذج للثّأر. (انظر إلى الروابط أدناه).

(See windowoneurasia.blogspot.com/2009/02/window-on-eurasia-moscow-using-soviet.htmlwindowoneurasia2.blogspot.com/2014/10/window-on-eurasia-russian-provocations.htmlwindowoneurasia2.blogspot.com/2017/01/putins-active-measures-achieve-second.htmlwindowoneurasia2.blogspot.com/2017/03/there-is-operation-trust-in-belarus-but.html and windowoneurasia2.blogspot.com/2018/10/chekist-operation-trust-model-for.html)

إن السبب في استمرار موسكو استخدام هذه الاستراتيجية هو أنها فعالة دائمًا لأن المجموعات التي تسيطر عليها الشرطة السرية تخبر أولئك المتواجودين في الشتات بأنهم لا يريدون في نهاية المطاف بالضبط ما يريد الكثيرون سماعه، وأن الأمور تسير في الاتجاه الذي يريدونه، لكن مع إضافة أن الشتات يجب ألا يفعل أي شيء من شأنه أن يزعج الخطة الموضوعة {سلة التفاح}.

إلى الحد الذي توافقت فيه مجموعات الشتات على هذا الشرط، فهي على الأقل مضطربة ومشلولة بقدر ما انها لا تشكل تهديدًا للحكومة الروسية، وقد تصبح أكثر تعاونًا ويمكن استخدامها من قبل عملاء موسكو تحت ستار استخدام المجموعة العرقية المحلية ضد الآخرين.

ويبدو الآن، أن موسكو أطلقت أسلوب ”عملية ثقة“ بشكل جاد ضد الشتات الشركسي، مما يعكس مخاوف موسكو المتزايدة بشأن صدى أنشطة الشتات في شمال القوقاز، والرغبة في منع ذلك، والاعتقاد بأن البعض في ذلك الشتات مثلهم مثل أخرين سيتعاونون مع المجموعة التي تتمتع الحكومة الروسية معها بنفوذ أو حتى سيطرة مباشرة عليها.

(هذه النقطة الأخيرة ذات أهمية خاصّة. لإنهُ في عملية ثقة الأصلية، يبدو أن بعض أولئك الذين كانوا جزءًا من المنظمة الملكية لوسط روسيا التي كانت تسيطر عليها تشيكا، كانوا غير راغبين في حقيقة أن مجموعتهم كانت بمثابة عملية راية زائفة؛ ومن المحتمل تمامًا أن يكون بعض الشركس المعنيين داخل روسيا هم في نفس الموقف.)

قد تبدو تفاصيل هذه العملية غامضة بالنسبة إلى الأطراف الخارجية ولا يلزم تكرارها هنا. (للحصول على وصف أكثر شمولاً وسهل المنال بشأن التطورات التي تجبر المرء على الاستنتاج بأنه في ظل بوتين تُطبَّق ثقة مع الشركس، انظر ekhokavkaza.com/a/30699256.html).

لكن عملية الوكلاء تمت الإشارة إليها أيضًا من خلال تطورين آخرين. من ناحية، وصفت موسكو مؤسسة جيمستاون (Jamestown Foundation) ومقرها في الولايات المتحدة بأنها ”منظمة غير مرغوب فيها“ إلى حد بعيد بسبب تعاطي المؤسسة بالموضوع الشركسي (genproc.gov.ru/smi/news/genproc/news-1822622/ و jamestown.org/pressreleases/pressreleaserussiangovernmentdeclaresjamestownfoundationundesirableorganization/).

ومن جهة أخرى، بدأت الوسائل الإعلامية في روسيا هجمات عنيفة على أولئك في الغرب الذين يدعمون القضية الشركسية، بما في ذلك مؤلف هذه السطور لتشويه سمعتهم شخصياً والإيحاء ضمنيًا بأن الحركة الشركسية ليست حقيقية، لكنها بشكل ما،  تم ابتداعها من قبل أجهزة المخابرات الغربية (maykop.sm.news/glavufederaciicherkesskixobshhestvturciiobvinilivrabotenacru-1963/).

يجب على جميع الشراكسة ومن يهتمون بالقضية الشركسية أن يدركوا هذا الخطر. يعرف أولئك المقيمين في الوطن أن عروض التعاون الروسية يمكن أن تكون كأس المنون وأولئك في الشتات أن ما يسمعه البعض في الوطن قد يكون أكثر مما تريد موسكو منعهم من سماعه على الواقع.

وأولئك الذين يدعمون التطلعات الشركسية بما في ذلك استعادة الجمهورية الشركسية الموحدة، وبقاء اللغة الشركسية، وعودة الشركس في المقام الأول من البلدان التي مزقتها الحرب في الشرق الأوسط، يجب أن يكونوا حذرين إزاء هذه المخاطر أيضًا. وفقط إذا كانت المجموعات الثلاث ترغب في إفشال عملية ثقة.

المصدر:

https://windowoneurasia2.blogspot.com/2020/07/moscowusingoperationtruststyle.html

Share Button

اترك تعليقاً