الإستقلال الشركسي / وصف الوضع في العاصمة الشركسية – من كتاب “شركيسيا: ولدت لتكون حرة” للكاتب عادل بشقوي

حضرات القُرّاء الأعزاء،

يتم هنا نشر جزء آخر من كتاب ”شركيسيا: ولدت لتكون حرة“ مترجم الى اللغة العربية، وسيتبع ذلك نشر أجزاء أخرى فيما بعد

عادل بشقوي


 

15 يونيو/حزيران 2021

الإستقلال الشركسي

الفصل الثاني

وصف الوضع في العاصمة الشركسية

PHOTO-2021-06-15-10-42-04

نشرت أردا إينالإيبا (Arda Inal-Ipa) مقالاً بعنوانأولمبياد سوتشي والقضية الشركسية، أشارت إلى بعض الحقائق التي تشير إلى فترة تميزت بالظروف المحيطة بالتماسك الوطني خلال المراحل الأخيرة من الحرب الروسيةالشركسية.

استطلعت معنى سوتشي بالنسبة للدولة الروسية وماذا تعنيه للشركس:

من أجل فهم سبب قرار اللجنة الأولمبية الدولية (IOC) بعقد دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2014 في سوتشي المثير للجدل فيما يتعلق بالقضية الشركسية، من الضروري فهم بعض الجوانب والحلقات التاريخية من حرب القوقازوهي فترة في تاريخ شركيسيا الطويل حيث تداخلت الأحداث المأساوية مع لحظات التعافي المفاجئ.147

لقد ساعدت مواجهة توسع الإمبراطورية الروسية في شمالغرب القوقاز والسعي لإنقاذ شعبها والدفاع عن أرضها على تماسك المجتمع الشركسي وتسريع تطوره. في يونيو/حزيران 1861، وخلال أصعب مراحل حرب القوقاز، تم اتخاذ قرار في مجلس الحكماء،[2] لإنشاء اتحاد للتماسك السياسي والعسكري، والحفاظ على النظام الداخلي، ومعالجة القضايا السياسية والقانونية. أي القضايا التي تؤثر على الأمة الشركسية بأكملها. حيث تم إنشاء هيئة حاكمة للأمةمجلس، أو مجلس حر جامع.148

بذل الشركس جهودهم لإنشاء روابط وهياكل إدارية لنمط من كيان لسلطة حكومية لمعالجة قضاياهم الحاسمة بالنظر إلى الحرب المدمرة.

في الممارسة العملية، كانت هذه القرارات تعني إنشاء دولة كونفدرالية تدار من قبل سلطة جماعية دائمة، لها وظائف تشريعية وتنفيذية. كان هذا الحدث الرائع نتيجة طبيعية للتطور داخل المجتمع الأديغي، وردًا على التهديد الخارجي، مما جعل من الضروري تطوير وتنفيذ سياسة للمقاومة أكثر تماسكًا، لمنع الأعمال والعمليات المتضاربة من قبل المجتمعات العرقية الفرعية الفردية.149

لقد أعدّت هذه الخطط التي تم تطويرها بوضوح للعمل على إطلاع العالم عن أمة شركسية تسعى للبقاء كأمة حُرّة.

في هذه المرحلة، أصبحت ضواحي مدينة سوتشي الحديثة موطنًا لعاصمة الدولة الشركسية. بدأ الاتحاد المُشكَّل حديثًا على الفور تقريبًا في الانخراط في الدبلوماسية الدولية، مما أدى إلى دعم دولي من منظمات المجتمع المدني التي تأسست تضامنًا مع مواطني شركيسيا: اللجان الشركسية في اسطنبول ولندن.150

يظهر الاهتمام الشركسي في حين كانوا يثبتون قدرتهم في ظل الحرب المفروضة عليهم قدرتهم على العمل لبناء الدولة. 

وبفضل أنشطة الحكومة، بدأت شركيسيا في اكتساب خصائص الإمتثال للقانون الدولي. في سبتمبر/أيلول 1861، أعرب سكان الجبال عن استعدادهم لأن يصبحوا رعايا روس، إذا سُمح لهم بالبقاء في أماكن إقامتهم السابقة. حاول المجلس التفاوض مع الإمبراطور الروسي ألكسندر الثاني (Aleksandr II)، لكن بحلول ذلك الوقت كانت الحكومة الروسية قد قرّرت سياستها بالفعل، ولم تكن تنوي وقف عملياتها العسكرية وإنهاء إجراءاتها القاسية لإخضاع القوقاز.151

وعلى ما يبدو، تحرك الروس لخرق ما أراد الشركس فعله، وهو التدخل في أقرب وقت ممكن لتغيير الواقع.

في يونيو/حزيران 1862، نظم الأسطول الروسي عملية إنزال بالقرب من سوتشي، وبعد معركة دامية، تم إحراق المجلس ومباني أخرى. بعد ذلك بعامين، في مايو/أيار 1864، وعقب قرار حكومة القيصر إجراء عمليات عسكرية كبرى في شمال-غرب القوقاز، أقيم عرض عسكري روسي في سهل كبادا (كراسنايا بوليانا الحديثة، المعروفة في الأبخازية باسم غوبادي) بمناسبة نهاية مائة عام من الحرب مع الشركس.152

صرّحَ المحلل بول غوبل قائلاً: ”يدرك الشركس أن مهمتهم صعبة للغاية وسيستغرق تحقيقها وقتًا طويلاً، لكن العام الماضي جلب لهم ما قد يكون أهم انتصار حققوه منذ فترة طويلة: إنهم يدركون هذه الحقيقة، وهم يتصرفون وفق سياسة الخطوة خطوة لتحقيق أهدافهم“.153

قالت فاطمة تليسوفا في مؤتمر عقد في البرلمان الفنلندي،سبعة أجيال من الرجال في عائلتي قضوا نحبهم وهم يقاتلون من أجل حرية وطنهم. سبعة أجيال من النساء في عائلتي أصبحن أرامل في سن الثلاثين، بمن فيهن أنا. هذا الألم يحيا في قلبي. دماء أجيال من مقاتلي الحرية تجري في عروقي وكذلك في قلوب وأوردة ملايين الشركس حول العالم. نحن نستحق حريتنا واستقلالنا.154

يتبع…

Share Button

اترك تعليقاً