كل مقالات Raneem

رد فعل السلطات الروسية الفاتر لمقتل شركسي يؤدي إلى إحتجاجات

رد فعل السلطات الروسية الفاتر لمقتل شركسي يؤدي إلى إحتجاجات

الناشر: أوراسيا ديلي مونيتور (Eurasia Daily Monitor)

بواسطة: فاليري دزوتسيف (Valery Dzutsev)

ترجمة: عادل بشقوي
تيمور أشينوف (Timur Ashinov)، شركسي قتل على يد القوميين المتطرفين من ذوي العرقيّة الرّوسيّة
تيمور أشينوف (Timur Ashinov)، شركسي قتل على يد القوميين المتطرفين من ذوي العرقيّة الرّوسيّة

 

في 13 مايو/أيار، توفي الشركسي البالغ من العمر 25 عاما، تيمورأشينوف، في المستشفى في مدينة أديغيسك (Adygeisk) في جمهورية أديغيا. هوجم أشينوفوزميل شركسي له من قبل غوغائيّين في مطعم للبيتزا في المدينة القريبة كراسنودار في منطقة كراسنودار في 11 مايو/أيار. على الرغم من أن المسؤولين لم يحددوا سبب الهجوم، يعتقد السكان المحليين في أديغيا أنها كانت جريمة كراهية ارتكبت من قبل حليقي الرؤوس الروس. وهم محبطين بسبب غياب رد فعل من جانب السلطات على الحادث، في ليلة 16 مايو/أيار، أغلق مئات من الشراكسة طريقاً سريعاً في قرية تليوستن حابله (Tlyustenhabl)الواقعة على مشارف كراسنودار. ذهب كبار المسؤولين في جمهورية أديغيا وكذلك مسؤولي الشرطة من كراسنودار الى مكان الاحتجاج وطمأنوا المحتجين أن الأشخاص الذين نفذوا ما أسموه مذبحة قد تم التّعرّف عليهم وسوف يتم القاء القبض عليهم في وقت قريب. بعدها فتح المحتجّون الطريق السريع وعقدوا اجتماعاً في قاعة البلدة، حيث شكلوا لجنة عامة لمتابعة التحقيق في الجريمة (http://www.aheku.net/news/incidents/5722).

وتشير التقارير الأولية عن الهجوم الذي وقع في كراسنودار أن المهاجمين استهدفوا العرقيّين غير الروس، وكان الهجوم قد أعدّ له بشكل جيد.  ما يقدر بِ 40 شابا أوقفوا سياراتهم بالقرب من مطعم البيتزا الذي يملكه رجل شركسي، وهو الياسغاريبوف (Ilyas Garipov.). في منتصف الليل تقريباً، اقتحم البلطجية المسلحين بالهراوات، مطعم البيتزا. استغرق الحدث كاملاً 40 ثانية فقط وتعرض للضرب سبعة أشخاص، من بينهم شخصان تركوا في حالة حرجة، توفي أحدهم في وقت لاحق في المستشفى. نجى أحد عمال المطعم عندما تعرّف عليه المهاجمين بأنه من الإثنيّة الرّوسيّة. جميع الأشخاص الذين تأثّروا في الهجوم كانوا من الإثنيّين الشركس .

وعلاوة على ذلك، قال المتحدث باسم شرطة مدينة كراسنودار، أرتيومكونوفالينكو (Artyom Konovalenko) لصحيفة كومسومولسكايا برافدا (Komsomolskaya Pravda) انه “ما زال مبكرا جدا الحديث عن أسباب ما حدث”. بدلا من التفاصيل الموضوعيّة حول الهجوم، أكدت كومسومولسكاياأن تركيز المحققين كان على عدد الضحايا وما هي الأسلحة التي استخدمت في الهجوم. في البداية، بدأ المحققون بالتّحقيق في قضية جنائية بموجب مادة في القانون الجنائي الروسي بشأن البلطجة. ونفى ناشط مدني روسي من كراسنودار، ميروسلاف فالكوفيتش(Miroslav Valkovich)، الإدّعاءات الشركسيّة وأن البلطجية استهدفوا على وجه التحديد العرقيّين غير الروس. بدلا من ذلك، أشار فالكوفيتش بأنالهجوم ربما كان ذو صلةٍ بنزاع تجاري ولم ينفذ من قبل القوميين الروس(http://kuban.kp.ru/daily/26230.2/3112969/).

إن مستوى الاتفاق بين المنظمات الإثنية الروسية المدنيّة والسلطات الروسية عندما يتعلق الأمر بالمعضلات المتعلقة بالعرقيّين غير الروس هو إشارة مثيرة للقلق في حد ذاته، ويمكن أن يكون مؤشرا على الفاشية الروسية الناشئة. في حين لا يزال هناك بعض الناشطين الرّوس في موسكو الروسي الذين قد يقاومون الموجة المتزايدة من النزعة القومية للإثنيّة الرّوسيّة، إلا أن الأقاليم الروسية لديها نقصاً حاداً لمثل هذه الرّموز العامة.

