الإستقلال الشركسي / شركيسيا وأبخازيا – من كتاب “شركيسيا: ولدت لتكون حرة” للكاتب عادل بشقوي

حضرات القُرّاء الأعزاء،

يتم هنا نشر جزء آخر من كتاب ”شركيسيا: ولدت لتكون حرة“ مترجم الى اللغة العربية، وسيتبع ذلك نشر أجزاء أخرى فيما بعد

عادل بشقوي


 

06 يوليو/تموز 2021

الإستقلال الشركسي

الفصل الثاني

شركيسيا وأبخازيا

PHOTO-2021-07-05-20-56-23

تختلف شركيسيا عن أبخازيا، لكن كلاهما يقع في منطقة القوقاز. يجب ألا يكون هناك تطابق خاصة مع التطورات التي حدثت في السنوات الأخيرة. لقد جعلوا من المستحيل رؤية أبخازيا بالطريقة التي يرغب البعض في رؤيتها فيها! لكن إذا أراد الابخاز ذلك بهذه الطريقة، فهذا خيارهم وقرارهم، حتى لو لم يكن ذلك في صالح اهتمامات الشركس. لا يمانع الشركس في أن تحصل أبخازيا على استقلال حقيقي بدلاً من وضع كل الجهود والموارد في موقع واحد.

لكن يبدو أنهم لا يمانعون في فعل ذلك بمفردهم. إن الشركس يعملون على استعادة حقوقهم المصادرة. فهم أحرارا في اختيار الطريق الذي يجعلهم يصلون فيه إلى مصالحهم القومية. إنها الغاية التي تجمع معظم الشركس معا.

إن الوهم السائد بأن روسيا تساعد أيٍ كان ليس واقعياً. وإذا اعتقد البعض ذلك، فسوف يكتشفون عاجلاً أم آجلاً أن روسيا تتوافق مع مصالحها الأنانية. إن الفيتو الذي استخدمته روسيا في فبراير/شباط 2012 ضد مبادئ الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان وضد مصالح الشعب السوري الذي يُقتل ليل نهار يجعل من السهل فهم ما يريده الروس من أي صراع.

وعندما تقترب ذكرى الحادي والعشرين من مايو/أيار 1864، تفشل روسيا في ذكر أي عمل إيجابي فيما يتعلق بحل أي عنصر من عناصر القضية الشركسية. ولذلك آثار مترتبة على أي باحث للوصول إلى استنتاجات مُنصفة. حتى أنهم ذهبوا إلى أبعد من ذلك في محاولة القول بأن الإغريق كانوا في شركيسيا في فترة ماضية، لكن دون ذكر الشركس المُهجّرين عن وطنهم. لقد حقّقوا هدفهم، وهو إقامة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي في عام 2014 على أرض الإبادة الجماعية. حيث كانت سوتشي آخر عاصمة لشركيسيا.

الفطرة السليمة تجعل من الضروري معرفة أن الشركس فقدوا نصف أمتهم وأن 90 بالمائة من أولئك الذين بقوا على قيد الحياة تم ترحيلهم. لقد كان عليهم أن يتحملوا ظروفًا صعبة ومأساوية بعيدًا عن وطنهم.

إن أي شخص حر في الدفاع عن مصالح أي أمة أخرى، ولكن ليس على حساب المصالح الشركسية لأنه لا يمكن خلطهما معًا. دعونا لا نقلل من قيمة الكتب والأوراق البحثية التي قدمها أكاديميون مرموقون مثل: “دع شهرتنا تكون عظيمة” (Let Our Fame Be Great) للكاتب أوليفر بولو (Oliver Bollough) وكتاب “شمالغرب القفقاس” (The Northwest Caucasus) للكاتب وولتر ريشمرند (Walter Richmond)، وهو الذي تُرجِم إلى اللغة العربية. وجدير بالذكر أن هناك كُتّاب روس يكتبون عن الشركس والقوقاز. فيختارون الطريقة التي تناسبهم ووفقًا للطريقة التي يرون بها الأشياء.

إذا لم يأت الشركس بالكتب والمعلومات حول ماضيهم وحاضرهم، فهناك أشخاص مهتمون بعمل ذلك بدون إجحاف. فالإنسانية أقوى من أي تحيز أو تعصب. ومن المأمول في أن نصل إلى الدرجة التي يقوم بها الشركس بعمل عظيم في تقديم المعلومات عن الشراكسة. فهناك دراسات ومعلومات مهمة جاءت حول القضية الشركسية من قبل العديد من العلماء المحترمين بلغات مختلفة.

لن يقول أي شخص يتمتع بالحس السليم أننا لسنا بحاجة إلى المزيد من الكتب عن الشركس لأن المعرفة ليس لها قيود أو حدود. يكتب المؤلفون الشركس الكتب عن أمم أخرى بلغات مختلفة، مثل الشركس الذين يعيشون في شمال القوقاز أو تركيا أو الدول العربية. إن معظم الشراكسة يُقدِّرون ويُثمِّنون ذلك.

يجري إعداد برامج إبداعية وتطبيقها في المجتمعات الشركسية، مثل تقديم المحاضرات والندوات. حيث أنّها تُعقد في مناسبات ذكرى إحياء العلم الشركسي ويوم الذكرى الشركسية وغيرها من المناسبات القومية والثقافية. وتجري كذلك حملات لإيصال المعلومات إلى الشركس المهتمين بمعرفة الأبعاد المختلفة للقضيِّة الشركسية.

وينبغي أن لا يصل التبادل المفيد للآراء إلى نقطة خلق صراعات شخصية أو لإلهاء الشركس عن قضيتهم الأساسية.

يتبع…

Share Button

اترك تعليقاً