وكالة أنباء القفقاس: مؤتمر طارئ في شركسك لبحث اقتراح تشكيل شركسيا الكبرى

شركسك/وكالة أنباء القفقاس ـ عقدت منظمات الأديغة خاسه في جمهوريات الأديغي والقبردي ـ بلقار والقرشاي ـ شركس وبعض منظمات المجتمع المدني يوم الأحد الماضي “مؤتمر الشعب الشركسي الطارئ” في شركسك عاصمة القرشاي ـ شركس لبحث اقتراح إقامة “شركسيا الكبرى” التي ستضم تحت لوائها كافة الشركس في الجمهوريات الثلاثة.
واقترح ممثلو “مؤتمر الشباب الشركسي في شمال القفقاس” التقدم بطلب إلى المركز الفدرالي بخصوص توحيد شراكسة القفقاس في جمهورية واحدة ضمن بنية الفدرالية الروسية. وقال رئيس مؤتمر الشباب روسلان كاندوخوف في بيان تلاه خلال الاجتماع: “إننا نشعر بالقلق من وضع الشركس في القرشاي ـ شركس وبشأن مستقبل شعبنا. بسبب النتائج المأساوية للحروب التي شهدتها القفقاس في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر وبسبب السياسات الخاطئة للدولة أصبح الشركس في بلدهم شعبا ممزقا في القفقاس المنطقة في الفدرالية الروسية. إن تشكيلات الدولة القومية التي ظهرت في السنوات الأولى للنظام السوفيتي قسمت الشعب القفقاسي الواحد إلى أجزاء. وإن توحيد الشعبين التركي والأديغي، اللذين لكل منهما عقليته الخاصة، في القرشاي ـ شركس وفي القبردي ـ بلقار قد أسس ومنذ البداية لخلاف عرقي دائم بين شعوب المنطقة. والآن باتت وحدة روسيا في خطر ونحن سنستخدم التجارب الإيجابية في توطيد دعائم مناطق روسيا من أجل الشعب الشركسي الذي مُزق. إن الجمهورية الجديدة في الفدرالية ستكون كاملة اقتصاديا ومدارة سياسيا وبناءة في العلاقات بين الأقوام وهي بالطبع ستدعم الحدود الجنوبية لروسيا. يجب على الحكومة الفدرالية أن تفهم أن الشركس لن يتحملوا هذا الوضع أكثر من ذلك ونحن نعتقد بأنه حان الوقت لحل مسألة ’شركسيا‘ كجمهورية مشتركة في الفدرالية الروسية وبأن هذا الأمر شرعي”.
وأعرب نائب رئيس الاتحاد الشركسي العالمي نالبي غوتيل عن تأييده لهذه الفكرة بالقول: “إنني ممتن أن تطرح على شراكسة القرشاي ـ شركس فكرة توحيد الشركس في جمهورية فدرالية. لا يمكنك أن تلخص في دقائق آلم شعب لكني أريد أن تُلحق رسالة مؤتمر الشباب بالبيان الذي سيصدره الكونغرس هذا اليوم”. كما حظي الاقتراح بتأييد رئيس المؤتمر الشركسي في القبردي ـ بلقار روسلان كيشيف أيضا الذي قال: “يبدو اليوم بأن الأمر الذي يخدم عدم الاستقرار في المنطقة ليس تأسيس جمهورية جديدة وإنما المحافظة على التقسيمات الإدارية الراهنة. القضية هي أن شعبا واحدا انقسم على ست جمهوريات اثنان منها يقطنها شعبان وهذا الأمر ليس وضعا طبيعيا وهو سيشكل عاملا لزعزعة الاستقرار في وقت قريب”.
هذا وتقرر في نهاية الاجتماع تشكيل لجنة تتولى إطلاع المركز الفدرالي على الأمور التي طرحت خلال المؤتمر.
تحفظات حافيتسه
وكان رئيس الخاسه في القبردي ـ بلقار محمد حافيتسه قد قال في تصريحات أدلى بها لوكالة أنباء ريغنوم قبل انعقاد المؤتمر بأن شعوب القرشاي ـ شركس تريد العيش بانسجام معربا عن عدم ترحيبه بفكرة تأسيس جمهورية جديدة. وأعرب حافيتسه عن أمله بأن يقوم الرئيس الجديد للجمهورية بوريس أبزييف بالعمل على حل المشاكل القومية التي تعاني منها الجمهورية. وأجاب محمد حافيتسه على سؤال طرحته عليه الوكالة حول رأيه بإقامة شركسيا واقتراح مقاطعة الانتخابات النيابية التي ستجري في القرشاي ـ شركس شهر آذار/مارس 2009 بالقول: “أعتقد بأن القرشاي ـ شركس يجب أن تكون كل لا يتجزأ وبأن بوريس أبزييف سوف يفي بالوعد الذي قطعه لزعماء الحركات المدنية الشركسية بتاريخ 1 تشرين الثاني/2008 وسيأخذ بعين الاعتبار اقتراحاتهم البناءة وفي تلك الحالة لن تبق هناك مشكلة”.
كما طُرح سؤال آخر عن سبب عدم دعم خاسه القبردي ـ بلقار للاقتراحات الجذرية التي تطرحها الأديغي خاسه في القرشاي ـ شركس على العكس من خاسه الأديغي. وكانت إجابة حافيتسه كما يلي: “إن الخاسه في القبردي ـ بلقار تعتقد بأن علاقات الأخوة بين شعوب القرشاي ـ شركس والحوار المتوازن أفضل من المعارضة والانتقادات المتبادلة”.
ولدى سؤال الوكالة رينغوم عن سبب عدم ظهور قائد شركسي فذ في القرشاي ـ شركس بعد وفاة بوريس أكباشيف وستانيسلاف ديريف رد حافيتسه: “إن الزمن هو من يظهر الزعماء وهناك كثيرون من الشركس الذين يحبون وطنهم والشركس هم من يقرر لمن سيعطون المرتبة الأولى”.

