بوتن يكذب على الملأ أمام الّلجنة الأولمبيّة الدّوليّة

بوتن يكذب على الملأ أمام الّلجنة الأولمبيّة الدّوليّة

AAAClipArt.com
AAAClipArt.com
بوتن رئيس الوزراء الروسي الحالي والّذي كان يشغل منصب الرئيس الروسي في عام 2007 سعى بكل ما في استطاعته وجند كل إمكانيات روسيا المادية والمعنوية والدعائية والمخابراتيّة وحصلت روسيا بالتالي على دعم أصدقاءها وأعوانها وعملاءها وقاموا بتجاهل الواقع، لا بل عملوا على إخفاء وطمس الحقائق التي تتعلق بالإحتلال الروسي البغيض لشركيسيا والإبادة الجماعية الشركسية وذلك بذبح الأمة الشركسية بلا هوادة أو رحمة وبالتالي ترحيل الأمة الشركسيّة قصراً عن الوطن الأم بالسفن المعطوبة والبالية والتي بسببها قضى الآلاف من الشركس نحبهم خلال نقلهم التعسفي وغير المشروع إلى أوطان أخرى بالتعاون بين الإمبرطورية القيصرية الروسية المجرمة وجهات وأطراف تظاهرت بإبداء التعاطف والود والمساندة وذلك “لأجل غاية في نفس يعقوب”، حيث أراد الإنتهازيون وبإسم الرأفة والتعاطف ووشائج القربى عن طريق استعمال الدين في موضوع حساس ألا وهو عمل هذه الأطراف الإنتهازيّة مع الذين شنوا حربا “لا تبقي ولا تذر” من أجل ترحيل الأمة الشركسية بكل الوسائل المتاحة كالحرب والقتل والإبادة والحصار والتجويع وضرب مبادئ وقيم حقوق الإنسان والتعاليم الدينية عرض الحائط من أجل تفريغ شركيسيا من مواطنيها ونقل من تبقى على قيد الحياة إلى الدولة العثمانيّة الهرمة من أجل الدفاع عن مصالح الأتراك العثمانيين وخوض الحروب نيابة عنهم ونقل الشتات الشركسي إلى الأماكن التي تريد دولة الأتراك العثمانيين فرض سيطرتها وسلطانها عليها ضد رغبات أصحابها الأصليين.
وهنا وبعد محاولة بوتن زج الإغريق في أتون فوضى معلوماتية محاولا إظهار دور مفصلي لهم في إسكانهم على شواطئ البحر الأسود الشركسيّة (ولو بعد 2500 عام) حسب الخيال الإستعماري الروسي (متناسياً الوجود الشركسي حضارياً وواقعياً لأكثر من 6000 عام)، يجب ربط الأمور بعضها ببعض حيث أن تداعيات الإبادة الجماعيّة والترحيل والنفي القسري أوصلت الشراكسة خارج الوطن لأوضاع يجب ألا نقلل من أهميتها وخطورتها من حيث استغلال الشركس العاديين البسطاء والمهجّرين عن الوطن وهم الذين اعتقدوا بانهم انتقلوا إلى ديار الإسلام ليكونوا بين أخوتهم الّذين قام جزء منهم وهم شريحة لا يستهان بها تضم سلاطين ومسؤولين وتجار باستغلال هؤلاء الوافدين أبشع استغلال، والأمثلة على ذلك موضوع ما سُمّيَ حريم السلطان وكذلك تزويج النساء الشركسيات للأتراك معتبرين ذلك ضمن التقاليد الإسلاميّة باعتبارهم من المسلمين لكن ذهب هؤلاء الأشرار في استغلال الشركس لدرجة الرق والعبوديّة باسم الزواج الإسلامي حيث اعتبر المهر كبدل لشراء الأبرياء في نظر الآخرين.
ولا يخفى على المطّلعين ما قاله عمدة لندن الحالي بوريس جونسون الذي يقول بأنه من أصل تركي وأن أباه كان تركيا مسلما اسمه علي كمال بك وأن جدّته كانت “جارية شركسيّة” وهذا المطب الذي أوقعوا الشركس به حيث أن المهر اعتبر ثمناً لهذه الجدة، ويقول جونسون نفسه ان جده بعدما اشترى الجدة قام بمنحها لحريتها والإقتران بها وهذا بعض من كل مما فعله الأخوة في الدين نحو إخوتهم الذين قاموا هم أنفسهم بالتنسيق مع الروس لترحيلهم عن وطنهم تحت ذرائع شتّى!
وطالما أن الشيئ بالشيئ يذكر فإنّه نقل عن صحيفة “ايدنليك” التركيّة بأن مخيماً للاجئين السوريين في تركيا وقعت به انتهاكات خطيرة وحالات اغتصاب بحق نساء سوريات عفيفات فررن من بلادهن نتيجة للقمع والقتل العشوائي المتفشي هناك وان بعض الأتراك على ما يبدو، وهم من المسؤولين المحليين يستغلون ظروف اللاجئين الصعبة وقاموا بالإعتداء على 450 امرأة في مخيم اللاجئين المقام في منطقة “التناوز”، وان الفحوصات الطبية اظهرت بان النساء والفتيات قد تعرضن للإغتصاب وتبيّن كذلك بأن 250 منهم أصبحن حوامل! فما أشبه اليوم بالأمس، وما هذه العناية الفائقة بالإخوة والأخوات التي ليست هي الأولى ولا الفريدة من نوعها التي يقوم بتقديمها بعض الأتراك (مع الفارق بالزمن طبعاً) وهم كما يصفون أنفسهم بأنهم اخوة بالدين؟
بقي أن نذكر حقيقة الترهل والفساد والإفساد والتي يتصف بها الأعضاء المشاركين في اللجنة الأولمبيّة الدوليّة وجهلهم بأمور هامّة كموضوع الإبادة الجماعيّة الشركسيّة وارتباط ذلك بسوتشي وبالأمّة الشّركسيّة، بالإضافة إلى أن “أعضاء اللجنة الأولمبيّة الدّوليّة يصوتون في كثير من الأحيان أقل على المزايا الفنية للعرض المقدّم وأكثر لأسباب اختيار شخصية، والسياسة والجغرافيا والمشاعر والعاطفة. وهذا صحيح خاصة بالنسبة لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية، حيث أن العديد من الأعضاء لديهم معرفة أو إهتمام ضئيلين في الرياضات الشتوية”.
وفيما يلي خطاب تشويه الصورة التي تعمدها بوتن وتعليق على ذلك باللغة الإنجليزيّة مكتوباً على نفس الفيديو:

