العلم الشركسي، الوطن، الهوية الشركسية / الوطن لا يزال في الذاكرة الشركسية — من كتاب ”شركيسيا: ولدت لتكون حرة“ للكاتب عادل بشقوي

حضرات القُرّاء الأعزاء،

يتم هنا نشر جزء آخر من كتاب ”شركيسيا: ولدت لتكون حرة“ مترجم الى اللغة العربية، وسيتبع ذلك نشر أجزاء أخرى فيما بعد

عادل بشقوي


25 يناير/كانون الثاني 2022

العلم الشركسي، الوطن، الهوية الشركسية

الفصل الخامس

الوطن لا يزال في الذاكرة الشركسية

PHOTO-2022-01-25-13-42-57

 74f3a429-d590-4cc2-bc25-18af2c5160fd_1.b55de011d8e53cf164ce7a00564a5fce

عانى الشّتات من ظروف صعبة بسبب البعد عن الوطن. أظهرت شعوب القوقاز، وخاصة الشركس، اهتمامًا كبيرًا بإصدار النشرات والمجلات المطبوعة ونشر الأخبار والشؤون التي تهم مختلف أفراد المجتمعات الشركسية.

فيما يلي مقال بعنوانالوطن القريب البعيد“. الذي كنت قد قمت بإرساله للنشر في العدد الثالث مننشرة الحرية، التي اعتاد أن ينشرهامركز المجتمع القوقازيفي ولاية نيو جيرسي، في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بتاريخ الأول من يوليو/تموز 1979. وذلك لإظهار المشاعر تجاه الوضع في شمال القوقاز آنذاك، خلال الحقبة السوفيتية، ويعكس المقال المشاعر المناهضة للقوة الإمبريالية التي استولت على المنطقة في ذلك الوقت، ناهيك عن المعاناة الإنسانية من إجبار المواطنين على العيش بعيدًا عن الوطن.

الوطن القريب البعيد

استيقظت من احلام الطفولة البريئة لأكون في محك الواقع الاليم.

مرحلة جديدة من حياتي بدأت بالانتقال تدريجيا من حياة البيت الذي نشأت فيه الى حياة المجتمع الذي وُجِدتُ فيه.

بدأت الأسئلة المنطقية تنهال وتتعاظم بيني وبين ذاتي، وأصبحت الاجوبة تتوارد حينا ولاتوجد جوابًا شافيًا احيانًا.

لقد عرفت جانبا من حياتي الا وهو الجانب الشخصي ولكني لم استطع معرفة الجانب الأهم .. الا وهو الجانب القومي.

قررت البحث والعمل الدائب لمعرفة ما أردت ان اعرف. درست وسالت وتعمقت الى ان توصّلت الى حقائق مؤلمة حقًا.

أنا وقومي بلا وطن .. قومي أصبحوا اقليات في امصار العالم .. دبّت الفرقة وحلّت النزاعات الشّخصية في نطاق هذه الأقليّات في كل مكان وطغت محبة الذات على محبة المجموعة. جلت الحقيقة والتي يعرفها بني قومي…

كنّا أسيادا في بلادنا وأصبحنا أجراء للغير في بلاد الغرباء

كنّا نعيش على تراب وطننا الذي ورثناه عن اجدادنا والذي روى ترابه هؤلاء الأبطال بالدماء الزكية وصرنا نعيش على تراب اوطان غريبة عنا، فسقط العديد من بني قومي وهم يقاتلون لاصحاب الاوطان الجديدة والدفاع عن قضاياهم، وفِي الدفاع عن أنفسهم وأعراضهم احيانا

كنّا نعيش في الوطن الام ضمن عاداتنا وتقاليدنا وأصبحنا الآن نعيش بعادات وتقاليد الغرباء، راغبين أو مكرهين أو مجبرين.

فهل هذه التحولات بدّلت من حقيقة كوننا شراكسة؟ الجواب المنطقي لذلك والذي يعرفه الجميع هو أنّهُ لم يبدل أو يغير من وضعنا وتكويننا القومي .. فَلَو بقينا مدى الدهر فسوف نبقى اجانب وأقليات مسلوبة الحقوق وُضِعَتْ لها واجبات من قِبل الغير وَجب تطبيقها.

إني اخاطب اصحاب الضمائر الحية من بني قومي الشراكسة للأخذ بأسباب القوة المتوفرة لديهم للنهوض والرقي الى المستوى المطلوب من الإحساس بالمسؤولية والكرامة الوطنية من قبل الجميع ووضع المستقبل نصب اعينهم لإنقاذ مايمكن انقاذه من التائهين والضائعين.

دعونا أيها الإخوة وأيتها الأخوات، لاننتظر المنقذ المنتظر الذي لن يأتي مطلقاالإنقاذ يأتي عن طريق التكاتف من اجل العودة إلى الوطن ..

فنحن لن نسلب ارض أو حق احد بل نريد استعادة حقنا المسلوب والعودة الى العيش مع اخواننا الموجودين هناك.

كفى تشرداً وضياعافالوطن يناديكم.

تحتوي المقالة على العديد من المؤشرات والعوامل التي يمكن أن تكون على النحو التالي:

الأوقات الصعبة لا تدوم إلي ما لا نهاية، ولكن الناس الأشِدّاء يبقون.

من حقائق الحياة أن منطقة شمال القوقاز لا تزال تحت حكم الاستعمار، لكن الاختلاف هو تغيير الاستبداد من مظلّة السوفييت إلى روسيا الفيدراليّة.

المشاعر القومية ضد الإمبريالية موجودة منذ زمن بعيد وقبل وقت طويل من الشعارات المبتذلةالتي ترِد ضمن الموافقة الروتينيّةالتي تم اختراعها مؤخرًا، مثلالراديكاليين المتأثرين بالدين“…إلخ. وهذا لن يغير من حقيقة أن الأمم ستكافح من أجل الكرامة.

اللاجئون والمرحلون والمواطنون القوقازيون من منطقة شمال القوقاز الذين يعيشون في الشتات في أكثر من ثلاثين دولة في العالم لم ولن ينسوا وطنهم الأم، والحقيقة يومًا سوف تسود“.

القوة غير المرئية التي دمّرت الإمبراطورية الاستعمارية والاتحاد السوفياتي الفاشي ستخلق بدورها ظروفًا للناس لاستعادة حقوقهم، ولن يتمكن أيٍ من أسلاف الطغاة من تغيير إرادة الشعوب التّوّاقة إلى الحرية والكرامة والاستقلال.

إن تقرير المصير هو حاجة إنسانية أساسية، وهو مكفول وتمنحه مواثيقحقوق الإنسانالصادرة عن الأمم المتحدة والقانون الدولي.

لدى روسيا المزيد من المشاكل التي يجب معالجتها والقلق بشأنها أكثر من الاحتفاظ بالمستعمرات والأمم ضد إرادتها، الأمر الذي يتطلب من الروس المخلصين إطلاق سراح، والإفراج عن تلك الأمم والتخلي عنها وجعلها تختار حق تقرير المصير.754

يتبع…

Share Button

اترك تعليقاً