وأهابت الجمعيّة الشّركسيّة ذات النّفود في جمهورية أديغيا، اديغه خاسه-المجلس الشركسي، بالناشط الشّركسي المعروف في مجال حقوق الإنسان فاليري خاتاجوكوف (Valery Khatazhukov)للمساعدة في نشر المعلومات حول الهجوم إلى المنظمات الدولية، موضّحةً أن: “إرسال هذه الوثيقة إلى وكالات إنفاذ القانون في روسيا، بما في ذلك تلك الفيدرالية منها، لا فائدة ترتجى منه. يبدو أن الفاشية أصبحت المعيار في روسيا الحديثة”. ووفقا للمنظمة، فإنه لم يكن من قبيل الصدفة أن كل الضحايا في الهجوم كانوا من الإثنيّة غير الروسيّة. علاوة على ذلك، لم يكن الهجوم بحد ذاته مفاجئاً، كما قال النشطاء الشراكسة، بالنظر إلى أن كل من السلطات الإقليمية في كراسنودار وكذلك في موسكو قد ساهموا في الوصول إلى هذه النتيجة. ونوهت المجموعة بالمناهج المدرسية في منطقة كراسنودار، قائلة بانها تنشر ظاهرة كراهية الأجانب، وكذلك الساسة الروس في موسكو، مثل سيء الذّكر فلاديمير جيرينوفسكي، الذين يهاجم في العلن العرقيات غير الروسيّة وعلى وجه التحديد، شعوب شمال القوقاز (http://www.natpress.info/index.php?newsid=8973).

كان ذلك فقط بعد أن لقي احد الضحايا حتفه وقام المحققون بالبدء بتحقيق جنائي في وفاته. حتى ذلك الحين، على أي حال، استعان المحققون بالمادة 111، الجزء 4 من القانون الجنائي الروسي بشأن “إيقاع متعمد لإصابات بدنية خطيرة تؤدّي إلى وفاة الضحية(http://www.yuga.ru/news/331747/).

الهجوم على الشركس في كراسنودار يأتي في لحظة حساسة للغاية بالنسبة للمجتمع الشركسي بأجمعه. في 21 مايو/أيار، يخطّط الشركس للاحتفال بالذكرى السّنويّة 150 لانتهاء الحرب الروسية – الشركسية. إن الإنتصار الروسي في تلك الحرب قرّر نهائياً مصير الشعب الشركسي، وقتل عدد كبير منهم بينما تم طرد ما تبقى منهم من وطنهم. الحكومة الروسية شرعت بسرعة لإعادة توطين العرقيّين الروس في منطقة شمال-غرب القوقاز بأكملها، من أجل تغيير التركيبة العرقية بشكل دائم لهذه الأراضي الشاسعة.

حاول نشطاء شركس جذب انتباه المجتمع الدولي لهذا الأمر خلال دورة الألعاب الأولمبية في سوتشي في وقت سابق من هذا العام، مطالبين بأن تعترف السلطات الروسية بالإبادة الجماعية الشركسية. وقد استخدمت الحكومة الروسية الضغط والإستقطاب والدعاية والأكاذيب المكشوفة لتهميش المعترضين الشراكسة. الآن، يبدو، ان السلطات إما انّها تجني نتائج التعصب الّذي بذروه وجها لوجه مع الشركس أو التحريض الفعّال لشن هجمات ينفّذها البلطجية من القوميّن الروس ضد الشركس. يتم استخدام مجموعات غير رسمية من الناس لأن تفعل مثل هذا “العمل القذر” حيث أن مهاجمة السكان غير المرغوب فيهم ليس من غير المألوف بالنسبة للحكومة الروسية بشكل عام والسلطات في كراسنودار بشكل خاص. في الواقع، في أغسطس/آب 2012، صرح محافظ كراسنودار الكسندرتكاشيوف (Alexander Tkachyov)علنا أن منطقة كراسنودار ستستخدم القوزاق لمضايقة العرقيّين الآخرين في شمال القوقاز لمنعهم من الهجرة إلى المنطقة. وكان من المتوقّع فشل لجنة التحقيق الروسية لمقاضاة المحافظ، حيث قالت ان بيانه لم يشكل تطرّفاً (http://lenta.ru/news/2014/01/27/tkachev/).