https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=vycBeSsdvIM
أخبار شركيسيا
Share Button

اكتشاف “عارض” مدبر!

اكتشاف “عارض” مدبر!

الصورة من جوجل
الصورة من جوجل

هذا ليس حول اكتشاف كريستوفر كولومبس أو أمريكو فسبوتشي للأرض الجديدة، أو عن حفريات علمية أثرية منظمة حول دول أصبحت منقرضة، أو أمة معينة تنوي اكتشاف حقائق غير معروفة عن تطور حضارتها على ترابها أو مياهها المتوارثة من أجل تعزيز توثيق بعض الحقائق التي من شأنها أن تؤدي إلى بذل جهود متضافرة من أجل خير البشرية، بل هي محاولة لتشويه تاريخ الحضارة الإنسانية السامية والعظيمة التي بذلت جهوداً نبيلة لإثراء الإندماج والتكامل بين الحضارات و الثقافات، سواء في منطقة القوقاز أو في أجزاء أخرى من العالم التي كانت متواجدة آنذاك، لأكثر من ستة آلاف عام.

 

إن إثبات نقطة أو إدّعاءات معينة تتطلب أحياناً مهارات و/أو ألاعيب غير عادية وحتًى غريبة التي يمكن أن تصل إلى مستوى هوليوود من أجل تقديم كلمات ومشاهد والتي هي مغلّفة بتزوير مقصود والّتي ليست بالضرورة تغيير الحقائق.

 

وقد ذكرت وسائل الاعلام مؤخرا ان رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين قد اكتشف جرّتان تعودان للقرن السادس الميلادي، حينما كان يقوم بالغوص في موقع أثري قبالة شبه جزيرة تامان الّتي تقع إلى الجنوب من بحر آزوف، وإلى الشرق من مضيق كيرتش وإلى شمال البحر الأسود. ووفقا لوسائل الاعلام الروسية، ذهب بوتين للغوص في البحر الاسود يوم الاربعاء الموافق للعاشر من أغسطس/آب، وعثر على ما وصف بأنه “قطعاً أثريّة” بعد أن قام بالغوص 6.6 أقدام فقط تحت سطح البحر.

 

وتمت تغطية هذا الحدث من خلال اللقطات التلفزيونية التي أظهرت إناءان مغطّان بالطحلب بمقابض تشبه الإذن مثل ويظهر بوتن في العرض وهو يقوم بالسباحة. وأفيد أيضا بأنه “الكنز”! حسبما نقلت فوكس نيوز عن بوتين، وكما قال لصحفيين يتنقّلون معه. وقال عندما سئل عما اذا كان هناك شيء قد ترك في الجرًتان أجاب: “إنهم شربوا كل شيئ في وقت سابق”.

 

المنطق يشير إلى أنه من الأحق وأكثر ملاءمة لبوتين والقادة الروس الاخرين بدلا من أداء  حالت أبحاث من الهزل الإعلامي، هناك حالات أبحاث أخرى أكثر جدية ومشروعية لحروب الإبادة الجماعية التي ارتكبت ضد الشعوب المختلفة، سواء في القوقاز أوغيرها من الأماكن التي تحتلها قوات روسيا الغازية والتي لا تتطلب الغوص في الماء ولا عناء ومشقة الانتقال إلى أماكن أخرى في مناطق نائية، حيث أن إنشاءات سوتشي الأولمبية قد كشفت ولكن في الوقت نفسه تجاهلت آثار ومخلفات الإبادة الجماعية الشركسية والتطهير العرقي، التي ما تحتاجه هو فقط للاشارة الى الوثائق المحفوظة في الأرشيف الرسمي الروسي للعثور على أدلة وأجوبة عديدة، التي لا تزال الدولة الروسية ملزمة على قبول مسؤوليتها الأخلاقية والقانونية وقبول قواعد للجنة التحضيرية للمحكمة الجنائية الدولية مهما طال الطريق والزمن!

 

وللتذكير فإنّ الإبادة الجماعية تعني أيا من الأفعال التالية المرتكبة بقصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عرقية أو دينية، على النحو التالي :

(أ) قتل أعضاء من الجماعة،
(ب) إلحاق أذى جسدي أو روحي خطير بأعضاء من الجماعة،
(ج) إخضاع الجماعة، عمدا، لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي كليا أو جزئيا،
(د) فرض تدابير تستهدف الحؤول دون إنجاب الأطفال داخل الجماعة،
(هـ) نقل أطفال من الجماعة، عنوة، إلى جماعة أخري.