28/11/2008 – 10:54

 

Share Button

وكالة أنباء القفقاس: حافيتسه يعارض إقامة “شركسيا كبرى من البحر إلى البحر”

 

                                                                        mh

نالتشك/وكالة أنباء القفقاس ـ أعرب رئيس الأديغة خاسه في القبردي ـ بلقار محمد حافيتسه عن معارضته لفكرة إقامة “شركسيا الكبرى” التي دعى إليها الأديغة في جمهوريات ثلاث هي القرشاي ـ شركس والقبردي ـ بلقار والأديغي عقب تعيين رئيس القرشاي ـ شركس الجديد بوريس أبزييف رئيس وزراء ينحدر من أصول يونانية.

ووصف حافيتسه هذه الفكرة بأنها “استفزاز مضر” وقال: “إن قوتنا وضمان نجاحنا وثقتنا بالمستقبل مع روسيا ونحن لا نتصور مستقبلنا ورؤانا للمستقبل بدونها”. وواصل: “تنشر على الانترنيت مواد تحريضية فيها أفكار ضارة تحمل اسم ’شركسيا الكبرى من البحر إلى  البحر‘ وهدف هذه المواد هو بث الخلاف بين الأديغيين وجعل مصالحهم تتضارب مع مصالح روسيا”.

وأكد حافيتسه على أن الأديغة اختاروا طريقهم قبل 450 عاما بالتوحد مع روسيا مسترسلا: “لقد أظهر التاريخ مرارا صحة الطريق الذي اختاره أجدادنا والذي لن نتراجع عنه. ونحن لن نقبل بالعبارات التحريضية التي تحث على إلغاء جمهورياتنا القومية من أجل تدعيم المناطق مهما كانت الجهة التي تصدر عنها تلك العبارات”.