الشوفينية الروسية في روسيا تغري بانتظام العرقيّين الروس ضد الأقليات العرقية، والشركس هم أحدث هدف للقوميين من الإثنيّة الروسية. هذا الضغط قد يزيد من التدهور في المناخ العام في البلاد و يحشد الشركس حول المظالم المشتركة.

المصدر: http://www.jamestown.org/programs/edm/single/?tx_ttnews[tt_news]=42382&tx_ttnews[backPid]=27&cHash=a379cb7115f8398d754bd44d41031388#.U4OhWPmSyn9

http://justicefornorthcaucasus.info/?p=1251672785
Share Button

نافذة على أوراسيا: كيف أطلق بوتين الحركة الوطنية الشركسية

نافذة على أوراسيا: كيف أطلق بوتين الحركة الوطنية الشركسية

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

ستاونتون 21 مايو/أيار – من الشائع الآن أن ضم فلاديمير بوتين لشبه جزيرة القرم والوقيعة في جنوب شرق أوكرانيا قد فعل المزيد لتعزيز وترسيخ الهوية الوطنية للأوكرانيين والتزامهم باتخاذ الخطوات اللازمة ليكونوا جزءا من الغرب أكثر من تصرفات أي شخص آخر.

ولكن من المهم أن نلاحظ، لا سيما في هذا اليوم في الذكرى 150 لإبادة الشراكسة من قبل القوات القيصرية، أن بوتين قد لعب دورا رئيسيا على قدم المساواة في إطلاق الحركة الوطنية الشركسية الحديثة، والّتي تحتضن كلا من 800,000  من الشركس في شمال القوقاز الّذين لا يزالون تحت السيطرة الرّوسيّة وسبعة ملايين من تلك الأمة في الخارج.

في الواقع ، من الممكن أن إجراءات بوتين وعواقبها غير المقصودة للشراكسة قد تبرهن على تهديد أكثر خطورة لحكمه، خصوصا اذا اعترف الروس بأن سياساته غير الحذرة تزعزع الاستقرار ليس فقط في أوكرانيا، ولكن في بلادهم ويوفرون غطاءا له لفرض المزيد من القمع عليهم.

قبل عدة سنوات، عرف عدد قليل نسبيا من الناس من هم الشركس، وعدد قليل نسبيا من الشركس في جميع أنحاء العالم اعتقدوا أنهم سيكونون في وضع يمكّنهم مرّة أخرى من التّحكّم في مصيرهم. لكن الآن، وبفضل فلاديمير بوتين، فإن عدداً متزايداً منهم يعرفون تحديداً من هم وبشكل متزايد فإن الشّركس منظمون تنظيماً جيداً وعندهم ثقة بالنفس .

هذا التطورا البارز، وهو تطوّرٌ كان عدد قليل من النّاس قد تنبّأ به منذ سنوات قليلة فقط، وفوق ذلك قد يمكن من إعادة تنظيم شمال القوقاز، ويدعو للتساؤل حول دور موسكو هناك بشكل أكثر جدية مما فعل الشيشان في عام 1990،  فزعيم الكرملين سيكون هو الملام الوحيد .

من خلال ضمان موافقة اللجنة الأولمبية الدولية على عقد دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في هذا العام في مدينة سوتشي شبه الإستوائية، موقع الإبادة الجماعية الّتي حصلت عام 1864 بحق الشّعب الشّركسي، جذب بوتين عن غير قصد الاهتمام الدولي لهذا العمل وعلى قدم المساواة أعطى الأمة الشركسية عن غير قصد تركيزاً وقضيّة.

بداية في دورة الألعاب الأولمبيّة الشتوية في فانكوفر قبل أربع سنوات، عندما احتجت مجموعة صغيرة من الناشطين الشركس على منح الألعاب الأولمبيّة لروسيا بسبب اختيار سوتشي موقعاً لها، واستمراراً بطريقة متواصلة منذ ذلك الوقت، كان الشراكسة قادرون على نشر المعلومات عن الإبادة الجماعية واستمرار القمع الروسي ضد أمتهم .

لقد كانوا قادرين على سرد ما حدث، وكيف أن السلطات الروسية قامت بعد خوض حرب طويلة ضد الشراكسة دامت قرناً من الزمان بتهجير تلك الأمة، مما أسفر عن مقتل كثيرين في هذه العملية، وكانو قادرين على وصف هندسة ستالين العرقية القاسية التي قسّمت ورحّلت أمتهم في العهد السوفياتي .

