قراءة واقعية في إستراتيجية كافِّيد (1)

قراءة واقعية في إستراتيجية كافِّيد (1)

عادل بشقوي

24 يونيو/حزيران 2021

PHOTO-2021-06-24-17-06-01

خلال المقابلة التي أجراها معي تلفزيون نارت بتاريخ  28 مارس/آذار 2021،[1] تم طرح موضوع استراتيجية كآفِّيد (KAFFED) وهي فيدرالية الجمعيات القفقاسية في تركيا، وما يمكن ان يستفيد الشركس منها في أماكن تواجدهم على ضوء عدم وجود استراتيجية شركسية شاملة يمكن الرجوع اليها والإنطلاق منها وذلك لتعزيز العمل المؤسّسي. وكذلك التزام جمعياتها ومؤسّساتها بمعالجة المسائل المعلقة وفق روح الفريق الواحد وللتصدي لنتائج وتداعيات التهجير الذي حصل في عام 1864، وتأثيره على الشتات الذي هو في هذه الحالة يصف ما يتعلق الأمر بتركيا في الأوجه الممكن التعامل معها ومعالجتها.

وبعد أن أصبحت ترجمة إستراتيجية كافِّيد بالّلغة العربيّة متاحة في الآونة الأخيرة، تمكّنت من الاطلاع عليها،[2] فوجدت ان الكثير من المبادئ والمفاهيم التي وردت فيها لا تنطبق على المجتمع الشركسي في الأردن، ولا يمكن تطبيقها او التقيد بها. إلا أن بحث وتطبيق فكرة العمل المؤسسي التي طرحت في الخطة، فإنّهُ لا مانع من النظر في النقاط الإيجابية التي يمكن الاستفادة منها من حيث الشكل، لكن ليس من حيث المضمون الذي يشوبه بعض التشويش في المفاهيم والأفكار والدلالات التي ترتإيها كافِّيد والجمعيات المرتبطة بها. ربّما تنطبق على جزء من الشتات التركي دون غيره، ناهيك عن الشتات الشركسي في أماكن أخرى.

وأود إن أذكُر رأْيي فيها، والتطرق لجوانب أخرى ذات صلة تتعلق بالعمل الجماعي الشركسي وفق النقاط التالية:

تشكل كافِّيد على عكس الجمعيات الشركسية،اتحادا للجمعيات القفقاسية في تركيا، وذلك لمؤسسات المجتمع المدني هناك لشعوب قفقاسية متعددة، حيث أنّهُ مع الاحترام للجميع، بالإضافة إلى الشركس/الأديغه، هناك الداغستان والشيشان والأوسيتيين والأبخاز وغيرهم.

مع تعدد الشعوب القفقاسية الممثلة لها، إلا أن تعبير الشركس ورد حسب الترجمة في اماكن متعددة، ليضفي وصف الشركس على ما يبدو على الجميع دون استثناء.

مدركين أن وصف القفقاس هو أوسع من ذلك بكثير، لأن منطقة القفقاس تمتد بين قارتي آسيا وأوروبا. 

* هناك شمال القفقاس الذي يقع في أوروبا ويخضع بالمجمل لسيطرة الدولة الروسية، 

* بينما جنوب القفقاس الآسيوي بمجمله يتألف من دول استقلت بعد تفكك الإتحاد السوفياتي سيء الذكر، هي أذربيجان وأرمينيا وجورجيا.

جاء في النص أنّهُ بالتعاون بين رؤساء وإدارات الجمعيات، تم تنظيم دراسات وأبحاث ومن ثم صياغة النتائج بمساهمة ومشاركة الشباب في إطار مسابقة شاركت فيه المؤسسات البحثية. 

بعد استعراضها تم تشكيل محتوى الخطة الاستراتيجية بتوافق الجميع.

تم ذكر سبل التعاون داخل كافِّيد والتعاون مع الوطن الأم ومع الشتات والتوصيات.