في مقال بتاريخ 12 أغسطس/آب 2011 على موقع “أخبار آي تي في” (ITV) بعنوان “حيلة بوتن الإنتخابيّة” ذكر أن الإغريق كانوا قد استقروا في المنطقة قبل أكثر من 2500 سنة مضت، ثم قفز فوق الزمن والقرون ويواصل “وكانت في وقت لاحق قد دمجت في روسيا في القرن العاشر” حيث ان هذا التاريخ غير دقيق! وبالتالي، من الذي كان قد ملأ الفجوة بين 2500 سنة مضت والقرن العاشر؟ ثم وصف المقال الحدث بأنه “في أحدث حيلة قبل الانتخابات المقررة العام المقبل في روسيا، يكشف رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين القطع الأثرية اليونانية القديمة من البحر” ، وذكر أنه “على ما يبدو بعد ثالث محاولة غوص على الإطلاق، قام بوتين بالسباحة مترين تحت سطح الماء إلى الأسفل نحو موقع أثري تحت الماء في شبه جزيرة تامان في منطقة كراسنودار”.

 

كما تم خلال نفس الوقت نشر انّه تم اكتشاف أطلال مدينة يونانية قديمة، تعود إلى حوالي القرن السّادس قبل الميلاد في تامان كذلك، وهو ليس من غير المألوف آخذين في الاعتبار الطريقة التي قامت الحضارات القديمة قد وسّعت وجودها في أجزاء كثيرة من العالم القديم في أبعاد الثقافة والتجارة والغزو، وفي الإشارة الى الإسكندر المقدوني الّذي توفّي شاباً في سن الثالثة والثلاثين؛ لكنّه وصل إلى آسيا الصغرى وغزة ومصر وبابل وبلاد فارس وآسيا الوسطى والبنجاب.

 

تم العثور على مواقع التاريخية وحتّى على مدن بأكملها في أماكن عديدة ولا سيما في الشرق الأوسط بما فيها تركيا وشمال أفريقيا، ولكن لم يتم تنفيذ الدعاية المقصودة من قبل أولئك الذين كشفوا هكذا آثار ومواقع قيّمة، وبكلمات أخرى لم يتم تنفيذ حملات الدعاية التي تستهدف تغيير حقائق عن الشعوب والأمم.

 

ما هذا العمل الرائع يا بوتين؟ فماذا كان يمكن أن يحدث لو كان قد تم إجراء عدد أكثر قليلا من الغطس من أجل روسيا؟ هل كان من الأفضل بالنسبة لروسيا وبقية العالم لو أن بوتين كان قد ذهب في طريقه ليكون بشكل مختلف وليكون عالم آثار غطاس بدلا من اختيار أكاديمية  ال”كي جي بي” (KGB) ليكون خبيرا في المخابرات؟

 

تتزامن هذه المحاولة بالتركيز على الوجود اليوناني العابر مع تقويض والقضاء على والتقليل من أهمية الوجود الشركسي الذي استمر أكثر من 6000 عام، الذين كانوا قد شاركوا وبرعوا في إيجاد ثقافة وهي إحدى الثقافات في القوقاز، وأثبتوا بأنهم أمة مبجّلة والتي تمكنت من الدفاع عن نفسها ضد العديد من المعتدين حتى أن قامت الجيوش القيصرية الروسية بغزو الأراضي الشركسية، وارتكبت الإبادة الجماعية والقتل الجماعي بحق نصف السكان وترحيل 90 ٪ من السكان الّذين بقوا على قيد الحياة بعيدا عن وطنهم، وذلك خلال حرب طويلة الأمد كانت قد استمرت 101 عاما متواصلة، وانتهت رسميا في 21 مايو/أيار من عام 1864 بعد أن وقّع الشركس المتبقين على اتفاق الاستسلام في سوتشي، آخرعاصمة شركسية، حيث أن بوتن تجاهل ذكر أي شيئ عن الشّركس حتّى عند إلقائه خطابا للعلاقات العامة في اللجنة الأولمبية الدولية لتكسب روسيا حق استضافة دورة الالعاب الاولمبية الشتوية لعام 2014، والذي كان يقصد من خلاله الإشارة إلى أن الإغريق قد مروا من المنطقة، لكنه لم يصل إلى مدى الإعتراف بأن الرياضيين الشركس شاركوا في دورات الالعاب الاولمبية في اليونان منذ مراحلها الأولى وكان لديهم علاقات تجارية وثقافية مع الإغريق بالإضافة إلى جنوة والبندقية.

 

في عام 2007، قدم بوتين في خطاب ألقاه أمام اللجنة الأولمبية في غواتيمالا باللغة الإنجليزية من أجل ضمان أن تصبح سوتشي الحدث الأولمبي لعام 2014. وخلال خطابه، كذب عدة مرات حول السكان الأصليين الفعليين لسوتشي من أجل التستر على مذبحة الشركس. لقد قتل الملايين من الشركس من قبل الجيوش القيصرية الروسية. ويعتبر العلماء ذلك بأنّه الإبادة الجماعية الأكبر التي حدثت في القرن التاسع عشر وأكبر نفي قسري يحدث لأية جماعة من الناس.