أصبح الشركس منظّمين بشكل أفضل من أي وقت مضى، مجبرين السلطات الروسية على مواجهة ذلك بإنكار السجل التاريخي، ساعية بذلك إلى إختراق وإحداث إنقسامات في المنظمات الشركسية، وقتل ناشط شركسي في وقت سابق من هذا الشهر، و كان آخرها مصادرة شارات ذكرى الإبادة  وإثارة مخاوف من استفزازات محتملة في هذه الذكرى المائة والخمسون للإبادة الجماعية (http://kavpolit.com/articles/pamjatnyj_den_cherkesov_traur_kak_ekstremizm-4653/

و http://nazaccent.ru/content/11725-u-cherkesskogo-aktivista-izyali-lenty-k.html

و http://kavpolit.com/articles/den_skorbi_kak_povod_dlja_provokatsii-4771/).

ولكن هذه الجهود الروسية الأخيرة تحدث نتائج عكسية تماما كما فعلت أولمبياد بوتين. إن الشركس يقومون بالتنظيم بشكل أكثر فعالية سواء في وطنهم في شمال القوقاز أو في تركيا والأردن وأوروبا والولايات المتحدة، ويشاركون في مجموعات مثل مجلس التضامن الأوروبي – الأمريكي، ويسعون للحصول على الدعم الدولي .

نظرا لفظاظة بوتين، سيكون من الخطأ لأيٍ كان أن يلمّح إلى أن الشركس بمجرد تحقيق أهدافهم الوطنية سيقومون بنصب تمثال للزعيم الروسي. ولكن سيكون من الخطأ عدم معرفة الدور غير المقصود الّذي لعبه زعيم الكرملين في جعل هذا المستقبل الأفضل ممكناً.

الروس الذين يعتقدون أن بوتين هو تجسيد للقضية الوطنية الروسية قد يعترفون بذلك في نهاية المطاف. في الواقع، فإن الشخص الوحيد الذي يبدو عاجزا عن فهم عواقب إجراءات بوتين هو بوتين نفسه .

المصدر: http://windowoneurasia2.blogspot.com/2014/05/window-on-eurasia-how-putin-launched.html

http://justicefornorthcaucasus.info/?p=1251672745
Share Button

نافذة على أوراسيا: كيف أطلق بوتين الحركة الوطنية الشركسية

نافذة على أوراسيا: كيف أطلق بوتين الحركة الوطنية الشركسية

بول غوبل (Paul Goble)

ترجمة: عادل بشقوي

ستاونتون 21 مايو/أيار – من الشائع الآن أن ضم فلاديمير بوتين لشبه جزيرة القرم والوقيعة في جنوب شرق أوكرانيا قد فعل المزيد لتعزيز وترسيخ الهوية الوطنية للأوكرانيين والتزامهم باتخاذ الخطوات اللازمة ليكونوا جزءا من الغرب أكثر من تصرفات أي شخص آخر.

ولكن من المهم أن نلاحظ، لا سيما في هذا اليوم في الذكرى 150 لإبادة الشراكسة من قبل القوات القيصرية، أن بوتين قد لعب دورا رئيسيا على قدم المساواة في إطلاق الحركة الوطنية الشركسية الحديثة، والّتي تحتضن كلا من 800,000  من الشركس في شمال القوقاز الّذين لا يزالون تحت السيطرة الرّوسيّة وسبعة ملايين من تلك الأمة في الخارج.

في الواقع ، من الممكن أن إجراءات بوتين وعواقبها غير المقصودة للشراكسة قد تبرهن على تهديد أكثر خطورة لحكمه، خصوصا اذا اعترف الروس بأن سياساته غير الحذرة تزعزع الاستقرار ليس فقط في أوكرانيا، ولكن في بلادهم ويوفرون غطاءا له لفرض المزيد من القمع عليهم.

قبل عدة سنوات، عرف عدد قليل نسبيا من الناس من هم الشركس، وعدد قليل نسبيا من الشركس في جميع أنحاء العالم اعتقدوا أنهم سيكونون في وضع يمكّنهم مرّة أخرى من التّحكّم في مصيرهم. لكن الآن، وبفضل فلاديمير بوتين، فإن عدداً متزايداً منهم يعرفون تحديداً من هم وبشكل متزايد فإن الشّركس منظمون تنظيماً جيداً وعندهم ثقة بالنفس .

هذا التطورا البارز، وهو تطوّرٌ كان عدد قليل من النّاس قد تنبّأ به منذ سنوات قليلة فقط، وفوق ذلك قد يمكن من إعادة تنظيم شمال القوقاز، ويدعو للتساؤل حول دور موسكو هناك بشكل أكثر جدية مما فعل الشيشان في عام 1990،  فزعيم الكرملين سيكون هو الملام الوحيد .

من خلال ضمان موافقة اللجنة الأولمبية الدولية على عقد دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في هذا العام في مدينة سوتشي شبه الإستوائية، موقع الإبادة الجماعية الّتي حصلت عام 1864 بحق الشّعب الشّركسي، جذب بوتين عن غير قصد الاهتمام الدولي لهذا العمل وعلى قدم المساواة أعطى الأمة الشركسية عن غير قصد تركيزاً وقضيّة.