 

 

http://www.ajanskafkas.com/haber,20393,1581157516011610157815871607_16101593157515851590_.htm

   
Share Button

وكالة أنباء القفقاس: الأديغي تحتفل بمرور عقد على عيد العودة

الأديغي تحتفل بمرور عقد على عيد العودة

 

مايكوب/وكالة أنباء القفقاس ـ أحيت جمهورية الأديغي الذكرى السنوية العاشرة ليوم العادين الذي يصادف الأول من آب/أغسطس. وأقيمت بهذه المناسبة احتفالات شارك فيها كل من رئيس الجمهورية أصلان تخاكوشينوف، رئيس البرلمان أناتولي إيفانوف، رئيس الوزراء مراد كومبيلوف، كبير مفتشي الممثلية الخاصة للمناطق الفدرالية الجنوبية في الأديغي آدم تليو، الأمين العام لرئاسة الجمهورية فلاديمير ساموجينكوف، رئيس بلدية مايكوب ميخائيل تشيرنيتتشينكو إلى جانب عدد من الوزراء والنواب والأديغيين العائدين للوطن وممثلي منظمات مدنية وهيئات دينية وبعض الأسماء من الأوساط الفنية والعلمية في البلاد.

 

وبدأت الاحتفالات بتنظيم مسيرة أمام المتحف القومي بنالتشك تلاها افتتاح سوق خيري للفنون الحرفية ومن ثم لوحات من الرقص الشركسي. وانتهت الاحتفالات بعروض للألعاب النارية

كما أقيم في إطار الاحتفال معرض حمل عنوان “نداء الذكريات” ضم مجموعة أغراض اصطحبها الأديغي معهم خلال رحلة التهجير إضافة لمجموعة من المصنوعات الحرفية صنعها أبناء المهجر. وقالت إحدى موظفات المتحف وتدعى مارينا سيدجاك أن الأجداد “حافظوا على تلك الأغراض بعناية ووصلت إلى متحفنا. إن لهذا المتحف ذكرى تاريخية يجب ألا ننسى ذلك فإذا ما تذكرنا ماضينا لن نفقد حاضرنا”.
لقاء مع العائدين
وكان رئيس الوزراء كومبيلوف قد التقى قبل فترة وجيزة في مبنى رئاسة الوزراء بمجموعة من الأديغي العائدين. وحضر اللقاء نائب رئيس البرلمان فياتشيسلاف سابييف ورئيس مكتب الهجرة الفدرالي أليكسندر إيفاشين وعدد من الوزراء. وأشار كومبيلوف لمرور عشر سنوات على إنشاء قرية مافحابله لإيواء العائدين من كوسوفو إبان اندلاع حرب البلقان مشيدا بالأديغي التي وصفها بـ “الدولة المثالية” نظرا لما تبذله من جهود بصدد عودة أبناء الوطن إلى وطنهم الأم. ولفت كومبيلوف إلى أن جهود الحكومة لدمج العائدين تؤتي ثمارا إيجابية.
وعرض الاجتماع للعديد من المواضيع الهامة كتشكيل لجنة استشارية مدنية تابعة لمكتب الهجرة الفدرالي في الأديغي وإكساب القرية وضعا رسميا ورفع الحد الأعلى المخصص للراغبين بالعودة للوطن وتوسيع الرقعة الجغرافية للقرية وجعلها منطقة جذب للمستثمرين من أبناء المهجر.
وشدد رئيس وقف مساعدة العائدين نجدت خاتم لدى حديثه في الاجتماع على ضرورة إحياء ذكرى هذا اليوم في القبردي ـ بلقار والقرشاي ـ شركس أيضا وليس في الأديغي فقط.
وبعد استماعه للمطالب والمقترحات التي طرحت خلال اللقاء قال كومبيلوف أن الحكومة على إطلاع بجميع هذه الأمور وبأن رئيس الجمهورية يتابعها عن كثب.
وفي ختام اللقاء قدمت للعائدين جوائز تقديرية نظرا للجهود البناءة التي يبذلونها في شتى المجالات الثقافية والتعليمية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها.
يجدر التذكير بأن جمهورية الأديغي تحتفل منذ عام 1998 في الأول من آب/أغسطس بعيد العائدين وهو التاريخ الذي عادت فيه أول قافلة كانت مؤلفة من 169 شخصا من أديغي كوسوفو عادوا للوطن إبان اندلاع حرب البلقان. ويبلغ حاليا عدد العائدين إلى الأديغي حوالي 1500 شخص. وقد شيدت حكومة الأديغي قرية مافحابله خصيصا لاستقبال وتوطين العائدين من كوسوفو كما نظمت العديد من البرامج لتسهيل وتسريع عملية دمجهم بوطنهم الأم.

