أرشيف التصنيف: أخبار شركيسيا

أنشئ هذا الموقع من قبل مجموعة من المهتمّين في الشّأن الشّركسي في الوطن الأم والمهجر، ويهدف الى التّركيز على القضيّة الشّركسيّة واعادة بعث الفكر القومي والهويّة الشّركسيّة، وذلك من خلال تجذير التّواصل بين المجتمعات الشّركسيّة في الوطن الأم وأماكن تواجد الشّراكسة في بلاد الاغتراب والمهجر، وكذلك متابعة المستجدّات على السّاحة الشّركسيّة وفتح المجال أمام الباحثين والمتخصّصين والمتابعين لقضايا الأمّة الشّركسيّة وذلك للتّمكّن من

مشاركاتهم المتعلّقة بالقضيّة والشّؤون الشّركسيّة

موظفون قطريون يعتدون على السفير الروسي بالضرب

موظفون قطريون يعتدون على السفير الروسي بالضرب
علامات اون لاين – وكالات1322990007تطور احتكاك بين موظف جمارك قطري والسفير الروسي الى عراك بالأيدي ليقود إلى أزمة دبلوماسية بين البلدين.

ووقع العراك عندما هم موظف الجمارك القطري بتفتيش حقائب الدبلوماسيين الروس الذين لم يبرزوا بطاقاتهم الدبلوماسية كما تقتضي الأعراف.

وطالبت روسيا قطر بالتحقيق في ملابسات ما وصفته بـ”محاولة التأثير بالقوة” على السفير الروسي لدى تسليم البريد الروسي في مطار الدوحة.

وحث بيان صادر عن الخارجية الروسية الجمعة السلطات القطرية على إجراء تحقيق عاجل ومستفيض ومعاقبة المذنبين والحيلولة دون وقوع مثل هذه الحوادث في المستقبل.

وأكد البيان أن الخارجية الروسية سلمت السفير القطري مذكرة احتجاج بشأن الحادث، مضيفا أن روسيا تنتظر رداً من قطر يتضمن اتخاذ “كافة الإجراءات اللازمة”.

وكانت مصادر قطرية صرحت لموقع “ميدل ايست انلاين” ان السفير الروسي خرق الأعراف الدبلوماسية التي لا تعطيه الحق في الخروج بالبريد إلا برخصة قطرية من المطار.

واشارت المصادر الى ان القطريين باتوا لا يرتاحون لتحركات الدبلوماسيين الروس بعد اغتيال الرئيس الشيشاني السابق سليم خان يندرباييف في الدوحة واتهام عناصر من المخابرات الروسية بالقيام بذلك.

من جهته اتهم أعرب فلاديمير تيتورينكو سفير روسيا في قطر رجال الجمارك والشرطة القطرية بالجهل في القوانين الدولية.

وصرح السفير الروسي الذي تعرض للاعتداء لوكالة “نوفوستي” الروسية للانباء قائلاً “جرت محاولة فحص البريد الدبلوماسي عن طريق جهاز الرونغن. لكن نظراً لان وزارة الخارجية القطرية لم تمنحنا ترخيصاً بنقل البريد الدبلوماسي فاننا عرضنا تلك الرسالة لهم كما هو معتاد دون الفحص بأشعة الرونجن، وذلك بموجب مقتضيات اتفاقية فيينا، الا ان ممثلي أمن المطار والجمارك والشرطة اصروا على فحصها”.

http://alamatonline.net/l3.php?id=18004

Share Button

منح الجوائز للفائزين في مسابقة النصب التذكاري للإبادة الجماعية الشركسية

منح الجوائز للفائزين في مسابقة النصب التذكاري للإبادة الجماعية الشركسية

وصلت المنافسة لتصميم النصب التذكاري لضحايا الإبادة الجماعية الشركسية الى نهايتها في تبليسي، جورجيا اليوم، 2 ديسمبر/كانون الاوّل 2011، وتم إصدار وإعلان النتائج النهائية.

شارك في المسابقة 29 من المتنافسين من جورجيا والولايات المتحدة وتركيا والأردن وشمال القوقاز.

وقد تم اختيار الفائزين الثلاثة على النحو التالي :

فاز في الجائزة الأولى وقيمتها 10000 دولار اميركي:

http://pik.tv/ru/news/story/25068-cherkesskiy-memorial-pobeditel-konkursa

حسين كوشيسكوف من نالتشيك في جمهورية قباردينو- بلقاريا.

فاز في الجائزة الثانية وقيمتها 3000 دولار أميركي:

علي ماهر من الأردن.
علي ماهر من الأردن.

فاز في الجائزة الثالثة وقيمتها 1000 دولار أميركي:

غورام نيكولادزي من جورجيا.
غورام نيكولادزي من جورجيا.

وتقديرا للعمل الشاق الذي قام به جميع المتنافسين، ونظرا للجهود التي بذلت لتقديم كل الفنون المعبّرة والتصاميم والنتائج، قرر “المجلس الشركسي العالمي” أيضاً منح مبلغ 2000 دولار أميركي ليتم توزيعها على أربعة مشاركين بواقع خمسمائة دولار أميركي لكل من الّذين جاء ترتيبهم بعد أول ثلاثة فائزين، والّذين جاءوا في الترتيب كما يلي:

1. جانتي باشا من الولايات المتحدة الأمريكية.
1. جانتي باشا من الولايات المتحدة الأمريكية.

 

2. متسابق لم يفصح عن اسمه من شمال القوقاز.
2. متسابق لم يفصح عن اسمه من شمال القوقاز.

 

3. غيورجي غوردزاماشفيلي من جورجيا.
3. غيورجي غوردزاماشفيلي من جورجيا.

