يوم العائدين يبعث رسائل عدم ترحيب إلى الشتات الشركسي

السبت 7 أغسطس/آب 2021

يوم العائدين يبعث رسائل عدم ترحيب إلى الشتات الشركسي

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

7 أغسطس/آب 2021

            ستاونتون، اليوم، الأول من شهر أغسطس/آبتحيي جمهورية أديغييا (Adygey Republic) يوم العودة إلى الوطن، وهو ما فعلته في الأول من أغسطس/آب منذ عام 1998 عندما عادت المجموعة الأولى من الشركس العرقيين من كوسوفو في منطقة البلقان التي مزقتها الحرب. لكن هذا اليوم يكرم أيضًا الشركس العائدين من بلدان أخرى في أوروبا والشرق الأوسط.

            لسوء الطالع، فإن عدد الذين تمكنوا من العودةإجمالًا حوالي 2000 — يعتبر قطرة في بحر مقارنة بعدد الشركس الذين يريدون العودة إلى الوطن الذي طرد منه أسلافهم في عام 1864، والذين تم حظر عودتهم من قبل السلطات الروسية التي تخشى من أي عودة جماعية يمكن أن تزعزع استقرار شمال القفقاس.

            من خلال تنظيم يوم الذكرى هذا من كل عام، يمكن لموسكو ومايكوب، وخاصة المنظمات الشركسية التي تسيطر عليها روسيا، أن تقترح أن ترحب روسيا بالعائدين حتى عندما تُظهر الأدلة أنهارحبتفقط بجزء ضئيل من أولئك الذين يريدون العودة ويُصِرُّون على تحديد هويتهم مع روسيا بدلًا من شركيسيا.

            يقول الصحفي الروسي فلاديمير ماركوف (Vladimir Markov)، في تقرير له في هذه المناسبة، إن أي شخص يعود إلى الوطن الأميجب أن يكون هناك من هو في انتظاره وأنه ستتم مساعدتهولكن يجب على من يعيدونه أن يكونوامتأكدينمن أن العائد سيكون مناسبًا ومفيدًا يمكن استيعابه. بدلاً من أن يكونمتطفِّلًا أو أن يكون أسوأ من ذلك وكيلًا  {للطّابور الخامس}“ (kavtoday.ru/article/6252).

            ولدعم حجته، ينقل ماركوف تعليقات اثنين من الشركس، عسكر شخالاخوف (Asker Shkhalakhov)، رئيس لجنة القوميات في جمهورية أديغييا الذي يتعامل مع المواطنين، وحاوتي سوخروكوف (Khatun Sokhrokov)، رئيس الجمعية الشركسية العالمية الموالية لموسكو التي تسعى إلى ربط جميع الشركس في العالم بموقف الكرملين.

من جانبه، قال شخالاخوف إن فكرة أن روسيا يجب أن تستوعب جميع الشركس الذين يريدون القدوم هي فكرة لا يمكن تصورها لأن الوضع الاقتصادي في شمال القوقاز لا يدعم ذلك ولأنه ليس كل من يريد أن يأتي قادرًا على الاندماج والعمل من أجل خير روسيا.

            يمكن أن تساهم العودة غير المنضبطة في التوترات الاجتماعية والصراعات مع كل من المجتمعات العرقية الأخرى ومع ممثلي عرقيّة العائديننظرًا لأن القادمين من الخارج يختلفون ثقافيًا وحتى لغويًا عن أولئك الشركس الموجودين بالفعل داخل الفيدرالية الروسية.

            وهذا يجعل أنّهُ منالمهم للغايةليس فقط توفيرالمساعدة الماديةلهم ولكن أيضًا لإجراء ما يسميه العملالإنساني الوقائيبحيث يتم تكييفهم معالظروف الثقافية القومية الحاليةفي الفيدراليّة الروسيّة. ويقول مسؤول جمهورية أديغييا إن هذا ليس بالأمر السهل، ويجب أن تكون السلطات انتقائية للغاية.

            يوافق سوخروكوف. ويقول إن الأسئلة المتعلقة بالعودة إلى الوطن هيأهم مشكلةيتعين على منظمته التعامل معها وأنه هو وزملائهيفهمون بوضوح مستوى تعقيد هذه الأسئلة“. يجب أن يدرك الشركس أنه أينما كانوا يعيشون الآن وبغض النظر عن اللغة التي يتحدثون بها، فإنوطنهم الأم التاريخي هو روسيا“.

            ويجب عليهم أيضًا إدراك أنمستقبلنا غالبًا ما يعتمد على الحفاظ على اللغة والثقافة وتطويرها في هذا الوطن الأم التاريخي، أي على الترويج للغة الروسية حتى على حساب اللغة الشركسية، وهو شيء قلّة منهم في الشتات على استعداد لقبوله.

            وهكذا، فإن الرسالة التي ترسلها كل من موسكو ومايكوب في يوم العائدين هذا ليست في أنهم يريدون أن يعود الشركس إلى شركيسيا كشراكسة، لكنهم يريدون فقط أن يكون ذلك للشركس المستعدين للرّوسنة وأن يصبحوا من الروس للقيام بذلك، وبالكاد فإن الموقف الترحيبي الذي أبداه منظمو هذه المناسبة، يمكنهم الإدعاء أنهم بصدده.

المصدر:

http://windowoneurasia2.blogspot.com/2021/08/day-of-repatriant-sends-unwelcome.html

Share Button

اترك تعليقاً