 

5 آب / أغسطس 2008 22:36

 

 

Share Button

الفجر: الباحث الآمريكي المتخصص في شؤون القفقاس الدكتور “جــان كولا روسوا”

السبت، 21 يونيو، 2008

الفجر: الباحث الآمريكي المتخصص في شؤون القفقاس الدكتور “جــان كولا روسوا”

الباحث الآمريكي المتخصص في شؤون القفقاس الدكتور “جــان كولا روسوا “

Sent: 6/13/2008 2:10 PM

أمام هواجس العولمة التي تعتمل في داخل كل الأمم بات الحديث عن الهوية أمرا يمثل وجعا مزمنا للمثقفين الشركس الذين يعيشون في الشتات ويجدون ان مساله التواصل مع الوطن الآم اصبح موضع تساءل اذا لم يكتمل بعامل اللغة وان عزوف الشركس عن تعلم لغتهم الأم ارتبط اما بعوامل قسرية او حضارية او تعبيرا عن مدى الأزمة التي وصلت اليها مسالة تفسير عناصر الهوية الشركسية ؟ متابعة قراءة الفجر: الباحث الآمريكي المتخصص في شؤون القفقاس الدكتور “جــان كولا روسوا”

Share Button

محاباة موسكو للقوزاق لتزييف التاريخ الشركسي

محاباة موسكو للقوزاق لتزييف التاريخ الشركسي

في 19 تموز / يوليو، احتفلت جمهورية ألأديغيه الشّركسيّة بالذّكرى التّسعين للواءالبنادق الآلي للقوزاق المائة والحادي والثّلاثين، والمتموضع في العاصمة الاقليميّة مايكوب. ورغم ان هذا اللواء القوزاقي يعتبر جزءا من القوات المسلّحه الرّوسيّه النّظاميّة فانّه يتميّز بخاصّيّة متميّزة واحدة. فالمجنّدين العاديّين لا يمكنهم ان يجنّدوا في هذا الّلواء لانه فقط أولئك الّذين يمكنهم اثبات أنّهم قوزاق بالوراثة ومن الّذين نشؤوا وترعرعوا في القوقاز هم فقط يمكنهم أن يصبحوا أعضاء في الّلواء المائة والحادي والثّلاثين.
تاريخ هذا الّلواء يعود الى غزو روسيا للقوقاز وفي هذه الحالة على وجه الخصوص الى الحرب الرّوسية – الشّركسيّة في القرن التاسع عشر. استمرت تلك الحرب 101 عاما وأسفرت عن التطهير العرقي والترحيل الجماعي للشّراكسة، ولكن فاز القوزاق بافضل الأراضي في شمال شرق القوقاز وحرّية كاملة في التصرف. وكان مصير من تبقى من الشّركس، والّذين كانوا بشكل رئيسي من المسنّين العاجزين والنّساء والأطفال في أيدي القوزاق، وهم من المؤكّد لم يعاملوهم بغاية من الاهتمام. والقوزاق تابعوا عمليّات التّطهير العرقي والعنف الجماعي لاستهداف المهزومين والنّاس الممحوقين بالكامل تقريبا (ما يقارب من 90 في المئة)، وحتى بعد انتصار روسيا الرّسمي على شركيسيا فى عام 1864. وكان شعار العمل لسفّاح القوقاز، الجنرال يرملوف، ألّا يترك أحد على قيد الحياة ممّن يمكن ان يحمل سيف ضد روسيا خلال مدة المائتي سنة القادمة، وبالتالي تحويل الأسد الى حمل. وكان هذا الشعار معني في المقام الأول لشمال شرق القوقاز وقام القوزاق بتنفيذ ذلك مع الحماس الّذي كثيرا ما تجاوز احتياجات التفويض العسكري. واستخدمت أساليب لا يمكن تصورّها ضد الشّراكسة من أجل كسر الرّوح المعنويّة للباقين على قيد الحياة. وشملت هذه الممارسات الوحشيّة النّشر المتعمّد للأمراض المعديه بين السّكان، وتدمير المحاصيل والحدائق وذبح الحيوانات الأليفه بالجمله. ونتيجة لهذه التدابير الوحشية فانّ قرى بأكملها قد لقت حتفها من الجوع.