بداية في دورة الألعاب الأولمبيّة الشتوية في فانكوفر قبل أربع سنوات، عندما احتجت مجموعة صغيرة من الناشطين الشركس على منح الألعاب الأولمبيّة لروسيا بسبب اختيار سوتشي موقعاً لها، واستمراراً بطريقة متواصلة منذ ذلك الوقت، كان الشراكسة قادرون على نشر المعلومات عن الإبادة الجماعية واستمرار القمع الروسي ضد أمتهم .

لقد كانوا قادرين على سرد ما حدث، وكيف أن السلطات الروسية قامت بعد خوض حرب طويلة ضد الشراكسة دامت قرناً من الزمان بتهجير تلك الأمة، مما أسفر عن مقتل كثيرين في هذه العملية، وكانو قادرين على وصف هندسة ستالين العرقية القاسية التي قسّمت ورحّلت أمتهم في العهد السوفياتي .

أصبح الشركس منظّمين بشكل أفضل من أي وقت مضى، مجبرين السلطات الروسية على مواجهة ذلك بإنكار السجل التاريخي، ساعية بذلك إلى إختراق وإحداث إنقسامات في المنظمات الشركسية، وقتل ناشط شركسي في وقت سابق من هذا الشهر، و كان آخرها مصادرة شارات ذكرى الإبادة  وإثارة مخاوف من استفزازات محتملة في هذه الذكرى المائة والخمسون للإبادة الجماعية (http://kavpolit.com/articles/pamjatnyj_den_cherkesov_traur_kak_ekstremizm-4653/

و http://nazaccent.ru/content/11725-u-cherkesskogo-aktivista-izyali-lenty-k.html

و http://kavpolit.com/articles/den_skorbi_kak_povod_dlja_provokatsii-4771/).

ولكن هذه الجهود الروسية الأخيرة تحدث نتائج عكسية تماما كما فعلت أولمبياد بوتين. إن الشركس يقومون بالتنظيم بشكل أكثر فعالية سواء في وطنهم في شمال القوقاز أو في تركيا والأردن وأوروبا والولايات المتحدة، ويشاركون في مجموعات مثل مجلس التضامن الأوروبي – الأمريكي، ويسعون للحصول على الدعم الدولي .

نظرا لفظاظة بوتين، سيكون من الخطأ لأيٍ كان أن يلمّح إلى أن الشركس بمجرد تحقيق أهدافهم الوطنية سيقومون بنصب تمثال للزعيم الروسي. ولكن سيكون من الخطأ عدم معرفة الدور غير المقصود الّذي لعبه زعيم الكرملين في جعل هذا المستقبل الأفضل ممكناً.

الروس الذين يعتقدون أن بوتين هو تجسيد للقضية الوطنية الروسية قد يعترفون بذلك في نهاية المطاف. في الواقع، فإن الشخص الوحيد الذي يبدو عاجزا عن فهم عواقب إجراءات بوتين هو بوتين نفسه .

المصدر: http://windowoneurasia2.blogspot.com/2014/05/window-on-eurasia-how-putin-launched.html

http://justicefornorthcaucasus.info/?p=1251672745
Share Button

مائة وخمسون عاماً مضت، ويبقى الوطن الشّركسي في القلب…

مائة وخمسون عاماً مضت، ويبقى الوطن الشّركسي في القلب
Final-150يصادف هذا الشهر وتحديداً اليوم الحادي والعشرين من شهر مايو/أيار ذكرى أليمة على الأمة الشّركسيّة، لتسجل مرور مائة وخمسين عاما على النكبة التي حلّت بأجدادهم الشجعان الّذين دافعوا عن وطنهم ووجودهم دفاعا بطولياً ندر مثيله. تأتي هذه الذكرى والأمة الشّركسية لا تزال تعاني من الصعوبات والنتائج التي خلفتها تداعيات الحرب الظالمة التي شنتها قوى البغي والعدوان ضد وطنها ووجودها.

الأمة الشّركسيّة لا تزال تعيش مأساة حقيقية إذا ما أخذ بعين الإعتبار الإغتراب عن الوطن لنحو تسعين بالمئة يعيشون في الشّتات في عشرات الدّول من خلال النفي الإجباري والبعد الجغرافي، بالإضافة إلى التقسيم الإداري في الوطن الأم الّذي جعل العشرة بالمئة الباقين يعيشون في ست جيوب غير متجانسة أو متلاصقة جغرافيا وهو ما فرضته الحكومات والسلطات الروسية المتعاقبة من أجل فرض الأمر الواقع المتمثل بتفريغ الأرض الشّركسية من سكانها و/أو جلب مستوطنين من أصول وقوميات مختلفة من أجل إبقاء الشّركس غرباء وأقليات في أماكن إقامتهم التي فرضت عليهم بهذا الأسلوب.