 

4. محمد يغن من الأردن.
4. محمد يغن من الأردن.
Share Button

العقيد توفيق بك البولندي بطل حرب إستقلال شيركيسيا – وليد هاكوز

العقيد توفيق بك البولندي بطل حرب إستقلال شيركيسيا – وليد هاكوز

بقلم : علي بيرزيكوف
ترجمة : وليد هاكوز
wal-300x199

أدى التوسع الروسي على اراضي منطقة القفقاس الى وقوع الحرب الروسية – القفقاسية الشاملة ، والتي استمرت أكثر من قرن من الزمان (1763- 1864) ، وكان أول جزء من الأراضي التي وقعت في إطار الهجوم الذي شنتها الآلة العسكرية للإمبراطورية الروسية بلا هوادة ، البلدة الشركسية الصغيرة مزدوق “Mazdok” وذلك في العام 1763، وتبع ذلك ضم منطقة كباردا من الاراضي الشرقية لشيركيسيا .  ومع بداية الثلاثينات من القرن التاسع عشر بدأت روسيا بإحتلال الأراضي الغربية لشيركيسيا ، وطردت مواطنيها الشركس الصليين عنوة ، وإستوطنتها بسكان سلافية شبه عسكرية ، مسيحية ارثوذكسية بعقيدتها من شعوب القوزاق . وانشأت على الأرض ما سمي بخط  كوبان ، وكان المقصود به قطع الإتصال بين شرق وغرب شيركيسيا ، وكانت تمثل قاعدة خلفية مستقبلية لإحتلال شيركيسيا .

دوامة جديدة من الأعمال العدائية العسكرية من قبل الإمبراطورية الروسية المعتدية على شيركيسيا المستقلة حدثت في بداية 1840، وبعد طلبات متكررة ومستمرة من قبل قيادة كتائب الشركس غيرالنظامية لمغادرة الروس لأراضي شيركيسيا ذات السيادة ، والتي أحتلت بصورة غير مشروعة من جانب القوات الروسية ، إلا أن الملاذ الأخير كان الإضطلاع على تدابير حاسمة ، والهجوم المضاد الحاشد على مواقع العدو الذي أدى الى سقوط العديد من الحصون المقامة والغير المشروعة في منطقة البحرالاسود كخط يطوق الخناق عليها ، وإحتلال الحاميات وتدميرها بالكامل أو إلحاق الأضرار الجسيمة بها . وكانت هذه بالفعل خطأ  تكتيكيا من جانب القيادة الشركسية ، لأنه كان من الضروري الإبقاء على عدد منها  للسيطرة على تلك المواقع الاستراتيجية ، حيث أن ما تبقى من تحصينات الخط الساحلي كان غير ملائم لعمليات التوغل ، وهذه الاخطاء كانت تستغل كثيرا من قبل الروس ، ويتم إعادة إحتلال هذه الخلجان المهمة الاستراتيجية ، وبناء الحصون بعد عدة سنوات فى وقت لاحق .

وتوازيا مع التطورات في منطقة القفقاس ، كانت الإمبراطورية الروسية تعززمواقعها في الغرب  وخاصة في بولندا وفنلندا . وهكذا ، وفي تشرين الثاني / نوفمبر1830 ذكرى قيام الانتفاضة البولندية الشهيرة ضد نير الإستعمار الإمبريالي الروسي ، قامت القوات القيصرية بقمع الانتفاضة البولندية بوحشية ، والغى القيصر الروسي الدستور الذي كان ممنوحا للمملكة البولندية فى عام  1815 .  وأعقبتها إنتفاضاتي 1846 و 1848 ، والتي قمعتا أيضا بقسوة وقتل مئات المشاركين فيها ، وإرسال الآلاف منهم الى سيبيريا والذين صدر الحكم عليهم بالأشغال الشاقة ، أما البعض الآخر فقد أجبروا على الهجرة الى الغرب ، ومن هناك واصلت كفاحها من أجل إستقلال وطنهم المحتل . ومع إستمرارالإحتلال الروسي تنامت حركة الإستقلال البولندية ، وكان أحد ألمع ممثلي هذه الحركة شاب يدعى تيوفل لابينسكي “Teofil Lapinski” ، والذي شارك أيضا فى حرب الإستقلال لدولة شيركيسيا .

ولد تيوفل لابينسكي في 1826 في غاليسيا ، وهي احدى المناطق التاريخية في بولندا ، وامضى فترة الطفولة والمراهقة في خضم الاحداث السياسية النشطة لقيام حركة التحريرالوطني البولندي ، والتي كان لها تأثيرعلى تكوين شخصيته وافكاره السياسية ، و شارك في شبابه بنشاط في النضال من اجل إستقلال بلاده .  وبعد قمع انتفاضتي عامي 1846 و 1848 ، هاجر على غرار العديد من الأعضاء الآخرين البولنديين ، وشارك في الثورة المجرية في اعوام 1848- 1849. وخلال حرب القرم شارك في المعارك كظابط مدفعية برتبة عقيد في الوحدات البولندية بقيادة الجنرال “Zamoiski” ضمن القوات الاوروبية .

وظهرإثر ذلك ، ان ممثلي حركة التحرير الوطني البولندي بدأت في ايلاء مزيد من الاهتمام لمنطقة القفقاس ، حيث قدم الشركس على مدى قرن من الزمن مثالا واضحا على مقاومة القوات العسكرية الروسية .  لقد كان البولنديون والهنغاريون والاوكرانيون والشعوب الاخرى التي عانت من نير الاستعمار الروسي ، كما يقول لابينسكي ، معجبون بقوة للوصف الرومانسي لبطولات الشركس الشجاعة ، والتي كثيرا ما نشرت في الصحافة الاوروبية في تلك الأثناء ، وفى نفس الوقت رأوا ان اوروبا كانت تؤيد نضال الشركس شفهيا ، ولكنه عمليا لم تمارس أو تبذل جهودا جادة لتقديم المساعدة الحقيقية .

وفي هذا السياق ، خطط لابينسكي لتقديم المساعدة العسكرية للجيش الشركسي الضعيف بتجهيزه ، واعتبر ان جميع من يقاوم الامبراطورية الروسية هم حلفاء طبيعيون لبولندا . ووفقا لخطته ، فان فيلقا بولنديا يبلغ تعداده خمسة عشر الفا من الضباط والجنود تدعمهم المدفعية القوية كان من المقرران تتشكل في تركيا ، حيث كان لابينسكي نفسه يعمل في تركيا تحت اسم حركي باسم ” توفيق بك ” ، وعلم أن الجيش الشركسي كان بحاجة الى تعزيزه بقوة مدفعية . علمت الحكومة الروسية عن تلك  الاعمال التحضيرية ، وعلى الفورارسلت احتجاجا الى المندوب السامي للسلطان العثماني ، حيث ارتأت الحكومة العثمانية عدم تأزيم علاقاتها المتوترة اصلا مع روسيا ، فاضطرت الى حل الفيلق البولندي ، الا انه ولحسن الحظ ، لم تجبر لابينسكي عن التخلي عن خططه بعد التغلب على كثير من الصعوبات والعقبات ، وفي تشرين الثاني / نوفمبر 1857 نزلت مفرزة البولندية بقيادة العقيد تيوفل لابينسكي على شواطئ شيركيسيا ، واسهم المتطوعون البولنديون إسهاما كبيرا في تاريخ المقاومة في شيركيسيا ، وأظهروا شجاعة حقيقية وتضحية بالنفس للكفاح من اجل الحرية والمثل العليا للعدالة ، والتي آمنت بها جميع الشعوب الحرة .

