العناد الاستعماري يعلق في المستنقع الأوكراني

العناد الاستعماري يعلق في المستنقع الأوكراني

عادل بشقوي

الأول من أبريل/نيسان 2022

PHOTO-2022-04-01-16-16-45

هناك وقائع خطيرة تنتج عن اتخاذ قرار حرب رئيسي غير مسؤول وكارثي، والذي سيؤدي بالضرورة إلى تداعيات مشؤومة على الدولة الروسية الحالية وسياساتها الاستبدادية ضد الجيران وما بعدهموكما يبدو، اعتمد على تقييم غير واقعي لتقدير ظروف الموقفين التعبوي والاستراتيجي.

الكارثة الكبرى التي واجهها المخطِّطون الرّوس تكونت في عدم أخذ العامل البشري في عين الإعتباروبوضوح، تبيّن أن الشعب الأوكراني تحوّل إلى كابوس حقيقي، عندما وقفت جماهير الشعب الأوكراني في بعض المناطق التي اقتُحِمت من قبل القوات الروسية في وجه الدبابات والمدرعات الروسية، وهم يلوحون بالأعلام الأوكرانية، ويعرقلون حركة وتقدم الآليات العسكرية الروسيةناهيك عن المدنيين الأوكرانيين الذين حملوا السلاح لمقاومة غزو وطنهم.

أتُّبِعت طريقة الاختراق الاستراتيجي باتباع مسارات متعددة الاتجاهات للوصول إلى مناطق نائية نسبيًا وتطويق المدن الكبرى والأماكن غير التقليدية، وكذلك محطات ومنشآت الطاقة النووية، بما في ذلك محطة تشيرنوبيل التي يعرفها الجميع وما حدث لها في العهد السوفيتي.

إن تجاهل وتفادي الحقائق والوقائع يؤدِّي إلى الاستهانة بالعقبات والعوائق والصعوبات التي يتم مواجهتهاناهيك عن المدنيين الأوكرانيين الذين حملوا السِّلاح لمقاومة الغزو غير المسبوق الذي تعرض له بلدهموذلك على الرغم من الهجوم العسكري الذي اعتمد على تشكيلات عسكريّة وحشود من الجنود.

إن أسلوب التقيد بالاختراق الاستراتيجي بقوات كبيرة، من خلال استخدام السرعة والحسم في أسرع وقت ممكن لم يتمخّض عنه إنجازات مثمرةعلى الرغم من أنه تم اتباع مسارات ذات اتجاهات متعددة للوصول نسبيا إلى مناطق بعيدة وتطويق مدن رئيسية وأهداف غير تقليدية، بما في ذلك محطات ومرافق طاقة نووية، مثل محطة تشيرنوبل النووية، اصبحت نتائج العمليات العسكرية نسبيا غير فعّالة.

علمًا بأن العمليات العسكرية كان قد تم إسنادها من قبل قوى مساندة تستخدم مدفعية بعيدة المدى والقصف بالصواريخ، إضافة إلى إرسال قوات محمولة جوًا والقصف الأرضي بواسطة سلاح الجوإن الاعتماد على حجم الجيش الروسي الذي يبلغ ما يقدر بعشرة أضعاف حجم القوات الأوكرانية المسلّحة لم يؤدي الى تحقيق الأهداف المتوقعة والمفترضة ضمن هذا المفهوم.

الأمم الأسيرة في القوقاز

نشر أحد الشخصيات العامة الشركسية تغريدة في 22 مارس 2022 أثناء الغزو الروسي لأوكرانياذكرت شبكة سي إن إن ”أن هناك لواء إسلامي يقاتل من أجل أوكرانيا“. وأضاف في تغريدته: ”هؤلاء الرجال الشجعان هم من الأمم الأسيرة في القوقاز، داعيًا الله سبحانه وتعالى أن يحميهم  ويحفظهموهذا يوضح كيف يشعر أولئك الذين اكتووا بنيران الحرب والدمار والقهر والإبادة والتهجير وما يتعرض له الشعب الأوكراني في هذا الوقت نتيجة للغزو الروسي الوحشي لبلادهم.

الخاتمة

في الختام، يجب أن يكون هذا حافزًا للجهود المتضافرة لجميع الشعوب والأمم المحبة للسلام للنهوض والوقوف في وجه التقدم العسكري الروسي والمطالبة باستعادة الحقوق المشروعة للعديد من الشعوب التي لا تزال تعيش تحت وطأة الاستحواذ القسري والتبعية الإجبارية.

Share Button

اترك تعليقاً