لقد استثمرت الدّولة الروسية فوزها بالحرب على مدى السنين ولا تزال، حيث كانت آخر خطوة استعمارية في هذا الاتجاه ما حدث في سوتشي الشّركسيّة حيث قامت الدّولة الروسية باستضافة دورة الألعاب الأولمبيّة الشّتويّة في شهر فبراير/شباط من العام الحالي من أجل تدنيس ومحو قبور ومقابر الشّركس الّذين قضوا وهم يدافعون عن وطنهم، بالإضافة إلى تغيير معالم وحتى طبيعة الأراضي والمحميات الطبيعية التي كانت فعلا مسجلة في سجلات اليونسكو.

إن وضوح الصبغة الإستعماريّة للدّولة الرّوسيّة للملأ وعلى هذا النحو، وظهور أساليب الهيمنة والسيطرة على الشّعوب بالطّرق الملتوية والّتي تتبعها القوات والأجهزة الإستخباريّة التابعة لها، وكذلك ما جرى بشأن شبه جزيرة القرم ولا يزال يجري في أوكرانيا، يثبت بما لا يدع مجالا للشك طبيعة الدولة الإستعمارية الرّوسيّة، والأطماع الّتي لم تستطع اخفاء أمرها عن العالم في هذا الوقت من القرن الحادي والعشرين!

إن زمن الإستعمار قد ولّى وانتهى، ولن تبقى الشعوب والأمم المستعمرة والمصادرة حقوقها كالأمة الشّركسيّة والشعوب القفقاسيّة الأخرى وغيرها من دون حراك، ترقب ما يحدث من دون أن تطالب بحريتها وحقها في تقرير مصيرها واستعادة استقلالها. إن المطالبة بالحقوق المسلوبة بموجب القوانين الدّوليّة واعتراف الجاني بجرائم الإبادة الجماعيّة لا يمكن التهاون فيه أو المرور عليه مرور الكرام، لأن جريمة الإبادة الجماعيّة لا تسقط بالتقادم، وتتحمّل السلطات التي اقترفتها أو من يخلفها في الحكم المسؤوليّة القانونيّة وما يترتّب عليها.

وقعت خلال السنة الأخيرة أحداث كثيرة تتعلق بالقضية الشركسية، ومن المفيد ذكر بعض العيّنات الإخباريّة الّتي تتعلق بشكل مباشر بالتأثير الروسي التّسلّطي على العلاقات الهشة بين الدولة الإستعمارية الروسية والقوميات المستعمرة ومنها الأمّة الشّركسيّة والتي هي بالنتيجة تُذكّر ببعض التعديات الإمبريالية على غرار التمييز العنصري والعرقي والجرائم ضد الإنسانية التي ابتدأت منذ الإحتلال العسكري والضم والتوسع الإقليمي ولا تزال قائمة إلى يومنا.

وعلى سبيل المثال لا الحصر يجب ذكر مقتل الشاب الشّركسي تيمور أشينوف من أديغيسك في جمهورية أديغيه البالغ من العمر 25 عاما نتيجة لجراح أصيب بها بالرأس إثر هجوم قام به المتطرّفون الروس في مدينة كراسنودار، وحسب الشهود وضحايا الهجوم كان المعتدون يسألون الّذين تواجدوا في المكان قبل الإعتداء السّافر، ما إذا كانوا من الروس أم لا. لم يلمسوا بسؤ من قالوا بأنهم من الروس (http://windowoneurasia2.blogspot.com/2014/05/window-on-eurasia-circassians-block.html?spref=tw).

بالإضافة إلى الشكوى المقدمة من أحد الشّركس في نالتشيك وهو أصلان بشتو (Aslan Beshto) إلى المحقق الفيدرالي الروسي اليكسي باسترايكين (Alexander Bastrykin)، بشأن تصريحات عنصرية متطرّفة أدلى بها فلاديمير جيرينوفسكي عضو مجلس الدوما الروسي ونائب رئيس المجلس ورئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي، والّتي طالب من خلالها جيرينوفسكي بتقييد الحقوق الدستورية للمواطنين الروس على أساس القوميّة، وبمعنى أدق ممارسة التمييز العنصري ضد الأقليات القومية، ومن غير المستغرب في الامر أن المحقّق الفيدرالي رد بجملة: “لا يمكن أن يكون صحيحا!” مكتفيا بذلك الرّد ومبدياً عدم الإكتراث بإنهاء عادل للقضيّة، ويعتبر تغاضياً من قبل السّلطات الروسية يدل على الإهمال والسّخرية وتكريس التمييز العنصري الروسي (http://aheku.net/news/incidents/5718).