حارب لابينسكي و جنوده لمدة ثلاث سنوات كاملة (1857- 1859) ، جنبا الى جنب مع الشركس كجزء من القوة الشركسية ، حيث كانت تتمركز اساسا في مركزين وكانت في تفاعل مستمر مع بعضها البعض . فكان المركز الجنوبي بقيادة ممثلي قبيلتي الاوبيخ والابخاز مثل : “Berzeg” ، “Dechen” ،  “Aulba” ، و “Zeishu” ، حيث كانت مسؤولة عن منطقة المنحدرات الشمالية في جبال شيركيسيا ، في حين كان المركز الشمالي لقبائل الشابسوغ والناتوخ والابادزاخ والبزادوغ والاباظة بقيادة القائد المشهور الفذ أسد شيركيسيا “Haji Degumko Berzeg” ، وفي وقت لاحق استلم القيادة القائد “Geranduk Berzeg” متحدين تحت لواء علم الشركس الاخضر ذو النجوم الذهبية يقاتلون من منطقة أنــابة شمالا الى نهر “Bzyp” جنوبا وبعيدا إلى الجبال لتصل الى منطقة “Tsebelda” ، والتي هي في الوقت الحاضر تشكل وسط أبخازيا .

وكانت المهمة الرئيسية للعقيد لابينسكي هي الدعم المدفعي للهجمات التي تشنها وحدات سلاح الفرسان الشركسي ، كما شارك ايضا فى تشكيل وتدريب المفارز التي تشكلت من الجنود البولنديين والاوكرانيين والبعض من اصول روسية ، الذين هربوا من القوات الروسية أثناء الحرب ، حيث وافقت قيادية المقاومة الشركسية على استخدامهم ، ولكن بعدم تبادل الجنود المرتدين منهم او دفع رواتبهم . واقام عدة مراكز لإنتاج المعدات العسكرية الضرورية للمعارك والتي اقيمت فى الجبال العالية. هذه المراكز وظفت العاملين الاختصاصيين والمؤهلين من خبراء المدفعية الروسية السابقين ، كما قدمت احدى المستوطنات عدة مئات من الجنود الذين كانوا على وجه الحصر تقريبا من الرقيق السلاف وغالبيتهم من البولنديين .

وخلال تواجد لابينسكي في شيركيسيا ، وكأي شخص له فضول شخصية و طبيعية للتحقق والمعرفة عن كل شيء ، كتب في مذكراته اليومية والذي اشار فيه باكثرالتفاصيل الدقيقة للاحداث التي أحاطت  به في تلك الفترة ، وذاكرته الحادة كانت تلاحظ اي شيء حتى للأمورالأقل أهمية ، بإعتباره لم يكن شاهدا على الاحداث فحسب ، بل كان أيضا من المشاركين في الأحداث التي وصفها ، وكان واحدا من الشخصيات الرئيسية في ميادين المعارك التي تكشفت في الفترة الواقعة بين اعوام 1857- 1859 في أربع مقاطعات تاريخية في غرب شيركيسيا : الناتوخ ، الشابسوغ ، الابادزاخ ، والاوبيخ .  وقد نشرت ملاحظاته الميدانية بصورة منهجية باللغة الالمانية في هامبورغ  في 1863 ، وترجمت للإنجليزية بكتابه  ” النضال من مرتفعات القوقاز من اجل الاستقلال ضد الروس ” .

لقد تابع لابينسكي الدراسة الشاملة للتطورات المعاصرة ، وقدم لنا الكثير من المعلومات عن تلك الفترة والمثيرة للاهتمام ، فعلى سبيل المثال ، فإن التقييم الكمي لسكان شيركيسيا هو اقل مما يجب ، ومن الضروري جدا ان تأخذ في الاعتبار حقيقة انه كانت هناك حربا شاملة لصد هجمات القوات المعتدية . وفي ظل تلك الظروف الاليمة فمن المستحيل اجراء تعداد سكاني سليم ، ولكنه ووفقا للابينسكي ، فقد قدر عدد السكان الشركس بمليون ونصف المليون نسمة ، على الرغم من انه لم يعترف ان هناك اخطاء في هذا التقدير . وهنا تجدر الاشارة ايضا الى انه كتب عن عملية الابادة الجماعية للشعب الشركسي ، الذي دمر الشعب تدميرا تاما ومنظما من موقع لحدث ما الى حدث اخر، وعملية نقلهم من أرض الأجداد والتي نفذت بكثافة متفاوتة قبل وقت طويل من اعداد لابينسكي تقريره عن تقديرات تقريبية ديموغرافية على اساس الحسابات العسكرية ، وهذا ما تؤكده المصادر التركية التي تصرح بعدد الشركس الذين اجبروا على الهجرة من منطقة القفقاس باكثر من مليوني نسمة . الا ان تقدير لابينسكي شمل جزء من السكان الذي  كان يمكن استخدامه فى العمليات العسكرية من الذكور ذوالقوة الجسمانية الخاضعه للتجنيد .

شملت دولة شيركيسيا في القرن التاسع عشر سكان شيركيسيا الغربية وسكان الجزء الشرقي منها الذي ضم كباردا وكباردا الصغرى ، وشاركوا جميعا في أعمال البرلمان الوطني خلال فترة وجود الدولة الشركسية . وخصص لابينسكي جزء كبير في كتابه لوصف الأنشطة الإنتاجية لطبقة الفلاحين الواسعة من سكان البلد . كما لاحظ العديد من أوجه التشابه بين اساليب البستنة الشركسية والأنشطة الزراعية لسكان المناطق الريفية في أوروبا ، بما فيها مقارنات مع السكان في المجر وبولندا . وشهادته هذه مهمة جدا لقيمتها ، خاصة لان الشعب الشركسي عانى من جحيم الإبادة الجماعية ، وحرم من كل شيء بدأ باسس الدولة الوطنية ، وصولا باكثر الحقوق العادية للوجود والعيش على أراض أسلافهم القديمة .

