يوم الذكرى الشّركسية، يوم الوفاء لشركيسيا

يوم الذكرى الشّركسية، يوم الوفاء لشركيسيا

21 مايو/أيار 2022

عادل بشقوي

21 مايو/أيار 2022

image0

الأمة الشركسية، هي إحدى أمم القفقاسِ الأصليةِ التي تسكن في وطنِها في شمالِ غرب القفقاس الواقع في الجنوب الشرقي من أوروبا، على الشاطئ الشمالي الشرقي للبحر الأسود، وذلك منذ أكثر من خمسة آلاف سنة. ينتمي الأديغه الشركس إلى أصلٍ واحد ولهم لغةٌ وثقافةٌ خاصّةٌ بهم منبثقةٌ عن حضارة إنسانية عميقةِ الجذور ذاتِ تراث تاريخي متين، وعلاقات ودية مع شعوبٍ وامم ٍقديمة مثلِ الحثيين والإغريق وجنوه والبندقية والبيزنطيين، ولم يتمكن أحد من التأثير على مبادئها ومعتقداتها والأساليب التي اختارتها والمستندة إلى معايير الحضارة الإنسانيةلقد تعرض الوطن الشّركسي على مدار السنين لمحاولات الغزاة والطّامعين والمستعمرين للسيطرة عليه من خلال الحملات والحروب العدوانيّة، إلا أن الشّراكسةَ ومن خلال ممارستهم لحقهم الطّبيعي في الحرّيّة والكرامة الوطنيّة، فقد استطاعوا التخلص من اعدائهم في كل مرة عن طريق اللجوء الى الجبال والقيام بعمليات الكر والفر وغيرها من عمليات المقاومة، ليستطيعوا في نهاية المطاف طردهُم أو القضاءُ عليهم.

المأساة الشّركسيّة: حدثت بقصدِ السيطرةِ على شركيسيا وإخضاعها أعلنت الإمبراطوريةُ الرّوسيةُ حربا عدوانيةً غير متكافئة من البر والبحر، امتدت من سنة ثلاثٍ وستين وسبعمئة وألف 1763 – 1864، الى سنة اربعٍ وستين وثمانمئة وألف، وهو ما يزيد على مئةِ سنة، هدفت من خلالها إلى السّيطرة على شركيسيا بأي ثمن، والقضاءِ على وجود الأمّة الشّركسيّة. وقد اعتُبرت أطول حرب خاضتها الدّولةُ الرّوسيّةُ على مدى تاريخِها، وهي الحرب الرّوسيّةالشّركسيّة، وصَحِبَ ذلك، حربٌ إعلاميةٌ منظمةٌ ومضللةٌ على مستويات متعددة. ولا تزالُ هذه الحرب تعتبر من أسوأ حروب الإبادة في العصر الحديث، نتيجة لسياسات الاستبداد والطغيان التي اتبعتها الإمبراطورية الروسيّة، ومن ذلك سياسةُ الارضِ المحروقةِ في القتل والإبادة والتهجير والتدمير الشامل وحرق القرى الشركسية. وقد استمرت الأنظمةُ الرّوسيّةُ المتعاقبةُ على نفس النهج الاستعلائي الذي يستمتع بتعذيب الآخرين، عند التعاطي مع الشّراكسةِ وقضيّتهم التي لم يتمَّ البتُ بها إلى الآن على النحو المطلوب.

ليس مستغربًا ان ما حدث في أوكرانيا مؤخرًا منذ الرابع والعشرين من شهر فبراير/شباط من هذا العام بشأن غزو واحتلال أوكرانيا، قد جسّد طبيعةَ السياساتِ الروسيةِ المعهودة، التي تذوّق الكثيرُ من الشعوب والأمم مرارة قسوتها ووحشيتها على مر السنين. ؟؟؟

والآن، وبعد مرور مئةٍ وثمانٍ وخمسين سنةً على انتهاءِ الحرب الروسيةالشركسية، عُقِدت ندوةٌ في البرلمان الأوروبي في الثامنَ عشرَ من هذا الشهر، بعنوان الإبادة الجماعية الشركسية، استضافهاحزب المحافظين والإصلاحيين الأوروبي، برعاية العضو في البرلمان الأوروبي عن بولندا، آنا فوتيغا (Anna Fotyga)، ومشاركة ناشطين أكاديميين وسياسيين مؤيدين للشركس من عدة دول. يُذَكِّر ذلك بالبيان الذي نشره عضو البرلمان الأوروبي عن إستونيا، توني كيلام (Tunne Kelam) في شهر أكتوبر/تشرين الأول من عام عشرةٍ والفين (2010) على موقعه على الإنترنت، والذي جاء فيه: ”الشركس الذين يدافعون عن حقوقِهم وهويتِهم الثقافية يستحقون دعم الاتحاد الأوروبي، وأضاف: ”تعرض الشركس لأحدِ أشدِ درجات الاضطهاد بين أمم القوقاز الأصلية قاطبة. فمنذ القرن الثامن عشر، عندما بدأت سلطات الإمبراطورية الروسية عمليات التطهير العرقي واسعة النطاق وترحيل السكان الأصليين، يقدر أن أكثر من 1.5 مليون من الشركس قد لقوا مصرعهم. إن استمرار السياسات الإستعماريّة الرّوسية كان لهُ أثرٌ كبيرٌ على شراكسة اليوم. وللأسف، فإن وضعهم في القرن الحادي والعشرين لم يستتب.“ اه

أقول،

يطالبُ الشركسُ المقيمونَ في الوطن وأولئك المنتشرون في أكثر من خمسين دولة حول العالم، بتطبيق القوانين والأعراف الدُّولية غير القابلة للتصرف، بشأن استعادة حقوقهم المشروعة، واعتراف الدولة الروسية بمسؤولية الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري وممارسة وتنفيذ حق العودة وحق تقرير المصير. ويجب أن يحظى الشركس بالحق الطبيعي في العودة إلى وطنهم دون قيود. وتنصُّ المادةُ 1 / (1) من ميثاق الأمم المتحدة على أنّهُ: ”لجميع الشعوب الحق في تقرير المصير. وبفضل هذا الحق، فإنهم يقرّرون بحرية وضعهم السياسي ويسْعَوْن بحرية إلى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية“.

Share Button

اترك تعليقاً