قال نشطاء إن ذكرى الإبادة الجماعية الشركسية يجب ألا تكون يومًا لإحياء الذكرى فقط، بل يجب أن تكون أيضًا يومًا للانبعاث القومي

الأحد 23 مايو/أيار 2021

قال نشطاء إن ذكرى الإبادة الجماعية الشركسية يجب ألا تكون يومًا لإحياء الذكرى فقط، بل يجب أن تكون أيضًا يومًا للانبعاث القومي

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

23 مايو/أيار 2021

21-maya         

    ستاونتون، 21 مايو/أيارهذا العام، وكما فعلوا منذ عقود، يحيي الشركس في وطنهم في شمال القوقاز وفي الشتات الأكبر بكثير في الخارج اليوم ذكرى التهجير المريرة بسبب الإبادة الجماعية لأسلافهم من القوقاز من قبل القوات القيصرية بعد أن قاوم الشراكسة تقدم الإمبراطورية الروسية لمدة 101 سنة.

            لكن هذا العام، وعلى الرغم من أن بعض التظاهرات كانت أصغر مما كانت عليه في الماضي بسبب الجائحة وبسبب جهود الحكومة الروسية للحد منها بشكل مباشر ومن خلال حملتها المستمرة ضد الأمة الشركسية، اتحد النشطاء في الاقتناع بأن 21 مايو/أيار يجب أن يصبح أيضًا يومًا للانبعاث  القومي (circassiancenter.org/permalink/126142.html).

            خرجت أكبر مظاهرة في نالتشيك وشارك فيها 2000 شخص. لكن كان هناك آخرون في المدن والمناطق الشركسية عبر شمال القوقاز وحتى أكثر في الشتات. كان معظمهم صغارًا ومحترمين بما يليق بهذا اليوم التذكاري، وركز الكثيرون على مقاومة التقدم الروسي بقدر ما ركزوا على التهجير الذي حصل بسبب الإبادة الجماعية (kavkaz-uzel.eu/articles/364153/ و kavkaz-uzel.eu/articles/364119/و kavkaz-uzel.eu/articles/364119/ و  and caucasustimes.com/ru/v-nalchike-pochtili-pamjat-zhertv-kavkazskoj-vojny/).

            كانت أعداد الشركس في اجتماعات هذا العام أعلى من الماضي عندما كانت معظم الفعاليات افتراضية، وهو تحول وسّع العلاقات بين الشركس في شمال القوقاز والشركس في الخارج (caucasustimes.com/ru/21-maja-prishli-te-kogo-ne-zvali/).

            لكن في تقارير موقع أخبار القفقاس (Caucasus Times)، كانت الأرقام هذا العام أقل مما كانت عليه في عام 2019 وما قبله، وهو أمر يقول ناشطون مثل أصلان بشتو (Aslan Beshto) من الكونغرس القباردي (Kabardin Congress) إنه يعكس عدم وجود جهد لإخراج الناس بسبب عدم اليقين بشأن الوباء والنداءات المخيفة بشكل متزايد من مسؤولي الجمهورية حيث أنّهُم لا يفعلون أي شيء قد يستفز موسكو (caucasustimes.com/ru/21-maja-prishli-te-kogo-ne-zvali/).

            كرس كل من المسؤولين والنشطاء مزيدًا من الاهتمام لتنظيم اجتماعات في يوم العلم الشركسي، الذي يعتبر مناسبة توحد الشركس دون أن تمثل هجوما مباشرًا على موسكو (windowoneurasia2.blogspot.com/2020/04/marking-day-of-circassian-flag-online.html و  windowoneurasia2.blogspot.com/2021/04/circassian-flag-symbolizes-freedom-and.html).

            ناشطة شركسية أخرى، هي عايدة غيرغ (Aida Gerg)، تقول إن كلا من التأثير المستمر للقيود الوبائية وقمع النشطاء الشركس مثل مارتن كوشيسوكو (Marin Kosechoko) قد جعل الشركس الأصغر سنًا أقل استعدادًا لتحمل المخاطر التي فعلها شيوخهم في أوقات أقل تقييدًا، وهو تطور أثر على مجمل النشاط السياسي في روسيا وليس فقط على الشركس.

            لكن، تشير تعليقات هؤلاء المراقبين والمشاركين إلى أنه سيكون من الخطأ قياس مستوى النشاط الشركسي بدقة من خلال عدد الأشخاص الذين خرجوا للتظاهر في 21 مايو/أيار. يستمر أفراد من تلك الأمة المفعمين بالحيوية في إثارة مسألة الإبادة الجماعية، لكن هناك شيئا آخر يحدث.