ان كُتاب التاريخ الروسي الذين يخدمون مصالح الامبراطورية الروسية ، كان هدفهم الأساسي تصوير الشركس بالبرابرة والكسوليين المتخلفين . وفى هذا سياق سردهم ، تم تقديم الشركس كقبائل غير متحضرة بلا حرف مهنية أو زراعية ، بل كانت جميع افكارهم تتركزعلى السلب والنهب . وغني عن القول انه ليس هناك أي ذكر للدولة الشركسية ، في حين ان حرب استقلال شركيسيا قد صورت على أنها حرب بين روسيا وتركيا لحيازة الاراضي المجاورة .

كما إندهش لابينسكي ببساطة عن حقيقة مهمة عن طول مدة المقاومة الشركسية ضد قوات العدو الجبارة المتفوقة عدديا ، وبقاء النظام السياسي – الاجتماعي للأديغة الذي كان يعمل بشكل جيد . ولا يخفي دهشته وإعجابه من التنظيم الإجتماعي القوي والصارم للمجتمع ، الذي صادفه في شيركيسيا حيث يكتب في كتابه : ” عندما تطأ قدميك على أرض شيركيسيا الحرة ، من الصعب جدا أن تفهم في البداية كيف أن الناس جميعهم يحملون السلاح ، وليس لديهم قوانين مكتوبة او سلطة تنفيذية . اذا كيف يمكن ان تتواجدهذه الامة ! ، ولكنه أيضا ، كيف إستطاعت الوقوف في وجه هذا العملاق مثل روسيا لسنوات عديدة والحفاظ على كيانها ؟ . ان السبب الرئيسي هي القوة الإجتماعية المنظمة لهذا الشعب ، والتي يعتمد على التقاليد والعادات الوطنية ، وليس فقط كي تحافظ على الملكية الفردية للمواطنيين ، ولكنه أيضا بجعل جميع المحاولات المادية والمعنوية الرامية الى فتح البلاد صعبة وشبه مستحيلة ” . ويتضح في ذلك أن التشريعات اللفظية أصبحت عقيدة لبداية الدولة الشركسية ، تبناها كل مواطن واعي ، وتفسيرها كما يصفها لابينسكي : ” عدم وجود قوانين مكتوبة ، لان حرب الإستنزاف الطويلة والمضنية التي خاضوها ضد الروس أدت عمليا للقضاء على اي فرصة لاجراء الانشطة المدنية وحفظ سجلاتها ، مع ان المؤسسات المدنية لم تعاني من جراء ذلك ، ولم يكن يمس اداء سن القانون ” .

ويستشهد لابينسكي بزائرانجليزي زار شيركيسيا في تلك الحقبة وهو جيمس بيل James Bell ، حيث ترك إنطباعا آخر أثناء إقامته في شيركيسيا خلال حرب التحرير الوطنية ، والذي ميز خصوصية فريدة من نوعها للدولة الشركسية على النحو التالي : ” إن الرأي العام والعادات والتقاليد الراسخة تمثل القانون في البلاد ، وانني مندهش للنظام والترتيب الذي ينظم شؤون هذه الدولة . العنف والمعاملة القاسية و الجرائم تحدث  هنا ولكن وبصراحة ، فان معظمها تحدث نتيجة المشاجرات ونتائجها ، وحدوثها أمر نادر نسبيا . إن عدد قليل فقط من الدول التي وضعت القوانين والآليات المعقده لأسس العدل لا يمكن لها إلا أن تفاخرعلى هذا المستوى من الأخلاق والسلوكيات الحسنة التي تميزهذا الشعب فى تفاعلاته اليومية “.

ويضيف السيد بيل : ” شهادات مماثلة يمكن ان تنقل بإستفاضة ، فالدولة في شيركيسيا تعمل بطريقة غريبة غير عادية من خلال أحكام القوانين اللفظية غير المكتوبة ومنفصلة عن الوثائق الخطية المكتوبة للدولة ، مثل الإتفاقات التي تنظم العلاقات بين المقاطعات ودول الجوار .  ويوازي جنبا الى جنب مع الدستور المعاصرلبريطانيا العظمى ، الذي لا يتألف من وثيقة خطية على قائمة الوثائق التي تتألف منها. إن نظام القانون الحديث البريطاني اوالنظام الانغلوساكسوني يتميز بإستخدامه كقانون قديم بإعتباره مصدرا من مصادر القانون ، وفي هذا الصدد فانه يشبه الى حد بعيد بالقانون الشركسي “.

وتجدرالإشارة هنا وبوجه خاص لتعليقات لابينسكي عن العلاقات العائلية والحياة الاجتماعية للشركس ، حيث أن المؤلفات التي تصف القفقاس ، وكثيرا منها فيما يخص وصف المرأة والتي تصورها على أنها تعتمد كليا لا بل تكون في بعض الحالات عبدة لزوجها الرجل . ولعل هذا الامر كان ينطبق على الشعوب الأخرى لمنطقة القفقاس ، ولكن الوضع بين الشركس كان مختلف بشكل جذري ، حيث يقول لابينسكي : ” .. وكل من أصدرهذه الأحكام عن الحياة الإجتماعية للشركس كان من خلال مقارنته لأساليب حياة الشعوب الاخرى ، والذين اعتقدوا انه كذلك ، إلا أنه رأي خاطئ حول هذا الموضوع ، لان هذه الشعوب المحافظة عرضت الكثير من الجوانب الجميلة في تقاليدها بالاحترام الكبير للمرأة ، والذي يستحق تماما ان تسجل له احدى تلك السمات الجميلة ” .

لابينسكي أعطى وصفا آخر وأشار قائلا : ” أوامر الأب تقدر باحترم عظيم من قبل جميع أفراد العائلة ، وللمرأة الشركسية في المجتمع مركز رفيع ، فلها حقوق واسعة النطاق وبأشكال متأنقة ومبادئ مبجلة ، والتي تعد أهم عناصرالآداب الشركسية ، وكانت محيرة لمعظم الرحالة والمستكشفين ، الذين توقعوا أن يجدوا عكس الصورة . إن الحرية غيرمقيدة للنساء والفتيات ، ويمكن أن يكون ظاهرا على ما يبدو أنها قد أدت الى التراخي في الاخلاق ، ولكن على الرغم من ذلك ، فقد كانت كل الفتيات الشركسيات عفيفات ” .