 

كانت صحيفة “بيتسبرغ بوست-غازيت” قد أعلنت في الأول من يوليو/تموز 2007 بأن “أعضاء اللجنة الأولمبيّة الدّوليّة يصوتون في كثير من الأحيان أقل على المزايا الفنية للعرض المقدّم وأكثر لأسباب اختيار شخصية، والسياسة والجغرافيا والمشاعر والعاطفة. وهذا صحيح خاصة بالنسبة لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية، حيث أن العديد من الأعضاء لديهم معرفة أو إهتمام ضئيلين في الرياضات الشتوية”. ووفقا للمقال نفسه، قال ديمتري تشيرنيشنكو (Dmitry Chernyshenko)، وهو مسؤول طرح عرض سوتشي: “هذا ليس عرضا للدمى. روسيا جادة للغاية حول هذا الموضوع. بالنسبة للرئيس [فلاديمير] بوتين، فإنه التحدي الشخصي له. انه منفعل جدا حول ذلك”. هذا يدل على أن اختيار سوتشي كان قراراً متخذأً من قبل أولئك الأشخاص الذين ليسوا على علم و / أو على دراية بما حدث أو ما يحدث في هذا العالم.

 

الاستنتاج الّذي يمكن لأي مراقب أن يأتي به هو: مثل هذه الإثارة الإعلاميّة تبيّن بأن هذه التصرفات هي من أجل الحصول على الدعاية الشخصية، وليكون مثيرأ للإعجاب، وبالتالي يكون موجها نحو تحقيق أهداف السياسة الانتخابية من أجل دغدغة العواطف ولجذب المزيد من التفاني للمكاسب الاستعمارية وغير المشروعة الروسية، والتي يمكن تلخيصها من خلال السيطرة على الأرض واستعباد الشعوب عبر الحصول على تأييد وموافقة من الناس الذين لا يقيمون الأمور كما ينبغي والذين لا ينظرون الى الأمور في تعمّق.

 

في رأي رائد لأحد الشراكسة الذين تعاملوا مع القضايا الحقيقية بشكل وثيق بسبب الإرتباط الوثيق بمكان الأحداث في منطقة القوقاز لسنوات عديدة حيث قال:

إن “شبه جزيرة تامان كانت يوما جزاء من شركيسيا الكبرى، ثم احتلت من قبل خانات القرم. لكن وفقا للكتاب والمؤرخين الروس فإن عدداً كبيراً من الشركس بقوا هناك حتى الترحيل”.

 

وشركسي آخر قريب من مركز الأحداث كذلك قال:

إن “شبه جزيرة تامان هي بالتأكيد جزء من شركيسيا لكن عانت منذ البدء. كانت الأراضي الأصلية لمقاطعة جانا. في العصور القديمة عاش الشراكسة هناك جنبا إلى جنب مع شرائح معتبرة من غير الشركس. وكانت المدن في تلك المنطقة من ناحية تاريخية منخرطة في التجارة الدولية. وجميع القطع الأثرية من هناك ترتبط بالتأكيد بالشركس في المقام الأول، وليس غيرهم بعد ذلك. فالبرنامج التلفزيوني مع بوتين مؤخّراً يتظاهر فيه بأنه غطاس يستخرج سفينة النبيذ القديمة من قاع البحر أثارت غضباً آخر لدى الشباب الشركس على الإنترنت. لقد اثبت ذلك بأنا على حق بما نفعله وان شكاوينا ومطالباتنا هي محقّة بكل ما في الكلمة من معنى”.

 

إيجل

مجموعة العدالة لشمال القوقاز

Share Button

زعماء الخاسه يثقون بـ “حسن نية” جورجيا

زعماء الخاسه يثقون بـ “حسن نية” جورجيا

7219bcde534ea74a0ca0ac2430a6355f

شركسك / وكالة أنباء القفقاس ـ لا يرى بعض زعماء الخاسه في القرشاي ـ شركس صلة بين اعتراف جورجيا بإبادة الشراكسة والحرب التي شنتها على أوسيتيا الجنوبية عام 2008.

حيث قال زعيم الخاسه في القرشاي ـ شركس محمود تشيركيسوف إن اعتراف جورجيا بإبادة الشراكسة يمكن اعتباره مؤشرا يدل على تحولها نحو الديمقراطية.

وعلق تشيركيسوف على تنامي الدور الجورجي في شمال القفقاس خلال السنوات الثلاث الماضية بقوله: “إذا لم تولي روسيا الاهتمام اللازم بالقفقاس فسيقوم آخرون بإبداء هذا الاهتمام. يجب على روسيا إطلاق حوار بناء مع جميع شعوب شمال القفقاس وليس دفعها النقود للمنطقة”.

من جهته عبّر زعيم خاسه الشباب تيمور جوجوييف عن رأي مشابه حيث قال إنه لا يرى صلة بين اعتراف تفليس بالإبادة وحربها على أوسيتيا الجنوبية مضيفا أنه ينظر بإيجابية إلى تنامي الدور الجورجي في المنطقة في حال كانت الإدارة الجورجية صادقة في دوافعها.

وأكد جوجوييف أنه ليس هناك ما يدعو للقلق بقوله: “إن من يقيم علاقة تعاون إنساني مع جورجيا يتمتع بحق الانسحاب في أية لحظة في حال حصل أمر لم يرق له. قد تعمل جورجيا في السنوات المقبلة على مواصلة تصحيح اختلال سياستها تجاه القفقاس”.

