مجافاة الحقيقة والإنحراف عن الواقع (2)

مجافاة الحقيقة والإنحراف عن الواقع (2)

عادل بشقوي

28 يونيو/حزيران 2021

استكمالا للمقال السابق بتاريخ 24 يونيو/حزيران بعنوان ”قراءة واقعية في إستراتيجية كافِّيد“ يتم في هذا المقال نشر بقية المعلومات المتعلقة بالنشاطات التي جرت خلال السنوات الماضية والتي لها علاقة مباشرة بالقضية الشركسية والشؤون القفقاسية الأخرى.

— في الأول من شهر يناير/كانون الثاني 2017، نشر موقع أخبار القفقاس (Caucasus Times) بأن ياشار أصلانكايا الذي كان يشغل منصب نائب رئيس منظمة كافيد، مُنع من دخول روسيا وحُظِر عليه السفر إلى هناك حتى عام 2020. وجاء ذلك بعد اجتماع استثنائي للجمعية الشركسية العالمية عقد في سبتمبر/أيلول 2016، حيث أعلن في حينه يوري كوكوف (Yuri Kokov) — رئيس جمهورية قباردينو – بلكاريا عن الحاجة إلى تقديم أبجدية شركسية واحدة (موحدة) لكافّة الشركس في العالم. تم في ذلك الوقت احتجاز ياشار في مطار الوصول لمدة ساعتين ومن ثم تمت إعادته الى تركيا. وقد تم إبلاغه بمنع دخول روسيا حتى عام 2020، على الرغم من عدم توضيح أسباب هذا القرار. على ما يبدو، وفقًا لموقع صحيفة أخبار القفقاس، كانت الواقعة قد حدثت في سبتمبر/أيلول 2016؛ ومع ذلك، التزمت قيادة الجمعية الشركسية العالمية (ICA) وفيدرالية الجمعيات القفقاسية في تركيا الصمت حيال ذلك في محاولة لحل المشكلة من خلف الكواليس.[1]

— في الأول من مارس/آذار 2019، أعلن ياشار اصلانكايا (Yasar Aslankaya {Khagundoko})، الذي أصبح في حينه يشغل رئيس ”فيدرالية الجمعيات القفقاسية في تركيا“، في تصريح له خلال زيارة قام بها الى جمهورية الأديغيه رفض كافّيد (KAFFED) مبادرة تاسيس ”جمعية شركسيه اوروبيه“ في اوروبا، لتكون معنيه بالشؤون الشركسية. مع العلم انه ذكر بعض اسماء الذين على حد زعمه قاموا بتأسيس الجمعية بقوله ان هناك من قال له ذلك، مع العلم انه ذكر اسم كاتب هذه السطور، لكن أود أن أعْرف وكذلك الآخرين الذين ذُكِرت أسمائهم حيث سيكونوا سعداء بأن يعرفوا أين هي تلك الجمعية الآن بعد مرور أكثر من سنتين على زعمه، علما بأني أتمنّي لو كانت تصريحاته صحيحة.[2]

— وما يدعو للأسف، أنه بعد عدة سنوات من منع رئيس كافّيد السابق من السفر الى ”القفقاس“، استهل عودته بمحاولة تسجيل نقاط وربما إظهار قدر من الحصافة وحسن السلوك للسلطات هناك، وذلك عبر إطلاق اتهامات مُضلِّلة حبذا لو كانت صحيحة، لكنها لا تخلو من التَّملُّق والمحاباة. وفي نفس الوقت محاولة للاساءة الى اسماء بعض النُّشطاء الشركس وبشكل عشوائي، لِأَمرٍ لم يحصل في حقيقة الأمر الا في تلك الافتراءات والسيناريوهات المسْرحِيَّة التي تم ذكرها زورا وبهتانا.

— إن كيل الاتهامات جزافا ليس من شِيم الكرام، علما بانه حتى لو كان خبر تأسيس جمعية شركسية جديدة صحيحا فانه ليس من المعيب ان تكون هناك آراء متعددة ومؤسسات تضع الحقوق والوطن في مقدمة أولوياتها، لتسهم في اثراء العمل القومي والوطني، بحيث تكون بألوان الطيف الشركسي، لكن بدون مُسمَّيات ”غير واقعيِّة“.