أما فيما يتعلق بالتربية الشركسية ، يتابع لابينسكي تعليقه : ” يترعرع بطريقة معقولة ، ولا يتم ضرب الطفل بل توبيخه “.  ولم يترك لابينسكي المؤسسات الاجتماعية الشركسية دون ان يلاحظها أو الخوض في تفاصيل تعليقاته حيث يضيف : ” يعيش الجيران في وئام مع بعضهم البعض ، والتي يمكن ان تكون مثالا يحتذى به في المناطق الريفية من سكان اوروبا ”.  وفي وصفه لوجهات النظر الدينية لسكان شيركيسيا خلص لابينسكي الى القول بان تقاليد الدولة والعادات الشعبية والتي تم إنشاؤها على مدى قرون لعبت دورا أكثر أهمية للحياة اليومية ، وفي الممارسة العملية للنظام العلماني القائم ، وإختلاف وجهات النظر الدينية في كثير من الأحيان مبنية على الإحترام المتبادل . وكما هو الحال في أبخازيا ، فالديانة الارثوذكسية فيها ذات صبغة خاصة ، في حين حاولت تركيا التاثيرعلى المعتقدات الدينية للسكان ، ولكنه وبمجرد ان أطلقت روسيا حملاتها العدوانية والتبشيرية فقد تحول قسم كبير منهم إلى الإسلام “.

وكأي بولندي فقد كان لابينسكي ورعا كاثوليكيا وتطلع بإصرارللآثار المسيحية في شيركيسيا ، ورأى ان إحدى الطرق لإنقاذها هو بإدخال الدين المسيحي ذو التوجه الغربي بدلا من الإسلام ، فيقول : ” ما هو السبب في أن هذا الشعب وهو من نفس عرقنا ولكنهم لايدينون بالمسيحية مثلنا ؟ . لا يمكن ان تسمى بالبرابرة ، لأنهم أكثر تحضرا من العديد من البلدان الأوروبية ، ويمكن للمرء ان يقول بانه يعيش على أبواب اوروبا ، وتشير التقديرات إلى أنه يبلغ تعداده نحو مليون نسمة ، إذا ما هو السبب ؟ .  أعتقد ، ان البعثات السياسية والبروتستانتية لم تحاول زرع  بذورالإنجيل على هذه الارض الخصبة ! ” .

تصريح آخر ادلى به لابينسكي ويتكلم بوضوح لا لبس فيه يشير الى محبته وإحترامه الكبير جدا تجاه الامة الشركسية ، قائلا : ” الشركسي بطبيعته شجاع وحاسم ، ولكنه لا يرغب في سفك الدماء .  يحب السفرولكنه لا يرغب في الابتعاد عن وطنه لفترة طويلة جدا.  والأهم من كل شيء هو انه يحب غاباته وجباله ، وحريته الشخصية ينظراليها كنعمة كبيرة ، ويسمح لنفسه بأن يحكم باللطف والإقناع ، ويستطيع الصمود بصرامة ، لكنه يتمرد ضد اي ظلم . ويدافع بغيرة على شهرته العسكرية ، ولكنه يبدي إعجابه بشجاعة غيره بصدق ولوا كان عدوا . ويركب الخيل ويغني طول النهار، ويكاد يكون غير مبال عندما يدمر منزله وتحرق ممتلكاته ، أو عندما يطلق النارعليه ويُجرح ، ولكنه يشعر بحب عميق لاسرته ، ويطيع والديه ، وتوافقه في زواجه . هذه جميعها يمكن ان تكون بمثابة أمثلة عن أي شعب متحضر ” .

بعد الإزدياد المركز للقوات المسلحة الروسية في غرب القفقاس ، وإنتهاء المنظومة الدفاعية التي كانت في الجزء الشرقي لشيركيسيا ، تم نقل قيادة المقاومة الى منطقة الأوبيخ .  وعلى الصعيد الاقليمي وفي إجتماع للممثلين الوطنيين الشراكسة في مقاطعة أوبيخيا وبالتشاور مع القيادة العسكرية للقوات الغير النظامية الشركسية ، اتخذ قرار لتشكيل مفرزة من ستة آلاف من المتطوعين الأوبيخ  لدعم الروح النضالية للقوات الشركسية المتواجدة على السفوح الشمالية الغربية لجبال القفقاس .  وهكذا ، استمر الكفاح من أجل الإستقلال إبتدأ من العام 1859 وحتى عام 1864 ، حين تم إحتلال مركز إستقلال شيركيسيا وهو مجمع مباني البرلمان الشركسي “الخاسة” والذي بني في 1861 في سوتشي ، وهو نفس المكان الذي قررالنظام الروسي الحالي استضافة دورة الالعاب الاوليمبية الشتوية على عظام الشراكسة من ضحايا الإبادة الجماعية الشركسية .

غادرلابينسكي شيركيسيا متوجها الى أوروبا في عام 1859 ، ولم يتخلي عن المحاولات الرامية الى تنظيم بعثة جديدة لشيركيسيا ، وعلى وجه الخصوص خلال فترة إقامته في لندن في أوائل الستينات من القرن التاسع عشر، حيث عرض على الحكومة الإنجليزية خطة جديدة لتنظيم التدخل في القفقاس ، والذي تم رفضه بعد أن فهم الجميع ان مصير شيركيسيا قد إنتهت ، فانخرط  لابينسكي بنشاط في أعمال المجتمع البولندي . وفي الستينات والسبعينات من القرن التاسع عشر أصبح اسمه مشهورا في أوروبا ، وانشأ صلات مع أبرز الناشطين في الحركة الثورية الاوروبية ، كما التقى فى عام 1863 كارل ماركس فى لندن حيث تأثر بالافكارالإشتراكية لبعض الوقت .

وخلال الإنتفاضة البولندية الثانية في العام 1863 ، اتخذ لابينسكي تدابير يائسه لتقديم المساعدة الى المتمردين . وفي آذار / مارس من تلك السنة ، قرر قادة مجتمع المهاجرين البولنديين تنظيم بعثة بحرية الى سواحل ليتوانيا على متن السفينة “Ward Jackson” من اجل دعم المناضلين فيها بقيادة لابينسكي وشاركه فيها “A. I. Herzen” ، الا ان البعثة لم تنجح . وفي اوائل شهر ايار / مايو 1863 تعهد بمحاولة اخرى وجهز السفينة الحربية الدانماركية “Emilia” المحملة بمفرزة للمتطوعين على ظهرها ، وبينما كانت تستعد للأبحار في إتجاه الشواطئ الليتوانية ، لقي كثير من المتطوعين حتفهم جراء عاصفه قوية اثناء الإنزال بالقرب من منطقة “Palanga” ، مما اضطر بالسفينة الحربية الى الانسحاب الى جزيرة “Gotland” السويدية .