            لا يفكر الكثير منهم الآن في تحقيق الأهداف التي كانت لديهم في الماضي، وهي الأهداف التي اعتمدت على تصرفات الآخرين استجابة لأهدافهم الخاصة ولكن كيف يمكنهم فعل ذلك، دون تجاهل مثل هذه الأهداف السياسية، بشأن إعادة توجيه اهتمام شعبهم نحو المهمة الأكبر والمتمثلة في تعزيز ولادة قوميّة حقيقيّة. 

            يبرز رمز هذا التطور المهم في كلمات الناشطة الشركسية دانا وجوخ (Wojok) في الجمعية الخيرية الشركسية في واين (Wayne)، في ولاية نيو جيرسي، في وقت سابق من هذا الأسبوع، بعنوانلن ننسى أبدًا. كيف يمكننا الإرتقاء، ويتم إعادة عرضها بالكامل في ما يلي:

أمتنا فريدة من نوعها. اليوم  ونحن نقف معًا في الذكرى 157، ما زلنا نشعر بآلام الظلم نتيجة للإبادة الجماعية التي مزقت شركيسيا. اليوم، نحن ندرك جيدًا الأحداث العالمية الجارية. نشعر بروح طيبة تجاه الجماعات التي انتُزعت منازلهم منهم بالقوة. نحن نعلم ما معنى أن تُنسى وتمحى لغتنا وثقافتنا وتاريخنا. نحن نعلم كيف يكون الحال عندما نكون أمام نزوة قوة محتلة. نحن نعلم ماذا يعني أن نكون ضحايا للعنف الرهيب. نحن نتعاطف ونقدم أصواتنا ومنابرنا لأولئك الذين يتعرضون للقمع. في الواقع، ذلك من واجبنا الأخلاقيكبشر، كأديغه أن نرفع أصواتنا ضد أي ظلم.

هناك موضوع مشترك في كل مرة تعود ذكرى 21 مايو/أيار ، ألا وهو عبارةلن ننسى أبدًا“. وكما في السنوات الماضية، نجتمع بإخلاص لتذكر أكبر مأساة حلت بأمتنا. لكن هذا كل ما نعرفه حقًا عنها. وكمجموعةنحن لا نقوم بأي محاولة حقيقية وصادقة لفهم حجم هذه الصدمة الخطيرة ضد الشركس وتأثيراتها الدائمة على وطننا وأمتنا. بالطبع، يمكننا أن نجمع اقتباسات عن القتلة الذين اقترفوا الفظائع ضد شعبنا ونذكر الإحصائيات التي تعطي بعض المعرفة الإدراكية للإبادة الجماعية. لكن كل ذلك مجرد سردٍ للقصص. لا يوجد فهم حقيقي. وإذا لم يكن هناك فهم حقيقي وشامل، فسيتم نسيانه بالكامل. لا يمكن إنكاره، لقد فقدنا بالفعل ونسينا قدرًا كبيرًا من المعرفة المتعلقة بالأديغه مثل لغتنا وثقافتنا وسلوكياتنا (الخابزه) وتاريخنا.

لذا، فإن سؤالي المعروض عليكم جميعًا اليوم، في 21 مايو/أيار 2021 هوما الذي يمكننا فعله لضمانأننا لن ننسى أبدًا؟ ماذا يمكننا أن نفعل اليوم، حتى نتمكن في التجمعات المستقبلية، من سرد قصص التقدم الذي أحرزناه كأمة؟

تتمثل إحدى طرق ضمان إحياء الذكرى والشفاء لأمتنا في مضاعفة جهود الاعتراف بالإبادة الجماعية الشركسية. اليوم  لا يكفي أن نتذكر أحداث الماضي على أنها إبادة جماعية، لكن أيضًا أن ندرك أنها لا تزال مستمرة حتى اليوم. وتنفي روسيا تصنيف الوحشية والقتل العشوائي والتهجير القسري على أنها إبادة جماعية. إن هذا الإنكار لتاريخنا هو محاولة اليوم لتدمير الأديغه نفسيًا وثقافيًا. إن الإنكار لا يسمح لأمتنا بالفهم الكامل أو تذكر جرائم قتل أسلافنا. كم عدد النصب التذكارية الموجودة في العالم التي تخلد ذكرى الأديغه الذين فقدوا حياتهم؟ إن التثقيف بشأن الإبادة الجماعية غير موجود، أو الأسوأ من ذلك، يتم التعامل معه على أنه أسطورة. واليوم، وخاصة في شركيسيا المحتلة، أولئك الذين يكتبون أو يتحدثون بالحقيقة يتعرضون للاضطهاد والمضايقة. هذا هو تعريف الإبادة الجماعية المستمرة. لذلك، فإن السعي وراء الاعتراف على نطاق واسع أمر مهم على نحوٍ خاص. يجب أن نستثمر الوقت والطاقة والمال لضمان دراسة تاريخنا وخاصة الإبادة الجماعية الشركسية والتعامل معها بعنفوان أكاديمي. هذه المعرفة ستمنحنا القوة وتعطي أمتنا الشفاء وتضمن عدم نسيانها أبدًا.

