القضيّة الشّركسيّة بحاجة إلى حل

القضيّة الشّركسيّة بحاجة إلى حل

بقلم: عادل بشقوي

22 / 2 / 2022

fall_of_cicassia (2)

من الغريب مواجهة التناقضات التي تعبر عن تشويه للحقيقة والواقع، خاصة عندما تكون مجرد محاولات لتمرير المشاكل دون أن يلاحظها أحد والمآسي دون فحص جوهرها وتداعياتها. حتى إظهار عدم القدرة على محاولة حلها على الرغم من الاعتراف بوجودها.

ليس من قبيل المصادفة أن تُنْشر المقالات بانتظام في شكل أبحاث ودراسات إلى جانب صِيغ أخرى، صادرة عن مؤسسات روسية رسمية أو شبه رسمية، في محاولة للتحريف والتّنفير من أجل تجنب وضع الأمور في نصابها و/أو وصل النقاط بعضها ببعض. وتهدف هذه المحاولات إلى ذكر جزء من المشاكل المزمنة في محاولة متعمدة لخلط الأوراق وحتى تمويه الحقائق.

يتطور ذلك من وقت لآخر بشكل لا يثير الدّهشة على أساس مستمر ومتزايد، مثل المنشورات الأكاديمية أو المقالات الإعلامية الدعائية وحتى مقاطع الفيديو، ولكن تشويهًا بلغات مختلفة، سعياً وراء إحداث إنقسام وبالتالي لتغيير الحقائق ونشر المعلومات المضللة عن طريق تشويه سمعة الأفراد والأمم.

تحليل الشركس عبر الحدود

هذه ليست فرصة أو مناسبة لخلق تناقضات في المواقف الشركسية قد تؤدي إلى ما يمكن أن يكون عواقب وخيمة، سواء في الوطن أو في الشتات. ولا ينبغي أن يؤخذ على أنه نقد غير بناء يمكن أن يخلق اختلافات عميقة، بينما يمكن فهم ذلك على هذا النحو، لأن هذا سيكون فقط في مصلحة خلق صراع في صفوف الشركس قد يؤدي إلى تقلبات غير متوقعة.

لفتت أخت عزيزة انتباهي إلى مقال مدهش بعنوانالشركس في روسيا وتركيا: مجموعة إثنية مُجزّأة من الوعي الذاتي إلى التّماسك“ (CIRCASSIANS IN RUSSIA AND TURKEY: DIVIDED ETHNIC GROUP FROM SELF-CONSCIOUSNESS TO CONSOLIDATION) وذلك بتوقيع: تاتيانا ليتفينوفا (Tatiana N. Litvinova) وديفيد بدويان (David G. Bdoyan)، ومنشور من قبلمعهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية“ (Moscow State Institute of International Relations). [1]

يبدو أن الهدف غامض، على الرغم من أن المقال يشير إلى أفكار غير مألوفة جاءت في مقالات صادرة عن جهات رسمية أو شبه رسمية. ومع ذلك، عند التعليق على عنوان ومحتوى المقال، يجب على الكاتبين ومؤسسة النشر لفت الانتباه إلى حقيقة أن المشاكل التي يعاني منها الشتات الشركسي وكذلك الشركس في الوطن هي حصيلة للحرب الروسيةالشركسية، وتداعياتها الكارثية التي لم تكلف الأنظمة الروسية المتعاقبة نفسها عناء التفكير في حلها بما يتماشى مع المعايير الإنسانية، والقوانين والأعراف الدولية.

ويشير المقال إلى أفكار غير مألوفة تُذْكَر في المقالات الصادرة عنأكثر المعلقين الروس تقليدية“. ويقارن المقال بين اتجاهين متعارضين ومفاهيم لوجهات نظر في الشتات وفي مؤسسات الدراسات والأبحاث الروسية. يقول المقال: ”أصبح تاريخهم ونشاطهم الاجتماعي في الوقت الحاضر موضوع بحث بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. وأحد أحدث الكتب المكرسة لهذا الشعب من تأليف عادل بشقوي (2019) حيث صوّر الشركس كمجموعة عرقية، والتي حافظت على هويتها {طوال فترة كل من العهود القيصرية المستبدة والإمبراطورية السوفيتية/الشيوعية} وفقط في التسعينيات من القرن الماضي {بدأت في الاستنارة بالمعلومات}.“

حول المسألة مدار البحث، تطرّق مقالنافذة على أوراسيابشكل متزامن إلى الموضوع مدار البحث، وذكر: ”في بعض الأحيان يكون ذلك مهمًا لأن المؤلفين يحاولون تقديم صورة موضوعية بدلاً من توسيع صورة مغرضة“. ونقلاً عن نفس المقال، خلص مقال ”WoE“ إلى أن الموضوع المشار إليه شمل الشركس في كل من وطنهم وفي الشتات التركي وكذلك:

— ”كتبه اثنان من الباحثين في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية (MGIMO)“.

— ”يتنقل عبر حقل ألغام, حيث يختار معظم الكتاب جانبًا أو آخر ويهاجمون أولئك الذين لا يتفقون معهم، ويعتمدون على كُتّاب متنوعين من جانبين متعارضين ومتناقضين، أحدهما هو الكُتّاب الشّركس والجانب الآخر هوالأكثر تقليدية بين المعلقين الروس“.

يقدم استنتاجًا مثيرًا للإعجاب نتيجة لأول سببين. ويشير الكاتبان بأن الحركة الشركسية داخل روسيا وفي الشتات في الخارج تتحدان معًا ويُقِرّان بأن ذلك يمثل تحديًا لموسكو“. [2]

يعتبر المقال أن هذا التحوليمثل تغييرًا جذريًا في النهج الروسي تجاه القضية الشركسيةعلى الأقل يبحث البعض في موسكو عن أوصاف أكثر ملاءمة للواقع“.

على ما يبدو، فهو يشير إلى أنهقد تكون هناك بعض التحركات غير المتوقعة بشأن القضية الشركسية في الأشهر المقبلة“. وقد يؤدي ذلك إلى إعلانأمة شركسية موحّدة“. [2]

وفي الختام من المناسب في هذا المقام استعارة قول البرت آينشتاين: ”لا يمكننا حل مشاكلنا بنفس التفكير الذي استخدمناه عندما أنشأناها“.

******************

المراجع

[1] https://kirj.ee/wp-content/plugins/kirj/pub/TRAMES-4-2021-421-435_20211118145711.pdf

[2] http://windowoneurasia2.blogspot.com/2022/01/moscow-scholars-see-circassian-movement.html

Share Button

اترك تعليقاً