بعد فشل تلك البعثات ، عاش لابينسكي لبعض الوقت في انكلترا وفرنسا وايطاليا وبلدان اوروبية اخرى ، وفي اوائل 1870 ، حصل على الحماية من الحكومة النمساوية ، وانتقل الى أرض أجداده في بلدة “Galicia” . وتوفي لابينسكي في مدينة “Lviv” في العام 1886 والتي تقع على أراضي اوكرانيا المستقلة في الوقت الحاضر . لقد قاتل تيوفل لابينسكي بطل شيركيسيا في كثير من البلدان مثل :  بولندا ، استونيا ، لاتفيا ، ليتوانيا ، اوكرانيا ، وبيلاروسيا ، واصبحت جميعها دول مستقلة في نهاية القرن العشرين ، ولكن سوء الحظ كان من نصيب شيركيسيا .

وليد هاكوز
تورونتو ، 11 / 11 / 2011
Resources:
1. James Stanislaus Bell. Journal of Residence in Circassia during the Years 1837, 1838 and 1839: Volumes 1-2, London, 1840.
2. Khan-Girey, “Zapiski o Cherkessii” (Notes on Cherkessians), Nalchik, 1978, p.292.
3. Theophil Lapinski. The struggle for independence from the heights of the Caucasus against Russians, p.409. Hamburg, 1863.
4. Wielka Encyklopedia powszechna. Warczawa, Volume 6, p.688.
5. A. I. Herzen, Past and thoughts, Moscow, 1973, Volume 3, p.346.
Share Button

هل وصل الربيع العربي إلى داغستان؟

هل وصل الربيع العربي إلى داغستان؟

نشر موقع  مؤسّسة جيمس تاون الألكتروني على الإنترنت بتاريخ 28 نوفمبر/تشرين الثّاني 2011 مقالا للكاتب فاليري دزوتسيف (Valery Dzutsev) بعنوان “هل وصل الرّبيع العربي إلى داغستان“، وجاء فيه:

 

في 25 نوفمبر/تشرين الثّاني، شهدت عاصمة داغستان محج قلعة، أكبر احتجاج تشهده في الفترات الأخيرة. نزل ما مقداره 2500-3000 من الناس إلى الشوارع للإعتراض على انتهاكات الشرطة المتزايدة. حاول النائب الأول لرئيس وزراء داغستان رضوان قربانوف طمأنة المتظاهرين بأن السلطات كانت تقوم في حماية حقوق الإنسان بيقظة، لكنه لم يقنعهم بذلك. قامت بتنظيم المسيرة عدد من المنظمات المدنية الداغستانية من أقارب الاشخاص المخطوفين على أيدي الأجهزة الأمنية. حيث تعهدوا بمواصلة الإحتجاجات كل يوم جمعة حتّى يتم وضع حد لكل عمليات الخطف وغيرها من تجاوزات الشرطة، واصفين الوضع في داغستان بأنه حرب أهلية (www.kavkaz-uzel.ru, November 25).

 

ولاحظ العديد من المراقبين وجه الشّبه الكبير بين الأحداث الأخيرة في محج قلعة وموجة الثورات في الشرق الأوسط. وبصرف النظر عن شعارات الإسلام ذات الصلة، فإنّه تم استخدام خدمات تويتر وفيسبوك على الانترنت للتنسيق للحشد. وسرد محمدخان بايسلطانوف من خاسافيورت في شمال داغستان قصته الشخصية ذاكراً كيف تم اقتحام منزله من قبل أفراد إنفاذ القانون الذين قتلوا زوجة ابنه وجرحوا ابنه خلال العملية. اعترفت الأجهزة الامنية في وقت لاحق بأنها ارتكبت خطأً، ولكن محاولة بايسلطانوف لمقاضاة السلطات لم تنجح. ووفقا لبايسلطانوف، فقد نصحه المدعي العام الداغستاني أندريه نزاروف بالإنضمام الى المتمردين والإنتقام ضد المسؤولين عن وفاة زوجة ابنه (http://www.voanews.com/russian/news/Dagestan-Protests-134515903.html?ft, November 25).

في 21 نوفمبر/تشرين الثّاني، نظمت نفس المجموعة احتجاجاً آخر في محج قلعة أمام مسرح الآفار. هذا يعني على الارجح ان العديد من المتظاهرين كانوا من عرقية الآفار، وهي أكبر مجموعة إثنيّة في داغستان. “إذا أراد المسؤولون الحرب على الوطن الدّاغستاني الذي عانى طويلا، فإنهُ يجب أن يخبرونا عن ذلك علنا”، قال المنظمون في بيان لهم. وأضاف البيان “اذا لم يكن كذلك، يجب عليهم أن يردّوا على تجاهل القانون والتعسف من قبل الضّبّاط المكلفين بتنفيذ القانون بطريقة صارمة وجوهريّة” (http://www.kavkaz-uzel.ru/articles/196237, November 22).

 

احتجاجات الجمهور الواسعة ضد تجاوزات الشرطة هي تطور حديث نسبيا في داغستان، على الرغم من أن الناس قد نزلوا إلى الشوارع هناك في كثير من الأحيان ربما أكثر مما هو عليه في أجزاء أخرى من شمال القوقاز. الحكومة الآن في موقف صعب. فمن جهة، الخوف ممّا يشبه ثورة الربيع العربي في داغستان في الوقوف في وجه حملة الحكومة ضد المحتجين. ومن ناحية أخرى، إذا قمعت الحكومة حركة الاحتجاج بالقوة، يمكن أن يكون هناك رد فعل دولي، فضلا عن زعزعة إستقرار شديدة أخرى في داغستان. في حين انّه غالبا ما يفترض أن سلطات الجمهوريّة هي نفس السلطات في موسكو، فإن العلاقة بين الاثنتين هي أكثر تعقيدا بكثير. سوف تطالب موسكو رئيس داغستان محمد سلام محمّدوف، توفيرمظهر من مظاهر الاستقرار على الأقل وتهديده بالفصل، لكن ربما يكون محمّدوف أيضا عنده واسطة معتبرة تدفع باتّجاه تعزيز مصالحه. وفي اجتماع للحكومة يوم 15 نوفمبر/تشرين الثاني، هاجم رئيس داغستان فروع عدة وكالات اتحادية في داغستان واصفاً إيّاها بأنها “بؤر للفساد” (http://www.ndelo.ru/one_stat.php?id=5944, November 18).