احدى النقاط الايجابية تتعلق بما وُصف: ”عمليات الخطة الإستراتيجية هي أيضًا عملية تعليم مستمر، يمكن أنها تكشف كل مرحلة من مراحل كل خطة، من عملية الإعداد إلى عملية التنفيذ ونتائجها، عن بيانات قيمة للخطة التالية. نعتقد أن هذه الخطة الأولى ستشكل أساسًا لخطط مستقبلية بهذه الطريقة وأن مجتمعنا ومؤسساتنا ستحمل لغتنا وهويتنا وثقافتنا إلى المستقبل مع خطط إستراتيجية أطول وأكثر شمولًا في المستقبل“.

تحت عنوانأسلوب العمل العام، يُذكر التالي: ”تعمل كافِّيد على أسس علمية. وهي تدعم البحث والتطوير والترويج للتاريخ والثقافة واللغات الشركسيةوربما يُقصد بهاالقفقاسية“.

تحت عنوانالتنظيمتوحيد الجهودجاءأن العضوية مفتوحة لكافة أفراد المجتمع في الجمعيات التي تتألف منها كافِّيد والديمقراطية هي أساس العمل وضرورية في أنشطة كافِّيد، والجمعيات الأعضاء فيها. لذلك، فإن كافِّيد ملزمة بتمثيل المجتمع الشركسي بأكمله“. 

في هذا الجانب:

* ربما يعني ذلك المجتمع القفقاسي (حسب مفهوم كافّيد). 

* المنطق يقول ووفقا للقانون، كافِّيد لا تمثل سوى اعضائها أفرادًا وجمعيات.

* هناك جمعيات أخرى، وبدون ذكرها الآن، تمثل أيضًا أعضائها فقط.

يوجد الكثير من النقاط التي وردت فيجوانب القوةوجوانب الضعفالمتعلقة بالمجتمع القفقاسي التركي، يمكن الاستفادة منها، لكن أبرزت الترجمة النقطة 52 في جوانب الضعف كالتالي:

(52. عدم وجود هياكل تعمل على السياسة في مؤسسة الملك عبدالله للعلوم الاقتصادية والجمعيات الأعضاء فيها.) 

بينما ظهرت ترجمة النقطة 52 من اللغة التركية بواسطة غوغل ما يلي:

(52. عدم وجود هياكل تعمل على السياسة في الصندوق والجمعيات الأعضاء فيه.) [3]

— ”الفرصالمتاحة في تركيا يختلف بعضها عن الفرص المتاحة بالأردن، مع العلم أن النقطة (29 ) بشأنتعداد 2020 في روسيا الإتحاديةجاءت قبل أن يجري التعداد. وعلى أي حال، فإن بعضالتحدياتالمتعلقة بتركيا لا تنطبق على الأردن.

هناك تحفظ ونقاط يجب التطرق إليها وخاصة فيما يتعلق بِموضوعالأولوية الإستراتيجية: الدفاع عن الحقوق“.

للأهمية التي يجب أن تحظى بها هذه العناوين، سيتم التطرق لها في مقالات قادمة ذات صلة.

الإستراتيجية 1: الإعتراف بالإبادة الجماعية والتهجير القسري. 

سيتم توضيح بعض النقاط وفقا لفهم وإيمان آخرين بأساليب عمل أخرى. 

الإستراتيجية 2 :إعمال حق العودة والمواطنة المزدوجة. 

لا يختلف اثنان على أن الحق في العودة هو حق مقدس في القوانين والأعراف الدولية، ومنهاالإعلان العالمي لحقوق الإنسان حيث أن:

 المادة الثانية من قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 1514 تاريخ 14 ديسمبر/كانون الأول 1960: ”لجميع الشعوب الحق في تقرير مصيرها“.[4]

الفقرة (2 ) من المادة 13، لكلِّ فرد الحقٌّ في مغادرة أيِّ بلد، بما في ذلك بلده، وفي العودة إلى بلده.

الفقرة (1) من المادة 14،لكلّ فرد الحقّ في أن يلجأ إلى بلاد أخرى أو يحاول الالتجاء إليها هرباً من الاضطهاد“.