ومن الجدير ذكره أيضاً أن مجلّة التايم الأميركيّة نشرت مؤخّراً مقالاً بعنوان “شاهد ‘ذئاب’ القوزاق يمارسون أعمال روسيا القذرة في أوكرانيا”، والّتي تذكّر بممارسات وأعمال القوزاق في خدمة الإمبراطوريّة القيصريّة الرّوسيّة إبان الحرب الرّوسيّة – الشّركسيّة، وهم الّذين ساعدوا على الإخضاع التدريجي لشركيسيا من خلال عمليات القتل والإبادة الجماعيّة والتّطهير العرقي وتشييد الحصون ومستوطنات القوزاق والسلب والنهب والإستيلاء على الممتلكات الشّركسيّة وسرقة المحاصيل الزراعيّة والمواشي وتدمير أي شيء يمكن تدميره. ويتكرر ذلك المشهد الآن، حيث ذكرت المجلّة أساليب العنف التي يستخدمها “ذئاب القوزاق” في المثل الأوكراني ناهيك عن التهور وممارسة السلوكيات الفظّة والمهينة والأخلاقيات الهابطة وعدم احترام القيم الدّينيّة أو الحضارية (http://time.com/95898/wolves-hundred-ukraine-russia-cossack/).

قال فريدريك دوغلاس:”المعرفة تجعل الرجل لا يصلح لأن يكون عبداً”.

إيجل

مجموعة العدالة لشمال القوقاز

http://justicefornorthcaucasus.com/

Share Button

مائة وخمسون عاماً مضت، ويبقى الوطن الشّركسي في القلب…

مائة وخمسون عاماً مضت، ويبقى الوطن الشّركسي في القلب…
Final-150يصادف هذا الشهر وتحديداً اليوم الحادي والعشرين من شهر مايو/أيار ذكرى أليمة على الأمة الشّركسيّة، لتسجل مرور مائة وخمسين عاما على النكبة التي حلّت بأجدادهم الشجعان الّذين دافعوا عن وطنهم ووجودهم دفاعا بطولياً ندر مثيله. تأتي هذه الذكرى والأمة الشّركسية لا تزال تعاني من الصعوبات والنتائج التي خلفتها تداعيات الحرب الظالمة التي شنتها قوى البغي والعدوان ضد وطنها ووجودها.

الأمة الشّركسيّة لا تزال تعيش مأساة حقيقية إذا ما أخذ بعين الإعتبار الإغتراب عن الوطن لنحو تسعين بالمئة يعيشون في الشّتات في عشرات الدّول من خلال النفي الإجباري والبعد الجغرافي، بالإضافة إلى التقسيم الإداري في الوطن الأم الّذي جعل العشرة بالمئة الباقين يعيشون في ست جيوب غير متجانسة أو متلاصقة جغرافيا وهو ما فرضته الحكومات والسلطات الروسية المتعاقبة من أجل فرض الأمر الواقع المتمثل بتفريغ الأرض الشّركسية من سكانها و/أو جلب مستوطنين من أصول وقوميات مختلفة من أجل إبقاء الشّركس غرباء وأقليات في أماكن إقامتهم التي فرضت عليهم بهذا الأسلوب.

لقد استثمرت الدّولة الروسية فوزها بالحرب على مدى السنين ولا تزال، حيث كانت آخر خطوة استعمارية في هذا الاتجاه ما حدث في سوتشي الشّركسيّة حيث قامت الدّولة الروسية باستضافة دورة الألعاب الأولمبيّة الشّتويّة في شهر فبراير/شباط من العام الحالي من أجل تدنيس ومحو قبور ومقابر الشّركس الّذين قضوا وهم يدافعون عن وطنهم، بالإضافة إلى تغيير معالم وحتى طبيعة الأراضي والمحميات الطبيعية التي كانت فعلا مسجلة في سجلات اليونسكو.

إن وضوح الصبغة الإستعماريّة للدّولة الرّوسيّة للملأ وعلى هذا النحو، وظهور أساليب الهيمنة والسيطرة على الشّعوب بالطّرق الملتوية والّتي تتبعها القوات والأجهزة الإستخباريّة التابعة لها، وكذلك ما جرى بشأن شبه جزيرة القرم ولا يزال يجري في أوكرانيا، يثبت بما لا يدع مجالا للشك طبيعة الدولة الإستعمارية الرّوسيّة، والأطماع الّتي لم تستطع اخفاء أمرها عن العالم في هذا الوقت من القرن الحادي والعشرين!