 

حتى الآن، فقد استجابت السلطات الداغستانية للتّحدّي بِبيروقراطية معهودة وبأهمّية غير واضحة جدا، إن وجدت. في أعقاب الإحتجاج في محج قلعة، عقدت الحكومة الدّاغستانيّة إجتماعا خاصاً في 26 نوفمبر/تشرين الثاني. ودعى محمّدوف وكالات تطبيق القانون فرض “القانون والنظام” في الجمهورية. وتم تشكيل لجنة مشتركة بين الوكالات لتنسيق التحقيق في عمليات الخطف في داغستان (http://www.riadagestan.ru/news/2011/11/26/121621/, November 26). وقد حاولت الحكومة أيضا تهديد منظّمي الإحتجاج باستدعائهم إلى الشرطة (http://dagestan.kavkaz-uzel.ru/articles/196548/, November 27).

في 17 نوفمبر/تشرين الثّاني، اختفى محمد رسولوف في محج قلعة في ظروف غامضة. حظي رسولوف بدعاية لا يستهان بها كونه والد مريم شاريبوفا، الّتي يعتقد أنّها إحدى الانتحاريّتيْن الّلتان هاجمتا محطّة المترو في موسكو في مارس/آذار 2010. وقد اشتُبِه ايضا بنجل رسولوف، أنور شاريبوف بأنّه كان متورطاً في تفجير مترو موسكو، لكنه تمكن من الفرار إلى إيطاليا والحصول على حق اللجوء السياسي هناك في يونيو/حزيران 2011. ونجلا آخر لرسولوف، الياس شاريبوف، هو أيضا هارب: وقد ناشد السلطات عدّة مرات من مخبئه لحمايته من إنتهاكات إنفاذ القانون (www.kavkaz-uzel.ru, November 22).   في حديثه الأخير قبل اختفائه لإذاعة أوروبا الحرة / راديو ليبرتي، كشف رسولوف بأنه كان ضابطاً سابقاً في جهاز الأمن الفيدرالي (FSB). وأدلى ببيان يكشف فيه عن السياسة الروسية في شمال القوقاز، قائلا انه عندما كان لا يزال في ال “إف إس بي” كان يُأمر هناك بقتل الأولاد المسلمين “للسيطرة على أعدادهم” (http://www.rferl.org/content/radicalization_splitting_society_in_russia_north_caucasus/24381757.html, November 4). إذا أردنا أن نصدق رسولوف، فإن عدم الاستقرار في شمال القوقاز يبدو خيارا واعيا يبذل من قبل موسكو لتكريس مزيدٍ من الفوضى في المنطقة.

لقد جرت سلسلة من الاعتقالات وعمليات الخطف في داغستان في تشرين الأول/أكتوبر- نوفمبر/تشرين الثاني 2011 ما أدّى إلى إثارة احتجاجات واسعة النطاق في داغستان. أحد منظّمي المظاهرة، سعدالله أبو سفيانوف فقد اثنان من اشقائه. في 27 أكتوبر/تشرين الأوّل، اقتاد رجال مسلحون يرتدون الزي العسكري بعيدا ، رضوان أبو سفيانوف من السوق حيث كان يعمل في تجارة مستحضرات التجميل. في 18 نوفمبر/تشرين الثّاني 2010، اختفى شيخ الإسلام أبو سفيانوف، وعثر عليه ميتا بعد ذلك بيومين مع وجود علامات على تعرّضه للتّعذيب (www.kavkaz-uzel.ru, November 16).

إن ثورة كالربيع العربي في داغستان أو في غيرها من مناطق شمال القوقاز مرحب بها إذا كانت موسكو غير قادرة أو غير راغبة في التدخل. في السّنوات الأخيرة، أبدت موسكو استعداداً أكثر لسفك دماء المتظاهرين في المناطق غير الروسية في روسيا والإتحاد السوفياتي السابق منه في الأراضي ذات الإثنيّة الروسية. حيث انه من غير المرجّح أن تتجنّب موسكو معاملة المتظاهرين السلميين في شمال القوقاز بقسوة. ومع ذلك، هناك أيضا اتجاها جديدا نسبيا في السياسة الروسية التي يعتبر هذه المنطقة خارجة عن المصالح الروسية وانها مناطق مزعجة حيث انها  “لا تستحق” إهتمام وجهود  روسيا. وبالتّالي فإنّه في ظل ظروف معينة، يعتبر وصول الاحتجاج المدني إلى حجم الاحتجاجات في الشرق الأوسط سيناريو معقولاً.

 

ترجمة: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

Share Button

مقابلة مع عادل بشقوي عن القضية الشركسيّة -1

عادل بشقوي يتحدث عن القضية الشركسيّة -1-

adel1

ج. ت.: مرحبا عادل،

أشكركم على منحي اللقاء. أولا أود أن إعطي قرائنا بعض المعلومات عنك، مهنتك ونشاطاتك للأمور الشركسية. هل يمكنك أن تخبرنا شيئا عن خلفيتك؟