— إن التعبير عن الرأي والبحث في الخيارات المتاحة لاتخاذ القرار المناسب ليس سيئا، لأن حرية اتخاذ القرار المناسب والمشاركة في استعادة الحقوق الشركسية وصولا إلى حق تقرير المصير هو ما يجب التركيز عليه من قبل المهتمين بهذا الموضوع. فالتّطَرُّق لموضوع بهذا الاسلوب المهين يبين انه يرمي الى الشخصنة ويعبر عن محاولة للإساءة، خاصة عندما يقول انه سمع بأن فلان وفلان اقدموا على فعل كذا وكذا… من دون تأكيد واضح ومن دون اثباتات ملموسة. إن المطلوب هو حرية التعبير واحترام الرأي والرأي الآخر واتباع النهج الديمقراطي في العمل المؤسسي، ومراعاة التنوع والتعددية والشفافية، سواء في الوطن أو في الشّتات.

— ليس من اللياقة ولا اللباقة بمكان ولا صدق النوايا والانتماء الشركسي الأصيل ان يقوم اي شخص بالتجني على الآخرين وخاصة العاملين بالشأن الشركسي بِأوصاف مرفوضة جملة وتفصيلا. وليس مناسبا بان يطلق رئيس منظمة قفقاسية في تركيا الاتهامات جزافا ضد الشراكسة وجمعياتهم ومؤسساتهم. وليس مسموحا له ولا يجوز له أن يتفوّه بكلامٍ عارٍ عن الصِّحَّة لم يحدث الا في أحلام مروِّجي الاشاعات وتسجيل المواقف والاستحواذ على اتخاذ القرار الذي من المفترض أن يكون فقط مِن قِبَل من يهمه الأمر. مع العلم أن إنشاء منظمات شركسية أخرى أمر طبيعي ومطلوب ويساهم في ترسيخ قيم التعددية والديمقراطية وعدم الاستفراد بشأن اتخاذ القرار الوطني.

— إن أي وطن هو لجميع أبناؤه دون استثناء، وليس لأيٍ كان منزلة استثنائية فيه؛ فالناس سواسية لا يحق لأحد أن يكون فوق القانون. ويجب في كل الأحوال الاستماع الى رأي الآخرين وخاصة من هم يعيشون في وطنهم. فهذا التعليق ليس تهجما على أحد أو محاولة للاستخفاف من كل ما يطرح على الساحة الإقليمية. فيمكنني القول اني كنت قد تقابلت مع د. ايرول تايماز (Dr. Erol Taymaz) أحد أعضاء كافّيد خلال مشاركتي في مؤتمر (Euroxase) فيدراليّة الشركس الأوروبيين ”يورو خاسا“، وذلك ضمن فعاليات اليوم الشركسي السابع في البرلمان الأوروبي الذي انعقد في 18 يونيو/حزيران 2012 في مقر البرلمان الأوروبي في بروكسل، إلا إني لم ألحظ عنده أي محاولة للإساءة إلى أي طرف أو جهة.[3]

— شركسيادا 2012

* لا بد في هذا النطاق، من التطرق إلى مشروع كاد ان يتم تمريره على الأمة الشركسية، لولا يقظة النشطاء الشركس بدءا من الوطن وانتهاء بدول الشتات. لقد كانت محاولة أنانية ومحسوبة، وهي تضليل لفظي ومرئي ما من ورائه سوى الخداع. هم رغبوا بأن يساهم الشركس في المشاركة بدورة ألعاب سوتشي الأولمبية الشتوية العبثية لعام 2014 التي أقيمت على مقابر ضحايا الإبادة الجماعية الشركسية، من خلال إقامة ما سمي ”شركسيادا 2012“، وذلك من أجل التجسير مع ألعاب سوتشي 2014، ودعوة كافة المؤسسات والجمعيات الشركسية للمشاركة في ألعاب ظاهرها شركسي وباطنها روسي/مخابراتي محض. وكان الهدف هو ثقافي/رياضي لكن يخلو من المحتوى الإيجابي. كان ذلك يهدف إلى تجاوز كافة العقبات التي وضعتها الأنظمة الروسية المتعاقبة على طريق استعادة الأمة الشركسية ذات الإرث الحضاري وأمم القفقاس الأخرى لحقوقها المشروعة، وتحويل الاتجاه عكسيًا نحو أهداف خاوية المحتوى.