دأب القوزاق يقولون بأن شركسي وجواد معا لا يمكن ان يهزما، ولهذا فانّ أحد الأساليب الرّئيسيّة استلزم مصادرة الخيول من الشّركس. ووفقا للوقائع المسجّلة من الجيل الأكبر سنا من الشّركس، فانّ ألوية القوزاق في كثير من الأحيان قامت بتطويق القرى الشّركسيّة خلال الّليل ومع حلول الفجر فانّهم كانوا يقوموا بزيارة كل فناء منزل واطلاق النّار على الخيول. وفي لغة الشّراكسة، فانّ الجواد والأخ يرمز لهما بالكلمة نفسها، وكان ذلك مأساة حقيقية، وعلى غرار فقدان أحد أفراد الأسرة. والقضاء المنتظم على الخيول الشّركسيّه استمرّ أيضا خلال سنوات عهد ستالين، وتحت ذريعة المصادرة، فانّ كامل قطعان خيل السباق الأصيلة كانت تساق بعيدا وتذبح من أجل استخدام لحومها في انتاج النّقانق. وفي بعض المناطق الشّركسيّة اليوم فانّ هنالك أماكن تسمى “ذرف الدموع على الخيول”، وهي كيفية ابقاء ذاكرة الشعب الشّركسي لمواقع المذابح الجماعية للحيوانات البريئة. وهذه الممارسة أدّت الى حالة كارثيّة بحلول أوائل الثّمانينات، عندما أصبحت الخيول الشّركسيّة الشّهيرة في الماضي تعد فقط بالعشرات.
وكانت عمليات الاغتيال والاختطاف والعنف جميعها عناصر أساسيّة لغارات القوزاق في كل مكان. وقوّات القوزاق حصلت على أعلى المراتب من الحكومة القيصرية لانتزاعهم شمال غرب القوقاز الشّركسي. فإن اللواء القوزاقي المائة والحادي والثّلاثين في مايكوب هو الأكثر حصولا على الأوسمة: فقد حصلت من الحكومة القيصريّه على وسام القائد الرّوسي الشّهير كوتوزوف ومن السّلطات السّوفياتيّة فقد تلقّت وسام النّجم الأحمر.
هذه الخلفية التاريخية أمر ضروري لشرح الذّكرى التّسعين للواءالبنادق الآلي للقوزاق المائة والحادي والثّلاثين المحتفل بها في 19 تموز / يوليو. المتحدرين من ألد الأعداء احتفلوا سويّا بالمناسبة. هل هذا يعني أن بوسعنا الآن ان نتحدث عن انتصار التّسامح وعن تركة الفترة الشيوعيّة عن “الصداقه بين الشعوب”؟ لكن هنالك مزيد من الأدلّة على العكس من ذلك، لأن الصّداقة الحقّة يمكن ان توجد فقط بين المتساوين؛ وخلاف ذلك، فانّ النّتيجة اما الانصياع للأوامر أو لنيل الرّضا. انه لمن المستحيل ان نعتبر القوزاق والشّراكسة متساوين أكان ذلك في الأديغيه أو في أي جمهوريّة شركسيّة أخرى.
الموقف المتميّز للقوزاق في القوقاز يعتبر شرعيّا في الدستور الروسي. القوزاق لهم الحق في اقتناء وحمل الأسلحة – وهو ما يعتبر عملا اجراميّا اذا ما قام به أعضاء الجماعات الاثنيّه الأخرى. الاطفال القوزاق يتمتّعون بامتيازات عندما يتعلق الأمر بالقبول في الكليات العسكرية، وانه يمكنهم أداء الخدمة العسكرية الالزاميه في مناطقهم في حين ان سائر الشباب، وعند بلوغهم سن الثّامنة عشرة عاما، فانّه يجب عليهم أن يخدموا في وحدات عسكرية متواجدة خارج أوطانهم الأصليّة. أمّا قائمة منح الامتيازات من الدّولة للقوزاق فهي طويلة، ولكن تجدر الاشارة الى اثنتان منهنّ. فوفقا لقانون خاص، فانّ رئيس كل منطقة في القوقاز يجب ان يكون له مستشار لشؤون القوزاق من ضمن موظّفيه وميزانيّتة لدعم القوزاق، في حين ان النائب الاول لرئيس الادارة المحليّة في كل منطقة سكنيّة يجب ان يكون أتامان قوزاقي. لا توجد امتيازات خاصّة مماثلة لاي شعب آخر في المنطقة. وهكذا فان الاحتفال في مايكوب لم يكن احتفالا للصّداقة بين القوزاق والشّركس.