عادل: شكرا جينال (Jinal) لإتاحة الفرصة لي للتحدث عبر “شركيسيا نت” (“CHERKSSIA.NET“) التي من شأنها أن تجعلني سعيداً للظهور على موقعكم والتحدث عما يجول في خاطري من خلال الإجابة على أسئلتك. لقد ولدت في عمان، الأردن في عائلة شركسية لأب من الشابسوغ (Shapsough) وأم من الحتوقاي (Hatuqwai)، وأنا متزوج وأتشرف بأن أكون أباً وجداً. عملت عدة سنوات في القوات المسلحة الأردنية، وبعدها عملت في مهنة الطيران. بدأت منذ نعومة أظفاري في البحث والتفحص من خلال الرجوع الى الكتب والإستفسار من كبار السن عن أماكن تواجد الشركس، ماذا حصل  للأمة وما هو سبب هذا التشتت. لقد بدأت بالكتابة والترجمة والبحث والتحقّق والنشر عن أمور شركسية وموضوعات أخرى في شمال القوقاز حيث يوجد تشابه بين مصير الشراكسة والشعوب الأخرى في شمال القوقاز. وكان هناك أيضا رغبة لمتابعة الأنشطة على الصعيد الدولي، مما جعلني أحضر مؤتمرين في جامعتي هارفارد و ويليام باترسون في ابريل/نيسان من عام 2008، عندما أتيحت لي الفرصة لإدارة جزء من الحدث الذي اقيم ليوم واحد، وفي جزء آخر كنت قد ألقيت كلمة باللغة العربية بعنوان “شركيسيا الوطن، إلى أين”، واليوم الشركسي في البرلمان الأوروبي في أكتوبر/تشرين الأوّل 2008. وشاركت أيضا في مارس/آذار من عام 2010 في المؤتمر الدولي الأول الذي عقد في تبليسي، جورجيا، بعنوان “الأمم المغيّبة، جرائم دائمة: شمال القوقاز بين الماضي والمستقبل”، وأألقيت كلمة بعنوان “شركيسيا وطننا الام”. لقد أتيحت لي الفرصة بتاريخ 20 مايو/أيّار 2011، لحضور جلسة البرلمان الجورجي عندما تم الاعتراف رسميا بالإبادة الجماعية الشركسية من قبل جورجيا. وفيما بين هذا وذاك حضرت بعض النشاطات في الأردن كان من بينها إلقاء كلمة في الجمعية الشركسية في عمان – الفرع الرئيسي حول الفعاليات التي حصلت في جامعة هارفارد في ما يتعلق بالقضية الشركسية، وآخر محاضرة ألقيتها في 20 مايو/أيّار من عام 2009 ، بعنوان “الحراك الشركسي بين شمال القوقاز والشتات”، والتي أعطيت باللغة العربية ولكن ترجمت أيضا إلى اللغة الإنكليزية.

ج. ت.: أنت ناشط في الأردن. ما هي الموضوعات التي تعمل عليها؟

عادل: عندما يسمح لي الوقت، أحضر بعض الأنشطة التي تعقد في الجمعية، ولهذا السبب فإن نشاطي محدود في هذا المستوى؛ ولكن أحاول قدر الإمكان متابعة ما يجري، وبودي أن أنصح الشركس دائماً بإعطاء الأهمية اللازمة تجاه الحفاظ على الذات والذي هو البند الأول من ناموس الطبيعة.

ج. ت.: ماذا يمكنك أن تخبرنا عن حالة الشتات الشركسي في الأردن؟ كيف تعيشون هناك؟ ما هي الأهداف الرئيسية ونتائجها للشراكسة هناك؟

عادل: يحظى الشراكسة باحترام كبير في الأردن كجالية متميزة بسبب دورها الإيجابي والمتفاني في الحياة الاجتماعية واليومية للبلاد ، حيث أنهم شاركوا في تأسيس الأردن الحديث منذ وصول العاهل الأردني إلى الأردن من الحجاز، الذي تم الترحيب به وتأييده من قبل الشركس والأردنيين الآخرين كذلك. والشركس منفتحون على الآخرين، وهم ليسوا إنطوائيون، فهم نشيطون في جميع مناحي الحياة وهم يحافظون على خصوصيتهم وتميزهم كأقلية معترف بها. والشركس معروفون جيدا بين الأردنيين بمزايا الصدق والإخلاص والولاء والمصداقية، وهناك أيضا إحترام متبادل وثقة مع جميع فصائل المجتمع الأردني. وكونهم يقيمون في الأردن منذ أكثر من 140 عاما، فإن الشركس متفاعلين مع البيئة التي وجدوا أنفسهم بها بعد ان اضطروا الى مغادرة وطنهم، حيث أن الأغلبية منهم منهمكون في الحصول على حياة كريمة وفي تعليم أبنائهم، في حين يؤكدون حقيقة أنهم شراكسة فخورون، وفي نفس الوقت يتوقون للحصول على ارتباط بالوطن الأم ولكن مع اختلاف بالعمق والأساليب والأولويات.

ج. ت.: هل هناك أي دعم من طرف الحكومة تجاه الشركس؟

عادل: وفقا للدستور الاردني فإن جميع المواطنين متساوون أمام القانون، وبالتالي يحصل الشركس على حقوقهم بالأسلوب الذي ينبغي اتباعة من قبل الآخرين وهم يحصلون على الفوائد التي يتمتع بها المواطنين الأردنيين والذي يتجلى من خلال السماح للشركس بالعمل في الحكومة والجيش، وكان الشركس قد وصلوا إلى أعلى المناصب الرسمية مثل مناصب رئيس الوزراء والوزراء والأعيان وأعضاء البرلمان والقضاة وكبار الضباط في القوات المسلحة والأمن العام ودائرة المخابرات.

ج. ت.: في العشرين من مايو/أيار من هذا العام، أكّد البرلمان الجورجي أن روسيا القيصرية اقترفت جرائم ضد الإنسانية بحق الأمة الشركسية — الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الفائق. ما هو رأيك في هذا الاستنتاج؟ ماذا يعني ذلك بالنسبة لمستقبل أمتنا؟

عادل: الشركس لم يتخلوا عن الأمل، لأن الأمل ينبع على نحوٍ سرمدي. وكان لي شرف حضور ومشاهدة هذا الحدث الهام في البرلمان الجورجي. لقد لاحظت ممثلي الشعب الجورجي يعلّقون على مشروع القرار وبعد ذلك أعضاء البرلمان يصوتون بالأغلبية المطلقة من الأعضاء الحاضرين على الاعتراف بِ “الابادة الجماعية الشركسية والتطهير العرقي” اللذان ارتكبا ضد الأمة الشركسية من قبل الإمبراطورية القيصرية الروسية في القرن التاسع عشر. والنّتيجة لم يسبق لها مثيل، وهي الاعتراف الأبرز و / أو المكسب إلإيجابي الذي حظيت بها الأمة الشركسية في أي وقت مضى منذ نهاية الحرب الروسية-الشركسية (القوقازية)  التي انتهت في 21 مايو/أيار من عام 1864، والتي ستفتح أبواب مغلقة من أجل استرداد حقوق الشركس. فالحقيقة سوف تسود.

 

يتبع…

 

إعداد: جينال تامزوقو

الشبكة الشركسيّة

http://www.cherkessia.net/news_detail.php?id=4979

Share Button