            ثانيًا، يجب أن نسعى بشكل جماعي لتحرير شركيسيا من الاحتلال. يجب أن نكون مرتاحين لقول شركيسيا حرة الآنباستمرار وبصوت عالٍ وبفخر. شركيسيا حرة الآن. كما يقول مثل أديغي،من فقد وطنه خسر كل شيء“. لقد ضاع وطننا. صحيح، يمكننا الذهاب إلى مكان يسمى أديغييا، أو قباردي أو شركيسك، لكن هذه أماكن تحت الاحتلال. في الواقع، حاولت القوى الروسية وستحاول مرة أخرى محو حدود ورموز هذهالجمهوريات“. إن شركيسيا الحرة هي في نهاية المطاف دولة، بحيث يمكن للشركس أن يتحكموا في شؤوننا الخاصة، وذلك بدلاً من أن يكونوا أحجار شطرنج لسياسات روسية غير عادلة أو أن يكونوا ضحايا اندماج في الشتات. مثل المنزل الذي يأوي عائلة، فإن بلدًا يسمى شركيسيا سيحمي هويتنا وتاريخنا وثقافتنا وتقاليدنا.

في بداية ملاحظاتي قلت إننا أمة فريدة. لم نتعلم في تاريخنا جيدًا. لم يكن لدينا الكثير من الأدوات للاتصال. لم نتمكن من الوصول إلى العديد من المنابر لنحكي أخبارنا. لذا دعونا نستخدم هذه الموارد، وقوة العقل، ونركز على أنفسنا. أيها الشبابدعونا نلتهم المعرفة التي يمكن لكبارنا أن يقدموها لنا ونسد الثغرات بالبحث وتطبيقها أينما دعت الحاجة. إذا كنا مستعدين لتقديم دعمنا لأمم شتّى، وأشرنا إلى المظالم التي تتعرض لها البلدان والشعوب الأخرى، فلنكن مستعدين للتعامل مع القضايا الحالية التي تواجهها أمتنا الشركسية بأكملهاإلى كل أديغه في العالم يشارك في نضالات مماثلة.

لا أريد أن أرى أمتنا تتراجع. لا أريد أن أستقر على الحفاظ على المنزلة كما لو أننا أمة في متحف. أنا لا أريد أن أنسى. فبدلاً من ذلك، أحلم أن يعود كل مجتمع الأديغه إلى الوطن مع تركيز واضح على استعادة شركيسياتتدفق بلغتنا، وتتمسك بخابزتنا (التقاليد والأعراف ومبادئ السلوك الشركسية)، ولدينا فهم شامل لتاريخنا. أريد أن يستفيد كل الأديغه من الموارد الطبيعية لوطننا الجميل. أريد أن يشعر كل الأديغه بالراحة في الزيارة والعيش والحماية داخل حدود وطننا. أريد أن أرى دراسات منشورة عن الآثار الاجتماعية والنفسية للمجموعات ذات المآسي الجماعية. أرغب في حضور ورش العمل التي تركز على النشاط والدفاع عن حقوق الإنسان الشركسي المعاصرة. أريد أن أرى ندوات تستكشف بناء الأمة الشركسية والدبلوماسية. أريد أن أرى إنشاء نصب تذكارية للأبطال السابقين وأن أذكر العديد من الوطنيين المعاصرين من الأديغه بكل سهولة وفخر. أريد الاتصال والعمل مع أي أديغه يشعر كما أشعر.

في الغالب، في أحداث 21 مايو/أيار المستقبلية، بعد أن ننتهي من الذكريات الطيبة والنبيلة لأولئك الذين ضحوا بحياتهم، أريد أن أسرد التقدم والنجاحات التي حققتها أمتنا. أناشد الجميعصغارًا وكبارًاكل واحد منا أن يتحلى بالشجاعة. دعونا نكون مستعدين للتّصدي لكل ظلم ضد أمتنا. دعونا لا نفسح المجال إلى اللامبالاة والتهاون. دعونا نفعل الشيء النبيل ونقوم بعمل ما هو ملقى على عاتقنا. أنا أؤمن بشدة أنه يمكننا تحقيق أهدافنا إذا كانت لدينا رغبة مشتركة في رؤية أمتنا تتقدم، ولضمان عدم تجاهل جميع المصاعب التي تحملها الأديغه.

المصدر:

https://windowoneurasia2.blogspot.com/2021/05/circassian-genocide-anniversary-must-be.html

Share Button

اترك تعليقاً