إن زمن الإستعمار قد ولّى وانتهى، ولن تبقى الشعوب والأمم المستعمرة والمصادرة حقوقها كالأمة الشّركسيّة والشعوب القفقاسيّة الأخرى وغيرها من دون حراك، ترقب ما يحدث من دون أن تطالب بحريتها وحقها في تقرير مصيرها واستعادة استقلالها. إن المطالبة بالحقوق المسلوبة بموجب القوانين الدّوليّة واعتراف الجاني بجرائم الإبادة الجماعيّة لا يمكن التهاون فيه أو المرور عليه مرور الكرام، لأن جريمة الإبادة الجماعيّة لا تسقط بالتقادم، وتتحمّل السلطات التي اقترفتها أو من يخلفها في الحكم المسؤوليّة القانونيّة وما يترتّب عليها.

وقعت خلال السنة الأخيرة أحداث كثيرة تتعلق بالقضية الشركسية، ومن المفيد ذكر بعض العيّنات الإخباريّة الّتي تتعلق بشكل مباشر بالتأثير الروسي التّسلّطي على العلاقات الهشة بين الدولة الإستعمارية الروسية والقوميات المستعمرة ومنها الأمّة الشّركسيّة والتي هي بالنتيجة تُذكّر ببعض التعديات الإمبريالية على غرار التمييز العنصري والعرقي والجرائم ضد الإنسانية التي ابتدأت منذ الإحتلال العسكري والضم والتوسع الإقليمي ولا تزال قائمة إلى يومنا.

وعلى سبيل المثال لا الحصر يجب ذكر مقتل الشاب الشّركسي تيمور أشينوف من أديغيسك في جمهورية أديغيه البالغ من العمر 25 عاما نتيجة لجراح أصيب بها بالرأس إثر هجوم قام به المتطرّفون الروس في مدينة كراسنودار، وحسب الشهود وضحايا الهجوم كان المعتدون يسألون الّذين تواجدوا في المكان قبل الإعتداء السّافر، ما إذا كانوا من الروس أم لا. لم يلمسوا بسؤ من قالوا بأنهم من الروس (http://windowoneurasia2.blogspot.com/2014/05/window-on-eurasia-circassians-block.html?spref=tw).

بالإضافة إلى الشكوى المقدمة من أحد الشّركس في نالتشيك وهو أصلان بشتو (Aslan Beshto) إلى المحقق الفيدرالي الروسي اليكسي باسترايكين (Alexander Bastrykin)، بشأن تصريحات عنصرية متطرّفة أدلى بها فلاديمير جيرينوفسكي عضو مجلس الدوما الروسي ونائب رئيس المجلس ورئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي، والّتي طالب من خلالها جيرينوفسكي بتقييد الحقوق الدستورية للمواطنين الروس على أساس القوميّة، وبمعنى أدق ممارسة التمييز العنصري ضد الأقليات القومية، ومن غير المستغرب في الامر أن المحقّق الفيدرالي رد بجملة: “لا يمكن أن يكون صحيحا!” مكتفيا بذلك الرّد ومبدياً عدم الإكتراث بإنهاء عادل للقضيّة، ويعتبر تغاضياً من قبل السّلطات الروسية يدل على الإهمال والسّخرية وتكريس التمييز العنصري الروسي (http://aheku.net/news/incidents/5718).

ومن الجدير ذكره أيضاً أن مجلّة التايم الأميركيّة نشرت مؤخّراً مقالاً بعنوان “شاهد ‘ذئاب’ القوزاق يمارسون أعمال روسيا القذرة في أوكرانيا”، والّتي تذكّر بممارسات وأعمال القوزاق في خدمة الإمبراطوريّة القيصريّة الرّوسيّة إبان الحرب الرّوسيّة – الشّركسيّة، وهم الّذين ساعدوا على الإخضاع التدريجي لشركيسيا من خلال عمليات القتل والإبادة الجماعيّة والتّطهير العرقي وتشييد الحصون ومستوطنات القوزاق والسلب والنهب والإستيلاء على الممتلكات الشّركسيّة وسرقة المحاصيل الزراعيّة والمواشي وتدمير أي شيء يمكن تدميره. ويتكرر ذلك المشهد الآن، حيث ذكرت المجلّة أساليب العنف التي يستخدمها “ذئاب القوزاق” في المثل الأوكراني ناهيك عن التهور وممارسة السلوكيات الفظّة والمهينة والأخلاقيات الهابطة وعدم احترام القيم الدّينيّة أو الحضارية (http://time.com/95898/wolves-hundred-ukraine-russia-cossack/).

قال فريدريك دوغلاس:”المعرفة تجعل الرجل لا يصلح لأن يكون عبداً”.

إيجل

مجموعة العدالة لشمال القوقاز

http://justicefornorthcaucasus.com/

Share Button