القضية الشركسية وتسمية الأشياء بغير أسمائها

القضية الشركسية وتسمية الأشياء بغير أسمائها

19 أبريل/نيسان 2021

بقلم: محمد عوني إبراهيم بشموقة

PHOTO-2021-04-19-11-24-16

إن تسمية الأشياء بغير أسمائها من اكبر الخطايا ونحن حين نشير إلى الخطأ يصبح تصحيحه ممكنا في حين أننا حين نرى الخطأ ولا نقوم بإصلاحه، فإننا سنساعد في أن يظل ملازما لنا في مجالات وظروف متعددة.

حين تقرأ بعض ما يكتب يخالجك الشعور وأنت تطالع السطور بأن كل شيء على ما يرام وإنك إذا كنت تلمس قصورا هنا أو هناك أو ترى بعينك تقصيرا وتقاعسا في تحمل المسؤولية وعدم النهوض بتبعاتها الملقاة على عاتفك حين ترى هذا أو شيئا من ذاك، فإنك لا شك واحد من إثنين:

  إما أنك حالم خيالي تريد أن ترى أحلامك محققة على أرض الواقع وإلا فإنك غير راض عن هذا الواقع.

  أو أنك تعاني من ضعف ما بناظريك لا ترى جيدا وأن القذى بعينيك يحجب عنها رؤية واقع جميل رائع، لذا فأنت كثير الشكوى.

وبناء وتأسيسًا على ما سبق نحن حين نشير إلى الخطأ يصبح تصحيحه ممكنا في حين أننا حين نرى الخطأ وندس كالنعام رؤوسنا في الرمال فإننا سنكرس بقاءه ونرسخ وجوده في حياتنا أما إذا عمدنا إلى تزيينه والتغني به وأطلقنا عليه اسما محببا أو حاولنا أن نزيف حقيقة لنلبسها ثوب الصواب فإن الكارثة ستكون أكبر لأننا سنعتاد عليه، فإذا رأينا صوابا لن نستحسنه لأن الخطأ في حياتنا أصبح هو الأصل والمعيار الذي نقيس به الأشياء والأعمال

وحينها سيصبح الخطأ هو الصوت الوحيد الذي تستعذبه آذاننا بينما يصبح الصواب هو النشاز الذي يخدشها وغاية ما يمكن أن يقال في هذا المقام إن القلم مسؤولية وإن الكلمة مسؤولية يُسأل الإنسان عن صدقها يوم القيامة.

إن على من لا يجرؤ أو لا يستطيع قول الحق أن يصمت فهذا خير من أن يكرس الخطأ والاعوجاج بين الناس ومن هذا المنطلق يجب علينا إستعمال كلمة شركيسيا دائما بدل عن مقولة الوطن الأم

فالوطن الأم مقولة مبهمة للغالبية العظمى من شراكسة العالم ويستعملون كلمة قفقاسيا خطأ للدلالة على الوطن الأم، هذه التسمية التي ليس لها أي معنى شركسي قومي لأن قفقاسيا هي منطقة جغرافية فقط وبالتالي لا تعطي الدلالة الواضحة لوطننا الشركسي الذي هوشركيسيا.

وهذا من أحد الأسباب التاريخية في الإنحراف والتأخر عن تطوير الفكر القومي الشركسي حتى يصل إلى مراحل متقدمة في ربط القومية الشركسية بوطنها الشركسي شركيسيا، فمثلا

الأبخاز والجورجيين والشيشان والداغستان وغيرهم من الشعوب القفقاسية لا يقولون عن وطنهم أنه القفقاس ولكن يطلقون على أوطانهم أسمائها القومية..

كما ينبغي علينا إستعمال مصطلح الإحتلال الروسي بدلا عن روسيا الإتحادية، وإذا طرحنا سؤال ما هو الاحتلال وهنا اقتبس من مقال عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر:

( نجد أن المادة 42 من لائحة لاهاي لعام 1907 تنص على ما يلي: ”تعتبر أرض الدولة محتلة حين تكون تحت السلطة الفعلية لجيش العدو. ولا يشمل الاحتلال سوى الأراضي التي يمكن أن تمارس فيها هذه السلطة بعد قيامها“.

وتنص المادة الثانية المشتركة من اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949 على أن هذه الاتفاقيات تسري على أي أرض يتم احتلالها أثناء عمليات عدائية دولية. كما تسري أيضًا في الحالات التي لا يواجه فيها احتلال أرض دولة ما أي مقاومة مسلحة)..

مما يعني أن روسيا الإتحادية هي فعلا دولة إحتلال والأحرى بنا عدم نزع هذه الصفة عنها.

كما ينبغي علينا تعرية من يعمل لصالح أجندة المحتل بوصفه عميل، ففي تعريف العميل جاء ما يلي:

العميل هو من يضر بمصالح وطنه وشعبه وأهله من أجل مال أو نزوة أو سلطة أو مصلحة شخصية ومن ينطبق عليه هذا التعريف المبسط بالتأكيد عميل ومفسد.

لو تفحصنا الأمور جيدا وتعاملنا بلغة الواقع والمنطق، فإن هذا التعريف وما يتبعه من تشهير وعقوبة النبذ ينطبق للاسف على العشرات في المجتمع الشركسي ولا احد يلتفت لحقيقتهم.

لذالك كان أصل البلاء في العالم تسمية الأشياء بغير أسمائها.

فأول كلمة نزلت من كتاب الله العزيز (إقرأ باسم ربك) وأول كلمة بعد جمعه و ترتيبه ( بسم الله الرحمن الرحيم) للدلالة على أهمية الإسم وعظم تأثيره و أن له أبلغ الأثر في النفس البشرية وفي تقرير الأمور و تحريرها و تمييز حقائقها، لذا فإن أول ما علم الله آدم الأسماء وأول ما كان من فتنة آدم والإنسان عامة في الجنة في الأسماء حين سمى له الشيطان الشجرة المنهي عنها باسم غير اسمها فأسماها شجرة الخلد، وسمى نفسه ناصحا و هو في الحقيقة إبليس كاسمه أي يائس متحيّر وشيطان مبعد.

ملاحظة : في هذا المقال اقتباس عن:

1- موقع اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

2- مقال السيد إياد يوغار.

Share Button

اترك تعليقاً