وكان البرلمان الجورجي قد اعترف بإبادة الشراكسة في 20 أيار/مايو الماضي كما تقيم جورجيا منذ عام 2009 مؤتمرات وندوات منتظمة لمناقشة مشاكل الشراكسة تدعو إليها شخصيات من مختلف الجمهوريات القفقاسية.

نقلا عن: وكالة أنباء القوقاز

http://www.ajanskafkas.com/haber,26622,15861593160515751569_157516041582157515871607_1610.htm

Share Button

محيط: فلاديمير بوتين قيصر روسيا الماكر

فلاديمير بوتين قيصر روسيا الماكر

13 أغسطس/آب 2011


محيط – مي كمال الدين
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي يتمتع بشعبية كبيرة في روسيا هل يكون انتهاء عام 2007 هو نهاية سياسية بالنسبة له، أم يكون بداية لحياة سياسية جديدة مع بداية عام 2008، ولكن بشكل يختلف عن حياته السياسية كرئيس لروسيا، وعلى الرغم من انتهاء فترة حكم بوتين الرسمية  لروسيا إلا أنه يعتقد الكثيرون أن بوتين سوف يظل يتمتع بمكانته السياسية كقائد وزعيم للشعب الروسي.

 

شهد عام 2007 حالة من الترقب بالنسبة للشعب الروسي، ما بين إمكانية أن يظل بوتين رئيساً لجمهوريتهم لمدة ولاية ثالثة، مع تعديل في الدستور يسمح له بالبقاء في سدة الحكم، وما بين مغادرته لمنصبه مع انتهاء فترة الولاية الثانية.

وقد تضاربت الآراء في الشارع الروسي ما بين مؤيد ومعارض لبقاء الرئيس الروسي في منصبه وتعديل الدستور، وهو الأمر الذي قيل أن بوتين رفضه مؤكداً أنه لن يغير الدستور من أجل البقاء في الحكم لفترة ولاية ثالثة.

 

النشأة والتعليم

اسمه فلاديميروفييتش بوتين، ولد في لينينجراد في السابع من أكتوبر عام 1952م، قام والده فلاديمير سبيريدونوفيتش بوتين بالمشاركة في الحرب العالمية الثانية دفاعاً عن لينينجراد.

تخرج بوتين من كلية الحقوق – جامعة لينينجراد – عام 1975م، وقام بتأدية الخدمة العسكرية بجهاز أمن الدولة، كما حصل على درجة الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد، ويجيد كل من اللغتين الألمانية، والإنجليزية.

 

التاريخ العملي 

تقلد بوتين خلال مشواره العملي العديد من المناصب والتي تدرج فيها حتى أصبح رئيساً للبلاد، من المهام التي شغلها بوتين:

عقب تخرجه من جامعة لينينجراد تم تكليفه بالعمل في لجنة أمن الدولة KGBبالإتحاد السوفيتي سابقاً، وفي عام 1984م  تم إرساله إلى أكاديمية الراية الحمراء التابعة لـ KGB  ومدرسة المخابرات  الأجنبية، وعقب انتهائه من الدراسة  في عام 1985 تم تعيينه للعمل بجمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة في الفترة ما بين 1985- 1990م.

 ثم تولى منصب مساعد رئيس جامعة لينينجراد للشئون الخارجية بداية من عام 1990م،  وأصبح مستشاراً لرئيس مجلس مدينة لينينجراد، في يونيو 1991م قام بتولي رئاسة لجنة العلاقات الاقتصادية في بلدية سانت بيترسبرج، ثم أصبح النائب الأول لرئيس حكومة مدينة سانت بيترسبرج في عام 1994م.

 


تم انتخابه رئيساً لروسيا الاتحادية في السادس والعشرين من مارس عام 2000، وتولى المنصب في السابع من مايو من نفس العام، وأعيد انتخابه رئيساً لروسيا مرة أخرى في الرابع عشر من مارس 2004 وقد اكتسح الانتخابات بغالبية الأصوات، وهو القائد العام للقوات المسلحة، ورئيس مجلس الدولة.   
في أغسطس عام 1996م أصبح نائباً لمدير الشئون الإدارية في الرئاسة الروسية، ثم نائباً لمدير ديوان الرئيس الروسي ورئيساً لإدارة الرقابة العامة في الديوان منذ مارس 1997م، وفي مايو 1998م أصبح نائباً أول لمدير ديوان الرئيس الروسي، وفي يوليو 1998م تولى منصب مدير جهاز الأمن الفيدرالي في روسيا الاتحادية، ومنصب أمين مجلس الأمن في روسيا الاتحادية في مارس 1999م، وفي أغسطس 1999 أصبح رئيساً لحكومة روسيا الاتحادية، تولى مهام رئيس روسيا الاتحادية بالوكالة في 31 ديسمبر 1999م وذلك بعد تنحي الرئيس السابق بوريس يلتسن.

   

أخر نجاحاته 

كانت أخر النجاحات التي حققها بوتين في المضمار السياسي، ترأسه لقائمة حزب روسيا الموحدة في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في ديسمبر 2007، والتي فاز بها بنجاح ساحق، وحصل الحزب على أغلبية ساحقة من مقاعد البرلمان 315 مقعداً من أصل 450 مقعد من إجمالي عدد المقاعد، هذا في مقابل 57 مقعد للحزب الشيوعي الروسي، هذا بالإضافة لكل من الحزب الليبرالي الديمقراطي والذي حصل على 40 مقعد، وحزب روسيا العادلة والذي حصل على 38 مقعداً.