لجنة حكوميه خاصة تشكّلت فى الأديغيه للاعداد للاحتفال بالذكرى السّنويّه. والميزانيّة للمناسبة لم تعلن قط، ولكن دائرة الصّحافة التّابعة لحكومة الأديغيه قدّمت تقارير بانتظام عن اجتماعات اللجنة وقراراتها. وأيضا لم يكن هناك أية تقارير من موقع الاحتفال على التلفزيون المحلي رغم ان رئيس جمهورية الأديغيه، أصلان تخاكوشينوف، حضر ويرافقه بالحضور كامل مجلس وزراء الجمهوريّة. وتمتّ دعوة شخصيّات بارزة أخرى للاحتفال من مختلف المناطق ومن ضمنها حاكم مقاطعة كراسنودار الكسندر تكاشوف، وحاكم منطقة موسكو بوريس غروموف وقائد القوات المسلّحة الرّوسيّة في منطقة شمال القوقاز العسكرية، سيرغي ماكاروف. وقد تضمّن الاحتفال حفل توزيع للجوائز واستعراضا للواء القوزاق وحفلة موسيقيّة، بحيث تمّ ذلك ضمن حلقة مصغّرة من المسؤولين في منطقة مغلقه تابعة لمجمّع اللواء 131. وببساطة، لم تجرؤ السّلطات على استحضار المناسبة الى شوارع مايكوب.
السلطات المحلية والّتي تتبع تعليمات الكرملين وتتجاهل ارادة الشعب، تراكمت لديها خبرة كافية من الاخفاقات الكئيبة من احداث مماثلة. ولكن أّوّلا نحن بحاجة الى العودة للوراء قليلا. لقد أوجزنا الخلفية التاريخية للحرب الرّوسيّة – الشّركسيّة أعلاه. ومع ذلك فان وضع العلاقات يتطلّب أيضا مقدمّة وجيزة تتضمن معلومات عن خلفيّتها. أوّلا وقبل كل شيء، روسيا لم تعترف بمسؤوليّتها عن الجرائم المرتكبه ضد الأمّة الشّركسيّة، أو أنّها اتخذت خطوات للتعويض عن هذه الجرائم. بل على العكس من ذلك، فقد عرقلت روسيا وما تزال تعيق حق العودة واقامة أصر الرّوابط بين الشّراكسة في القوقاز والشتات في الخارج. ونتيجة لذلك، فانّ نحو ثلاثة في المائة فقط من الشّراكسة يقيمون في موطنهم التّاريخي، في حين ان 97 في المئة في مجتمعات الشتات في الخارج. والاعلان عن الاعتراف بالابادة الجماعيّة الذي أرسلته المنظّمات الشّركسيّة الى رئيس روسيا والى مجلس الدّولة “الدّوما” رفض رفضا قاطعا. والمركز السّياسي لجمهوريّة الأديغيه بوصفها جمهوريّة مهدّد بالفناء للسّنة الرّابعة على التوالي الآن. فقط الخوف من أعمال الشّغب الجماهيرى والضغط من الشّتات الشّركسي ذو النّفوذ في الاردن أجبر الكرملين على تأجيل عملية دمج الأديغيه بمقاطعة كراسنودار.
ومع ذلك، فان عدوانيّة استيعاب المنطقة من قبل الاقليم المجاور ما زالت خفية. الكرملين وبشكل منافق يغدق الوعود بعدم النّيّة في الغاء الأديغيه بوصفها جمهورية، في حين انّه من ناحية عمليّة فانّ جميع هياكل الدولة قد تمّ نقلها لتصبح تحت سيادة مقاطعة كراسنودار، ومكاتبهم التمثيليه في الأديغية امّا انها فقدت وضعها أو أنّه تم حلّها. وبالاضافة الى ذلك، فانّ التمييز ضد الشّركس واضح وبشكل خاص في المجال الثّقافي. وثمة حظر دستوري على الاستخدام الرّسمي للّغة الشّركسيّة في كافّة مؤسّسات الدّولة. ومن الواضح ان التّعدي الكامل على الحقوق المدنيّة والاثنيّة لا يمكن ان يكون لهما تأثير ايجابي على الاعتبار الاجتماعي للناس. وبالمثل ، فان سياسة الدّولة المتّسمة بالنّفاق بالنّسبة للجنسيّات لا يمكن ان تسهم في الصّداقة بين القوزاق والشّركس. ليس فقط الشّركس، ولكن جميع شعوب شمال القوقاز الأصليّه فانّهم ينظروا للقوزاق بعين الرّيبة والحذر. وفي أعين السّكان المحليين، فان قوزاقيّا مسلّحا بكامل السّلاح هو سليل هؤلاء الّذين قتلوا واغتصبوا أجدادهم، ومن المرجح ان يكرّروا ذلك مرّة أخرى اذا أعطوا أمرا مماثلا من الكرملين.