الفقرة (1) من المادة 15،لكل فرد حق التمتع بجنسية ما“.

 والفقرة (2) من نفس المادة،لا يجوز، تعسُّفًا، حرمانُ أيِّ شخص من جنسيته ولا من حقِّه في تغيير جنسيته.[5]

الإستراتيجية 3: ”الاعتراف بالحقوق المتعلقة بلغتنا وثقافتنا وهويتنا وتنفيذها“. يجب في هذا المجال العمل على تعزيز الجهود المتعلقة بايجاد برامج وندوات ومؤتمرات وإتصالات مع جهات دولية مثل اليونسكو ومنظمات اخرى ذات صلة بالعناوين المذكورة. ويمكن الإضاءة على هذا الموضوع بتفصيل أكثر في مقالات قادمة.

الإستراتيجية 4: المطالبةبالاعتراف بأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية ورفع الحظر عنهما“. ويمكن الاطلاع على المزيد من الحقائق في مقالات ستأتي لاحقًا.

الإستراتيجية 5: تطوير العلاقات السياسية. 

ومن تعريف السياسة (Politics)، يمكن معرفة الاتجاه المناسب الذي يمكن سلوكه من قبل أي طرف: ”هي الإجراءات والطرق التي تؤدي إلى اتخاذ قرارات من أجل المجموعات والمجتمعات البشرية. ومع أن هذه الكلمة ترتبط بسياسات الدول وأمور الحكومات فإن كلمة سياسة يمكن أن تستخدم أيضا للدلالة على تسيير أمور أي جماعة وقيادتها ومعرفة كيفية التوفيق بين التوجهات الإنسانية المختلفة والتفاعلات بين أفراد المجتمع الواحد“.[6] 

من المفيد والمجدي حقًا أن يكون العمل المؤسّسي هو تطبيق لاستراتيجيات مُعدَّة وموضوعة من أجل مصلحة المجتمع أفرادا وجماعات. ويكون هذا العمل ممكنًا ومناسبًا عندما تكون هذه الاستراتيجيات شكلا ومضمونا أو نصا وروحا تلبي حاجات وطموحات المجتمع للتقيد بانظمة وقوانين تم وضعها لتغطي كافّة مناحي الحياة أو بعضها، لكن لمصلحة الجميع. ولا يجب ان تكون منقولة عن استراتيجيات أو مراجع ذات اهداف غير ملائمة. كذلك يجب ان تتوافق كل الاتجاهات الفكرية في المجتمع، وتشارك في وضعها وإقرارها.

** لإبراز الموضوع من كافة الاوجه المتعلقة بالنقاط التي وردت في الإستراتيجية  فانه يحتاج الى التوسع في الاشارة الى مواضيع تعالج كافة النقاط المطروحة. وكذلك ضرورة ربطها على وجه الخصوص بالحقوق والوقائع وتداعيات تعديل بعض بنود الدستور الروسي وتاثير ذلك على اللغة والثقافة والمجتمع الشركسي في الوطن. يجب كذلك مراعاة التناقض بين الحقيقة والخيال مع بعض الافراد والمؤسسات وصولًا إلى الاستنتاج.

يتبع في مقالات قادمة…

المراجع

[1] (https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=3739141569538213&id=1706258599493197&fs=5&focus_composer=0)

[2] (file:///Users/adel/Downloads/%D8%AA%D8%B1%D8%AC%D9%85%D8%A9%20%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%AC%D9%8A%D8%A9%20%D9%85%D9%88%D9%94%D8%B3%D8%B3%D8%A9%20%20%D9%83%D8%A7%D9%81%20%D9%81%D9%8A%D8%AF%202020%20-%202021.pdf)

[3] (https://www.kaffed.org/images/haber/federasyon/2020/SPlan_2021/2020-2021_SP.pdf)

[4] (https://www.un.org/ar/decolonization/declaration.shtml)

[5] (https://www.un.org/ar/universal-declaration-human-rights/)

[6] (https://www.marefa.org/%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9)

Share Button

اترك تعليقاً