 

في عهد رئاسته

في خلال فترة رئاسته عمل بوتين على تعزيز السلطة المركزية، وإحداث التوازن في العلاقات يبن الجهاز التشريعي ووكالات تطبيق القانون، والحفاظ على نمو اقتصادي مستقر.

كما بلغ معدل النمو في الناتج المحلي الإجمالي في روسيا حوالي 7% سنوياً، هذا بالإضافة للانخفاض الملحوظ لكل من التضخم والبطالة، وارتفع الدخل الحقيقي للسكان بنسبة 50%، كما عملت الحكومة على تسديد ديون خارجية تبلغ قيمتها 50 مليار دولار، ووصل الاحتياطي الأجنبي للبنك المركزي إلى رقم قياسي وهو 84 مليار دولار مما يدل على الانتعاش المالي التي حظيت به روسيا في عهده، فقد أصبح الاقتصاد الروسي واحداً من أكبر عشر اقتصاديات في العالم.

كما سعى بوتين من أجل مضاعفة الناتج المحلي والحد من الفقر، وتحديث القوات المسلحة لضمان التنمية الوطنية، وإعادة السيطرة على عدد من القطاعات الهامة في الدولة مثل قطاعي النفط والغاز.

هذا بالإضافة للحد من التدهور السياسي الداخلي الذي عانت منه البلاد في أواخر التسعينات قبل أن يتولى بوتين الحكم، وفي مجال السياسية الخارجية برز دور روسيا في العديد من القضايا والأمور السياسية العالمية مما أعاد لها وضعها مرة أخرى كإحدى القوى المؤثرة في الخريطة السياسية للعالم.     

    

من بعد بوتين؟

يدور التساؤل الآن حول من هو الرئيس المستقبلي لروسيا وقد تم ترشيح عدد من الأسماء من أجل الرئاسة وحل محل الرئيس الحالي بوتين، ومن هذه الأسماء  سيرجي إيفانوف وزير الدفاع السابق، النائب الأول لرئيس الحكومة، وديميتري ميدفيديف النائب الأول الآخر لرئيس الوزراء، وفيكتور زوبكوف الذي عين رئيسا للحكومة في سبتمبر 2007، والذي من الممكن الذي ينافس بقوة في انتخابات الرئاسة.   

 

الرئيس الجديد والقديم

 قام بوتين بترشيح النائب الأول لرئيس الوزراء ديميتري مييدفييدف البالغ من العمر 42 عام عن حزب روسيا الموحدة – الحزب الحاكم –  لرئاسة الجمهورية وخلافته، وقد امتدحه بوتين وأشار لعمله معه لمدة طويلة في عدد من الهيئات الحكومية.

وقد تخرج كل من ميدفيديف وبوتين من نفس الكلية والجامعة، وهي كلية الحقوق بجامعة لينينجراد فتخرج ميدفيديف عام 1990، بينما تخرج بوتين منها عام 1975م .

 

بوتين وميدفيديف

ارتبط التاريخ العملي بين كل من بوتين وميدفيديف، فتعاونا معاً في أكثر من مرحلة عملية وذلك على مدار سبعة عشر عاماً نذكر منها مايلي :

شغل ميدفيديف منصب مستشاراً قانونياً للجنة العلاقات الاقتصادية بيترسبرج عندما كان بوتين رئيساً لها، كما شغل منصب نائب رئيس الجهاز الإداري للحكومة، عندما كان بوتين رئيساً للحكومة الروسية، ثم نائباً لرئيس ديوان الكرملين وذلك عند تولي بوتين رئاسة روسيا بالوكالة، كما ترأس ميدفيديف الحملة الانتخابية لبوتين عندما خاض الأخير انتخابات الرئاسة عام 2000م، وفي عام 2002 تم تعيينه من قبل بوتين رئيساً لمجلس إدارة شركة ” غاز بروم” الروسية، وفي عام 2003 تولى ميدفيديف رئاسة ديوان الكرملين، وفي عام 2005 عينه بوتين نائباً أول لرئيس الوزراء، ومن هنا نجد أن هناك عدد من الخيوط المشتركة بين كل من ميدفيديف وبوتين. 

 

ما بعد الرئاسة

أبدى بوتين موافقته بالنزول عن عرش الرئاسة ليتولى رئاسة الحكومة الروسية الجديدة وذلك في حالة فوز ميدفيديف بالانتخابات الرئاسية، والتي من المقرر عقدها في مارس 2008،  وإن كان هذا الأمر يراه البعض مستبعد وأن موافقة بوتين ما هي إلا نوع من الدعم الانتخابي لميدفيديف .

كما أشارت بعض المصادر الروسية إلى احتمالية تولي بوتين لمنصب رئيس مجلس إدارة شركة “غاز بروم” إلى جانب منصب رئيس الحكومة، ولكن الشئ المؤكد والذي تدعمه العديد من الآراء أن بوتين سوف يظل يحظى بأهمية بالغة على الساحة الروسية والعالمية، وسيظل زعيماً للشعب الروسي.

  

شخصية العام لـ 2007

وقع اختيار مجلة التايم الأمريكية عليه ليكون شخصية العام لـ 2007، هذا الأمر الذي أثار نوع من الجدل والانتقاد في الأوساط الأمريكية التي ترى انه توجد شخصيات أخرى أكثر استحقاقاً منه لهذا اللقب، ولكن تبعاً لما أدلى به رئيس المجلة أن بوتين يستحق هذا اللقب نظراً لتحقيقه الاستقرار لروسيا وإعادته لها لتتربع ضمن قائمة دول العالم الرئيسية، كما أضافت المجلة أن منحها هذا اللقب لبوتين لا يأتي من كونه رئيس جيد أم لا ولكن من منطلق الاعتراف بتأثيره الشديد على كل من الساحتين الروسية والدولية.