وهذا الوضع يفسّر لماذا قرّرت السّلطات جعل الذكرى السنويه للّواءالقوزاقي 131 يوم عطلة للنّاس: انّهم بكل بساطة كانوا سيفشلون باجبار النّاس على الاحتفال بشيء يحتفل به المسؤولين المحليين فقط لأنّهم ملزمون بذلك لانّه ضمن واجبهم الوظيفي.

لقد حاولت الحكومات المتهوّرة السوفياتيه ومن ثمّ الرّوسيّه عدّة مرّات لفرض قيم مشتركة، لكن كافّة تلك المحاولات باءت بالفشل. مثل واحد هو قرية لازارفسكوي (Lazarevskoye)، والّتي أطلق عليها الاسم تخليدا لميخائيل لازاريف (Mikhail Lazarev)، الأدميرال الرّوسي الّذي ميّز نفسه بساديّة ملحوظة في احراقه القرى الشّركسيّة الواقعة على ساحل البحر الاسود. وكانت لازاريفسكوي Lazarevskoye قرية للشابسوغ (shapsug) (الشابسوغ shapsugs ينتمون الى فرع من الشّعب الشركسي والّذي دمّر أساسا) والّذي نهض من الرّماد، والرّوس أسموها بهذا الاسم تقديرا لجلّادها. ومع ذلك، فان النصب التذكارى للازاريف لم يبق في القرية بدون مضايقات حتى ولو لشهر واحد. وعلى الرّغم من حراسته، فالنّصب ألقي عن قاعدته مرارا وتكرارا أو دمّر أو غطّي بالطّلاء. السلطات وبعنادها المعهود تقوم بتجديده. المواجهة استمرّت لسنوات. وهناك أمثلة كثيرة من هذا النوع وانّه لا يمكن ان تصنّف بوصفها مجرد أعمال تخريب، وهي الطريقة التي توصف بها من قبل السّلطات الرّوسيّة. وهذا هو رد فعل شعب حرم من حقّه في ان يكون له تاريخه الخاص به. واذا استمرّت مثل هذه الرّدود وبقيت تتضاعف، فانّ المسؤوليّة الكاملة عن ذلك ستقع فقط على عاتق الكرملين.

نقل عن موقع مؤسّسة جيمس تاون

Share Button