* في 18 أكتوبر/تشرين الأول، 2009، التأمت فعالية في العاصمة التركية، أنقرة حتى يتسنى لسفيان جموخوف وشريكه أليكسي بيكشوكوف تقديم عرض مستفيض لخطتهما الى ممثلي المنظمات والجمعيات الشركسية والقفقاسية في تركيا.[4]

* أشار جموخوف خلال العرض، بأن ”جيهان جاندمير، رئيس فيدرالية المنظمات الشركسية (القفقاسية) في تركيا (KAFFED) قال، أنه سيتم عقد مؤتمر سنوي للمنظمات الشركسية (القفقاسية) في تركيا في ديسمبر/كانون الأول، ويتضمن جدول أعماله النظر في القضايا التنظيمية الخاصة بالألعاب الشركسية. أشار عدنان أوزدمير، رئيس جمعية مدينة مرعش، إلى أنه ”في المؤتمر القادم للمنظمات الشركسية (القفقاسية) في تركيا، من الضروري إنشاء هيكل في إطار كافّيد (KAFFED)، والذي سيكون فرعًا للجنة شركسيادا المُنظِّمة“.

* يضيف المقال بأن ”واضعو المشروع، التقوا في إطار غير رسمي مع ياشار أصلانكايا، رئيس الجمعية في أنقرة (KAFDER)، ونائب رئيس يورو خاسا (Eurokhase)، وناقشوا مشاركة الشركس الذين يعيشون في أوروبا في ألعاب شركسيادا. كما تم إجراء مفاوضات حول مدى امتثال مبادئ تنظيم شركسيادا للأحكام القانونية لكافّيد مع البروفيسور إيرول تايمز، نائب رئيس كافّيد (KAFFED).

* تم الإعلان عن ”الموافقة على فتح مكتب تمثيلي لمشروع {شركسيادا 2012} في أنقرة، والذي سيرأسه ميتن سينميز، مدير موقع {Circassian World}“ على شبكة الإنترنت“.[5] وأخبر المبادر رؤساء الجمعيات الشركسية/القفقاسية في تركيا أن واضعي المشروع قد عقدوا بالفعل سبعة عروض تقديمية، ”كان آخرها في الولايات المتحدة،[6] والستة الأخرى في مدن روسية،[7] بما في ذلك سانت بطرسبرغ [8] وموسكو [9] وسوتشي“.[10] وتم عرض المشروع أيضا في الأردن الذي عكس معارضة معظم الشركس فيه، وعدم استجابتهم لهذا العمل.[11]

— ومن الجدير بالذكر أن تاييد بعض الجمعيات والمؤسسات القفقاسية في تركيا وغيرها لعقد ألعاب سوتشي الأولمبية على أرض الإبادة الجماعية الشركسية، كان له عواقب سلبية. لقد ذكرت الانباء بان هناك بعض رجال الأعمال المعروفين الذين يملكون ويديرون شركات تعمل في مجال الإنشاءات والمقاولات قاموا ببناء وتنفيذ بعض أعمال البناء في سوتشي، آخر عاصمة شركسية، خاصة بناء فندق الماريوت في كراسنايا بوليانا، أو التلة الحمراء.[12]

يتبع في مقالات قادمة…

المراجع

[1] (https://caucasustimes.com/en/russia-is-getting-rid-of-circassian-diaspora/)

[2] (http://www.circassianews.com/2019/03/07/%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3-%d9%85%d9%86%d8%b8%d9%85%d8%a9-%d9%83%d8%a7%d9%81%d8%af-%d9%81%d8%af%d8%b1%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%85%d8%b9%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%82/#more-3712)

[3] (http://www.circassianews.com/2012/06/18/%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%91%d9%84%d8%a9-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%a3%d9%84%d8%b9%d8%a7%d8%a8-%d8%b3%d9%88%d8%aa%d8%b4%d9%91%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%88%d9%84%d9%85%d8%a8%d9%8a%d9%91%d8%a9-%d9%88%d8%a7/)

(https://youtu.be/WofylmmCPqw)

[4] (http://www.natpressru.info/index.php?newsid=4193)

(http://www.natpressru.info/index.php?newsid=4376&fbclid=IwAR0NW2dhrE-8qARNO6DejXgkP0GOWYa9-ADa5DgJrqga5BmuplZCTf0uZSI)

[5] (https://www.circassianworld.com/headlines/1393-circassiada-2012)

[6] (http://www.circassiancenter.com/cc-usa/adygea-news/CC%20News%20Department/001%20Circassiada%20at%20CBA.htm)

[7] (http://www.natpressru.info/index.php?newsid=3888)

[8] (http://www.natpressru.info/index.php?newsid=3985)