 

بطل رياضي

عرف بوتين ليس فقط كشخصية سياسية حاكمة لروسيا ولكن أيضاً كبطل رياضي فقد شغف برياضات الدفاع عن النفس، والتي شغلت حيز من اهتمامه أثناء فترة شبابه، ففي عام 1973م أصبح أستاذاً في لعبة السامبو وهي إحدى فنون الدفاع عن النفس الروسية، ثم تحول منها إلى لعبة الجودو والتي تألق بها حاصلاً على الحزام الأسود، كما فاز بعدد من بطولات السامبو والتي أقيمت في سانت بيترسبرج.

 

الحياة الشخصية لبوتين

تزوج فلاديمير من زوجته لودميلا الكسندروفنا عام 1983م، وقد التقيا عندما كان بوتين لا يزال طالباً، وكانت لودميلا تعمل كمضيفة طيران وتقيم في مدينة لينينجراد، وقد أسفر هذا الزواج عن ابنتين هما ماريا وكاتيا.

http://www.moheet.com/show_news.aspx?nid=77352&pg=67

Share Button

نشطاء شراكسة موالين لموسكو يتخذون خطوات جريئة في مبادراتهم

نشطاء شراكسة موالين لموسكو يتخذون خطوات جريئة في مبادراتهم

نشر موقع  مؤسّسة جيمس تاون الألكتروني على الإنترنت بتاريخ 15 أغسطس/آب 2011 مقالا للكاتب فاليري دزوتسيف Valery) Dzutsev) بعنوان “نشطاء شراكسة موالين لموسكو يتخذون خطوات جريئة في مبادراتهم وجاء فيه:

(Source: News.az)
(Source: News.az)

في 11 أغسطس/آب، رفع جزئيا نظام مكافحة الإرهاب المعمول به في قباردينو – بلقاريا. وقد رفعت رسميا من قائمة عمليات مكافحة الإرهاب ضواحي عاصمة الجمهورية نالتشيك – حسانيا (Khasanya) وبلايا ريتشكا (Belaya Rechka) وفولني أول (Volny Aul) – إلى جانب عدد من المستوطنات القريبة في مقاطعة شيجيم (Chegem). ومع ذلك، فإن المناطق الجبلية من الجمهورية – مقاطعتي إلبروز (Elbrus) وباكسان (Baksan) — بقيت تحت نظام خاص. في الآونة الأخيرة وفي 19 يوليو/تموز، دافع وزير داخلية قباردينو – بلقاريا سيرغي فاسيلييف (Sergei Vasiliev) عن سريان مفعول نظام مكافحة الإرهاب معلناً بأنّه “على الرغم من القضاء على كبار قادة الحركة السرية المسلحة، فإن الغارات التي يشنها المسلحون تواصلت والوضع ما زال متوترا إلى أبعد الحدود”. وقد فرضت موسكو النظام الخاص في قباردينو – بلقاريا في فبراير/شباط من هذا العام بعد ان قتل في الجمهوريّة مجموعة من السياح الوافدين من موسكو (www.kavkaz-uzel.ru, August 11).

نظام مكافحة الإرهاب له في الغالب معنى رمزي ونفسي في شمال القوقاز. والغياب الفعلي للرقابة العامة على إجراءات الشرطة يتيح للشرطة عملياً اتّخاذ أيّة إجراءات تراها ضرورية، وحتى بدون وجود نظام خاص. فأنباء عن عمليات الخطف والقتل خارج نطاق القانون والانتهاكات الأخرى لحقوق الإنسان تأتي من أجزاء في شمال القوقاز التي هي في كثير من الأحيان لا تخضع لنظم عملية مكافحة الإرهاب.

وأوضحت الأجهزة الأمنية أن نظام مكافحة الإرهاب قد ساعد على “القضاء” على قادة الحركة السرية المسلحة في قباردينو – بلقاريا. في الواقع، في 29 أبريل/نيسان، قتلت أجهزة الأمن الروسية 10 أشخاص، بينهم العديد من أعتى قادة التمرد في هذه الجمهورية، بما في ذلك كازبيك تاشوييف (Kazbek Tashuev) و أكر جابوييف (Aker Jappuev) و راتمير شامييف (Ratmir Shameyev) وغيرهم. هؤلاء المتمردين، على أيّة حال ، لم يقتلوا في قباردينو – بلقاريا، ولكن في المنطقة المجاورة الناطقة باللغة الروسية ستافروبول. وأعلنت وكالات تنفيذ القانون أنه خلال نظام مكافحة الارهاب في قباردينو – بلقاريا تمكنوا من تعطيل عملثلاثة مختبرات لانتاج عبوات ناسفة وصادرت 20 كيلوغراما من المتفجرات إلى جانب 70 عبوة ناسفة والآلاف من طلقات الذخيرة (www.kavkaz-uzel.ru, August 11).

المنطق من وراء نظام عملية مكافحة الإرهاب في قباردينو – بلقاريا تكون ربّما أنّه أكثر تعقيدا مما يبدو للوهلة الأولى. هذه الجمهورية هي الأكبر من حيث الأراضي التي يقطنها الشركس في شمال القوقاز، وبالتالي هي المصدر الأكثر احتمالا لمصاعب محتملة بالنسبة لموسكو، التي تروج لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي في عام 2014. والشركس في جميع أنحاء العالم، وبشكل متزايد في شمال القوقاز، يدعون موسكو الى الاعتراف بتصرفات الإبادة الجماعية من قبل روسيا ضد أجدادهم في ستّينيّات القرن التّاسع عشر وما بعد ذلك، واتخاذ إجراءات للتخفيف من آثار حروب الإمبراطورية الروسية.  لذا، فإن إحدى السبل الممكنة لموسكو للحفاظ على شراكسة شمال القوقاز منضبطين أن يتم إرباكهم بعمليّة مكافحة إرهاب مستمرّة في قباردينو – بلقاريا وحرب أهلية مستترة ذات نطاق جغرافي محدود مما سيدفع إلى غوص الناشطين الشركس إلى الأسفل مع المشاكل في هذه الجمهورية.

ربما هذا ما يفسر جزئيا لماذا قوات الحكومة مستعدّة تماما للتصعيد من أجل التصعيد لمستوى الصراع في قباردينو – بلقاريا، وذلك باستخدام الطائرات العسكرية وأسلحة ثقيلة أخرى. في 29 يوليو/تموز، في أعقاب مقتل نائب قائد الشرطة في مقاطعة أورفان من قباردينو – بلقاريا، أموربيك بيتوخوف (Amurbek Bitokhov) في 27 يوليو/تمّوز، فإن الأجهزة الأمنية الروسية استخدمت مروحيات عسكرية لتعقب الّذين قتلوا بيتوخوف. وكان المعنى الحقيقي لاستخدام الطائرات للقيام بعملية للشرطة ليس لتحديد موقع شخص ما — في حالة بيتوخوف لم يتم في الواقع تعقّب أحد — ولكن لإعطاء إنطباع أو ربما لترهيب السكان المحليين (www.kavkaz-uzel.ru, July 29).

عززها النشاط الشركسي في جميع أنحاء العالم والاعتراف الجورجي الأخير لجرائم الإبادة الجماعية الشركسية، فالناشطين الشراكسة في شمال القوقاز يوسّعون من نطاق انتشارهم. في 11 أغسطس/آب، ذكرت صحيفة غازيتا يوغا (Gazeta Yuga)، والتي تصدر في نالتشيك، ان وفدا من الناشطين الشراكسة قام بزيارة سوتشي (Sochi) وكراسنايا بوليانا (Yasnaya Polyana) للاحتفال بالذكرى 150 عاما لأول برلمان شركسي عرف تاريخيا. اعتمد المشاركون في العمل نداءاً الى الأراضي المأهولة بالسكان الشّركس في شمال القوقاز والمنظمات المدنية. مشيدا “بأول برلمان وحكومة مستقلة لشركيسيا”، أكد النداء أن الشركس في تلك الفترة “قاموا بإثبات وجودهم على الساحة الدولية، متطلّعين إلى وضع يخضع للقانون الدولي”، وقال رئيس الجمعيّة الشركسية العالميّة كانوشباي أجاخوف (Kanoshbi Azhakhov) في مقابلة مع صحيفة غازيتا يوغا أن الشركس يتوقعون بأن تسمح موسكو وتسهل العودة إلى الوطن للشراكسة ا الذين رُحّلَ أجدادهم من شمال القوقاز (http://gazetayuga.ru/archive/number/obs.htm).

ومن المثير للاهتمام أنّه حتّى المنظمات الشركسية المعتدلة نسبيا مثل الجمعية الشركسية العالمية أصبحت أكثر جرأة في التعبير عن مطالبهم وتطلعاتهم في أعقاب انفجار الحراك الشّركسي واعتراف جورجيا خلال مايو/أيّار الماضي بالإبادة الجماعية الشركسية.

حصل الشراكسة مؤخرا على ما قد يكون واحدا من الحلفاء غير المرجّحين – روسيا البيضاء (Belarus). شخص يدعى سيرجي نافوييف (Sergei Navoev) ظهر لاول مرة بصفته مؤيّداً متحمّساً للشركس في مقال منتقد للغاية من تصرفات روسيا في الأراضي الشركسية، مؤكدا أن الإبادة الجماعية الشركسية ليست شيئا من الماضي، بل هي عملية مستمرة من قبل موسكو في محاولة للقضاء على الّلغة والثّقافة والشعب الشركسي. في نهاية مؤثّرة لهذه المقاله، قال نافوييف انه ولد في عائلة شركسية، ولكن نشأ في روسيا البيضاء بعد مقتل والديه عندما كان لا يزال طفلا رضيعا. وكتب نافوييف أن دعوته الجديدة في الحياة هي “نشر الأدب الشركسي في روسيا البيضاء على نطاق واسع” (http://www.elot.ru/main/index.php?option=com_content&task=view&id=2496&Itemid=1).

 

في حين أن هوية هذا الشخص لا تزال غير معروفة، إذا كانت في الواقع حكومة رئيس بيلاروسيا (روسيا البيضاء) الكسندر لوكاشينكو (Alyaksandr Lukashenka) هي وراء هذا الدعم للقضية الشركسية، فإنه يضيف مكيدة إضافية للعلاقات المعقدة بالفعل بين روسيا وروسيا البيضاء، كذلك إضافة حليف آخر غير متوقع في القضية الشركسية.

ترجمة: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

 

مجموعة العدالة لشمال القوقاز

 

Share Button

نرحّب بتدوين كافّة المشاركات والتعليقات